إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من أقوال السلف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أقوال السلف

    بسم الله الرحمان الرحيم فيسرني بأن أشارك في هذه الشبكة المباركة بجمع من أقوال السلف نسأل الله أن ينفعني وينفع اخواني
    العِلْمُ النَّافِعُ: ـــــ قَالَ الذّهَبِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تعالى ـ: " تَدْرِي مَا العِلْمُ النَّافِعُ؟ هوَ مانزلَ بهِ القُرآن، وَفَسَّرَه ُالرَّسُولُ صلّى الله عليه وآلِهِ وَسَلّم قَوْلاً وَعَمَلاً، وَلمْ يأتِ نَهْي ٌعنْهُ،قَالَ عَلَيْهِ السَّلام: « مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنّتِي فليْسَ مِنِّي » فَعَلَيْكَ ياَ أخِي بتدَبُّرِ كِتَابَ الله ِوبإدمَانِ النَّظَرِ فِي الصَّحِيحَين وَسُنَن ِالنَّسَائِي، وَِرياضِ النّوَاوِي وَأذْكَارِهِ، تُفلِح ُوَتَنْجَح، وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ الفلاسِفَةِ وَوَظائَِفَ أهلِ الرِّياضاتِ، وجُوعَ الرُّهبَانِ وخِطابَ طَيْشِ رُؤُوسِ أصْحابِ الخَلَوَاتِ فَكلُّ الخَيْرِ في مُتابَعَةِ الحَنيفيَّة السَّمْحَة. فَواَغَوْثَاهُ باللهِ، اللََّهُمّ اهْدِناَإلىَ صِرَاطِكَ المُسْتَقِيم " [سير أعلام النبلاء، للذهبي : 19/430] قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله - في كتابه ( فضل علم السلف على علم الخلف ) : ( العلم النافع ضبط نصوص الكتاب والسنة ،وفهم معانيها، والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث ، وفي ماورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام والزهد والرقائق والمعارف، وغير ذلك والاجتهاد في تمييز صحيحه من سقيمه أولاًثم الاجتهاد على الوقوف على معانيه وتفهمه ثانياً ، وفي ذلك كفاية لمن عقل ، وشغل لمن بالعلم النافع عُني واشتغل . ومن وقف على هذا وأخلص القصد فيه لوجه الله عز وجل واستعان عليه أعانه وهداه ووفقه وسدده وفهمه وألهمه.وحينئذيثمر له هذا العلم ثمرته الخاصة به وهي خشية الله كما قال عز وجل : "إِنَّمايَخشى اللهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ"


    يتبع باذن الله
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو لقمان محمد بن رابح التيارتي; الساعة 22-01-2013, 07:42 PM.

  • #2
    من أقوال السلف

    الإخلاص في طلب العلم
    قال ابن جماعة رحمه الله:" هو حُسْنُ النِيَّةِ فِي طَلَبِ العِلْمِ بِأَنْ يَقْصِدَ بِهِ وَجْه َاللهِ تَعَالىَ، وَالعَمَلَ بِهِ، وَإحْيَاءَ الشَّرِيعَةِ، وَتَنْوِيرَ قَلْبِهِ،وَتَجْلِيَةَ بَاطِنِهِ، وَالقُرْبَ مِنَ اللهَِ تَعَالىَ يَوْمَ القِيَامَةِ،وَالتَّعرُّض لِمَا أعدَّ لأَهْلهِ مِنْ رِضْوَانِهِ وَعَظِيمِ فَضْلِهِ" [تذكرة السّامع والمتكلّم، للكناني : 69 – 70
    قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله:" مَنْ طَلَبَ العِلْمَ خَالِصًا، يَنْفَعُ بِهِ عِبَادَ اللهِ، وَيَنْفَع ُنَفْسَهُ؛ كَانَ الخُمُولُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ التَّطَاوُلِ، فَذَلِكَ الذِي يَزْدَادُ فِي نَفْسِهِ ذُلاًّ، وَفِي العِبَادَة ِاجْتِهَادًا، وَمِنَ اللهِ خَوْفًا، وَإِلَيْهِ اشْتِيَاقًا، وَفِي النَّاسِ تَوَاضُعًا، لاَ يُبَاليِ عَلى َمَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا" [ شعب الإيمان، للبيهقي:2/288]
    كلما قوي إخلاص العبد كملت عبوديته . ابن تيمية الفتاوى198.10









    التعديل الأخير تم بواسطة أبو لقمان محمد بن رابح التيارتي; الساعة 22-01-2013, 07:41 PM.

