إتحاف الطالب الهمام بفوائد شرح شيخنا الحجوري على لا مية شيخ الإسلام

[علي بن رشيد العفري]

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
فلما كان شرح شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري على تلك اللامية المنسوبة إلى شيخ الإسلام من أنفس الشروحات وأغزرها فائدة أحببت أن أتحف إخواني طلاب العلم بأهمها تقريباً وتسهيلاً لمبتغيها وكذلك براً بشيخنا فانشغال الطالب بعلوم شيخه ونشره لفوائده من أبر البر به _ نسأل أن يرزقنا بر مشايخنا ومعرفة حقوقهم المؤكدة _ وإن شاء الله ستكون الفائدة متجددة خشية الملل فالمكرر أحلى
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً

أخوكم في الله أبو عيسى العفري

[علي بن رشيد العفري]

أول شرح لهذه اللامية

قال شيخنا يحيى _حفظه الله _ :
وقد شرحها أحمد بن عبد الله المرادي والظاهر أن شرحه لها أول شرح عليها ... اهـ [ المقدمة ص2]

[علي بن رشيد العفري]

حول نسبتها إلى شيخ الإسلام

قال _ حفظه الله ورعاه _ :
وهذه اللامية تنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _
وقد شرحها أحمد بن عبد الله المرادي _ والظاهر أن شرحه لها أول شرح عليها ولم يجزم بصحة نسبتها لابن تيمية وإنما قال : لما وقفت على أبيات عديدة جامعة للمسائل المتفق عليها عند السلف مفيدة حاوية لأمهات مسائل الاعتقاد تنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ اهـ
وذكرها العلامة نعمان بن محمود الألوسي _ رحمه الله _ في " جلاء العينين في محاكمة الأحمدين " (ص57) فقال :
اعلم أولاً أن عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية الموافقة للكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة مستفيضة مفصلة في تصنيفاته وحبه وتعظيمه للصحابة الكرام لا سيما الشيخين طافحة به عباراته وذلك أظهر من الشمس في رابعة النهار خصوصاً لم تتبعها في تأليفاته ونقلها بأسرها يفضي إلى الملل إلا أنني أحرر ذلك البعض وعن البحر اكتفاء بالوشل فمن قوله : يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي ..
ثم ساق القصيدة بتمامها
و أثبتها له الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد _ رحمه الله _ في " التنبيهات السنية شرح الواسطية " (ص127) فقال : قال الشيخ تقي الدين _ رحمه الله _ في " لاميته " المشهورة :
قبحاً لمن نبذ القرآن وراءه ... إلخ
ونفي ثبوت نسبتها الشيخ بكر أبوزيد _ رحمه الله _ فذكرها ضمن الكتب المنحولة على شيخ الإسلام من كتاب " المدخل إلى تاريخ شيخ الإسلام "
ونفى ثبوتها إلى شيخ الإسلام العلامة العثيمين _ رحمه الله _ في شرحه على " السفارينية" تحت رقم البيت (102) (ص427) دار البصيرة وقال في آخر كلامه عنها : الظاهر أنها لا تصح أصلا عن الشيخ
قال شيخ الإسلام _ رحمه الله _ كما في " مجموع الفتاوى " (6/297) في سياق رده على الأشاعرة : وقد أنشد فيهم المنشد :
قبحاً لمن نبذ القرآن وراءه ***** فإذا استدل يقول قال الأخطل
فقول شيخ الإسلام وقد أنشد فيهم المنشد فيه أن قائلها غيره ويحتمل أنه عنى نفسه والله أعلم .
قلت : وسواء ثبتت إلى شيخ الإسلام أم لم تثبت ؛ فهي على معتقده ومعتقد غيره من أهل السنة عدا ما نبهنا عليه كما سيأتي اهـ [ المقدمة 2_3]

[علي بن رشيد العفري]

مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _

قال شيخنا يحيى _ حفظه الله _ :
ومذهب شيخ الإسلام _ رحمه الله _ المذهب الحنبلي ؛ لكن لا بتقليد ولا عصبية فشيخ الإسلام متجرد للدليل وكتبه شاهدة على ذلك اهـ [ ص 8 ]

[علي بن رشيد العفري]

