إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجتهد فيخطئ فيصوبه الوحي ؟ يجيبك العلامة ربيع المدخلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجتهد فيخطئ فيصوبه الوحي ؟ يجيبك العلامة ربيع المدخلي

    هل النبي يجتهد فيخطئ فيصوبه الوحي ؟ يجيبك العلامة ربيع المدخلي

    قال حفظه الله: في قضية الأسرى بعد ما نصر الله رسوله وأظهره على أعدائه قتلوا من قريش سبعين وأسروا سبعين وأخذوا الأسرى وهم متجهون إلى المدينة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ما رأيكم في هؤلاء الأسرى ؟ وقال : ( والله لو كان المطعم بن عدى حياً وسألني هؤلاء النتنى لأعطيتهم إياه )[1] ، ما رأيك يا أبا بكر ؟ ما رأيك يا عمر ؟ قال أبو بكر وبعض الناس : يا رسول الله هم قومنا وعشيرتنا نأخذ منهم المال نتقوى به ونستعين به لعل الله أن يهديهم في يوم من الأيام إلى الإسلام ، وقال عمر : يا رسول الله هؤلاء صناديد قريش وما أرى ما رأى أبو بكر – رضي الله عنه – أرى أن تمكننا من قتلهم ومن استئصال شأفتهم فإن هؤلاء صناديد قريش إذا قتلناهم لا تقوم للكفر قائمة ، فهوي رسول الله رأي أبي بكر ومال إلى رأيه وأخذ الفداء ، جاء في اليوم الثاني عمر وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يبكيان فقال عمر : ما يبكيكما ؟ إن رأيت بكاء بكيت وإلا تباكيت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أبكي للذي عرض على قومك والله لقد عُرض عليَّ عذابهم دون هذه الشجرة ) ( الحديث في صحيح مسلم ) [2]وأنزل الله تبارك وتعالى:( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(الأنفال:67) (لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:68) ، هذا نقد وتوجيه وتربية لرسول الله وأصحابه ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه رأوا الفداء وعمر رأى غير ذلك وجاء الصواب لمن ؟ لعمر رضي الله عنه .
    وآيات كثيرة في هذا النقد ، نقد الكفار نقد اليهود نقد النصارى نقد المشركين نقد الصحابة نقد المنافقين ، آيات كثيرة كلها في البيان والنقد والتوضيح ، وفي السنة شئ كثير كذلك .
    فمثلاً من القرآن : قوله تعالى : (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) (التوبة:43) اجتهاد من النبي عليه الصلاة والسلام ، جاء المنافقون يعتذرون ، فيقولون :يا رسول الله أنا عندي كذا وأنا عندي كذا وهذا يقول : أنا مريض والرسول يعذرهم ، والأعذار هذه كلها أكاذيب فأنزل الله هذه الآية : (عفا الله عنك) الآية ، يعني هذا درس لرسول الله وللأمة إلى الأبد . ثم أنزل الله في المنافقين : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ )(التوبة: من الآية80) .
    لما مات عبد الله بن أُبي جاء ابنه عبد الله قال : يا رسول الله أبي توفي وأريد أن تكفنه بثوبك فوافق النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخرجوه وأخذ ثوبه وكفنه به وأجلسه على ركبتيه وكفنوه وحنطوه وأنزله في القبر ودفنه ، ولما قام يصلي عليه قال عمر : يا رسول الله أتصلي عليه – ومسك ثوبه - وقد قال يوم كذا كذا وكذا وفعل يوم كذا كذا وكذا ؟ قال : إن الله خيرني فقال : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ)(التوبة: من الآية80) ، والله لو علمت أني أستغفر لهم أكثر من سبعين مرة ويغفر الله لهم لاستغفرت لهم )[3] ، فالرسول عليه الصلاة والسلام فهم التخيير فأنزل الله : (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)(التوبة: من الآية84) ، وقال سبحانه : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى)(التوبة: من الآية113) كل هذا فيه توجيه ولو للرسول صلى الله عليه وسلم ، يعني تصرفات الرسول ما يقرها إذا ما وافقت ما عند الله ، كاجتهاد حصل فيه خطأ يأتي – والله – التوجيه والعتاب والتصحيح ، ما يقال : فيه إيذاء لشخص محمد عليه الصلاة والسلام ، أو قال : أنا رسول الله لا يُعترض علي ، لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتم شيئاً لكتم هذه الأشياء ، كما قالت عائشة رضي الله عنها : لو كان محمداً كاتماً شيئاً لكتم هذه الآية : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)(الأحزاب: من الآية37) في قضية زينب[4] ، انظر هذا النقد لرسول الله الكريم عليه الصلاة والسلام .



