إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المباهلة : تعريفها و حكمها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المباهلة : تعريفها و حكمها

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله


    أما بعد فهذا بحث مختصر حول المباهلة

    تعريفها لغة:
    قال الشوكاني في فتح القدير : أصل الابتهال الاجتهاد في الدعاء باللعن وغيره، يقال بهله الله: أي لعنه، والبهل اللعن. قال أبو عبيد والكسائي: نبتهل نلتعن، ويطلق على الاجتهاد في الهلاك، ومنه قول لبيد: في كهول سادة من قومه نظر الدهر إليهم فابتهل أي: فاجتهد في هلاكهم. قال في الكشاف: ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه وإن لم يكن التعاناً.إنتهى



    تعريفها شرعا :
    قال السعدي رحمه الله : المباهلة بأن يحضر هو وأهله وأبناؤه وهم يحضرون بأهلهم وأبنائهم ثم يدعون الله تعالى إن ينزل عقوبته ولعنته على الكاذبين.إنتهى

    آية المباهلة و سبب نزولها :

    قال الله تعالى : فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (الآية 61 سورة آل عمران)


    قال البخاري في صحيحه :كتاب المغازي باب قصة أهل نجران :


    حدثني عباس بن الحسين: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة قال: جاء العاقب والسيد، صاحبا نجران، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله لئن كان نبيا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا. فقال: (لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين). فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (قم يا أبا عبيدة بن الجراح). فلما قام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا أمين هذه الأمة).


    قال ابن كثير في تفسيره :


