إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إعلام الخِلان عن حكم الاحتفال بليلة النصف شعبان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إعلام الخِلان عن حكم الاحتفال بليلة النصف شعبان


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
    فهذا مقال يعالج فيه عن قضية هامة لطالما اغتر بها الجهال والعوام وللأسف أنها تتكرر في كل عام من تلكم الاحتفالات التي تُعقد في منتصف شهر شعبان حيث يخصون ليلتها بذكر وقيام ونهارها بصيام والله المستعان بل وصلت بهم جرآءة البدعة إلى أن زعموا أنها الليلة التي قال الله تعالى فيها (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين* فيها يُفرق كل أمر حكيم }وإليكم إخواني الكرام بنص المقال وعلى الله التكلان .
    بسم الله الرحمن الرحيم




    الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي الذي اصطفى أما بعد: فيقول تعالى {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } ويقول { وما بكم من نعمة فمن الله } اعلموا يا عباد الله أن الله تعالى أنعم علينا بنعم كثيرة ومتتالية والتي تستوجب علينا الشكر حتى تستقر وتدوم قال تعالى { لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} ألا وإن من أجل النعم بعثتَ الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ومنّة من رب العالمين قال تعالى { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } وقال { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ومن شكر هذه النعمة تحقيق شهادة أن محمد اً رسول الله بطاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وألا يُعبد الله إلا بما شرع ، قال تعالى {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون } ، وقال { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } وقال عليه الصلاة والسلام ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ) رواه أبو داود من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وجاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي لفظ عند مسلم في صحيحه والبخاري معلقاً ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) وقد فقه السلف ذلك جيدأ فمما أُثر عنهم ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " وقال ابن عمر رضي الله عنهما "كل بدعة ضلالة وكل ضلالة قي النار " والبدعة هي : كل ما أُحدث في الدين مما ليس عليه دليل من الكتاب والسنة يقصد مخترعها وفاعلها التقرب إلى الله تعالى ، وعليه فإن مما يوضح خطر البدعة والمبتدعة أن لسان حالهم وإن لم يكن ذلك بمقالهم أن الله لم يتم لنا الدين وهذا تكذيب لقوله تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وأيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلّغ البلاغ المبين وهذا تكذيب لقوله صلى الله عليه وسلم (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) رواه أحمد من حديث العرباض رضي الله عنه . وبسبب ذلك أشتد نكير السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم على المبتدعة وصاحوا بهم وحذروا منهم ومن بدعهم وأمروا بالتمسك بالكتاب والسنة على فهم الصحابة الكرام وتابعيهم بإحسان, قال الإمام الأوزاعي رحمه الله "اصبر نفسك على السنة وقل بما قالوا – الصحابة – وكفّ عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم " ألا فاعلم يا محب أن من البدع التي شرقت وغربت وضربت أطنابها في كثير من أرجاء المعمورة والتي تُفعل في كل عام واغتر بها الجهال والعوام ما يُفعل في شهر شعبان من تخصيص النصف منه بصيام وليلته بذكر أو قيام والزعم أنها الليلة التي تُقدّر فيها الآجال وهي المعنية بقوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يُفرق كل أمر حكيم }
    وكل هذا من البدع في الدين لأنه لم يثبت ذلك التخصيص عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وما لم يثبت فيه دليل فهو بدعة في الدين ومخالف لعمل المسلمين المتمسكين بالسنة التاركين للبدعة ،
    وإليكم كلام المحققين من علماء السنة في بيان ذلك ، والله الموفق :
    قال أبو شامة المقدسي في كتاب ((الباعث)) (ص36 (وقال ـ أي: ابن دحية ـ في كتاب ((ما جاء في شهر شعبان)) من تأليفه : قال أهـل التعديل والجرح : ليس في حديث النصف من شعبان حديث يصح ؛
    وقال القرطبي في ((تفسيره)) (16/128) : (( ولـيس في ليلة النصف من شعبان حديث يعـول عليه ؛ لا في فضلها، ولا في نسخ الآجال فيها ؛ فلا تلتفتوا إليه)) .
    قال الإمام أبو شامة الـمقدسي في كتابه ((الباعث)) (ص34 ) : ((وأما الألفية فـصلاة ليلة الـنِّصف من شعبان ، سمَّيت بذلك لأنها يقرأ فـيها ألف مرة ]قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ[لأنـها مئة ركعة في كـلِّ ركعة يقرأ الفاتحة مرة و (سورة الإخلاص) عشر مرات ".
    وروى ابن وضاح عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم قال: ما أدر كنا أحد من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان ، ولم ندرك أحدا منهم يذكر حديث مكحول ، ولا يرى لها فضلا على سواها من الليالي(1)
