*بسم الله الرحمن الرحيم*
*المَسّ أسبابه وعلاجه، وفيه نصائح وتوجيهات مهمة حول المسّ والدليل على إحتراق الجني*
الجواب: هو بقدر الله من سائر الامراض { إنا كل شيء خلقناه بقدر } [الشورى/27] والإعرض عن الذكر أو الغفلة عنه و قسوة القلب ووجود عين أيضا قد يحصل له المس بسبب عين كل هذا قد يسبب ما يسمى بالمس في الظاهر إما عين وإما أذية للجن حصلت من قبله وهو لا يشعر و كثيرا ما يقولون هذا حصل لنا منه كذا وكذا.
أما علاجه هو يسأل عن علاجه أيضا فبذكر الله والثقة به والإعتماد عليه الإقبال على العبادة أكثر تضر المس تضر أقصد الجني المتلبس بذلك الشخص أكثر من الإقبال على البحث أو الإقبال على الخطابة والوعظ الإقبال على قراءة القرآن على العبادة يتأثر منه كثيرا يتضرر وربما هلك مع الأيام يموت يحترق فيفرغ قسطا كبيرا للقرآن حفظا ومراجعة تدبرا و القيام به ويأخذ قسطا كبيرا من النوافل في الليل والنهار والإكثار من صلاة الضحى أو ركعات الضحى وهكذا إذا توضأ صلى ما كتب له والعناية بالرقاق والزهد وما كان من الأمور التي تعين على كسر الشهوة والنفس فإذا إنكسرت النفس إنكسر الشيطان وأكثر ذلك كما سمعت تلاوة القرآن تدبر القرآن خشية الله عز وجل هذا علاج عظيم للمس وحتى للعين الإقبال على ذكر الله المحافظة على سائر الأذكار أذكار الصباح والمساء بكاملها و أذكار النوم كذلك يجمع يديه وينفث فيهما ثلاثا ثم يقرأ فيهما { قل هو الله أحد } [آل عمران/165] { قل أعوذ برب الفلق } [الفلق/1] { قل أعوذ برب الناس } [الفلق/1] ويمسح بهما على جسده .
إستعمال الادوية الحسية مثل العسل دواء طيب الله يقول :{ فيه شفاء } [النحل/69] ولم بحدد من أي مرض فهو شفاء سواء من هذا المرض أو من غيره العسل ما هو سكر العسل العسل فيه عسل طيب عسل فما كان من العسل الطيب فيه شفاء لسائر الأمراض بإذن الله والحبة السوداء أيضا سواء مع الخبز أو مع الإدام أو أحب أن يجعل مركبا منها بين العسل أو غير ذلك بمقدار يسير دل الحديث كما تعلمون لأنها (شفاء من كل داء) وكل لفظ عام لفظة كل و يجربون ربما جعلوا عسلا وشيء من بعض العسل الذي عندهم وكذلك الحبة السودة وركبوها منها وجعلوها أدوية يجربون يرون فيه نفعا ( زمزم طعام طعم وشفاء سقم) كذالك أيضا الأمراض تعتبر من الأسقام سواء مس أو غير مس فيشرب منها فيها خير وبركة زمزم فيها بركة (إنها مباركة) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد الثقة بالله عز وجل والدعاء هذا علاج طيب ولا تجد علاجا أنفع منه بإذن الله عز وجل الإقبال على الله عز وجل على طاعته الإخلاص له قراءة القرآن العبادة بشتى أنواعها الصدقة أيضا من العبادة وهي تدفع السوء للعبد بإذن الله عز وجل من أقبل على ذلك لا يحتاج إلى قرآء يقرؤون عليه إن وفق لذلك ما يحتاج إلى معالجين يقرؤون عليه يكون قد أخرص شيطانه ويفرج الله عنه بهذا العمل الصالح ولا يهمل جانب العلم فالعلم مريح للنفس إن كان له درس يستمر فيه إن كان له بحث يستمر فيه شيئا ما يواصل لأن العلم مريح للنفس وكلما إستراح الإنسان واطمئن كبت الشيطان شيء واضح هو ما يريد الشيطان للإنسان أن ينشرح صدره ويطمئن قلبه بذكر الله لا يريد أن يضيقه سواء كان شيطان الإنس أو شيطان الجن يريد أن يحرجه يريد أن يضيق صدره حتى يمرق من الدين فإذا إنشرحت نفسه لطاعة الله هلك الشيطان أيضا إذا مر بآية سجدة يسجد كما جاء في الحديث عن أبي هريرة في مسلم (إذا قرأ ابن آدم سجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول ياويله)هذا يعينك عليه (يقول ياويله أمر بن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فلم أسجد فلي النار).