أسباب الرزق الحلال

قال شيخنا _ حفظه الله _ :
ورزق الحلال له أسباب :
1) منها الاستغفار قال الله تعالى عن نوح عليه الصلاةوالسلام {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح/10 /11] وقال تعالى عن هود عليه الصلاة والسلام { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ[هود/52]
2) و منها تقوى الله قال تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } [الطلاق/2، 3] وقال تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف/96] وقال سبحانه {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة/65، 66]
3) ومنه التوكل على الله عز وجل للآية المذكورة و لحديث (لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) أخرجه الترمذي (7/8) وهو حديث حسن
4)ومنها : الهجرة قال تعالى {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} [النساء/100]
5) ومنها الجهاد في سبيل الله : ( وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم )
6: ومنها صلة الرحم لحديث : (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) متفق عليه عن أنس بن مالك رضي الله عنه
7 ) ومنها حسن الخلق وحسن الجوار لحديث : (حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)
8) ومنها : الدعاء قال تعالى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر/60]
9) ومنها : الإنفاق في أبواب الخير لحديث (أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلال ) وحديث (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً ) ويقول الله عز وجل { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ/39] وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( انفقي وانضحي ولا توكي فيوكى عليك ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خيري الدنيا والآخرة )
10) ومنها أداء الواجبات كما فعل صاحب الحديقة قال النبي صلى الله عليه وسلم :
« بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِى سَحَابَةٍ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ.
فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِى حَرَّةٍ فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِى حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ قَالَ فُلاَنٌ. لِلاِسْمِ الَّذِى سَمِعَ فِى السَّحَابَةِ فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ لِمَ تَسْأَلُنِى عَنِ اسْمِى فَقَالَ إِنِّى سَمِعْتُ صَوْتًا فِى السَّحَابِ الَّذِى هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ لاِسْمِكَ فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا قَالَ أَمَّا إِذَا قُلْتَ هَذَا فَإِنِّى أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِى ثُلُثًا وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ »
كل العمل الصالح جالب للخير الكثير في الدنيا والآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنَ الدُّنْيَا وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ اللَّهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِى الآخِرَةِ وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا فِى الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ ». اهـ [ص14_ 16]

[فائز بن سالم الجدح]

ماشاء الله
تابع
جزاك الله خيرًا
وجزى الله شيخنا يحيى خير الجزاء

[علي بن رشيد العفري]

أسباب الهداية

قال شيخنا _ حفظه الله _ : والهداية له أسباب منها :
1:البحث عن طريق الهداية قال الله تعالى {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد/17] أي طلبوا الهدى وبحثوا عنه زادهم هدى على هداهم ..
2: العمل بالنصيحة إذا نصحه ناصح يعرف منه الصدق فأخذ بنصحه كان ذلك من أسباب الهداية قال الله سبحانه وتعالى {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا } [النساء/66-68]
3: تدبر القرآن وحفظه والعمل به قال تعالى { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء/9] وقال سبحانه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [يونس/57]وقال {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة/1-3]
4: اتباع الذكر كما يقول الله سبحانه وتعالى {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}[طه/123]
5: الدعاء قال تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة/6، 7] اهـ المراد (ص17_18)

[عبد الله بن أحمد الحسني]

رفع الله قدر شيخنا يحيى الحجوري .

[علي بن رشيد العفري]

جواز تحدث الرجل بمناقبه عند الاحتياج إلى ذلك

قال شيخنا يحيى _ حفظه الله _ عند قول شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ :
اسمع كلام محقق في قوله ..
فيه الثناء على نفسه بما هوحاصل ؛ لقصد إرشاد السامع أن يستفيد من هذا الكلام المحقق ، من باب قول يوسف عليه السلام {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } [يوسف/55] وهذا جائز
أخرج الإمام البخاري _ رحمه الله _ (2878) : عن أبي عبد الرحمن : أن عثمان رضي الله عنه حيث حوصر أشرف عليهم وقال : أنشدكم الله ، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من حفر رومة ؛ فله الجنة ) فحفرتها ؟! ألستم تعلمون أنه قال : (من جهز جيش العسرة ؛ فله الجنة ) فجهزته ؟! قال : فصدقوه بما قال
قال الحافظ في الفتح : وفيها جواز تحدث الرجل بمناقبه عند الاحتياج إلى ذلك ؛ لدفع مضرة ، أو تحصيل منفعة وإنما يكره ذلك عند المفاخرة والمكاثرةوالعجب .. اهـ المراد [ص20_21]

[علي بن رشيد العفري]