    قال : وقيل لابن أبي مليكة : أن زيادا النميري يـقول : إن ليلة النصف مـن شعبان أجرها كأجر لـيلة القدر . فقال : لو سمعته منه وبيدي عصا لضربته بها ، قال وكان زياد قاضيا(2).
    وقـال الـنووي رحمه الله : وهاتـان ـ أي صلاة الرغائب وصلاة نصف شعبان ـ الصلاتان بدعتـان ، مذمومتـان منكرتان قبيحتان ، ولا يغتر بذكرهما في كتاب ((قوت القلوب)) و ((الإحياء))(3))) انتهى .
    وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله :"و أنكر ذلك – يعني تخصيص ليلة النصف من شعبان - أكثر علماء الحجاز منهم عطاء و ابن أبي مليكة و نقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة و هو قول أصحاب مالك و غيرهم و قالوا : ذلك كله بدعة " لطائف المعارف صـ151.
    وقال الحافظ العراقي رحمه الله :" وحديث صلاة ليلة النصف من شعبان باطل ، وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات "
    قلت :أما زعمهم أنها الليلة التي تقدر فيها الآجال وأنها المعنية بقوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يُفرق كل أمر حكيم } ،
    فالجواب أن يقال : إن القرآن الكريم أُنزل في ليلة القدر وهي في رمضان وليست في شعبان قال تعالى " إنا أنزلناه في ليلة القدر } وقال تعالى { شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن ...} كما نبه على ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله حيث قال :" يقول تعالى مخبرا عن القرآن العظيم: إنه أنزله في ليلة مباركة، وهي ليلة القدر، كما قال تعالى: { إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } وكان ذلك في شهر رمضان، كما قال: تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }
    ومن قال: إنها ليلة النصف من شعبان -كما روي عن عكرمة-فقد أبعد النَّجْعَة فإن نص القرآن أنها في رمضان. والحديث الذي رواه عبد الله بن صالح، عن الليث، عن عقيل عن الزهري: أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى إن الرجل لينكح ويولد له، وقد أخرج اسمه في الموتى" فهو حديث مرسل، ومثله لا يعارض به النصوص.
    وقوله: { إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ } أي: معلمين الناس ما ينفعهم ويضرهم شرعًا، لتقوم حجة الله على عباده.
    وقوله: { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } أي: في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا روي عن ابن عمر، وأبي مالك، ومجاهد، والضحاك، وغير واحد من السلف"انظر تفسير ابن كثير (4/495-496).
    قلت : وغاية ما يُتمسك به حديث اختِف في ثبوته وحسنه شيخنا الألباني رحمه الله وهو بلفظ (يطلع الله ـ عز وجل ـ إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين : مشاحن ، وقاتل نفس)) .
    رواه أحمد وغيره من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وجاء عن غيره ،
    فأنت ترى عزيزي القارئ الكريم أنه ليس فيه دلالة على ما ذهب إليه القوم من تخصيص ليلة النصف من شعبان بعبادة من ذكر أو قيام ويومه بصيام ، فإن غاية ما في الحديث على فرض ثبوته بيان بأن الله يطلع على عبادة ، فيغفر لهم إلا لاثنين : مشاحن ، وقاتل نفس " مما يدل على عِظم جرْم هلتين الكبيرتين ( المشاحنة وقتل النفس ) فلو كان في ذلك تخصيص النصف من شعبان بعبادة من ذكر أو قيام ويومه بصيام لبينه عليه الصلاة والسلام كما بين استحبابه صيام يومي الاثنين والخميس لكونهما يرفع العمل فيهما إلى الله فيغفر لكل عبد ما عدا المشرك والمشاحن ، كما ثبت ذلك عند الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) ،
    والمقصود في المنع هو التخصيص أما مطلق الصوم في شعبان فقد ثبت ذلك كما في البخاري و مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان )
    وقال عليه الصلاة والسلام :(شعبان بين رجب ورمضان يغفل الناس عنه ترفع فيه أعمال العباد فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم )حسنه شيخنا الألباني رحمه الله كما في السلسلة الصحيحة .
    قال العلامة ابن باز رحمه الله :" ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم، يتضح لطالب الحق أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها، وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم،" من رسالة له بعنوان (حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ).
    والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،،،
    وكتب / أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي




    8/ شعبان /1433هـ






    (1) أخرجه ابن وضاح في ((البدع)) (رقم 119) .

    (2) أخرجه : عبدالرزاق في ((المصنف)) : (4/317 ـ 318) رقم (7928) وابن وضاح في ((البدع)) (رقم 120) .
    (3) انظر :: ((الـمجموع)) : (4/56)
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام حسن بن قاسم الريمي; الساعة 29-06-2012, 11:24 PM.

  • #2
    شكر الى صاحب الرسالة

    بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

    تعليق


    • #3
      ..........للرفع والتذكير ............

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا

        تعليق

        يعمل...
        X