هكذا إذا سقطت لقمته أماط عنها الأذى وأكلها و يلعق الصحفة قد يكون فيك بركة وتلك اللقمة لا يتركها للشيطان يتحرى أن لا يمد ولا يأخذ إلا باليمين فلا يتشبه بالشيطان في شيء إذا تثاءب يكضم حتى لا يدخل الشيطان إما يكظم وإما ان يغطي بيده سؤاء كظم بفمه أو غطى بيده هذا كله حرب على الشيطان وأشد الحرب عليه بالسنة والعقيدة الصحيحة وإقامة التوحيد أشد حرب عليه { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } [الأنعام/82] فإذا أقام توحيد الله وحقق توحيد الله أمنه الله عز وجل مما يخاف في الدنيا وفي الآخرة ومن أشد ما يخافه الشيطان يؤمنه الله منه الإستعاذة كثيرا { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } [النحل/98] تحقيق الإيمان لأن المؤمن لا سبيل للشيطان عليه { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } [هود/46] عدم المبالاة به عدم المبالاة أعني مكره والفتنة التي حصلت من قبله ملازمة الذكر يعني كأن يكون في طريقه أو في سيارته أو على فراشه أو ما عنده قدرة على القراءة أو المراجعة يمسك الذكر تسبيحا وتحميدا وتهليلا وتكبيرا ويكرر ذلك بكثرة يلازم الذكر في حركاته وسكناته حتى لا يكون للشيطان مدخل من أي جانب عند الدخول يسمي في بيته وعند الخروج يأتي بأذكار الخروج سماع وقراءة سورة البقرة وآل عمران وتكرارها سواء كان به مس أو عين أو لم يكن به كما تعلمون لما في الصحيح (أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة ) ( إقرأوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتياني كأنهما غمامتان أو غيايتان تحاجان عن صاحبهما )فأخذ البقرة أخذها بركة كان إذا أحد قرأ البقرة وآل عمران جد في أعينهم لما لها من العظمة في كتاب الله عز وجل فيكرر ذلك و يتخذ قراءته رقيته هكذا يراجع القرآن ويسأل الله أن يشفيه لو سلك كثير من الدعاة الذين أصيبوا بالمس هذا المسلك ما احتاجوا أن يذهبوا إلى بعض الراقين وبرقية وماذا بتلك الطريقة التي هم عليها لكن يخبرون أن الشيطان قد يضيق على ذلك الممسوس حتى لا يستطيع أن يقرأ ولا أن يذكر الله ولا أن يصلي ولا ولا إلى آخره مثل هذا يحتاج من يرقيه لأنه ما يستطيع يضيق حاله ويشتد عليه المرض فمثل هذا يحتاج لا بأس وهو إن كان يخرج من السبعين ألف ولكن من مثل هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم إسترقوا لها وهذا من باب أولى أما وهو يستطيع فلا حاجة له فلا حاجة له إلى الذهاب إلى أولئك إذا كان يستطيع أن يحارب الشيطان بنفسه قل من يسلم من العيون هذا أصيب بعين فأصيب بالمس وهذا فيه عين فأصيب بشدة الغضب وهذا فيه عين فصرف عن السنة إلى البدعة وهذا أصيب بعين فحرف من العلم للجهل وكثير لكن الإقبال على ذكر الله وطاعته علاج هذه الأمراض كلها { قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون } [الأنبياء/42] .
المصدر صوتية في شبكة العلوم السلفية في الخزانة بعنوان فائدة (37): المَسّ : أسبابه وعلاجه، وفيه نصائح وتوجيهات مهمة حول المسّ
*الدليل أن الجني يحترق*
الجواب : الدليل أن الحق يحرق الإنسي والجني لازم الحق ولازم التوحيد ولازم السنة ترى أهل الباطل يحرقون ويدوكون أنفسهم { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون } [الأنبياء/18] فإذا كان شيطان الإنس إذا ضبط بالحق وبذكر وطاعة الله ما يجد مدخلا بل يكون يأكل نفسه بنفسه من باب أولى شيطان الجن ثم إن الأدلة المذكورة وغير الأدلة المذكورة تدل على أنه إذا ضيق عليه يضيق ويهلك .
المصدر صوتية في شبكة العلوم السلفية في الخزانة بعنوان فائدة (37): المَسّ : أسبابه وعلاجه، وفيه نصائح وتوجيهات مهمة حول المسّ هنا
تعليق