:: لَعَلَّ الْكَلِمَةَ الَّتِي فِيهَا نَجَاتِي لَمْ تَقَعْ إِلَيَّ :: كلمات رسيخة سمعها ابن القيم من شيخه ابن تيمية

[حسين بن مسعود الجيجلي]

الكلمات الذهبية التي سمعها ابن قيم الجوزية

من شيخ الإسلام ابن تيمية

بسم الله الرحمن الرحيم :

الحمد لله رب العالمين و العاقبة الحسنى لعباده المتقين و صلى الله على رسولنا محمد و على آله وسلم تسليما مزيدًا إلى يوم الدين أما بعد :

فعملاً بما أخرجه الخطيب في"أخلاق الراوي"(رقم1667) عن الإمام ابن المبارك-رحمه الله- أنه قال : ((لَعَلَّ الْكَلِمَةَ الَّتِي فِيهَا نَجَاتِي لَمْ تَقَعْ إِلَيَّ)) وفي"شرف أصحاب الحديث"(ص/68) بلفظ: ((لَعَلَّ الْكَلِمَةَ الَّتِي أَنْتَفِعُ بِهَا لَمْ أَسْمَعْهَا بَعْدُ)).

فأحببت أن أسوق لأخواني الأفاضل في هذه الشبكة الطيبة المباركة جُملة من أقوال شيخ الإسلام و مفتي الأنام ابن تيمية –قدس الله روحه ونوَّر ضريحه- التي سمعها منه تلميذه البارُّ به الإمام العَلَم ابن القيم-رحمه الله تعالى-

عسى الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بها كما نفعت قائلها وسامعها و من تتبع سيرتهما عرف ذلك

بسم الله الر حمن الرحيم

و به أستعين

{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}[طه:84].

1/ أحسن ما قيل في الزهد و الورع :

قال الإمام ابن القيم –رحمه الله- : ((وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ - قَدَّسَ اللَّهُ رَوْحَهُ - يَقُولُ: الزُّهْدُ تَرْكُ مَا لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ. وَالْوَرَعُ تَرْكَ مَا تَخَافُ ضَرَرُهُ فِي الْآخِرَةِ.))اهـ

قال ابن القيم : (( وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ مِنْ أَحْسَنِ مَا قِيلَ فِي الزُّهْدِ وَالْوَرَعِ وَأَجْمَعِهَا.))اهـ "مدارج السالكين"(2/12).

2/ العارف حقاً :

2- و قال أيضاً-رحمه الله- : ((وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ -قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ- يَقُولُ: الْعَارِفُ لَا يَرَى لَهُ عَلَى أَحَدٍ حَقًّا، وَلَا يَشْهَدُ عَلَى غَيْرِهِ فَضْلًا، وَلِذَلِكَ لَا يُعَاتِبُ، وَلَا يُطَالِبُ، وَلَا يُضَارِبُ.))اهـ . "مدارج السالكين " (1/519).

يتبع بإذن المولى جلَّ في علاه . . .

[أبو الحسن هادي الهميمي]

جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الفاضل على هذا العمل النافع والمفيد بأذن الله ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم

[حسين بن مسعود الجيجلي]

جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الفاضل على هذا العمل النافع والمفيد بأذن الله ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم

وفيك يبارك الله أخي هادي

3/ الخوف المحمود :

و قال أيضاً-رحمه الله - : ((وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ -قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ- يَقُولُ: الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ مَا حَجَزَكَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ.))اهـ . "مدارج السالكين"(1/510).

4/ أعظم كرامة :

و قال رحمه الله أيضاً :(وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ - قَدَّسَ اللَّهُ تَعَالَى رَوْحَهُ - يَقُولُ: أَعْظَمُ الْكَرَامَةِ لُزُومُ الِاسْتِقَامَةِ.))اهـ ."مدارج السالكين"(2/106).

يتبع بإذن المولى جلَّ في علاه . . .

