كرسي الرحمن جل جلاله
قال الله تعالى:{{ الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم }}.
أيها الأحبة:- هذه الآية معروفة بآية الكرسي وهي أعظم آية في كتاب الله المجيد،ورد فيها ذكر الكرسي،وقد نسبه الرحمن إلى نفسه عندما قال: {كرسيه}
فما المراد به ؟؟
وهل هو كرسي حقيقي؟؟؟
وهل هو موجود؟؟؟
نعم أيها الأخوة: أنه كرسي حقيقي يليق بمقام الرب جل جلاله، خلقه الله وهو موجود وستعرف حقيقته بعد أن تطلع على الأدلة الصحيحة الصريحة المبينة لذلك أن شاء الله.
وقبل الخوض في هذا المعترك الصعب الذي هو من مسائل العقيدة،نأتي على تعريف الكرسي في لغة العرب وماالمراد به شرعاً حتى نصل بأمان إلى معتقد أهل السنة والجماعة في هذه المسالة.
الكرسي لغةً:- ((أن كلمة كرسي من جهة اللغة مأخوذة من الكَرْسِ،والكَرْسِ هو الجمع في اللغة،ويقال للكرسي المعروف إنه كرسي لأجل أن أعواده تُجمع على هيئة ما.
فالكرسي يختلف عن المقعد الآخر بأنهُ أعواد مجموعة في اللغة،ومنه سُميَ العلماء أيضاَ كَراسِي لأجل أنهم جَمَعوا العلم،لأجل معنى الجمع،وكذلك قيل للورق المجموع على نحوٍ ما كراسَة؛لأنها أوراق جُمِعَتْ.
فمادة الجمع مادة الكَرس تعود إلى الجمع،ويقال تَكَرَّسَ فلان بالشيء إذا جَمَعَهُ أو تكرَّس فلان الشيء إذا جمعه إلى صدره أو جمعه إليه.
فإذاً مادة الكرسي مأخوذة من الجمع)).
من كلام الشيخ العلامة صالح آل الشيخ حفظه المولى في شرح الطحاوية.
الكرسي شرعاً:- هو جسم عظيم بين يدي العرش بمثابة المرقاة إليه،وهو موضع القدمين.
إذاً ((الكرسي مخلوق من مخلوقات الله عظيم جداً،جعله الله بهذا العِظَمْ،وأنه وسع السموات والأرض،وأكثر من ذلك،السموات صغيرة بالنسبة لكرسي الرحمن جل جلاله)).
(المصدر السابق).
فعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة،وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة)).
(السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله حديث رقم\109).
وهذا الحديث يدل على أن الكرسي أعظم المخلوقات بعد العرش،وهو كالمرقاة بين يدي العرش وهو موضع القدمين،وهذا هو قول عدد من الصحابة رضي الله عنهم وكذا التابعين وهو معتقد السلف الصالح.
فهذا بن عباس رضي الله عنهما يقول في تفسير قول الله تعالى:
((وسع كرسيه السموات والأرض)):
( الكرسي موضع القدمين،والعرش لا يقدر أحد قدره).
إسناده صحيح،أخرجه عبد الله بن أحمد في (السنة)(1\301).
وهذا أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
(( الكرسي موضع القدمين،وله أطيط كأطيط الرحل)).
صححه الشيخ الألباني رحمه الله في (مختصر العلو)(124).
وقال الإمام عبد الله بن أبي زيد القيرواني رحمه الله،الملقب بمالك الصغير كما نقله عنه أبن القيم رحمه الله في كتابه(اجتماع الجيوش الأسلامية)(151)، (( وأن لله سبحانه كرسياً،كما قال عز وجل: {وسع كرسيه السموات والأرض}،وكما جاءت به الآحاديث أن الله سبحانه يضع كرسيه يوم القيامة لفصل القضاء،
وقال مجاهد: كانوا يقولون: ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقةٍ ملقاةٍ في فلاةٍ من الأرض)).
إذاً قول أهل السنة الثابت عنهم في هذه المسألة هو أن الكرسي بين يدي العرش،وانه موضع القدمين وهذا المعتقد ثابت بالكتاب والسنة والأجماع المعتبر.لهذا قال أبن تيمية رحمه الله كما في (مجموع الفتاوى)(6\584)
(( الكرسي ثابت بالكتاب والسنة،وإجماع جمهور السلف )).