    النقد منهج شرعي

    للشيخ : ربيع بن هادي المدخلي



    [1] الحديث أخرجه : البخاري في فرض الخمس (3139) ، وفي المغازي (4024) ، وأحمد في أول مسند االمدنين من حديث جبير بن مطعم (27546 ) .

    [2] الحديث أخرجه : مسلم في الجهاد والسير (1763) باب : الإمداد بالملائكة في غزوة بدر ، والترمذي في االتفسير (3081 ) ، وأبو داود في الجهاد (2690) ، وأحمد في مسند العشرة (208،221) .

    [3] الحديث أخرجه : البخاري في التفسير (4670) ، ومسلم في فضائل الصحابة (2400)، وفي صفات المنافقين (2774) ، والترمذي في التفسير
    (3098) والنسائي في الجنائز (1900) ، والنسائي في الجنائز (1523) ، وابن ماجه في الجنائز (1523) ، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة
    (4666) .

    [4] الحديث أخرجه : البخاري في بدء الخلق (3234) ، ومسلم في الإيمان (177) ، والترمذي في التفسير (3068) ، وأحمد في باقي مسند الأنصار(23707،25510،25763) .

  • #2
    شكر ومكافأة

    جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب أخانا أبا الربيع وهذا منك معروفا

    ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: [ من صنع إليكم معروفا فكافئوه ] قال العلامة الألباني : صحيح
    ومكافأتي لك هي كالتالي: قال العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي في ( براءة الأمناء مما يبهتهم به أهل المهانة والخيانة الجهلاء): ... (وأعترف لك أن هذا يخالف الكتاب والسنة ومنهج السلف ـ رضوان الله عليهم ـ في التعامل مع أقوال السلف، ذلك التعامل الواعي القائم على أنه لا عصمة إلا للأنبياء فيما يبلغونه ، بل يعتقدون أنه قد يحصل الخطأ من الأنبياء، وميزتهم أن الله ينبههم إلى ذلك ، ولا يقرهم على الخطأ...)

    بواسطة المجموع الواضح في رد منهج وأصول فالح، ص 237/238

    تعليق


    • #3
      هدية لأصحاب مركز الفيوش التجاري

      تعليق


      • #4
        والله يا أخواني بأن الشيخ يحيى علامة وموفق في أموره .

        وأرى بأن الشيخ العلامة الوالد ربيع المدخلي وأخوه الشيخ العلامة يحيى الحجوري هم متصدران الجرح والتعديل في هذا الوقت .

        جزاك الله خيراً أباالربيع وبارك فيك

        وعلى من يطعن في الشيخ يحيى ليس فقط أن يتراجع ؟؟؟ بل ويقر بأمامته وعلمه .

        مع إقراري بأن الشيخان بشر وليسوا بمعصومين
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن نايل آل ربيعة; الساعة 26-06-2012, 06:00 PM.

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيكم يا إخواننا
          هولأء المتعصبين المصادمين للحق وربي ما يفلحون إن ضلوا يصادمون الدعوة
          وهذا كلام نفيس للعلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى، حول مسألة عصمة النبي صلى الله عليه وسلم
          بعنون حقيقة الأمر في مسألة عصمة الرسول صلى الله عليه و سلم
          وهو رد على سؤوال وجه للشيخ رحمه الله تعالى حول عصمة النبي صلى الله عليه وسلم
          http://ar.islamway.net/fatwa/6630
          وهو رد على المشغبين ،الذين شغبوا حول فتوى الشيخ المجاهد: يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى
          وهذا الكلام ايضاًهدية لتجار الأفيوش
          وتجار الحزب الجديد
          والله أعلى وأعلم والله المستعان.


          التعديل الأخير تم بواسطة عبد الناصر بن سفيان الهلالي; الساعة 26-06-2012, 09:26 PM.

          تعليق


          • #6

            المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الناصر بن سفيان الهلالي
            بارك الله فيكم يا إخواننا
            هولأء المتعصبين المصادمين للحق وربي ما يفلحون إن ضلوا يصادمون الدعوة
            وهذا كلام نفيس للعلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى، حول مسألة عصمة النبي صلى الله عليه وسلم
            http://www.facebook.com/photo.php?v=435961009767372
            وهو رد على المشغبين ،الذين شغبوا حول فتوى الشيخ المجاهد: يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى
            وهذا الكلام ايضاًهدية لتجار الأفيوش
            وتجار الحزب الجديد
            والله أعلى وأعلم والله المستعان.






            جزاك الله خيرا ، لكن أرى ترك النقل عن الفيس بوك لما فيه من صور ومنكرات ، وقد كان النقل من موقع الشيخ ابن عثيمين ممكنا ، ويمكن أيضا الاستغناء بهذا الرابط:
            http://www.fatwaweb.com/fatawa/details_hdr.cfm?id=12586

            وإتماما للفائدة أنقل هذا الفصل من بحثي (الناصح الأمين وشبهات المرجفين)

            الشبهة الأولى: نسبة الخطأ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم!!

            اعلم حفظك الله: أنّ منزلة الرسول صلى الله عليه وسلّم عظيمة جدّا عند أهل السنّة ، ومنهم الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله- ويدلّ على ذلك مدى اهتمامه بأحاديثه -صلى الله عليه وسلّم- حفظا وتحفيظا وتدريسا وتعليما ، مع ما هو عليه من الذبّ عن سنّته وشريعته ، والحرب على أهل البدع المخالفين لطريقته ، ومع هذا أبى المبطلون إلأّ أن ينسبوه إلى التنقص من قدر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم ، وكان أتباع فالح الحربي الحدّدي أوّل من نسب إليه هذا القول الشنيع ، ثمّ تبعهم عليه قوم آخرون ، ويحسن -قبل مناقشة زيف هذه الدعوى- التقديم بمقدّمتين مهمّتين:

            المقدّمة الأولى: جواز وقوع صغائر الذنوب من الأنبياء عند أهل السنّة إلاّ ما كان من صغائر الخسّة ، ومخالفة الروافض وغيرهم لهذه العقيدة السلفيّة:

            قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله-: ((وأما قولهم في عصمة الأنبياء ، فالذي عليه المحققون: أنه قد تقع منهم الصغائر، لكن لا يقرون عليها، وأما الكبائر فلا تقع منهم)).[1]

            وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله – عن المراد بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فأجاب: ((عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلّ ما ينافي الرسالة فهو معصوم من الكذب , معصوم من سوء الأخلاق , معصوم من الخيانة , معصوم من الشرك وغيره ممّا ينافي الرسالة.
            أمّا ما يقع منه من الذنوب فإنَّه معصوم من الإقرار عليها بخلاف غيره قد يفعل الذنب و يستمرّ فيه)).[2]

