إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العمل الأسنى بشرح اسمان من أسماء الله الحسنى ( لفضيلة الشيخ زيد المدخلي حفظه الله)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العمل الأسنى بشرح اسمان من أسماء الله الحسنى ( لفضيلة الشيخ زيد المدخلي حفظه الله)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    العمل الأسنى بشرح اسمان من أسماء الله الحسنى
    قال تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ماكانوا يعملون ) [الأعراف 180 ] وقال عليه الصلاة والسلام :" إنّ لله تسعة وتسعين اسما مئة إلاّ واحد من أحصاها دخل الجنة " [ البخاري ـ مسلم ] وبعد:
    هذا نقل أمين من رسالة " العمل الأسنى نظم وشرح أسماء الله الحسنى " لفضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله قام بشرح اسمان كريمان لله تعالى وهما كالتالي :
    ـ الشكور ـ الشاكر " : هذان اسمان كريمان لله تعالى، ومعناهما : أن الله يعين عباده المؤمنين على فعل الخيرات، ويضاعف لهم الحسنات ويقبلها منهم ويثيبهم عليها ويعطي على العمل اليسير الثواب الجزيل وينجيهم بفضله ورحمته من كل مكروه ويحقق لهم كل محبوب ومرغوب بشكره وهو الغني عنهم لأنه هو غفور شكور وشاكر عليم.
    ودليل اسمه : الشكور قول الله تعالى : (وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور) [ فاطرـ 34 ـ ] ، ودليل اسمه الشاكر قوله الله تعالى : (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وامنتم وكان الله شاكرا عليما ) [ النساء ـ 147 ـ ].
    وبمناسبة ذكر هذين الاسمين الكريمين أحب أن أدون أشياء تتعلق بهما :
    الشيء الأول : بيان أنّ للشكر منزلة رفيعة عند الله، لذا فقد أمر الله به ونهى عن ضده، كما قال تعالى: (فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) [ البقرة [152 ] .
    الشيء الثاني : محبة الله الشاكرين له المثنين عليه بصفات كماله ونعوت جلاله فقد اشتق لهم اسما من أسماءه فإنه سبحانه هو الشكور والشاكر الذي يعيد الشاكر مشكورا سعيه كما قال عزوجل : (إنّ هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ) [الإنسان [22] أي : العمل الصالح القليل يجعل الله لأهله من النعيم المقيم في جنات النعيم ما لا يعد ولا يحصى لجوده وكرمه .
    الشيء الثالث : بيان أن الشاكرين لله على وجه التمام قليل لقوله تعالى : ( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ) [ سبأ 13] .
    وعلى رأس الشاكرين رسل الله الكرام وأنبياؤه العظام، كما قال عزوجل عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام : ( شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ) [ النحل [121] وقال عن نوح عليه الصلاة والسلام : (ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا ) [ الإسراء [ 3 ] وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " أفلا أكون عبدا شكورا " متفق عليه .
    الشيء الرابع : بيان فضل الدعاء المأثور الذي تجلت فيه منزلة الشكر ، فقد جاء في المسند وجامع الترميذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعوا بهؤلاء الكلمات : " الله أعني ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكرلي ولا تمكر بي ، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، رب اجعلني شكارا لك ،ذكارا لك، رهابا لك ، مطاوعا لك، مخبتا لك، إليك أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني واسلل سخيمة صدري"
    " (1) .

    قلت : يالله ما أجله من دعاء ، وما أعظم ألفاظه ومعانيه، وما أنفعه إذا تواطأ عليه القلب واللسان، وما أحوجنا إليه في كل زمان ومكان.(2)
    واسمع يا محب وصية الصادق المصدوق المحب الخير لأصحابه خصوصا وللمسلمين عموما محمد صلى الله عليه وسلم إذ يقول لمعاذ بن جبل رضي الله عنه " والله يامعاذ إني لأحبك ، قال معاذ وأنا أحبك يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم : فلا تدع في كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " [ أخرجه أبو دواد ـ كتاب الصلاة ـ والنسائي ـ كتاب السهو ـ ]

    (1)امكر لي : مكر الله إنزال بلائه بأعدائه دون أوليائه. رهابا لك : أي خوافا خاشعا. مخبتا : من الإخبات وهو الخشوع والتواضع. أواها: أي متضرعا بكاء. منيبا: أي:رجاعا بالتوبة. حوبتي: أي إثمي. اسلل سخيمتي: أي انزع الحقد من قلبي وصدري
    (2)تعليق:الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي.
    رسالة " العمل الأسنى نظم وشرح أسماء الله الحسنى" فضلية الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي" [ ص :25 ـ 27]