[خالد بن محمد الغرباني]

مجهود طيب وسينفع الله به إن شاء الله تعالى
وربما تكون رسالة نافعة يا أخ حسين
فاستمر وفقك الله

[حسين بن مسعود الجيجلي]

مجهود طيب وسينفع الله به إن شاء الله تعالى
وربما تكون رسالة نافعة يا أخ حسين
فاستمر وفقك الله

جزاك الله خيراً أخي الفاضل خالد و رفع قدر في الدارين.

5/ بما يعرف العامل هل ثوب على عمله أم لم يثوب :

و قال رحمه الله : ((وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ - قَدَّسَ اللَّهُ رَوْحَهُ - يَقُولُ: إِذَا لَمْ تَجِدْ لِلْعَمَلِ حَلَاوَةً فِي قَلْبِكَ وَانْشِرَاحًا، فَاتَّهِمُهُ،
فَإِنَّ الرَّبَّ تَعَالَى شَكُورٌ. يَعْنِي أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يُثِيبَ الْعَامِلَ عَلَى عَمَلِهِ فِي الدُّنْيَا مِنْ حَلَاوَةٍ يَجِدُهَا فِي قَلْبِهِ، وَقُوَّةِ انْشِرَاحٍ وَقُرَّةِ عَيْنٍ. فَحَيْثُ
لَمْ يَجِدْ ذَلِكَ فَعَمَلُهُ مَدْخُولٌ.."مدارج السالكين" (2/68).

6/ لمن أراد نيل الإمام في الدين :

و قال رحمه الله : ((سَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ - قَدَّسَ اللَّهُ رَوْحَهُ - يَقُولُ: بِالصَّبْرِ وَالْيَقِينِ تُنَالُ الْإِمَامَةُ فِي الدِّينِ. ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى:
{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24] .))اهـ."مدارج السالكين" (2/153).

يتبع بإذن المولى جلَّ في علاه . . .

[محمد بن إسماعيل أبو عبد الله]

اللهم بارك
موضوع طيب وجهد كبير جزاك الله خيراً أخي في الله حسين بن مسعود ونفع بك

[حسين بن مسعود الجيجلي]

اللهم بارك
موضوع طيب وجهد كبير جزاك الله خيراً أخي في الله حسين بن مسعود ونفع بك

و فيك يبارك الله أخانا الأكبر محمد .

7/ شر الناس من تشبه بخير الناس يوهم انه منهم و هو ليس منهم :

و قال رحمه الله :((وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَةَ يَقُولُ: كَمَا أَنَّ خَيْرَ النَّاسِ الْأَنْبِيَاءُ فَشَرُّ النَّاسِ مَنْ تَشَبَّهَ بِهِمْ يُوهِمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ،
فَخَيْرُ النَّاسِ بَعْدَهُمُ الْعُلَمَاءُ، وَالشُّهَدَاءُ، وَالصِّدِّيقُونَ، وَالْمُخْلِصُونَ، وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ تَشَبَّهَ بِهِمْ يُوهِمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ.))اهـ."الجواب الكافي"(ص/34).
قلت : و هذه هديَّة للوصابي الذي يريد من الناس أن يجعلوه في مقام الإمام الوادعي وشبيهاً له (و دون ذلك خرط القتاد)

8/ الصبر الإختياري أعظم وأكمل من الصبر الإضطراري:

