إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل الشرع المطهر ينكر ما تفعله الشياطين الجانة من مسها وتخبيطها ...، واعتراضها‏؟ شيخ الإسلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل الشرع المطهر ينكر ما تفعله الشياطين الجانة من مسها وتخبيطها ...، واعتراضها‏؟ شيخ الإسلام

    سئل : ‏ هل الشرع المطهر ينكر ما تفعله الشياطين الجانة من مسها وتخبيطها وجولان بوارقها على بني آدم ، واعتراضها‏؟‏



    سئل رَحمه اللّه‏ : ‏ هل الشرع المطهر ينكر ما تفعله الشياطين الجانة من مسها وتخبيطها وجولان

    بوارقها على بني آدم ، واعتراضها‏؟‏ فهل ذلك معالجة بالمخرقات والأحراز ، والعزائم ، والأقسام ،

    والرقى ، والتعوذات ، والتمائم‏؟‏ وأن بعض الناس قال‏ : ‏ لا يحكم عليهم ؛ لأن الجن يرجعون إلى

    الحقائق عند عامرة الأجساد بالبوار ، وأن هذه الخواتم المتخذة مع كل إنسان من سرياني ، وعبراني

    ، وعجمي ، وعربي ، ليس لها برهان ، وأنها من مختلق الأقاويل ، وخرافات الأباطيل ، وأنه ليس

    لأحد من بني آدم من القوة ، ولا من القبض بحيث يفعل ما ذكرنا من متولي هذا الشأن على

    ممرالدهور ، والأوقات ‏؟‏


    فأجاب‏ : ‏


    الحمد للّه ، وجود الجن ثابت بكتاب اللّه ، وسنة رسوله ، واتفاق سلف الأمة ، وأئمتها‏ . ‏ وكذلك

    دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال اللّه تعالي‏ : ‏ ‏ { ‏الَّذِينَ

    يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ‏ }
    ‏ ‏ [ ‏البقرة‏ : ‏ 275‏ ] ‏ وفي

    الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم‏ : ‏ ‏ ( ‏إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم‏ ) ‏‏ . ‏ وقال

    عبد اللّه بن الإمام أحمد بن حنبل‏ :
    ‏ قلت لأبي‏ : ‏ إن أقواما يقولون‏ : ‏ إن الجني لا يدخل في بدن

    المصروع ،
    فقال‏ : ‏ يا بني يكذبون ، هذا يتكلم على لسانه‏ .


    وهذا الذي قاله أمر مشهور ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه

    ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثراً عظيما‏ . ‏ والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ، ولا

    بالكلام الذي يقوله‏ . ‏ وقد يجر المصروع ، وغير المصروع ، ويجر البساط الذي يجلس عليه ،

    ويحول آلات ، وينقل من مكان إلى مكان ، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها ، أفادته علماً

    ضروريا ، بأن الناطق على لسان الإنسي ، والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان‏ . ‏


    وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ، ومن أنكر ذلك وادعي أن

    الشرع يكذب ذلك ، فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك‏ . ‏


    وأما معالجة المصروع بالرقى والتعوذات ، فهذا على وجهين‏ : ‏


    فإن كانت الرقى والتعاويذ مما يعرف معناها ، ومما يجوز في دين الإسلام أن يتكلم بها الرجل ،

    داعياً للّه ، ذاكراً له ، ومخاطباً لخلقه ، ونحو ذلك فإنه يجوز أن يرقى بها المصروع ، ويعوذ ، فإنه

    قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم‏ : ‏ أنه أذن في الرقى ، ما لم تكن شركا‏ . ‏ وقال‏ :

    ( ‏من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل‏ ) ‏‏ . ‏


    وإن كان في ذلك كلمات محرمة مثل أن يكون فيها شرك ، أو كانت مجهولة المعنى ، يحتمل أن

    يكون فيها كفر ، فليس لأحد أن يرقى بها ولا يعزم ، ولا يقسم‏ . ‏ وإن كان الجني قد ينصرف عن

    المصروع بها ، فإن ما حرمه اللّه ورسوله ضرره أكثر من نفعه ،كالسيماوغيرها من أنواع السحر.‏ ‏

    فإن الساحر السيماوي وإن كان ينال بذلك بعض أغراضه ، كما ينال السارق بالسرقة بعض أغراضه

    ، وكما ينال الكاذب بكذبه وبالخيانة بعض أغراضه ، وكما ينال المشرك بشركه وكفره بعض أغراضه

    ، وهؤلاء وإن نالوا بعض أغراضهم بهذه المحرمات ، فإنها تعقبهم من الضرر عليهم في الدنيا

    والآخرة أعظم مما حصلوه من أغراضهم‏ . ‏


    فإن اللّه بعث الرسل بتحصيل المصالح ، وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها ، فكل ما أمر اللّه به

