بسم الله الرحمن الرحيم
ـ العارف لله حقا يكون متواضع لله ـ
قال الله تعالى:( واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين) [الشعراء215]
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ما نقصت صدقة من مال،وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا،وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله".أخرجه مسلم(2588)
ـ إن العارف لله حقا يكون متواضع لله.قال إبراهيم رحمه الله:سألت الفضيل:ما التواضع؟قال أن تخضع للحق وتنقاد له،ولو سمعته من صبي قبلته منه، ولو من أجهل الناس قبلته منه. (حلية الأولياء"/ترجمة الفضيل بن عياض/3/ص392/دارأم القرى/أثرحسن)
ـ وقال الإمام ابن رجب رحمه الله:فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيرا،ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم.("الفرق بين النصيحة والتعيير"/مجموع رسائل/2/ص404/ط.الفاروق)
ـ و قال الإمام ابن القيم رحمه الله:وكما أن من تواضع لله رفعه،فكذلك من تكبر عن الانقياد للحق أذله الله،ووضعه،وصغره،وحقره،ومن تكبر عن الانقياد للحق ولو جاءه على يد صغير أو من يبغضه أو يعاديه فإنما تكبره على الله،فإن الله هو الحق ،وكلامه حق،ودينه الحق،والحق صفته،ومنه وله،فإذا رده العبد وتكبر عن قبوله فإنما رد على الله وتكبر عليه،والله أعلم.(مد ارج السالكين).