و قال رحمه الله :((وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ - قَدَّسَ اللَّهُ رَوْحَهُ - يَقُولُ: كَانَ صَبْرُ يُوسُفَ عَنْ مُطَاوَعَةِ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ عَلَى شَأْنِهَا أَكْمَلُ مِنْ صَبْرِهِ عَلَى إِلْقَاءِ إِخْوَتِهِ لَهُ فِي الْجُبِّ، وَبَيْعِهِ وَتَفْرِيقِهِمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ. فَإِنَّ هَذِهِ أُمُورٌ جَرَتْ عَلَيْهِ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ، لَا كَسْبَ لَهُ فِيهَا، لَيْسَ لِلْعَبْدِ فِيهَا حِيلَةٌ غَيْرَ الصَّبْرِ، وَأَمَّا صَبْرُهُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فَصَبْرُ اخْتِيَارٍ وَرِضًا وَمُحَارَبَةٍ لِلنَّفْسِ ؛ وَلَا سِيَّمَا مَعَ الْأَسْبَابِ الَّتِي تَقْوَى مَعَهَا دَوَاعِي الْمُوَافَقَةِ،فَإِنَّهُ كَانَ شَابًّا، وَدَاعِيَةُ الشَّبَابِ إِلَيْهَا قَوِيَّةٌ، وَعَزَبًا لَيْسَ لَهُ مَا يُعَوِّضُهُ وَيَرُدُّ شَهْوَتَهُ، وَغَرِيبًا وَالْغَرِيبُ لَا يَسْتَحِي فِي بَلَدِ غُرْبَتِهِ مِمَّا يَسْتَحِي مِنْهُ مَنْ بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَمَعَارِفِهِ وَأَهْلِهِ، وَمَمْلُوكًا وَالْمَمْلُوكُ أَيْضًا لَيْسَ وَازِعُهُ كَوَازِعِ الْحُرِّ، وَالْمَرْأَةُ جَمِيلَة وَذَاتُ مَنْصِبٍ، وَهِيَ سَيِّدَتُهُ وَقَدْ غَابَ الرَّقِيبُ، وَهِيَ الدَّاعِيَةُ لَهُ إِلَى نَفْسِهَا، وَالْحَرِيصَةُ عَلَى ذَلِكَ أَشَدَّ الْحِرْصِ، وَمَعَ ذَلِكَ تَوَعَّدَتْهُ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ بِالسِّجْنِ وَالصَّغَارِ، وَمَعَ هَذِهِ الدَّوَاعِي كُلِّهَا صَبَرَ اخْتِيَارًا، وَإِيثَارًا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ. وَأَيْنَ هَذَا مِنْ صَبْرِهِ فِي الْجُبِّ عَلَى مَا لَيْسَ مِنْ كَسْبِهِ؟.))اهـ "مدارج السالكين" (2/156).

يتبع بإذن المولى جلَّ في علاه . . .

[حسين بن مسعود الجيجلي]

9/ضرب مثل فاستمعوا له:

قال رحمه الله : ((وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية -قدس الله تعالى روحه- يقول: الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟ .))اهـ."الوابل الصيب"(ص/42).

10/ دخول جنَّة الدنيا سبب لدخول جنَّة الآخرة :
و قال رحمه الله : (( وسمعت شيخ الإسلام أبن تيمية -قدس الله روحه- يقول: أنَّ في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة.
وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.
وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت ملء هذه القاعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة.
أو قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير، ونحو هذا.))اهـ. "الوابل الصيب"(ص/48).

يتبع بإذن المولى جلَّ في علاه . . .

[حسين بن مسعود الجيجلي]

11/ معنى "الصبر الجميل "، و"الصفح الجميل" ، و"الهجر الجميل":

قال رحمه الله : ((وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه ونور ضريحة- مرارا يقول: "ذكر الله ، الصبر الجميل والصفح الجميل والهجر الجميل ،فالصبر الجميل الذي لا شكوى معه ،والهجر الجميل الذي لا أذى معه ،والصفح الجميل الذي لا عتاب معه" انتهى .))اهـ."بدائع الفوائد"(3/133).و "مدارج السالكين"(2/160).

12/ بما يدفع الرياء والكبرياء:

قال رحمه الله : ((وَكَثِيرًا مَا كُنْتُ أَسْمَعُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ -قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ- يَقُولُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: 5] تَدْفَعُ الرِّيَاءَ {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] تَدْفَعُ الْكِبْرِيَاءَ.))اهـ."مدارج السالكين"(1/78).

يتبع بإذن المولى جلَّ في علاه . . .

[أبو سُليم عبد الله بن علي الحجري]

جزاك الله خيراً أخانا الفاضل أبا عبد الله

[حسين بن مسعود الجيجلي]

جزاك الله خيراً أخانا الفاضل أبا عبد الله

أسأل الله أن يبارك فيك أخي عبد الله.

