إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يسود بين كثير من الشباب نوع من التنافر والتدابر ، فهل من نصيحة للجميع ؟ لفضيلة الشيخ زيد المدخلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يسود بين كثير من الشباب نوع من التنافر والتدابر ، فهل من نصيحة للجميع ؟ لفضيلة الشيخ زيد المدخلي

    ‎السؤال :

    هذه مجموعة من الأسئلة تدور حول محور واحد خلاصتها : يسود بين كثير من الشباب نوع من

    التنافر والتدابر ، فهل من نصيحة للجميع للحرص على الأخوة والألفة وحسن الظن والخلق في

    التعامل مع الوالدين والعلماء والناس أجمعين ؟

    الجواب :

    شريعة الإسلام تدعو إلى التآلف والتآخي بين المؤمنين لما في ذلك من تحقيق المصالح الدينية

    والدنيوية، وتنهى عن التدابر والتهاجر ونحوهما لما في ذلك من المفاسد الدينية والدنيوية . وأنّ

    الواجب الإلتزام بهذا الأصل حتى يحصل السبب المسوغ للهجر والفرقة ، وحينئذ يكون الهجر

    والفرقة الصادرة من أهل السنة والجماعة لأهل الأهواء طاعة ؛ لأن أوثق عرى الإيمان " الحب في

    الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله "
    قال ـ تبارك وتعالى ـ : ( إنما المؤمنون

    إخوة فأصلحوا بين أخويكم )
    [ الحجرات : 10 ] .وقال عزّ شأنه : ( يا أيها الذين ءامنوا لا

    يسخر قوم من قوم )
    ـ والسخرية : الإحتقار وعدم القيام بالحقوق ـ ( عسى أن يكونوا خيرا منهم

    ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم )
    أي : لا يعب بعضكم بعضا (

    ولا تنابزوا بالألقاب )
    [ الحجرات : 11 ] . إلى غير ذلك من التوجيهات القرآنية ، والنبي

    الكريم عليه الصلاة والسلام يقول :
    " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ... كل

    المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه "
    ثم إنه لا يليق بالمسلمين أن تكون أخوتهم مجرد

    كلام وابتسام مع مخالفة ما في القلوب لما تنطق به الألسنة ، بل يجب أن تكون أخوتهم صادقة في

    الظاهر والباطن ، ولا يحمل الأحقاد أخ مؤمن لإخوانه المؤمنين ، وإن حصل بينهم ما حصل من

    مخالفات في حظوظ النفس أو حظوظ الدنيا فإنها لا تخوّل له أن يحقد على إخوانه المسلمين ، أو

    يبغضهم ، أو يسيء بهم الظنون ، بل يجب أن يكون مخلصا في الأخوة وصادقا فيها حتى تجتمع

    القلوب وتأتلف على الحق .

    وهناك شيء آخر يجلب العداوة ويجلب الفرقة وهو البدع ، إذا انخرط بعض الشباب في البدع

    المضلة ، وتأثروا بأصحاب الأهواء الذين خالفوا منهج السلف في قليل أو كثير ، فترى من كان قائما

    على منهج السلف يبغضهم وهم يبغضونه ، ويهجرهم وهم يهجرونه ، هذا من الأسباب التي سببت

    الفرقة بين الشباب ، وجود البدع في بعض الشباب ، قلّدوا فيها غيرهم،وائتموا فيها بأهل الأهواء
    ،

    وبقيت الطائفة المتمسكة بالكتاب والسنة ومنهج السلف على الحق ، فنشأت العداوة بين الطائفتين ،

    فعداوة صاحب الحق لصاحب الباطل حق لا ينكر ، مع بذل النصيحة والدعوة له بحسب الإمكان ،

    والوصل مشروع للمبتدع عند إرادة مناظرته كي يرجع إلى رحاب الحق أو تقوم عليه الحجة بأدلة

    الكتاب والسنة ، لأن إقامة الحجة على المبتدع نوع من أنواع الجهاد له كما فعل ابن عباس رضي

    الله عنهما مع الخوارج .

    وإذا كان الأمر كذلك فلا غنى لطلاب العلم عن أكابر العلماء والأشياخ الذين قضوا مدة طويلة في

    العلم والتجربة الدعوية .

    هذا وليعلم : أن الفرقة مقرونة بالبدعة ، والألفة مقرونة بالسنة ، فأهل السنة متآلفون وإن حصل

    بينهم شيء من الخلاف فإنهم لا يصلون إلى حد التقاطع والتهاجر وتمني زوال النعمة عن الغير أبدا

    . نعم قد يحصل بين الإخوة الناهجين نهج السلف والسالكين مسلك الحق شيء من الخلاف

    والخصومة لأنهم ليسوا معصومين ، لكن لا يؤثر على إخوتهم ولا تدوم هذه الفرقة كما تدوم بين

    سني وبدعي من غابر الأزمان إلى يومنا هذا ، فهذا هو شرح لهذه القضية في حدود ما عندي من

    علم .

    أما عن عدم احترام العلماء فلا يصدر من صاحب سنة ، بل يصدر من أهل الأهواء والبدع ، وعدم

    احترام الحكام المسلمين في الأرض لا يصدر إلا من أهل البدع وعلى رأسهم الخوارج ، و الإحتقار

    للوالدين وللأقارب والأصحاب لا يصدر إلا من صاحب بدعة وصاحب غلو وتطرّف أعمته هذه

    المعاصي عن طريق الحق ، فطفق يضع الأشياء في غير مواضعها ، وطريق الخلاص حسب علمي

    طلب العلم الشرعي بالنية الصادقة والتعقل لمعانيه والسكينة والوقار ، فإن من سلك هذه المسالك أي

    :
    يطلب العلم وهو صاحب سكينة وصاحب وقار ، وصاحب صدق مع الله ، وصاحب إخلاص لربه

    هداه الله ـ تبارك وتعالى ـ لمعرفة الحق والعمل به والحياة في ظله فنعم الظل الظليل .

    ومن اتبع الشيطان وتحمّس حماسا يخرجه عن دائرة الحق والصلاح والإصلاح ضلّ عن سواء

    السبيل ، وأضلّ غيره فحمل الوزر الثقيل . والله أعلم بالظاهر والباطن والحقير والجليل .


    المصدر :
    ‎المجموع الأصيل لتوضيح العقائد بالتفصيل
    ‎الشرح لفضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله [ ص : 153 ] .

يعمل...
X