السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأفاضل معلوم أنّ هذا المنتدى هو لــــ :أخبار وبيانات (حلف النُّصْرة لأبناء قبائل اليمن) في جبهة وايلة - كتاف
ولكون الأصل في هذا المنبر هو نصرة المسلمون بعضهم لبعض فقد أحببت ـــ بعد الإذن من المشرفين على هذا المنبر ــــ أن أكتب ولو شيئاً يسيراً عمّا عليه إخواننا أهل سوريا ودخولهم الجزائر لطلب النصرة والإعانة على ماهم عليه من البلاء العظيم.
قال الله تعالى :
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ }[الفتح : 29]
عن أَبِي مُوسى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ« :إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ»متفق عليه.
قال الحافظ ابن رجبرحمه الله في فتح الباري (2 / 584):
وهذا التشبيك من النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كان لمصلحةوفائدة ، لم يكن عبثا ؛ فإنه لما شبه شد المؤمنين بعضهم بعضا بالبنيان ،كان ذلك تشبيهابالقول ، ثم أوضحه بالفعل ، فشبك أصابعه بعضها في بعض؛ ليتأكد بذلك المثال الذي ضربه لهم بقوله ، ويزداد بيانا وظهوراً. .ويفهم من تشبيكه : أن تعاضد المؤمنين بينهم كتشبيك الأصابع بعضها فيبعض ،فكما أن أصابع اليدين متعددة فهي ترجع إلى اصل واحد ورجل واحد ، فكذلك المؤمنون وإن تعددت أشخاصهم فهم يرجعون إلى اصل واحد ، وتجمعهم أخوة النسب إلى آدم ونوح ، وأخوةالإيماناهـ .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولايسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنهبها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة.»متفق عليه
قال الإمام الصنعاني رحمه الله في "سبل السلام" (4 / 195):
ولا يخذله والخذلان ترك الإعانة والنصر ومعناه إذا استعان به في دفع أي ضر أو جلب أي نفع أعانه.اهـ
و قال صلى الله عليه و سلم:(مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنهُ عُضْوٌ تدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَر وَالْحُمَّى)[من حديث النعمان بن بشير في مسلم].
وممّا هومعلوم بالضرورة و مقرّرٌ في شريعتنا :وجوب نصرة المسلم لأخيه المسلم وإعانته وتفريج كربته وعدم خذلانه خاصة في وقت الشدّة والحاجة الملحّة ، والمسلمون كالجسد الواحد كما مرّ معنا من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه .
ومن هذه الشبكة السلفية الطيّبة نشكر المسؤولين في الجزائر الذين يسّروا دخول اللّاجئين من إخواننا السوريين إلى الجزائر من دون عوائق ولاحواجز وكذلك التسهيل في التأشيرة للدخول .
وإخواننا السوريون الذين أهلكتهم الفتن و أهلكهم القتل والقتال الحاصل هناك دخلوا الجزائر آمنين مستأمنين ــــ والفضل لله وحده ثمّ للدولة الجزائرية وفّقها الله ودفع عنها الفتن ماظهر منها وما بطن ـــ
ونداءنا للجزائريين وغيرهم ممّن لجأ إليهم إخوانهم هو :
/ أن نتعامل مع إخواننا السوريين معاملة حسنة وأن لا نشعرهم أنهم خذلوا في قضيتهم
/ وأن نسعى في تمكينهم من فرص للعمل كي يتمّ تسوية أمورهم الإدارية من إقامة وحقوق التداوي وغير ذلك من شؤونهم الضرورية
/ وأن لا نتركهم على ما هم عليه ــ وأكثرهم يتسوّلون في المساجد والطرقات ــ من الفقر كونهم فرّوا وتركوا أراضيهم وأموالهم والله المستعان
وخلاصة ذلك أن نتعامل معهم على أنهم مسلمون مستضعفون قد طلبوا منّا يد العون والمساعدة فلا نرّدهم خائبين
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفي المسلمين شرّ كلّ ذي شرّ.
قلت هذا لما رأيته من إخواننا السوريين وهم يتسوّلون في الطرقات وعلى أبواب المساجد والمشهد مؤثّر جدّاً والله المستعان
وهذه مطالب شرعيّة( والأمر جدّ وليس بالهزل )
والحمد لله ربّ العالمين
كتبه : عبد الحكيم الجزائري غفر الله له و لوالديه
تعليق