    ورسوله ، فمصلحته راجحة على مفسدته ، ومنفعته راجحة على المضرة‏ . ‏ وإن كرهته النفوس‏ . ‏

    كما قال تعالي‏ : ‏ ‏ { ‏كُتِبَ عليكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ‏ } ‏ الآية ‏ [ ‏

    البقرة‏ : ‏216‏ ] ‏ فأمر بالجهاد وهو مكروه للنفوس ، لكن مصلحته ومنفعته راجحة على ما يحصل

    للنفوس من ألمه ، بمنزلة من يشرب الدواء الكريه لتحصل له العافية ، فإن مصلحة حصول العافية

    له راجحة على ألم شرب الدواء‏ . ‏ وكذلك التاجر الذي يتغرب عن وطنه ، ويسهر ، ويخاف ، ويتحمل

    هذه المكروهات ، مصلحة الربح الذي يحصل له راجحة على هذه المكاره‏ . ‏ وفي الصحيحين عن

    النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏ : ‏ ‏ ( ‏حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات‏ ) ‏‏ . ‏وقد قال

    تعالي في حق الساحر‏ :
    ‏ ‏ { ‏وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى‏ } ‏ ‏ [ ‏طه‏ : ‏ 69‏ ] ‏ ، وقال تعالي‏ : ‏ ‏ { ‏وَمَا

    يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ‏ }
    ‏إلى قوله‏ : ‏ ‏ { ‏وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ

    كَانُواْ يَعْلَمُونَ‏ }
    ‏ ‏ [ ‏البقرة‏ : ‏ 102‏ ] ‏‏ . ‏ فبين سبحانه أن هؤلاء يعلمون أن الساحر ما له في الآخرة

    من نصيب‏ . ‏ وإنمايطلبون بذلك بعض أغراضهم في الدنيا‏ . ‏ ‏ { ‏وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ

    اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ‏ }
    ‏ ‏ [ ‏البقرة‏ : ‏ 103‏ ] ‏‏ . ‏ آمنوا واتقوا بفعل ما أمر اللّه به ، وترك ما نهى

    اللّه عنه ، لكان ما يأتيهم به على ذلك في الدنيا والآخرة خير لهم مما يحصل لهم بالسحر‏ . ‏ قال اللّه

    تعالي‏ : ‏ ‏ { ‏إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ‏ } ‏ ‏ [ ‏غافر‏ : ‏ 51‏ ] ‏ ،

    وقال‏ : ‏ ‏ { ‏مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً‏ } ‏ ‏ [ ‏النحل‏ : ‏ 97‏ ] ‏ ،

    وقال‏ : ‏ ‏ { ‏وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً‏ } ‏ الآيتين

    ‏ [ ‏النحل‏ : ‏ 41، 42‏ ] ، وقال‏ : ‏ ‏ { ‏وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً

    وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ‏ }
    ‏ ‏ [ ‏البقرة‏ : ‏ 201 ، 202‏ ] ‏‏ . ‏


    والأحاديث فيما يثيب اللّه عبده المؤمن على الأعمال الصالحة في الدنيا والآخرة كثيرة جداً ، وليس

    للعبد أن يدفع كل ضرر بما شاء ، ولا يجلب كل نفع بما شاء ، بل لا يجلب النفع إلا بما فيه تقوي

    اللّه ، ولا يدفع الضرر إلا بما فيه تقوي اللّه ، فإن كان ما يفعله من العزائم والأقسام والدعاء والخلوة

    والسهر ونحو ذلك مما أباحه اللّه ورسوله فلا بأس به ،وإن كان مما نهى اللّه عنه ورسوله لم يفعله‏.

    فمن كذب بما هو موجود من الجن والشياطين‏ والسحر ، وما يأتون به على اختلاف أنواعه ؛ كدعاء

    الكواكب ، وتخريج القوي الفعالة السماوية بالقوي المنفعلة الأرضية ، وما ينزل من الشياطين على

    كل أفاك أثيم ، فالشياطين التي تنزل عليهم ، ويسمونها روحانية الكواكب وأنكروا دخول الجن في

    أبدان الإنس ، وحضورها بما يستحضرون به من العزائم والأقسام ، وأمثال ذلك ، كما هو موجود ،

    فقد كذب بما لم يحط به علماً‏ . ‏


    ومن جوز أن يفعل الإنسان بما رآه مؤثراً من هذه الأمور من غير أن يزن ذلك بشريعة الإسلام ،

    فيفعل ما أباحه اللّه ، ويترك ما حرم اللّه ، وقد دخل فيما حرمه اللّه ورسوله ، إما من الكفر ، وإما

    من الفسوق ، وإما العصيان ، بل على كل أحد أن يفعل ما أمر اللّه به ورسوله ، ويترك ما نهى اللّه

    عنه ورسوله‏ . ‏


    ومما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم من التعوذ‏ . ‏ فإنه قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال‏ : ‏ ‏ ( ‏من

    قرأ آية الكرسي إذا أوى إلى فراشه ، لم يزل عليه من اللّه حافظ ، ولم يقربه شيطان حتى يصبح‏ ) ‏‏ .