    تعليق


    • #3
      من أقوال السلف

      الإبتلاء

      وأكمل الخلق عند الله من كمل مراتب الجهاد كلها، والخلق متفاوتون في منازلهم عند الله تفاوتهم في مراتب الجهاد؛ ولهذا كان أكمل الخلق وأكرمهم على الله ـ خاتم أنبيائه ورسله ـ فإنه كمّل مراتب الجهاد، وجاهد في الله حق جهاده، وشرع في الجهاد من حين بعث إلى أن توفاه الله ﻷ ؛ فإنه لما نزل عليه {يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر} شمّر عن ساق الدعوة، وقام في ذات الله أتمّ قيام، ودعا إلى الله ليلاً ونهاراً وسراً وجهارا ولما نزل عليه: {فاصدع بما تؤمر} فصدع بأمر الله لا تأخذه فيه لومة لائم، فدعا إلى الله الصغير والكبير، والحر والعبد، والذكر والأنثى، والأحمر والأسود والجن والإنس. ولما صدع بأمر الله، وصرح لقومه بالدعوة وناداهم بسب آلهتهم وعيب دينهم، ونالوه ونالوهم بأنواع الأذى ـ وهذه سنة الله عز وجل في خلقه ـ كما قال تعالى: {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك}، وقال: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن}، وقال: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون}، فعزى سبحانه نبيه بذلك، وأن له أسوة بمن تقدمه من المرسلين، وعزّى أتباعه بقوله: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}، وقوله: {الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين أم حسبالذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين}. فليتأمل العبد سياق هذه الآيات وما تضمنته من العبر وكنوز الحكم، فإن الناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين: إمّا أن يقول أحدهم آمنا، وإمّا ألا يقول ذلك، بل يستمر على السيئات والكفر. فمن قال: آمنا، امتحنه ربه، وابتلاه وفتنه، والفتنة الابتلاء والاختبار ليتبين الصادق من الكاذب ومن لم يقل آمنا فلا يحسب أنه يعجز الله ويفوته ويسبقه فإنه إنما يطوي المراحل في يديه. وكيف يفر المرء عنه بذنبه *** إذا كان تطوى في يديه المراحل؟ فمن آمن بالرسل وأطاعهم عاداه أعداؤهم، وآذوه فابتلي بما يؤلمه، وإن لم يؤمن بهم ولم يطعهم عوقب في الدنيا والآخرة، فحصل له ما يؤلمه، وكان هذا المؤلم له أعظم ألماً، وأدوم من ألم أتباعهم، فلا بد من حصول الألم لكل نفس آمنت أو رغبت عن الإيمان، لكن المؤمن يحصل له الألم في الدنيا ابتداء ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة والمعرض عن الإيمان تحصل له اللذة ابتداء ثم يصير إلى الألم الدائم. وسئل الشافعي رحمه الله: أيما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى؟ فقال: لا يمكن حتى يبتلى. والله تعالى ابتلى أولي العزم من الرسل، فلما صبروا مكنهم، فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة وإنما يتفاوت أهل الآلام في العقول فأعقلهم من باع ألما مستمرا عظيما بألم منقطع يسير وأشقاهم من باع الألم المنقطع اليسير بالألم العظيم المستمر. فإن قيل كيف يختار العاقل هذا؟ قيل الحامل له على هذا النقد والنسيئة ، و النفس موكلة بحب العاجل: "من أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئاً"، {كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة}، {إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً} وهذا يحصل لكل أحد، فإن الإنسان مدني بالطبع، لا بد له أن يعيش مع الناس، والناس لهم إرادات وتصورات فيطلبون منه أن يوافقهم عليها فإن لم يوافقهم آذوه وعذبوه وإن حصل له الأذى والعذاب تارة منهم وتارة من غيرهم، كمن عنده دين وتقى، حل بين قوم فجار ظلمة، ولا يتمكنون من فجورهم وظلمهم إلا بموافقته لهم أو سكوته عنهم، فإن وافقهم أو سكت عنهم سلم من شرهم في الابتداء ثم يتسلطون عليه بالإهانة والأذى أضعاف ما كان يخافه ابتداء لو أنكر عليهم وخالفهم وإن سلم منهم فلا بد أن يهان ويعاقب على يد غيرهم، فالحزم كل الحزم في الأخذ بما قالت عائشة أم المؤمنين لمعاوية : "من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئاً". ومن تأمل أحوال العالم رأى هذا كثيراً فيمن يعين الرؤساء على أغراضهم الفاسدة، وفيمن يعين أهل البدع على بدعهم هربا من عقوبتهم، فمن هداه الله وألهمه رشده ووقاه شر نفسه امتنع من الموافقة على فعل المحرم، وصبر على عدوانهم، ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة، كما