إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحزن على الميت (لشيخ الإسلام ابن تيمية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحزن على الميت (لشيخ الإسلام ابن تيمية)

    الحزن على الميت


    سئل عن بكاء الأم والأخوة على الميت‏ : ‏ هل فيه بأس على الميت ‏؟‏

    فأجاب‏ : ‏


    أما دمع العين ، وحزن القلب ، فلا إثم فيه ، لكن الندب والنياحة منهي عنه ، وأي صدقة تصدق بها

    عن الميت نفعه ذلك‏ . ‏


    وسئل عما يتعلق بالتعزية‏؟‏


    فأجاب‏ : ‏


    التعزية مستحبة ، ففي الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏ : ‏ ‏ ( ‏من عزى مصاباً ، فله

    مثل أجره‏ ) ‏‏ .
    ‏وأما قول القائل‏ : ‏ ما نقص من عمره زاد في عمرك ، فغير مستحب ، بل المستحب أن

    يدعى له بما ينفع ،مثل أن يقول‏ : ‏ أعظم اللّه أجرك ، وأحسن عزاك ، وغفر لميتك‏ . ‏


    وأما نقص العمر وزيادته ، فمن الناس من يقول‏ : ‏ إنه لا يجوز بحال ، ويحمل ما ورد على زيادة

    البركة ، والصواب أنه يحصل نقص وزيادة عما كتب في صحف الملائكة‏ . ‏ وأما علم اللّه القديم ، فلا

    يتغير‏ . ‏


    وأما اللوح المحفوظ‏ :
    ‏ فهل يغير ما فيه ‏؟‏ على قولين‏ . ‏ وعلى هذا يتفق ما ورد في هذا الباب من

    النصوص‏ . ‏


    وأما صنعة الطعام لأهل الميت ، فمستحبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏ : ‏ ‏ ( ‏اصنعوا لآل جعفر

    طعاماً ، فقد أتاهم ما يشغلهم‏ ) ‏‏ .
    ‏ لكن إنما يطيب إذا كان بطيب نفس المهدي ،وكان على سبيل

    المعاوضة ، مثل أن يكون مكافأة عن معروف مثله‏ . ‏ فإن علم الرجل أنه ليس بمباح ، لم يأكل منه ،

    وإن اشتبه أمره فلا بأس بتناول اليسير منه إذا كان فيه مصلحة راجحة ، مثل تاليف القلوب ، ونحو

    ذلك‏ . ‏ واللّه أعلم‏ . ‏


    وسئل عمن يقرأ القرآن ، وينوح على القبر ، ويذكر شيئاً لا يليق ، والنساء مكشفات الوجوه ،

    والرجال حولهم‏؟‏


    فأجاب‏ : ‏


    الحمد للّه ، النياحة محرمة على الرجال والنساء عند الأئمة المعروفين‏ . ‏


    وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم‏ : ‏ أن النائحة إذا لم تتب قبل موتها، فإنها تلبس

    يوم القيامة درعا من جرب ، وسربالا من قطران‏ .
    ‏ وفي السنن عنه‏ : ‏ أنه لعن النائحة ، والمستمعة‏ . ‏

    وفي الصحيح عنه قال‏ : ‏ ‏ ( ‏ليس منا من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية‏ ) ‏‏ .


    وكشف النساء وجوههن بحيث يراهن الأجانب غير جائز ، وعلى ولي الأمر الأمر بالمعروف ، والنهي

    عن هذا المنكر ، وغيره ، ومن لم يرتدع ، فإنه يعاقب على ذلك بما يزجره ، لا سيما النوح للنساء

    عند القبور ، فإن ذلك من المعاصي التي يكرهها اللّه ورسوله ، من الجزع والندب والنياحة ، وإيذاء

    الميت ، وفتنة الحي ، وأكل أموال الناس بالباطل ، وترك ما
    أمر اللّه به ورسوله من الصبر والاحتساب

    ، وفعل أسباب الفواحش ، وفتح بابها ، ما يجب على المسلمين أن ينهوا عنه‏ . ‏ واللّه أعلم‏ . ‏ وصلى

    اللّه على محمد وآله وصحبه وسلم‏ .




    مجموع فتاوي ابن تيمية

يعمل...
X