وقول أبن كثير رحمه الله في تفسيره:
(( الكرسي ليس في اللغة عبارة عن الفلك،وإنما هو كما قال غير واحدٍ من السلف بين يدي العرش كالمرقاة إليه )).
وقول الشوكاني رحمه الله في تفسيره:
(( قوله{وسع كرسيه}،الكرسي الظاهر أنه الجسم الذي وردت الآثار بصفته )).
فهذه آثارةٌ من أقوال أعلام السلف،كما تراها أخي الحبيب قد تظافرت على إثبات الكرسي وبيان صفته وحجمه،فالحمد لله الذي وفق هؤلاء الجهابذة لأتباع الطريق الحق القويم،والألتزام بالنصوص الشرعية وتقديمها،واعتقاد ما دلت عليه،فأثبتوا حقيقة الكرسي،وهذا ما تشهد له اللغة العربية بالصحة كذلك.
تنبيه!!!
هل يجوز السؤال عن كيفية وضع الرحمن قدميه على الكرسي؟؟؟
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاَّم رحمه الله عندما ذكر عنده ما يروى في الرؤية،والكرسي موضع القدمين،والضحك،وأشباه ذلك: ((هذه الأحاديث صحاح،حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض،وهي عندنا حقٌّ لا نشكُّ فيها،ولكن إذا قيل:
كيف وَضَعَ قَدَمَهُ؟؟؟وكيف ضَحَكْ؟؟؟
قلنا: لا نفسر هذا،ولا سمعنا أحداً يفسره )).
(شرح أصول السنة للألكائي)(3\526).
إذاً السؤال عن الكيفية لا يجوز لأنه لا يدرك كنه ذلك ألا الله جل وعلا وهو سبحانه يضع قدميه على الكرسي وضعاً يليق بجلاله وكماله،وقد وردت في ذلك آثار تدل على أن الرب تبارك وتعالى يضع قدميه على الكرسي،ذكرها الشيخ أبو إسماعيل الهروي رحمه الله في كتابه(الأربعين في دلائل التوحيد)(56،57)،وقد بوب لها باباً سماه:
(( باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي)).
وهل الرحمن جل جلاله بحاجة إلى العرش والكرسي أم مستغنٍ عنهما وعن غيرهما؟؟!!!
أجاب عن هذا الأستفسار فأجاد وأفاد العلامة الجليل أسد السنة وفحل فقهها الشيخ الألباني رحمه الله رحمة واسعة في تعليقه على كلام الطحاوي رحمه الله:
(( وهو مستغنٍ عن العرش وما دونه ))
فقال: ((قال الشارح رحمه الله تعالى:وإنما قال الشيخ رحمه الله هذا الكلام هنا؛لأنه لما ذكر العرش والكرسي ذكر بعد ذلك غناه سبحانه عن العرش وما دون العرش
ليبين أن خلقه العرش لاستوائه عليه ليس لحاجة إليه بل له في ذلك حكمة اقتضته وكون العالي فوق السافل لا يلزم أن يكون السافل حاوياً للعالي محيطاً به حاملاً له
ولا أن يكون الأعلى مفتقراً إليه
فانظر إلى السماء كيف هي فوق الأرض وليست مفتقرة إليها؛
فالرب تعالى أعظم شأناً وأجل من أن يلزم من علوه ذلك،بل لوازم علوه من خصائصه وهي حمله بقدرته للسافل وفقر السافل وغناه هو سبحانه عن السافل وإحاطته عز وجل به
فهو فوق العرش مع حمله بقدرته للعرش وحملته وغناه عن العرش وفقر العرش إليه وإحاطته بالعرش وعدم إحاطة العرش به وحصره للعرش وعدم الحصر للعرش له،
وهذه اللوازم منتفية عن المخلوق
ونفاة أهل العلو التعطيل لو فصلوا بهذا التفصيل لهدوا إلى سواء السبيل وعلموا مطابقة العقل للتنزيل ولسلكوا خلف الدليل ولكن فارقوا الدليل فضلوا عن سواء السبيل.والأمر في ذلك كما قال الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن قوله تعالى: {ثم استوى على العرش}،وغيرها:كيف استوى؟ فقال:الأستواء معلوم والكيف مجهول)).