كانت للرسل وأتباعهم كالمهاجرين والأنصار ومن ابتلي من العلماء والعباد وصالحي الولاة والتجار وغيرهم . ولما كان الألم لا محيص منه البتة عزى الله - سبحانه - من اختار الألم اليسير المنقطع على الألم العظيم المستمر بقوله: {من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم} فضرب لمدة هذا الألم أجلاً لا بد أن يأتي وهو يوم لقائه، فيلتذ العبد أعظم اللذة بما تحمل أجله وفي مرضاته، وتكون لذته وسروره وابتهاجه بقدر ما تحمل من الألم في الله ولله، وأكد هذا العزاء والتسلية برجاء لقائه؛ ليحمل العبد اشتياقه إلى لقاء ربه ووليه على تحمل مشقة الألم العاجل، بل ربما غيبه الشوق إلى لقائه عن شهود الألم والإحساس به، ولهذا سألَ النبيُّ ج ربه الشوق إلى لقائه، فقال: ـ في الدعاء الذي رواه أحمد وابن حبان ـ : "اللهم إني أسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضى بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين". فالشوق يحمل المشتاق على الجد في السير إلى محبوبه، ويقرب عليه الطريق، ويطوي له البعيد، ويهون عليه الآلام والمشاق، وهو من أعظم نعمة أنعم الله بها على عبده، ولكن لهذه النعمة أقوال وأعمال هما السبب الذي تنال به، والله سبحانه سميع لتلك الأقوال عليم بتلك الأفعال وهو عليم بمن يصلح لهذه النعمة ويشكرها ويعرف قدرها ويحب المنعم عليه قال تعالى: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين} فإذا فاتت العبد نعمة من نعم ربه فليقرأ على نفسه: {أليس الله بأعلم بالشاكرين}. ثم عزاهم تعالى بعزاء آخر، وهو: أن جهادهم فيه إنما هو لأنفسهم وثمرته عائدة عليهم وأنه غني عن العالمين، ومصلحة هذا الجهاد ترجع إليهم لا إليه سبحانه، ثم أخبر أنه يدخلهم بجهادهم وإيمانهم في زمرة الصالحين. ثم أخبر عن حال الداخل في الإيمان بلا بصيرة، وأنه إذا أوذي في الله جعل فتنة الناس له كعذاب الله، وهي أذاهم له ونيلهم إياه بالمكروه، والألم الذي لا بد أن يناله الرسل وأتباعهم ممن خالفهم، جعل ذلك في فراره منهم، وتركه السبب الذي ناله، كعذاب الله الذي فر منه المؤمنون بالإيمان، فالمؤمنون لكمال بصيرتهم فروا من ألم عذاب الله إلى الإيمان وتحملوا ما فيه من الألم الزائل المفارق عن قريب، وهذا لضعف بصيرته فر من ألم عذاب أعداء الرسل إلى موافقتهم ومتابعتهم، ففر من ألم عذابهم إلى ألم عذاب الله، فجعل أَلَم فتنة الناس في الفرار منه بمنزلة ألم عذاب الله، وغبن كل الغبن إذ استجار من الرمضاء بالنار، وفر من ألم ساعة إلى ألم الأبد، وإذا نصر الله جنده وأولياءه قال: إني كنت معكم، والله عليم بما انطوى عليه صدره من النفاق. والمقصود أن الله سبحانه اقتضت حكمته أنه لا بد أن يمتحن النفوس ويبتليها: فيظهر بالامتحان طيبها من خبيثها، ومن يصلح لموالاته وكراماته ومن لا يصلح، وليمحص النفوس التي تصلح له، ويخلصها بكير الامتحان، كالذهب الذي لا يخلص ولا يصفو من غشه إلا بالامتحان، إذ النفس في الأصل جاهلة ظالمة، وقد حصل لها بالجهل والظلم من الخبث ما يحتاج خروجه إلى السبك والتصفية، فإن خرج في هذه الدار، وإلا ففي كير جهنم، فإذا هذب العبد ونقي أذن له في دخول الجنة.> فمن آمن بالرسل وأطاعهم عاداه أعداؤهم، وآذوه فابتلي بما يؤلمه، وإن لم يؤمن بهم ولم يطعهم عوقب في الدنيا والآخرة، فحصل له ما يؤلمه، وكان هذا المؤلم له أعظم ألماً، وأدوم من ألم أتباعهم، فلا بد من حصول الألم لكل نفس آمنت أو رغبت عن الإيمان، لكن المؤمن يحصل له الألم في الدنيا ابتداء ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة والمعرض عن الإيمان تحصل له اللذة ابتداء ثم يصير إلى الألم الدائم. وسئل الشافعي رحمه الله: أيما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى؟ فقال: لا يمكن حتى يبتلى والله تعالى ابتلى أولي العزم من الرسل، فلما صبروا مكنهم، فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة وإنما يتفاوت أهل الآلام في العقول فأعقلهم من باع ألما مستمرا عظيما بألم منقطع يسير وأشقاهم من باع الألم المنقطع اليسير بالألم العظيم المستمر. فإن قيل كيف يختار العاقل هذا؟ قيل الحامل له على هذا النقد والنسيئة ، و النفس موكلة بحب العاجل: "من أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئاً"، {كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة}، {إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً} وهذا يحصل لكل أحد، فإن الإنسان مدني بالطبع، لا بد له أن يعيش مع الناس، والناس لهم إرادات وتصورات فيطلبون منه أن يوافقهم عليها فإن لم يوافقهم آذوه وعذبوه وإن حصل له الأذى والعذاب تارة منهم وتارة من غيرهم، كمن عنده دين وتقى، حل بين قوم فجار ظلمة، ولا يتمكنون من فجورهم وظلمهم إلا بموافقته لهم أو سكوته عنهم، فإن وافقهم أو سكت عنهم سلم من شرهم في الابتداء ثم يتسلطون عليه بالإهانة والأذى أضعاف ما كان يخافه ابتداء لو أنكر عليهم وخالفهم وإن سلم منهم فلا بد أن يهان ويعاقب على يد غيرهم، فالحزم كل الحزم في الأخذ بما قالت عائشة أم المؤمنين لمعاوية : "من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئاً". ومن تأمل أحوال العالم رأى هذا كثيراً فيمن يعين الرؤساء على أغراضهم الفاسدة، وفيمن يعين أهل البدع على بدعهم هربا من عقوبتهم، فمن هداه الله وألهمه رشده ووقاه شر نفسه امتنع من الموافقة على فعل المحرم، وصبر على عدوانهم، ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة، كما كانت للرسل وأتباعهم كالمهاجرين والأنصار ومن ابتلي من العلماء والعباد وصالحي الولاة والتجار وغيرهم .> ولما كان الألم لا محيص منه البتة عزى الله - سبحانه - من اختار الألم اليسير المنقطع على الألم العظيم المستمر بقوله: {من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم} فضرب لمدة هذا الألم أجلاً لا بد أن يأتي وهو يوم لقائه، فيلتذ العبد أعظم اللذة بما تحمل أجله وفي مرضاته، وتكون لذته وسروره وابتهاجه بقدر ما تحمل من الألم في الله ولله، وأكد هذا العزاء والتسلية برجاء لقائه؛ ليحمل العبد اشتياقه إلى لقاء ربه ووليه على تحمل مشقة الألم العاجل، بل ربما غيبه الشوق إلى لقائه عن شهود الألم والإحساس به، ولهذا سألَ النبيُّ ج ربه الشوق إلى لقائه، فقال: ـ في الدعاء الذي رواه أحمد وابن حبان ـ : "اللهم إني أسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضى بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين". فالشوق يحمل المشتاق على الجد في السير إلى محبوبه، ويقرب عليه الطريق، ويطوي له البعيد، ويهون عليه الآلام والمشاق، وهو من أعظم نعمة أنعم الله بها على عبده، ولكن لهذه النعمة أقوال وأعمال هما السبب الذي تنال به، والله سبحانه سميع لتلك الأقوال عليم بتلك الأفعال وهو عليم بمن يصلح لهذه النعمة ويشكرها ويعرف قدرها ويحب المنعم عليه قال تعالى: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين} فإذا فاتت العبد نعمة من نعم ربه فليقرأ على نفسه: {أليس الله بأعلم بالشاكرين}.> ثم عزاهم تعالى بعزاء آخر، وهو: أن جهادهم فيه إنما هو لأنفسهم وثمرته عائدة عليهم وأنه غني عن العالمين، ومصلحة هذا الجهاد ترجع إليهم لا إليه سبحانه، ثم أخبر أنه يدخلهم بجهادهم وإيمانهم فيزمرة الصالحين. ثم أخبر عن حال الداخل في الإيمان بلا بصيرة، وأنه إذا أوذي في الله جعل فتنة الناس له كعذاب الله، وهي أذاهم له ونيلهم إياه بالمكروه، والألم الذي لا بد أن يناله الرسل وأتباعهم ممن خالفهم، جعل ذلك في فراره منهم، وتركه السبب الذي ناله، كعذاب الله الذي فر منه المؤمنون بالإيمان، فالمؤمنون لكمال بصيرتهم فروا من ألم عذاب الله إلى الإيمان وتحملوا ما فيه من الألم الزائل المفارق عن قريب، وهذا لضعف بصيرته فر من ألم عذاب أعداء الرسل إلى موافقتهم ومتابعتهم، ففر من ألم عذابهم إلى ألم عذاب الله، فجعل أَلَم فتنة الناس في الفرار منه بمنزلة ألم عذاب الله، وغبن كل الغبن إذ استجار من الرمضاء بالنار، وفر من ألم ساعة إلى ألم الأبد، وإذا نصر الله جنده وأولياءه قال: إني كنت معكم، والله عليم بما انطوى عليه صدره من النفاق. والمقصود أن الله سبحانه اقتضت حكمته أنه لا بد أن يمتحن النفوس ويبتليها: فيظهر بالامتحان طيبها من خبيثها، ومن يصلح لموالاته وكراماته ومن لا يصلح، وليمحص النفوس التي تصلح له،;ويخلصها بكير الامتحان، كالذهب الذي لا يخلص ولا يصفو من غشه إلا بالامتحان، إذ النفس في الأصل جاهلة ظالمة، وقد حصل لها بالجهل والظلم من الخبث ما يحتاج خروجه إلى السبك والتصفية، فإن خرج في هذه الدار، وإلا ففي كير جهنم، فإذا هذب العبد ونقي أذن له في دخول الجنة.زاد المعاد لإبن قيم الجوزية