    ثم قال تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم, أن يباهل من عاند الحق في أمر عيسى بعد ظهور البيان {فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} أي نحضرهم في حال المباهلة {ثم نبتهل} أي نلتعن {فنجعل لعنة الله على الكاذبين} أي منا أو منكم. وكان سبب نزول هذه المباهلة وما قبلها من أول السورة إلى هنا في وفد نجران, أن النصارى لما قدموا فجعلوا يحاجون في عيسى ويزعمون فيه ما يزعمون من البنوة والإلهية, فأنزل الله صدر هذه السورة رداً عليهم, قال ابن إسحاق في سيرته المشهورة وغيره: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران ستون راكباً, فيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم يؤول أمرهم إليهم وهم: العاقب واسمه عبد المسيح, والسيد وهو الأيهم, وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل, وأويس بن الحارث, وزيد, وقيس, ويزيد ونبيه, وخويلد, وعمرو, وخالد, وعبد الله, ويُحَنّس, وأمر هؤلاء يؤول إلى ثلاثة منهم وهم العاقب, وكان أمير القوم وذا رأيهم وصاحب مشورتهم, والذي لا يصدرون إلا عن رأيه, والسيد وكان عالمهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم, وأبو حارثة بن علقمة وكان أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم, وكان رجلاً من العرب من بني بكر بن وائل, ولكنه تنصر فعظمته الروم وملوكها وشرفوه, وبنوا له الكنائس وأخدموه لما يعلمونه من صلابته في دينهم, وقد كان يعرف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفته وشأنه مما علمه من الكتب المتقدمة, ولكن حمله جهله على الاستمرار في النصرانية لما يرى من تعظيمه فيها وجاهه عند أهلها, قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير, قال: قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة, فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر, عليهم ثياب الحبرات جبب وأردية في جمال رجال بني الحارث بن كعب, قال: يقول من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ما رأينا بعدهم وفداً مثلهم: وقد حانت صلاتهم فقاموا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «دعوهم» فصلوا إلى المشرق, قال: فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة, والعاقب عبد المسيح, والسيد الأيهم وهم من النصرانية على دين الملك مع اختلاف أمرهم يقولون: هو الله, ويقولون: هو ولد الله, ويقولون: هو ثالث ثلاثة, تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً. وكذلك قول النصرانية, فهم يحتجون في قولهم هو الله, بأنه كان يحيى الموتى ويبرىء الأكمه والأبرص والأسقام, ويخبر بالغيوب, ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً, وذلك كله بأمر الله. وليجعله الله آية للناس, ويحتجون على قولهم بأنه ابن الله يقولون: لم يكن له أب يعلم, وقد تكلم في المهد بشيء لم يسمعه أحد من بني آدم قبله, ويحتجون على قولهم بأنه ثالث ثلاثة بقول الله تعالى: فعلنا وأمرنا وخلقنا وقضينا فيقولون لو كان واحداً ما قال إلا فعلت وأمرت وقضيت وخلقت, ولكنه هو وعيسى ومريم ـ تعالى الله وتقدس وتنزه عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً ـ وفي كل ذلك من قولهم: قد نزل القرآن, فلما كلمه الحبران, قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم «أسلما» قالا: قد أسلمنا, قال: «إنكما لم تسلما فأسلما». قالا: بلى قد أسلمنا قبلك. قال: «كذبتما يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولداً وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير». قالا: فمن أبوه يا محمد ؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فلم يجبهما, فأنزل الله في ذلك من قولهم واختلاف أمرهم صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها, ثم تكلم ابن إسحاق على تفسيرها إلى أن قال: فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من الله والفصل من القضاء بينه وبينهم وأمر بما أمر به من ملاعنتهم إن ردوا ذلك عليه دعاهم إلى ذلك, فقالوا: يا أبا القاسم, دعنا ننظر في أمرنا ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه, ثم انصرفوا عنه, ثم خلوا بالعاقب, وكان ذا رأيهم فقالوا: يا عبد المسيح ماذا ترى ؟ فقال: والله يا معشر النصارى لقد عرفتم أن محمداً لنبي مرسل, ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم, ولقد علمتم أنه ما لاعن قوم نبياً قط, فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم, وإنه للاستئصال منكم إن فعلتم, فإن كنتم أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم, فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم, فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم, قد رأينا ألا نلاعنك ونتركك على دينك ونرجع على ديننا ولكن ابعث معنا رجلاً من أصحابك ترضاه لنا يحكم بيننا في أشياء اختلفنا فيها في أموالنا, فإنكم عندنا رضا, قال محمد بن جعفر: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ائتوني العشية أبعث معكم القوي الأمين» فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ما أحببت الإمارة قط حبي إياها يومئذ, رجاء أن أكون صاحبها, فرحت إلى الظهر مهجراً, فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر, سلم ثم نظر عن يمينه وشماله, فجعلت أتطاول له ليراني فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح فدعاه, فقال «اخرج معهم فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه». قال عمر: فذهب بها أبو عبيدة رضي الله عنه. وقد روى ابن مردويه من طريق محمد بن إسحاق, عن عاصم بن عمر بن قتادة, عن محمود بن لبيد, عن رافع بن خديج: أن وفد أهل نجران قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكر نحوه, إلا أنه قال في الأشراف: كانوا اثني عشر, وذكر بقيته بأطول من هذا السياق, وزيادات أخر.


    حكمها :


    قال ابن حجر في فتح الباري


    في شرح حديث قصة وفد أهل نجران :


    وفيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة وقد دعا بن عباس إلى ذلك ثم الأوزاعي ووقع ذلك لجماعة من العلماء ومما عرف بالتجربة أن من بأهل وكان مبطلا لا تمضى عليه سنة من يوم المباهلة ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين .


    و قال ابن القيم في زاد المعاد :


    إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله و لم يرجعوا بل أصروا على العناد، أن يدعوهم إلى المباهلة و قد أمر الله سبحانه بذلك رسوله صلى الله عليه و سلم و لم يقُل : إن ذلك ليس لأمتك من بعدك . و دعا إليها ابنُ عمه عبد الله بن عباس من أنكر عليه بعض مسائل الفروع و لم يُنكر عليه الصحابة و دعا إليه الأوزاعي سفيان الثوري في مسألة رفع اليدين و لم يُنكَر عليه ذلك و هذا من تمام الحجة.

