كيف تكون دراسة علم الرجال ؟
سؤال : نقرأ كثيرا في تراجم العلماء أنّ فلانا برع في علم الرجال ونحوها من العبارات فكيف تكون دراسة علم الرجال و هل هناك طريقة معينة أو كتب تنصحون بها في هذا الباب خاصة معرفة طبقات الرواة , و جزاكم الله خيرا ؟
الجواب : أولا تدرس على عالم بارك الله فيك في علم الرجال و في غيره .
و ثانيا عندك - و الحمد لله - كتب الرجال متوفرة وكتب الطبقات متوفرة والحمد لله طبقات ابن سعد وثقات ابن حبان رتبه على الطبقات بارك الله فيكم وتذكرة الحفاظ للذهبي وطبقات الحفاظ للسيوطي ... الخ ,كذلك تقريب التهذيب يذكر الطبقات فالطبقات هي الكتب التي ذكرتها لكم .
وكتب الرجال مثل تاريخ البخاري ,والجرح والتعديل لابن أبي حاتم , والثقات والمجروحين لابن حبان ,وكتب الضعفاء ؛الضعفاء للبخاري ,وللعقيلي ,الضعفاء والمتروكين للنسائي وما شاكل ذلك .
لكن لا تذهب إلى علم الرجال وأنت لا تعرف أصل الحديث: اعرف الحديث وفقهه والقرآن وفقهه قبل كل شيء والرجال معهما .
سؤال : أحسن الله إليكم وجزاكم الله خيراً , سائل يقول : كيف يستفيد طالب علم الحديث من كتب التّراجم , وهل يجب عليه إذا قرأ كتاب ( تهذيب التّهذيب ) مثلاً أن يقرأه بالتّفصيل أو يرجع إليه عند الحاجة ,وما هي الطريقة المثلى لقراءة كتب التّخريج وبأيّ كتاب يبدأ ؟ وبارك الله فيكم .
الجواب : لا نستطيع أن نوجب عليه أن يقرأ كتاب ( تهذيب التّهذيب) وإنّما إذاكان يريد أن يحكم على الأحاديث بالصّحة والضعف وغيرها من الأحكام والأسانيد فعليه أن لا يصدر حكماً إلاّ بعلم ؛ يعرف قواعد المصطلح ويعرف قواعد الجرح والتّعديل ويعرف كلام العلماء في أبواب الجرح والتعديل وما يلزم ويتطلبه الحكم على حديث أو شخص مجروح أو توثيق من يستحق مرتبة الثقة فلا يتكلم إلاّ بعلم ,وكلّ هذا يدخل في قول الله تبارك وتعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) .وإذا قرأ كتب التخريج ويريد الاستفادة منها فبالممارسة يعرف كيف يستفيد ,ثم يقرأ كتب العلل لابن أبي حاتم وللدار قطني وغيرهما وينظر كيف يعللون وكيف يحكمون وكيف يرجحون عند الاختلاف فيعرف منهجهم ,ويقرأ كذلك في كتب التخريج مثل نصب الراية للزيلعي والتلخيص الحبير لابن حجر وكتب الألباني ,وبقراءة هذه الكتب وممارستها ومعرفة طرق التصحيح والتضعيف والتعليل والترجيح وما شاكل ذلك يعرف بعد ذلك إن كان مؤهلا ؛لأن الناس يتفاوتون ,فيه أناس أعطاهم الله ذكاء ومواهب وأهّلهم لأن يسيروا في ركاب أئمة الحديث وأئمة الجرح والتعديل .
وهناك أناس ليسوا مؤهلين لهذا ,حتى كثير من المحدثين لم يدخلوا في باب الجرح والتعديل ولا باب التصحيح والتضعيف والتعليل ,تركوا هذا الشأن لأهله من كبار النقاد من أمثال شعبة وسفيان الثوري ويحي بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ثم طبقة تلي هؤلاء مثل الإمام أحمد ويحي بن معين وعلي بن المديني ثم البخاري وأقرانه كأبي زرعة وأبي حاتم وهكذا إلى يومنا هذا لا يتصدى لهذه الأمور إلا أناس منحهم الله مواهب وأهّلهم بها للنهوض بهذا الشأن .
الموقع الرسمي للشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى