إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل يقال رؤية الله في الدنيا مستحيلة أم ممكنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يقال رؤية الله في الدنيا مستحيلة أم ممكنة

    يقال رؤية الله في الدنيا ممكنة ولكن لا تقوى الأجسام على ذلك ولو لم تكن ممكنة لما سألها نبي الله موسى .
    والتعبير بكون الرؤية في الدنيا مستحيلة متعقب .
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
    أن الله سبحانه و تعالى لم ينكر عليه سؤاله و لو كان محالا لأنكره عليه و لهذا لما سأل إبراهيم الخليل ربه تبارك و تعالى أن يريه كيف يحيي الموتى لم ينكر عليه و لما سأل عيسى بن مريم ربه إنزال المائدة من السماءلم ينكر عليه سؤاله و لما سأل نوح ربه نجاة ابنه أنكر عليه سؤاله و قال إني أعظك أن تكون من الجاهلين قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم و إلا تغفر لي و ترحمني أكن من الخاسرين.

    الوجه الثالث أنه أجابه بقوله لن ترني و لم يقل لاتراني و لا إني لست بمرئي و لا تجوز رؤيتي و الفرق بين الجوابين ظاهر لمن تأمله و هذا يدل على أنه سبحانه و تعالى يرى و لكن موسى لا تحتمل قواه رؤيته في هذه الدار لضعف قوة البشر فيها عن رؤيته تعالى يوضحه.
    الوجه الرابع: و هو قوله و لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فأعلمه أن الجبل مع قوته و صلابته لا يثبت لتجليه له في هذه الدار فكيف بالبشر الضعيف الذي خلق من ضعف.
    الوجه الخامس: إن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل الجبل مستقرا مكانه و ليس هذا بممتنع في مقدوره بل هو ممكن و قد علق به الرؤية و لو كانت محالا في ذاتها لم يعلقها بالممكن في ذاته و لو كانت الرؤيا محالا لكان ذلك نظير أن يقول إن استقر الجبل فسوف آكل و اشرب و أنام فالأمران عندكم سواء.
    الوجه السادس: قوله سبحانه و تعالى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا و هذا من أبين الأدلة على جواز رؤيته تبارك و تعالى فإنه إذا جاز ان يتجلى للجبل الذي هو جماد لا ثواب له و لا عقاب عليه فكيف يمتنع أن يتجلى لأنبيائه و رسله و أوليائه في دار كرامتهم و يريهم نفسه فأعلم سبحانه و تعالى موسى إن الجبل إذا لم يثبت لرؤيته في هذه الدار فالبشر أضعف.
    الوجه السابع: أن ربه سبحانه و تعالى قد كلمه منه إليه و خاطبه و ناجاه و ناداه ومن جاز عليه التكلم و التكليم و أن يسمع مخاطبه كلامه معه بغير واسطة فرؤيته أولى بالجواز و لهذا لا يتم إنكار الرؤية إلا بإنكار التكليم و قد جمعت هذه الطوائف بين إنكار الأمرين فأنكروا أن يكلم أحدا أو يراه أحد و لهذا سأله موسى عليه السلام النظر إليه و اسمعه كلامه وعلم نبي الله جواز رؤيته من وقوع خطا به و تكليمه لم يخبره باستحالة ذلك عليه و لكن أراه أن ما سأله لا يقدر على احتماله كما لم يثبت الجبل لتجليه.اهـحادي الأرواح [ص 197]
    إنما ذكرت هذا لأنه موجود في شرح اللمعة للعلامة العثيمين وغفل عنه بعض المعلقين والمحشين عليها لم يعقبوا علي هذه الفقرة وسمعت من يتداوله في الفوائد.
    وقد تعقبه العلامة الفوزان في شرحه على اللمعة بكلام جيد يراجعه من أحب.
    وأما بالآخرة فكما قال الإمام ابن القيم في كتابه حادي الأرواح: هذا الباب أشرف أبواب الكتاب و أجلها قدرا و أعلاها خطرا و أقرها عينا أهل السنة و

    الجماعة و أشدها على أهل البدعة و الضلالة و هي الغاية التي شمر إليها المشمرون و تنافس فيها المتنافسون و تسابق إليها المتسابقون و لمثلها

    فليعمل العاملون إذا ناله أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم وحرمانه و الحجاب عنه لأهل الجحيم أشد عليهم من عذاب الجحيم اتفق عليها الأنبياء و

    المرسلون و جميع الصحابة والتابعون و أئمة الإسلام على تتابع القرون و أنكرها أهل البدع المارقون و الجهمية المتهوكون و الفرعونية المعطلون و

    الباطنية الذين هم من جميع الأديان منسلخون والرافضة الذين هم بحبائل الشيطان متمسكون و من حبل الله منقطعون و على مسبة أصحاب رسول الله

    عاكفون و للسنة و أهلها محاربون و لكل عدو لله و رسوله و دينه مسالمون وكل هؤلاء عن ربهم محجوبون و عن بابه مطرودون أولئك أحزاب

    الضلال و شيعة اللعين وأعداء الرسول.اهـ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد عبدالكريم الحسني; الساعة 02-09-2012, 10:35 PM.

  • #2
    فائدة نفيسة وجميلة فجزاك الله خيراً أبا محمد

    تعليق


    • #3
      جزى الله الشيخ الكريم عبد الكريم على هذه الفائدة الطيبة
      ترفع للفائدة

      تعليق

      يعمل...
      X