    و قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :


    وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع: إما إلى كتاب الله، وإما إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما إلى إجماع أهل العلم، فإن عاند دعوته إلى المباهلة، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض، وكما دعا إليها سفيان والأوزاعي في مسألة رفع اليدين، وغيرهما من أهل العلم. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم. (الرسائل الشخصية)


    حكم المباهلة في أمور دنياوية :


    سأل الشيخ الألباني رحمه الله:


    السائل :من المعلوم حديث وفد نجران عندما جاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و طلب منهم ، و أنزل الله سبحانه و تعالى {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا } الآية ، فدعاهم إلى المباهلة فرفضوا ، فالمعلوم عندنا أن المباهلة لا تكون إلا في أمور العقيدة لكن بعض الناس من المسلمين يمكن سحب هذا الحكم لأمر دنيوي بيني و بين أخي المسلم بمعنى أنه إذا كان على أخي المسلم مال لي فأنكره ، فهل يجوز سحب هذا الحكم على الأمر الدنيوي بيني و بين أخي المسلم في الأمور الدنيوية ؟


    الشيخ :أقول بارك الله فيك إجابة على هذا السؤال هو أنه لا يجوز سحب هذه الواقعة أو هذا الحكم الشرعي إلى الأمور المادية لسببين اثنين:


    أولا لأن القصة جائت في الأمور العقدية كما يقولون اليوم


    و ثانيا الأمور المادية جعل لها الإسلام نظاما و قاعدة فقال البينة على المدعي و اليمين على المنكر


    فتحل هذه القضية المادية بهذه القاعدة الشرعية ، فلم يبقى هناك مجال للجوء للمباهلة التي شرعها الله -عز و جل- بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و بين أؤلائك النصارى من النجرانيين الذين أنكروا التوحيد و اصروا على التثليث و لكن إن كان و لا بد من سحب القضية إلى جانب آخر لم ينص على هذا الجانب في أثر ما أو حديث ما فيمكن سحبها إلى خلاف بين طرفين من المسلمين مختلفين في بعض الأفكار أو بعض العقائد كالمعتزلة مثلا و أهل السنة ، فيمكن أنه إذا كابر معتزلي ما فأن يطالبه السني بالمباهلة ، من كان منا هو المخطئ بعد النقاش و بعد إستدلال كل من الفريقين على الآخر ، فلا بد أن أحدهم يكون مكابرا ، فنجعل لعنة الله على الكاذبين ، يمكن سحب تلك القضية إلى مثل هذه للمجانسة الموجودة بينهما ، أما و السؤال سحبها إلى أمور مادية فهذا لا يجوز لما ذكرته لك آنفا . (سلسلة الهدى و النور آخر الشريط رقم 703)




    جمعه أبو زينب أحمد بن إبراهيم بن علي

  • #2
    جزاك الله خيرا
    بحث مختصر وطيب


    وهذه الأيام سمعنا عن تلك المباهلة التي جرت بين ياسر الخبيث الرافضي وبين أحد أئمة مساجد دولة الكويت ويدعى محمد بن عبد الرحمن .

    وكانت المباهلة حول أبي بكر وعمر وحفصة وعائشة وأنهم في الجنة بينما أصر ذلك الرافضي - قانله الله - بأنهم في النار ، ثم وقعت المباهلة بينهما .
    فنسأله - سبحانه وتعالى أن يرينا في هذا الرافضي بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين .

    وقد قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في فتح الباري في شرح حديث قصة وفد أهل نجران :
    ((ومما عرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلا لا تمضى عليه سنة من يوم المباهلة ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين .))

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خير أخى الفاضل وبارك الله فيك

      اسئل الله أن تكون فى موازينك

      وفقك الله لكل خير وسائر أهل السنة
      التعديل الأخير تم بواسطة خالد بن محمد الغرباني; الساعة 11-10-2010, 12:16 PM.

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرا لكن هل لها صيغه محدده أم يدعون الله تعالى أن ينزل عقوبته ولعنته على الكاذبين فقط افيدونا جزاكم الله خيرا

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة خالد بن محمد الغرباني الهاشمي مشاهدة المشاركة
          وقد قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في فتح الباري في شرح حديث قصة وفد أهل نجران :
          ((ومما عرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلا لا تمضى عليه سنة من يوم المباهلة ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين .))
          أفاد الحافظ السخاوي في كتابه الفذ الجواهر في ترجمة شيخه ابن حجر تفاصيل هذه المباهلة فمن أحب أن يراجعها فعليه بالكتاب المذكور [3/1001__1002]

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيراً يا أبا زينب هذا بحث مفيد
            وجعل الله في ميزان حسناتك

            تعليق

            يعمل...
            X