أخوكم المحب:عماد زكلاب محمد الحديدي
قال الله تعالى:{{ الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم }}.
أيها الأحبة:- هذه الآية معروفة بآية الكرسي وهي أعظم آية في كتاب الله المجيد،ورد فيها ذكر الكرسي،وقد نسبه الرحمن إلى نفسه عندما قال: {كرسيه}
فما المراد به ؟؟
وهل هو كرسي حقيقي؟؟؟
وهل هو موجود؟؟؟
نعم أيها الأخوة: أنه كرسي حقيقي يليق بمقام الرب جل جلاله، خلقه الله وهو موجود وستعرف حقيقته بعد أن تطلع على الأدلة الصحيحة الصريحة المبينة لذلك أن شاء الله.
وقبل الخوض في هذا المعترك الصعب الذي هو من مسائل العقيدة،نأتي على تعريف الكرسي في لغة العرب وماالمراد به شرعاً حتى نصل بأمان إلى معتقد أهل السنة والجماعة في هذه المسالة.
الكرسي لغةً:- ((أن كلمة كرسي من جهة اللغة مأخوذة من الكَرْسِ،والكَرْسِ هو الجمع في اللغة،ويقال للكرسي المعروف إنه كرسي لأجل أن أعواده تُجمع على هيئة ما.
فالكرسي يختلف عن المقعد الآخر بأنهُ أعواد مجموعة في اللغة،ومنه سُميَ العلماء أيضاَ كَراسِي لأجل أنهم جَمَعوا العلم،لأجل معنى الجمع،وكذلك قيل للورق المجموع على نحوٍ ما كراسَة؛لأنها أوراق جُمِعَتْ.
فمادة الجمع مادة الكَرس تعود إلى الجمع،ويقال تَكَرَّسَ فلان بالشيء إذا جَمَعَهُ أو تكرَّس فلان الشيء إذا جمعه إلى صدره أو جمعه إليه.
فإذاً مادة الكرسي مأخوذة من الجمع)).
من كلام الشيخ العلامة صالح آل الشيخ حفظه المولى في شرح الطحاوية.
الكرسي شرعاً:- هو جسم عظيم بين يدي العرش بمثابة المرقاة إليه،وهو موضع القدمين.
إذاً ((الكرسي مخلوق من مخلوقات الله عظيم جداً،جعله الله بهذا العِظَمْ،وأنه وسع السموات والأرض،وأكثر من ذلك،السموات صغيرة بالنسبة لكرسي الرحمن جل جلاله)).
(المصدر السابق).
فعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة،وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة)).
(السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله حديث رقم\109).
وهذا الحديث يدل على أن الكرسي أعظم المخلوقات بعد العرش،وهو كالمرقاة بين يدي العرش وهو موضع القدمين،وهذا هو قول عدد من الصحابة رضي الله عنهم وكذا التابعين وهو معتقد السلف الصالح.
فهذا بن عباس رضي الله عنهما يقول في تفسير قول الله تعالى:
((وسع كرسيه السموات والأرض)):
( الكرسي موضع القدمين،والعرش لا يقدر أحد قدره).
إسناده صحيح،أخرجه عبد الله بن أحمد في (السنة)(1\301).
وهذا أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
(( الكرسي موضع القدمين،وله أطيط كأطيط الرحل)).
صححه الشيخ الألباني رحمه الله في (مختصر العلو)(124).
وقال الإمام عبد الله بن أبي زيد القيرواني رحمه الله،الملقب بمالك الصغير كما نقله عنه أبن القيم رحمه الله في كتابه(اجتماع الجيوش الأسلامية)(151)، (( وأن لله سبحانه كرسياً،كما قال عز وجل: {وسع كرسيه السموات والأرض}،وكما جاءت به الآحاديث أن الله سبحانه يضع كرسيه يوم القيامة لفصل القضاء،
وقال مجاهد: كانوا يقولون: ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقةٍ ملقاةٍ في فلاةٍ من الأرض)).
إذاً قول أهل السنة الثابت عنهم في هذه المسألة هو أن الكرسي بين يدي العرش،وانه موضع القدمين وهذا المعتقد ثابت بالكتاب والسنة والأجماع المعتبر.لهذا قال أبن تيمية رحمه الله كما في (مجموع الفتاوى)(6\584)
(( الكرسي ثابت بالكتاب والسنة،وإجماع جمهور السلف )).
