السؤال: عندنا شباب يريدون أن يطلبوا العلم ولكن آباءهم يمنعونهم من أجل الأعمال، مع العلم أن بعض الأعمال قد يقوم بها الأب وبقية الإخوة، فما نصيحتكم لهؤلاء الشباب ولآبائهم؟ (1)
الإجابة:
آباؤهم إن كانوا مستغنين عنهم من حيث الرعاية والعناية فيطلبون العلم، قد نص على ذلك الطرطوشي في كتاب ‹بر الوالدين›، وهكذا الإمام أحمد في مسائل ابن هانئ وغيرهما أنه إن لم يحتَجْ له أبواه فله أن يطلب العلم، قالوا: لإن الله سبحانه يقول: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ﴾; [النجم:29-30]، وبعضهم إذا أراد ولده أن يغترب عدة سنوات لجمع المال ما يبالي، بل يفتخر في المجالس أن ولده مغترب في هولندا أو في كندا أو غيرها من البلدان ولو بين الكفار، وإذا أراد أن يطلب العلم يجعل أمامه العراقيل.
فإذا كان الأمر كذلك فليطلب علمًا: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»(2)، والحديث له طرق في جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر(3) وهذا فيما يتعلق بالعلم الواجب، و«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
وإن كان يطلب مزيدًا على العلم المفروض الذي يعرف كيف يعبد الله به؛ فطاعة الوالدين مقدمة، إلا إذا علم أنهما يشغلانه بغير حاجتهما في شيء من أمور الدنيا، فطلبه للعلم بغير إذنهما أولى للأدلة المذكورة.. والحمد لله.
ــــــــــــــــــــــ
(1) أسئلة أهل آنس-ذمار، بتاريخ: الخميس 18 شعبان 1423?.. دماج-دار الحديث.
(2) حديث أنس رواه ابن ماجة رقم (224)، والبيهقي في الشعب رقم (1543).
(3) جامع بيان العلم وفضله (ج1ص23رقم15).
الإجابة:
آباؤهم إن كانوا مستغنين عنهم من حيث الرعاية والعناية فيطلبون العلم، قد نص على ذلك الطرطوشي في كتاب ‹بر الوالدين›، وهكذا الإمام أحمد في مسائل ابن هانئ وغيرهما أنه إن لم يحتَجْ له أبواه فله أن يطلب العلم، قالوا: لإن الله سبحانه يقول: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ﴾; [النجم:29-30]، وبعضهم إذا أراد ولده أن يغترب عدة سنوات لجمع المال ما يبالي، بل يفتخر في المجالس أن ولده مغترب في هولندا أو في كندا أو غيرها من البلدان ولو بين الكفار، وإذا أراد أن يطلب العلم يجعل أمامه العراقيل.
فإذا كان الأمر كذلك فليطلب علمًا: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»(2)، والحديث له طرق في جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر(3) وهذا فيما يتعلق بالعلم الواجب، و«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
وإن كان يطلب مزيدًا على العلم المفروض الذي يعرف كيف يعبد الله به؛ فطاعة الوالدين مقدمة، إلا إذا علم أنهما يشغلانه بغير حاجتهما في شيء من أمور الدنيا، فطلبه للعلم بغير إذنهما أولى للأدلة المذكورة.. والحمد لله.
ــــــــــــــــــــــ
(1) أسئلة أهل آنس-ذمار، بتاريخ: الخميس 18 شعبان 1423?.. دماج-دار الحديث.
(2) حديث أنس رواه ابن ماجة رقم (224)، والبيهقي في الشعب رقم (1543).
(3) جامع بيان العلم وفضله (ج1ص23رقم15).
الكنز الثمين في الإجابة على أسئلة طلبة العلم والزائرين (1)للشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري - حفظه الله