من هم آل البيت

قال شيخنا _ حفظه الله _ :
وآل البيت هم آل علي وآل عقيل وآل عباس وآل جعفر كما في حديث زيد بن أرقم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من آل البيت كما نص القرآن { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب/33]
وقال بعض أهل العلم هم كل أتباع النبي صلى الله عليهوسلم قال بعضهم :
آل النبي هم أتباع ملته *** من العجم والسوادن والعرب
لو لم يكن آله إلا قرابته *** صلى المصلي على الطاغي أبي لهب
فيقال : أتباع النبي صلى الله عليه وصلم من آله عموماً أما على وجه الخصوص فآل النبي صلى الله عليه وسلم الذين تحرم عليهم الصدقة .. المراد [ص30_31]

[أبو عدنان محمود الدرعاوي]

جزى الله شيخنا يحيى خير الجزاء

[علي بن رشيد العفري]

الطعن في الصحابة طعن في الدين

قال _ حفظه الله _ وهو يتكلم عن مكانة الصحابة ووجوب حبهم في الله والحذر من بغضهم :
ولا أوقح من الرافضة في هذا الباب وفي أبواب شتى ! فقد نقل ابن أبي العز في شرح الطحاوية ص470 :
فَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَكُونُ فِي قَلْبِهِ [حِقْدٌ] عَلَى خِيَارِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَسَادَاتِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَ النَّبِيِّينَ ؟ بَلْ قَدْ فَضَلَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى بِخَصْلَةٍ ، قِيلَ لِلْيَهُودِ : مَنْ خَيْرُ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ ؟ قَالُوا : أَصْحَابُ مُوسَى ، وَقِيلَ لِلنَّصَارَى : مَنْ خَيْرُ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ ؟ قَالُوا : أَصْحَابُ عِيسَى ، وَقِيلَ لِلرَّافِضَةِ : مَنْ شَرُّ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ ؟ قَالُوا : أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ !! لَمْ يَسْتَثْنُوا مِنْهُمْ إِلَّا الْقَلِيلَ ، وَفِيمَنْ سَبُّوهُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِمَّنِ اسْتَثْنَوْهُمْ بِأَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ . انتهى منقولاً من كلام شيخ الإسلام _ رحمه الله _ كما في مجموع الفتاوى
وقد ذكر شيخ الإسلام _ رحمه الله _ ما معناه : أن هذا ما هو مجرد طعن في الصحابة بل هو طعن في دين الله وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الله سبحانه وتعالى طعن في دين الله من حيث أن الأدلة التي أتت عن الصحابة وآل البيت رضوان الله عليهم فيهم هم قليل بالنسبة لما حمله غيرهم من السنة سواء كان أبو هريرة رضي الله عنه أو غيره وهم عند الرافضة _ أخزاهم الله _ بين فاسق وكافر يكفرون بعضاً ويفسقون بعضاً فعلى قولهم يعتبرونهم فساقاً كفاراً فحديثهم ما يقبل وسائر ما يرون غير مقبول
وهذا طعن في الدين يريدون نسف الدين كل ما جاء في السنة وعندهم قرآن آخر يعتبرونه كاملاً غير هذا القرآن فإذن لا قرآن يثبت عندهم ولا سنة فأي زندقة أعظم من هذه ؟!! يعتبرون هذا من القربات لعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكابر أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله فهم شر البرية الرافضة هؤلاء الذين يعتقدون أن القرآن ناقص أو يعتقدون كفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو فسقهم هم شر البرية اهـ المراد
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : من باب الإفادة والتتمة أذكر بعضاً من كلام شيخنا في من يطعن في الصحابة ويسبهم إنما يطعن في الله وفي رسوله صلى الله عليه وسلم صرح بذلك أم لم يصرح
وقال _ حفظه الله _ كما في كتابه الحجج القاطعة على أن الروافض ضد الإسلام على ممر التاريخ بلا مدافعة ص28 وما بعدها :
وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله ﷺ إلا نفرًا قليلًا لا يبلغون بضعة عشر نفسًا أو أنهم فسقوا، أو أنهم فسقوا عامتهم؛ فهذا لا ريب أيضًا في كفره، لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم، والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين.فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار [انظروا إلى مغزاهم في الطعن في حملة ديننا فإن الطعن في الصحابة طعن في الله .. اهـ المراد
وقال بعد ذكره لبعض فضائلهم في نفس الكتاب :
لا يطعن في الصحابة إلا من كان طاعنًا في الله وإن لم يقل ذلك و كان طاعنًا في رسول الله .. اهـ المراد