ما حكم من سب الله سبحانه و تعالى وسب الدين أوسب الرسول عليه الصلاة والسلام مع التفصيل ؟؟؟
السؤال:ما حكم من سب الله سبحانه و تعالى ـ يا سبحان الله ـ و سب الدّين أو سب الرّسول عليه الصلاة و السلام مع التفصيل حيث إن هنالك فتوى بأن من سب الله و إن تكرر منه ذلك باستمرار طالما أنه يصلي فهو فاسق و ليس بكافر ؟
الجواب : نحن في عصر العجائب و هذه الفتوى من العجائب إن كان المفتي من أهل العلم، فكفر من سبّ الله و رسوله والدين الإسلامي محل إجماع ولا نعلم الخلاف في ذلك أبدا ـ قبل هذا المفتي ـ كائنا من كان أهل العلم مجمعون على أن من سب الله يعتبر كافرا كفر بواحا ومن سب رسوله عليه الصلاة و السلام أو الدين الإسلامي أو سخر من الرسول أو سخر من الدين أو من سخر من الله ، فينبغي أن ننظر في المسألة نظرة عقلية ، فالذي يسب الله أليس معنى ذلك يكره الله ؟ شاب سألني البارحة أو قبل قال لو سب الله في حالة غضب، ما الحكم الجواب غضب على من يعني غضب على الله فسبه؟؟ أو أراد الشاب أن يزيد ـ لعله دارس للفقه ـ قال علي طلاق الغضبان ، الجواب هذا قياس مع الفارق غضب زيد على امرأته لسوء عشرتها غضبا شديدا حتى فقد الشّعور فطلقها لا يقع الطلاق؛ لكن تعالوا هل تتصورون عبدا من عبيد الله يغضب على رب العالمين فيسبه؟ يسب الله ، هل تسب من تحبه لا ، إنما تسب من تبغضه هنا سر الكفر؛ لأنه يبغض الله ـ كره الله حتى سبه إذا كره الله كفر لأن كراهة الله خراب القلب ـ حقيقة الكفر خراب القلب ـ و من خرب قلبه و كره خالقه و سب الله لا يجوز لمسلم أن يشك في كفره و من يشك في كفره فلم يُكَفِّرْهُ فَيَكْفُرْ هو الثاني. فانظر إلي المسألة بعين البصيرة محبة الله روح الإيمان و محبة رسول الله عليه الصلاة و السلام شعبة عظيمة من شعب الإيمان،فكيف يجرؤ مسلم أن يسب رسول الله عليه الصلاة و السلام ، رسول الله الذي أثنى عليه أبو طالب و هو لم يؤمن به و أثنى على دينه ـ يا سبحان الله ـ أبو طالب يقول و هو يعترف بصحة دين محمد عليه الصلاة و السلام
و لقـد علمـت بـأن ديـن محمــد مــن خـيـر أديـان البريّــة دينــا
لـولا الملامــة أو حـِذارٌ مسُـــبَّة لوجـدتـني ســمحا بـــذاك مبينـا
منع أبو طالب من الإيمان خوف المسبة و خوف الملامة؛ ولكنه يقدّر رسول الله عليه الصلاة و السلام و يستميت في الدّفاع عنه فآزره حتى بلغ رسالته ربه . ويأتي في هذا الوقت يفتي مفتي لو سب الله و لو سب رسول الله عليه الصلاة والسّلام طالما يصلي فهو فاسق ليس بكافر ، و هل صلاته تقبل و هل صلاة المرتد تقبل أليس من شرط قبول الأعمال الإيمان فذا ليس بمؤمن ، لذلك لا ينبغي أن ننخدع إذا هفا عالم هفوة فلكل جواد كبوة و لكل عالم هفوة و لكنها زلة، زلة عالم زلة العالم و خصوصا في هذا الوقت هذه الأشرطة أصبحت تنقل كل شيئ من شر و خير إلى العالم في الدّاخل و الخارج. فكم يكون عيبا و عارا أن ينقل من عالم سني فتوى يفتي فيها بأن من سب الله و رسوله ليس بكافر ، و قد أجمع العلماء قبله على ذلك و سر الكفر واضح كما علمتم لأن سر ذلك خراب القلب فنسأل الله لنا و لكم الثبات فالمسألة خطيرة ومن يتصدون للفتوى عليهم أن يراقبوا الله رب العالمين و إلا فموقفنا خطير .
السّؤال 28 من شريط 28 سؤالاً في الدعوة السّلفية
للشيخ العلاّمة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله
السّؤال 28 من شريط 28 سؤالاً في الدعوة السّلفية
للشيخ العلاّمة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله
تعليق