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    " الحافظ والحفيظ "
    اسمان كريمان يدلان بمنطوقهما على أن الله عزوجل شأنه حافظ أعمال عباده خيرها وشرها قليلها وكثيرها، باطنها وظاهرها، لايغيب عن علمه المحيط بكل شيء مثقال ذرة من قول وفعل وظاهر وباطن ، وسر وجهر، وحركة وسكون، قد أحاط بكل شيء علما ، وأحصى كل شيء عددا، وقد جرى بها أشرف الأقلام في اللوح المحفوظ من قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال: :" أتدرون ماهذان الكتابان؟ قال :قلنا: إلا أن تخبرنا يا رسول الله ـ فقال ـ للذي في يده اليمين ـ : هذا كتاب من رب العالمين ـ تبارك وتعالى ـ بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا، ثم قال ـ للذي في يساره ـ : هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أعل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا ، فقال الصحابة ـ رضون الله عليهم ـ فلأي شيء إذا نعمل إذا كان هذا أمرا مفروغا منه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم بعمل أهل الجنة، وإن صاحب النار يختم بعمل أهل النار، وإن عمل أي عمل . ثم قال بيده فقبضهما ثم قال : قد فرغ ربكم جل وعلا من العباد . ثم قال باليمنى فنبذها فقال : فريق في الجنة ونبذ باليسرى فقال : فريق في السعير" [ رواه الإمام أحمد في مسنده(2/ 168) والترميذي في الجامع في كتاب القدر(4/رقم 2141) ]
    كما يدلان أيضا على أن الرب ـ تبارك وتعالى ـ هو الحافظ لعباده من الشرور والمكروهات قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :" وحفظ الله لخلقه نوعان : عام وخاص. فأما العام فهو :حفظه لجميع المخلوقات بتيسيره لها ما يقيها ويحفظ بنيتها، وإلهامها بتدبير شؤونها،والسعي فيما يصلحها كل حسب خلقته كما قال تعالى : ( قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) [ طه:50 ] ......إلى أن قال رحمه الله: ".... وهو الذي يحفظ الخلائق بنعمه، وهو الذي وكّل بالأدمي حفظه من الملائكة قال تعالى : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ) [ الرعد:11 ] . أي يدفعون عنه من الضر والأذى ما لم يقدره الله مما هو بصدد أن يضره لولا حفظ الله . وأما الخاص: فهو حفظه لأوليائه حفظا زائدا على الحفظ العام، وذلك بحفظهم من الفتن والشبهات والشهوات. ويخرجهم منها يسلامة وحفظ وعافية، ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس فينصرهم عليهم ويدفع كيدهم عنهم كما قال تعالى : ( إن الله يدافع عن الذين امنوا ) [ الحج: 38 ] فاللهم احفظنا واحفظ عبادك المؤمنين بحفظك العظيم وأنت خير حافظ وأنت أرحم الراحمين، من حفظ أوامرك ونوهيك، وحدودك وفرائضك حفظته ونصرته، ومن تعرف إليك في الرخاء عرفته في الشدة فلطفت به وجعلت له من كل كرب فرجا، ومن كل ضيق مخرجا،وكنت معه حتى يظفر بالمرغوب وينجوا من المرهوب.
    ودليل هذين الاسمين الكريمين قول الله تعالى: ( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ) [ يوسف 64] وقوله ـ عزوجل ـ ( إنّ ربّي على كلّ شيء حفيظ ) [ هود 57 ].

    ( المصدر نفسه:ص 11 ـ 13
    )

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم



      " الرحمن ـ الرحيم "



      قال ابن القيم : ـ رحمه الله ـ في معانهما : " إن الرحمن : دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم : دال على تعلقها بالمرحوم . فكان الأول للوصف ، والثاني للفعل ، فالأول : دال على أن الرحمة صفته ، والثاني : دال على أنه يرحم خلقه برحمته . انظر كتابه أسماء الله الحسنى.



      وقال العلامة ابن ناصر السعدي ـ رحمه الله ـ " الرحمن ـ الرحيم " : اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء ، وعمت كل حيّ ، وكتبها للمتقين المتبعين لأوليائه ورسله ، فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة ومن عداهم فلهم نصيب منها . انظر تفسيره الكريم الرحمن .



      وجاء في الأفنان الندية :" الرحمن ـ الرحيم : اسمان كريمان مشتقان من الرحمة دالان على المبالغة , " فالرحمن " يدل على الرحمة العامة التي وسعت كلّ شيء وعمت كل حي قال ـ ( الرحمن علم القران ) [ الرحمن 2 ] . والرحيم : يدل على الرحمة الخاصة التي كتبها الله لأوليائه الصالحين وحزبه الفلحين ، كما قال تعالى : (وكان بالمؤمنين رحيما ) [ الأحزاب 43 ] انظر الأفنان الندية شرح السبل السوية (1/ 48 ) .



      وقد تقدم الفرق بينهما من حيث الدلالة على المعنى ، وهناك فرق اخر وهو : أن الرحمن لا يسمى به إلا الله ، بخلاف الرحيم فإنه يصح أن يطلق على بعض الخلق كما قال تعالى في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) [ التوبة 128 ]



      نفس المصدر [ ص 10 ـ 11 ]

      تعليق

      يعمل...
      X