13/ من أراد السعادة الأبديَّة :

و قال رحمه الله : ((وَكَانَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ الْأَبَدِيَّةَ، فَلْيَلْزَمْ عَتَبَةَ الْعُبُودِيَّةِ.))اهـ ."مدارج السالكين" (1/429).

14/ترك تغيير المنكر إذا أدَّى إلى ما هو أنكر منه :

و قال رحمه الله : (( وَسَمِعْت شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ -قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ- يَقُولُ: مَرَرْت أَنَا وَبَعْضُ أَصْحَابِي فِي زَمَنِ التَّتَارِ بِقَوْمٍ مِنْهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ مَنْ كَانَ مَعِي، فَأَنْكَرْت عَلَيْهِ، وَقُلْت لَهُ: إنَّمَا حَرَّمَ اللَّهُ الْخَمْرَ لِأَنَّهَا تَصُدُّ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ، وَهَؤُلَاءِ يَصُدُّهُمْ الْخَمْرُ عَنْ قَتْلِ النُّفُوسِ وَسَبْيِ الذُّرِّيَّةِ وَأَخْذِ الْأَمْوَالِ فَدَعْهُمْ.))اهـ"إعلام الموقعين"(3/13).

قال مقيد الفائدة -عفا الله عنه- : فلا حظ -يارعاك الله- إلى هذا الفهم الصحيح للنصوص و حسن الإستدلال بها.

يتبع بإذن المولى جلَّ في علاه . . .

[حسين بن مسعود الجيجلي]

15/ الدعاوى بغير بينة تعود على رأس صاحبها:

قال رحمه الله : ((وَسَمِعْتُ شَيْخَنَا الْعَلَّامَةَ ابْنَ تَيْمِيَّةَ -قَدَّسَ اللَّهُ رَوْحَهُ- يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ نَائِبِ السَّلْطَنَةِ، وَأَنَا إلَى جَانِبِهِ، فَادَّعَى بَعْضُ الْحَاضِرِينَ: أَنَّ لَهُ قِبَلِي وَدِيعَةً، وَسَأَلَ إجْلَاسِي مَعَهُ وَإِحْلَافِي، فَقُلْتُ لِقَاضِي الْمَالِكِيَّةِ وَكَانَ حَاضِرًا أَتَسُوغُ هَذِهِ الدَّعْوَى وَتُسْمَعُ؟ فَقَالَ: لَا، فَقُلْتُ: فَمَا مَذْهَبُكَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ؟ قَالَ: تَعْزِيرُ الْمُدَّعِي، فَقُلْتُ: فَاحْكُمْ بِمَذْهَبِكَ فَأُقِيمَ الْمُدَّعِي، وَأُخْرِجَ.))اهـ."الطرق الحكمية" (ص/99).

16/ الصدقة بين يدي مناجاة الله أفضل من الصدقة بيت يدي مناجاة رسول الله –صلى الله عليه وسلَّم-:

قال رحمه الله: ((...وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِذَا كَانَ اللَّهُ قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ بَيْنَ يَدَيْ مُنَاجَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالصَّدَقَةُ بَيْنَ يَدَيْ مُنَاجَاتِهِ تَعَالَى أَفْضَلُ وَأَوْلَى بِالْفَضِيلَةِ.))اهـ ."زاد المعاد"(1/395).

يتبع بإذن المولى جلَّ في علاه . . .

[حسين بن مسعود الجيجلي]

17/ القدرية ثلاثة فرقٍ:

قال رحمه الله: ((وسمعته[1] يقول: القدرية المذمومون فى السنة وعلى لسان السلف هم هؤلاء الفرق الثلاث: نفاته، وهم القدرية المجوسية، والمعارضون به للشريعة الذين قالوا: {لَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكْنَا} [الأنعام: 148] ، وهم القدرية الشركية ،والمخاصمون به للرب سبحانه وهم أعداءُ الله وخصومه وهم القدرية الإبليسية.))اهـ."طريق الهجرتين" (ص/86).