      تعليق


      • #4
        من أقوال السلف

        إبليس بصورة بشر
        وعن أيوب، عن أبي قلابة قال: إذا حدثت الرجل بالسنة، فقال: دعنا من هذا، وهات كتاب الله ، فاعلم أنه ضال.

        فقال الذهبي رحمه الله معلقاً على كلامه: وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد، وهات العقل، فاعلم أنه أبو جهل، وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول: دعنا من النقل ومن العقل، وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر، أو قد حل فيه، فإن جبنت منه ، فاهرب وإلا فاصرعه وابرك على صدره واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه. اهـ
        [السير 4/472]

        تعليق


        • #5
          من أقوال السلف

          ذهاب الإسلام من أربعة
          قال أبو نعيم الحافظ سمع: الكثير من قتيبة بن سعيد. وسمعت محمد بن عبدالله الرازي بنسا أنه سمعه يقول(يعني واعظ بلخ أبو عبد الله محمد بن الفضل البلخي): ذهاب الإسلام من أربعة: لا يعملون بما يعلمون، ويعملون بما لا يعلمون، ولا يتعلمون مالا يعلمون، ويمنعون الناس من العلم.
          فقال الذهبي رحمه الله معلقاً على كلامه: هذه نعوت رؤوس العرب والترك، وخلق من جهلة العامة، فلو عملوا بيسير ما عرفوا، لأفلحوا، ولو وقفوا عن العمل بالبدع لوفقوا، ولو فتشوا عن دينهم وسألوا أهل الذكر لا أهل الحيل والمكر لسعدوا، بل يعرضون عن التعلم تيها وكسلا، فواحدة من هذه الخلال مردية، فكيف بها إذا اجتمعت؟! فما ظنك إذا انضم إليها كبر، وفجور، وإجرام، وتجهرم على الله؟! نسأل الله العافية.
          [ السير 14/525] منقول