وقول أبن كثير رحمه الله في تفسيره:
(( الكرسي ليس في اللغة عبارة عن الفلك،وإنما هو كما قال غير واحدٍ من السلف بين يدي العرش كالمرقاة إليه )).
وقول الشوكاني رحمه الله في تفسيره:
(( قوله{وسع كرسيه}،الكرسي الظاهر أنه الجسم الذي وردت الآثار بصفته )).
فهذه آثارةٌ من أقوال أعلام السلف،كما تراها أخي الحبيب قد تظافرت على إثبات الكرسي وبيان صفته وحجمه،فالحمد لله الذي وفق هؤلاء الجهابذة لأتباع الطريق الحق القويم،والألتزام بالنصوص الشرعية وتقديمها،واعتقاد ما دلت عليه،فأثبتوا حقيقة الكرسي،وهذا ما تشهد له اللغة العربية بالصحة كذلك.
تنبيه!!!
هل يجوز السؤال عن كيفية وضع الرحمن قدميه على الكرسي؟؟؟
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاَّم رحمه الله عندما ذكر عنده ما يروى في الرؤية،والكرسي موضع القدمين،والضحك،وأشباه ذلك: ((هذه الأحاديث صحاح،حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض،وهي عندنا حقٌّ لا نشكُّ فيها،ولكن إذا قيل:
كيف وَضَعَ قَدَمَهُ؟؟؟وكيف ضَحَكْ؟؟؟
قلنا: لا نفسر هذا،ولا سمعنا أحداً يفسره )).
(شرح أصول السنة للألكائي)(3\526).
إذاً السؤال عن الكيفية لا يجوز لأنه لا يدرك كنه ذلك ألا الله جل وعلا وهو سبحانه يضع قدميه على الكرسي وضعاً يليق بجلاله وكماله،وقد وردت في ذلك آثار تدل على أن الرب تبارك وتعالى يضع قدميه على الكرسي،ذكرها الشيخ أبو إسماعيل الهروي رحمه الله في كتابه(الأربعين في دلائل التوحيد)(56،57)،وقد بوب لها باباً سماه:
(( باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي)).
وهل الرحمن جل جلاله بحاجة إلى العرش والكرسي أم مستغنٍ عنهما وعن غيرهما؟؟!!!
أجاب عن هذا الأستفسار فأجاد وأفاد العلامة الجليل أسد السنة وفحل فقهها الشيخ الألباني رحمه الله رحمة واسعة في تعليقه على كلام الطحاوي رحمه الله:
(( وهو مستغنٍ عن العرش وما دونه ))
فقال: ((قال الشارح رحمه الله تعالى:وإنما قال الشيخ رحمه الله هذا الكلام هنا؛لأنه لما ذكر العرش والكرسي ذكر بعد ذلك غناه سبحانه عن العرش وما دون العرش
ليبين أن خلقه العرش لاستوائه عليه ليس لحاجة إليه بل له في ذلك حكمة اقتضته وكون العالي فوق السافل لا يلزم أن يكون السافل حاوياً للعالي محيطاً به حاملاً له
ولا أن يكون الأعلى مفتقراً إليه
فانظر إلى السماء كيف هي فوق الأرض وليست مفتقرة إليها؛
فالرب تعالى أعظم شأناً وأجل من أن يلزم من علوه ذلك،بل لوازم علوه من خصائصه وهي حمله بقدرته للسافل وفقر السافل وغناه هو سبحانه عن السافل وإحاطته عز وجل به
فهو فوق العرش مع حمله بقدرته للعرش وحملته وغناه عن العرش وفقر العرش إليه وإحاطته بالعرش وعدم إحاطة العرش به وحصره للعرش وعدم الحصر للعرش له،
وهذه اللوازم منتفية عن المخلوق
ونفاة أهل العلو التعطيل لو فصلوا بهذا التفصيل لهدوا إلى سواء السبيل وعلموا مطابقة العقل للتنزيل ولسلكوا خلف الدليل ولكن فارقوا الدليل فضلوا عن سواء السبيل.والأمر في ذلك كما قال الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن قوله تعالى: {ثم استوى على العرش}،وغيرها:كيف استوى؟ فقال:الأستواء معلوم والكيف مجهول)).
أخوكم المحب:عماد زكلاب محمد الحديدي