18/ معنى قوله-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّهُ كَانَ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ»:


قال رحمه الله : ((وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ تَقِيَّ الدِّينِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: جَزَمَ بِأَنَّهُمْ كَائِنُونَ فِي الْأُمَمِ قَبْلَنَا، وَعَلَّقَ وُجُودَهُمْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بِ " إِنْ " الشَّرْطِيَّةِ، مَعَ أَنَّهَا أَفْضَلُ الْأُمَمِ، لِاحْتِيَاجِ الْأُمَمِ قَبْلَنَا إِلَيْهِمْ، وَاسْتِغْنَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَنْهُمْ بِكَمَالِ نَبِيِّهَا وَرِسَالَتِهِ، فَلَمْ يُحْوِجِ اللَّهُ الْأُمَّةَ بَعْدَهُ إِلَى مُحَدَّثٍ وَلَا مُلْهَمٍ، وَلَا صَاحِبِ كَشْفٍ وَلَا مَنَامٍ، فَهَذَا التَّعْلِيقُ لِكَمَالِ الْأُمَّةِ وَاسْتِغْنَائِهَا لَا لِنَقْصِهَا.))اهـ."مدارج السالكين"(1/63).

يتبع بإذن المولى جلَّ في علاه . . .

---

[1] - و الضمير –الهاء- في (سمعته) عائد إلى أقرب مذكور و هو شيخ الإسلام ، حيث قال : ((قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى تائيته...)) ثم عَقَّبه بـ (و سمعته...).و زد على ذلك أن هذا التقسيم في "الفتاوى الكبرى"(2/418).

[أبو لقمان محمد بن رابح التيارتي]

بارك الله فيك يا أخانا حسين و نسأل الله أن يوفقك

[حسين بن مسعود الجيجلي]

[محمد بن رابح التيارتي ؛بارك الله فيك يا أخانا حسين و نسأل الله أن يوفقك

و فيك يبارك الله سبحانه ،حيَّاك الله أخي محمد افتقدناك في هذه الشبكة المباركة ، أرجوا أن تكون في صحة وعافية.

19/ أحوال التائب بعد توبته من الذنب:
قال رحمه الله : ((وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - يَحْكِي هَذَا الْخِلَافَ، ثُمَّ قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَنَّ مِنَ التَّائِبِينَ مَنْ لَا يَعُودُ إِلَى دَرَجَتِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعُودُ إِلَيْهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعُودُ إِلَى أَعْلَى مِنْهَا، فَيَصِيرُ خَيْرًا مِمَّا كَانَ قَبْلَ الذَّنْبِ، وَكَانَ دَاوُدُ بَعْدَ التَّوْبَةِ خَيْرًا مِنْهُ قَبْلَ الْخَطِيئَةِ.
قَالَ: وَهَذَا بِحَسَبِ حَالِ التَّائِبِ بَعْدَ تَوْبَتِهِ، وَجِدِّهِ وَعَزْمِهِ، وَحَذَرِهِ وَتَشْمِيرِهِ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ أَعْظَمَ مِمَّا كَانَ لَهُ قَبْلَ الذَّنْبِ عَادَ خَيْرًا مِمَّا كَانَ وَأَعْلَى دَرَجَةً، وَإِنْ كَانَ مِثْلَهُ عَادَ إِلَى مِثْلِ حَالِهِ، وَإِنْ كَانَ دُونَهُ لَمْ يَعُدْ إِلَى دَرَجَتِهِ، وَكَانَ مُنْحَطًّا عَنْهَا))اهـ."مدارج السالكين"(1/302).
قال ابن القيم رحمه الله: ((وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ هُوَ فَصْلُ النِّزَاعِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ.)).

20/كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كلّْ شيءٍ؟!:
و قال رحمه الله : ((وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ تَقِيَّ الدِّينِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ -قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ- يَقُولُ: كَيْفَ يُطْلَبُ الدَّلِيلُ عَلَى مَنْ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ:
وَلَيْسَ يَصِحُّ فِي الْأَذْهَانِ شَيْءٌ ... إِذَا احْتَاجَ النَّهَارُ إِلَى دَلِيلٍ.))اهـ "مدارج السالكين"(1/82).

يتبع بإذن المولى جلَّ في علاه . . .