          تعليق


          • #6
            من أقوال السلف

            قال ابن عطاء "من ألزم نفسه آداب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة , ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب في أوامره وأفعاله وأخلاقه" مدارج السالكين 2/486.
            قال ابن تيمية : " التمسك بالأقيسة مع الإعراض عن النصوص والآثار طريق أهل البدع " الفتاوى (7/392)
            قال ابن تيمية : "فليس الفضل بكثرة الاجتهاد ولكن بالهدى والسداد "
            الفتاوى الكبرى(5/299)
            قال الأوزاعي : " ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع " السير(7/125)

            تعليق


            • #7
              من أقوال السلف

              كان خالد بن الوليد إذا أخذ المصحف أخذه وهو يبكي ويقول شغلنا عنك الجهاد
              فما أجمل العذر!
              فبماذا نعتذر نحن اليوم ؟

              تعليق


              • #8
                من أقوال السلف

                وهب بن منبه ** قال: إذا مدحك الرجل بما ليس فيك فلا تأمنه أن يذمَّك بما ليس فيك
                ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/244

                تعليق


                • #9
                  من أقوال السلف

                  كيف يحصل اليقين ؟؟؟
                  قال ابن تيمية رحمه الله : وأما كيف يحصل اليقين فبثلاثة أشياء
                  أحدها :تدبر القرآن
                  والثاني :تدبر الآيات التي يحدثها الله في
                  الأنفس والآيات التي تبين أنه حق
                  والثالث :العمل بموجب العلم

                  مجموع الفتاوى 3/330

                  تعليق


                  • #10
                    من أقوال السلف

                    قال الإمام ابن الجوزي كلمة مضيئة ينبغي أن نعيها ونرويها لتحفظ، قال في ذم التقليد والمقلدين في كتابه "تلبيس إبليس": "اعلم أن المقلد على غير ثقة فيما قلد، وفي التقليد إبطال منفعة العقل، لأنه خلق للتدبر والتأمل، وقبيح بمن أعطي شمعة أن يطفئها ويمشي في الظلمة"!

                    تعليق


                    • #11
                      من أقوال السلف


                      قال يحيى بن معاذ : القلوب كالقدور تغلي بما فيها ، وألسنتها مغارفها ، فانظر إلى الرجل حين يتكلم ، فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه ، حلو .. حامض .. عذب .. أجاج ..وغير ذلك ، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه .

                      تعليق


                      • #12
                        من أقوال السلف

                        قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ :

                        « إِنَّ لِله عِبَادًا يُمِيتُونَ الْبَاطِلَ بِهَجْرِهِ ، وَيُحْيُونَ الْحَقَّ بِذِكْرِهِ، رَغِبُوا فَرَعِبُوا ، وَرَهِبُوا فَرَهِبُوا ، خَافُوا فَلَا يَأْمَنُونَ، أَبْصَرُوا مِنَ الْيَقِينِ مَا لَمْ يَعَاينُوا فَخَلَطُوهُ بِمَا لَمْ يُزَايِلُوهُ، أَخْلَصَهُمُ الْخَوْفُ فَكَانُوا يَهْجُرُونَ مَا يَنْقَطِعُ عَنْهُمْ لِمَا يَبْقَى لَهُمُ ، الْحَيَاةُ عَلَيْهِمْ نِعْمَةٌ وَالْمَوْتُ لَهُمْ كَرَامَةٌ ، فَزُوِّجُوا الْحُورَ الْعَيْنَ ، وَأُخْدِمُوا الْوِلْدَانَ الْمُخَلَّدِينَ »
                        ------------------------------
                        حلية الأولياء ( 1/ 55 ) منقول

                        تعليق


                        • #13
                          من أقوال السلف

                          قال شيخ الإسلام رحمه الله عن قتال الروافض البغاة دمرهم الله ( أنهم شر من عامة أهل الأهواء ، وأحق بالقتال من الخوارج ) . مجموع الفتاوى ( 28 / 482 ) .

                          تعليق


                          • #14
                            من أقوال السلف


                            · قال ابن القيم –رحمه الله- "إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم،طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك. والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك: رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم".
                            و هذا الذي نلحظه في هذا الزمن فنقول فإن الملايين منهم في هذه الفتنة

                            تعليق


                            • #15
                              من أقوال السلف

                              قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" أعظم الكرامة لزوم الاستقامة "

                              تعليق

                              يعمل...
                              X