    وفي السنن‏ : ‏ أنه كان يعلم أصحابه أن يقول أحدهم‏ : ‏ ‏ ( ‏أعوذ بكلمات اللّه التامات من غضبه وعقابه

    ، وشر عباده ، ومن همزات الشياطين ، وأن يحضرون‏ ) ‏‏ .
    ‏ ولما جاءته الشياطين بلهب من نار ،

    أمر بهذا التعوذ‏ :
    ‏ ‏ ( ‏أعوذ بكلمات اللّه التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ،

    وذرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ،
    وما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وما يخرج

    منها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن‏ ) ‏‏ .
    ‏ فقد جمع

    العلماء من الأذكار والدعوات التي يقولها العبد إذا أصبح ، وإذا أمسي ، وإذا نام ، وإذا خاف شيئاً ،

    وأمثال ذلك من الأسباب ما فيه بلاغ‏ . ‏ فمن سلك مثل هذه السبيل ، فقد سلك سبيل أولىاء اللّه الذين لا

    خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ومن دخل في سبيل أهل الجبت والطاغوت الداخلة في الشرك والسحر

    فقد خسر الدنيا والآخرة ، وبذلك ذم اللّه من ذمه من مبدلة أهل الكتاب‏ . ‏ حيث قال‏ : ‏ ‏ { ‏وَلَمَّا جَاءهُمْ

    رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ
    الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ

    لاَ يَعْلَمُونَ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى‏ }
    إلى قوله‏ : ‏ ‏ { ‏وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ

    يَعْلَمُونَ‏ }
    ‏ ‏ [ ‏البقرة‏ : ‏101 ، 102‏ ] ‏‏ . ‏ والله سبحانه وتعالي أعلم‏ . ‏


    وقَال أيضاً رحمه اللّه في موضع آخر‏ : ‏


    وأما كونه لم يتبين له كيفية الجن ومقالتهم بعدم علمه ، لم ينكر وجودهم إذ وجودهم ثابت بطرق

    كثيرة ، غير دلالة الكتاب والسنة‏ . ‏ فإن من الناس من رآهم وفيهم من رأي من رآهم ، وثبت ذلك

    عنده بالخبر واليقين‏ . ‏ ومن الناس من كلمهم وكلموه‏ . ‏ ومن الناس من يأمرهم وينهاهم ويتصرف

    فيهم‏ . ‏ وهذا يكون لصالحين ، وغير صالحين‏ . ‏ولو ذكرت ما جري لي ، ولأصحابي معهم ، لطال

    الخطاب‏ . ‏ وكذلك ما جري لغيرنا ، لكن الاعتماد في الأجوبة العلمية على ما يشترك الناس في علمه

    ، لا يكون لما يختص بعلمه المجيب ، إلا أن يكون الجواب لمن يصدقه فيما يخبر به‏ . ‏


    وسئل عمن يقول‏ : ‏ يا أزران‏ : ‏ ياكيان ‏!‏ هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة ، لم يحرم قولها‏؟‏


    فأجاب‏ : ‏


    الحمد للّه ، لم ينقل هذه عن الصحابة أحد ، لا بإسناد صحيح ، ولا بإسناد ضعيف ، ولا سلف الأمة ،

    ولا أئمتها‏ . ‏وهذه الألفاظ لا
    معنى لها في كلام العرب ؛ فكل اسم مجهول ليس لأحد أن يرقى به ،

    فضلا عن أن يدعو به ، ولو عرف معناها وأنه صحيح ، لكره أن يدعو اللّه بغير الأسماء العربية‏ .





    مجموع فتاوي ابن تيمية


  • #2
    من أنكر وجود الجن فقد كذب الشرع

    المشاركة الأصلية بواسطة أبو حذيفة عبد الله عبيدة الوهراني مشاهدة المشاركة
    فإن من الناس من رآهم وفيهم من رأي من رآهم ، وثبت ذلك عنده بالخبر واليقين‏ . ‏ ومن الناس من كلمهم وكلموه‏ . ‏ ومن الناس من يأمرهم وينهاهم ويتصرف فيهم‏ . ‏ وهذا يكون لصالحين ، وغير صالحين‏ . ‏ولو ذكرت ما جري لي ، ولأصحابي معهم ، لطال الخطاب‏ . ‏ وكذلك ما جري لغيرنا ،
    ونضيف شهادتنا إلى شهادة شيخ الإسلام ولو ذكرت ما جري لي ، ولأصحابي معهم ، لطال الخطاب‏ . ‏ وكذلك ما جري لغيرنا .
    جزاك الله خيرا أخانا عبد الله عبيدة الوهراني.

    تعليق


    • #3
      وأنت من أهل الجزاء

      تعليق

      يعمل...
      X