            وسئل شيخ الإسلام -رحمه الله- عن رجل قال إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من الكبائر دون الصغائر فكفره رجل بهذه فهل قائل ذلك مخطىء أو مصيب ؟ وهل قال أحد منهم بعصمة الأنبياء مطلقا ؟ وما الصواب في ذلك ؟؟!
            فأجاب: ((الحمد لله رب العالمين؛ ليس هو كافرا باتفاق أهل الدين ، ولا هذا من مسائل السب المتنازع في استتابة قائله بلا نزاع ، كما صرح بذلك القاضي عياض وأمثاله -مع مبالغتهم في القول بالعصمة وفي عقوبة الساب- ومع هذا فهم متفقون على أن القول بمثل ذلك ليس هو من مسائل السب والعقوبة ، فضلا أن يكون قائل ذلك كافرا أو فاسقا.
            فإن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر: هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف ، حتى إنه قول أكثر أهل الكلام!! كما ذكر أبو الحسن الآمدي: أن هذا قول أكثر الأشعرية ، وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول ولم ينقل عنهم ما يوافق القول[. . .][3] وإنما نقل ذلك القول في العصر المتقدم: عن الرافضة ثم عن بعض المعتزلة ، ثم وافقهم عليه طائفة من المتأخرين؛ وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء: أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ولا يقَرون عليها ولا يقولون إنها لا تقع بحال.
            وأول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك: الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان ، والسهو والتأويل ، وينقلون ذلك إلى من يعتقدون إمامته ، وقالوا بعصمة علي والإثنى عشر.
            ثم الإسماعيلية الذين -كانوا ملوك القاهرة- وكانوا يزعمون أنهم خلفاء علويون فاطميون ، وهم عند أهل العلم من ذرية عبيد الله القداح ، كانوا هم وأتباعهم يقولون بمثل هذه العصمة لأئمتهم ونحوهم ، مع كونهم -كما قال فيهم أبو حامد الغزالي في كتابه الذي صنفه في الرد عليهم- قال: ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض.
            وقد صنف القاضي أبو يعلى وصف مذاهبهم في كتبه ، وكذلك غير هؤلاء من علماء المسلمين ، فهؤلاء وأمثالهم من الغلاة القائلين بالعصمة وقد يكفرون من ينكر القول بها ، وهؤلاء الغالية هم كفار باتفاق المسلمين.
            فمن كفر القائلين بتجويز الصغائر عليهم: كان مضاهيا لهؤلاء الإسماعيلية والنصيرية والرافضة والإثنى عشرية؛ ليس هو قول أحد من أصحاب أبي حنيفة ، ولا مالك ولا الشافعي ، ولا المتكلمين المنتسبين إلى السنة المشهورين ، كأصحاب أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ، وأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ، وأبي عبد الله محمد بن كرام وغير هؤلاء ، ولا أئمة التفسير ولا الحديث ولا التصوف ، ليس التكفير بهذه المسألة قول هؤلاء.
            فالمكفر بمثل ذلك يستتاب ، فإن تاب وإلا عوقب على ذلك عقوبة تردعه وأمثاله عن مثل هذا ، إلا أن يظهر منه ما يقتضى كفره وزندقته ، فيكون حكمه حكم أمثاله.
            وكذلك المفسق بمثل هذا القول: يجب أن يعزر بعد إقامة الحجة عليه ، فإن هذا تفسيق لجمهور أئمة الإسلام.
            وأما التصويب والتخطئة في ذلك: فهو من كلام العلماء الحافظين ، من علماء المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة ، وتفصيل القول في ذلك يحتاج إلى بسط طويل لا تحتمله هذا الفتوى والله أعلم)).[4]

            قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: ((طوائف من أهل البدع والكلام ، والشيعة وكثير من المعتزلة ، وبعض الأشعرية ، وغيرهم ممن يوجب عصمة الأنبياء من الصغائر ، وهؤلاء فروا من شيء ووقعوا فيما هو أعظم منه ، في تحريف كلام الله عن مواضعه ؛ وأما السلف قاطبة من القرون الثلاثة الذين هم خير قرون الأمة ؛ وأهل الحديث والتفسير ؛ وأهل كتب قصص الأنبياء والمبتدأ وجمهور الفقهاء والصوفية ؛ وكثير من أهل الكلام كجمهور الأشعرية وغيرهم وعموم المؤمنين: فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة ، مثل قوله تعالى: ﴿وعصى آدم ربه فغوى﴾ وقوله: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ بعد أن قال لهما: ﴿ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين﴾ وقوله تعالى: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم﴾ مع أنه عوقب بإخراجه من الجنة ؛ وهذه نصوص لا تردّ إلا بنوع من تحريف الكلام عن مواضعه..))[5]

            وقال العلامة الشنقيطي -رحمه الله-: ((وقوله تعالى في هذه الآية ﴿وعصى آدم﴾ يدل على أن معنى غوى: ضل عن طريق الصواب -كما ذكرنا- وقد قدمنا أن هذه الآية الكريمة وأمثالها في القرآن هي حجة من قال بأن الأنبياء غير معصومين من الصغائر؛ وعصمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم مبحث أصولي لعلماء الأصول ، فيه كلام كثير واختلاف معروف ، وسنذكر هنا طرفاً من كلام أهل الأصول في ذلك؛ قال ابن الحاجب في "مختصر الأصول": مسألة: الأكثر على أنه لا يمتنع عقلا على الأنبياء معصية ، وخالف الروافض وخالف المعتزلة إلا في الصغائر ، ومعتمدهم التقبيح العقلي ، والإجماع على عصمتهم بعد الرسالة من تعمد الكذب في الأحكام لدلالة المعجزة على الصدق؛ وجوزه القاضي غلطاً وقال: دلت على الصدق اعتقاداً ، وأما غيره من المعاصي فالإجماع على عصمتهم من الكبائر والصغائر الخسيسة ، والأكثر على جواز غيرهما.أهـ منه بلفظه.
            وحاصل كلامه: عصمتهم من الكبائر ومن صغائر الخسة دون غيرها من الصغائر)).[6]

            وقال -رحمه الله-: ((هو ونحوه من الآيات: مستند من قال من أهل الأصول بعدم عصمة الأنبياء من الصغائر التي لا تتعلق بالتبليغ؛ لأنهم يتدراكونها بالتوبة والإنابة إلى الله حتى تصير كأنها لم تكن.
            واعلم أن جميع العلماء أجمعوا على عصمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم في كل ما يتعلق بالتبليغ. واختلفوا في عصمتهم من الصغائر التي لا تعلق لها بالتبليغ اختلافاً مشهوراً معروفاً في الأصول؛ ولا شك أنهم صلوات الله عليهم وسلامه إن وقع منهم بعض الشيء: فإنهم يتداركونه بصدق الإنابة إلى الله ، حتى يبلغوا بذلك درجة أعلا من درجة من لم يقع منه ذلك)).[7]

            قال ابن بطال -رحمه الله-: ((وذِكر الأنبياء -صلى الله عليهم وسلم- فى حديث الشفاعة لخطاياهم ، فإن الناس اختلفوا هل يجوز وقوع الذنوب منهم؟ فأجمعت الأمة على أنهم معصومون فى الرسالة ، وأنه لا تقع منهم الكبائر ، واختلفوا فى جواز الصغائر عليهم فأطبقت المعتزلة والخوارج على أنه لا يجوز وقوعها منهم !! وزعموا أن الرسل لا يجوز أن تقع منهم ما ينفر الناس عنهم وأنهم معصومون من ذلك!!! وهذا باطل لقيام الدليل مع التنزيل وحديث الرسول أنه ليس كل ذنب كفرًا.
            وقولهم: إن البارى تجب عليه عصمة الأنبياء -عليهم السلام- من الذنوب فلا ينفر الناس عنهم بمواقعتهم لها: هو فاسد بخلاف القرآن له، وذلك أن الله تعالى قد أنزل كتابه وفيه متشابه مع سابق علمه أنه سيكون ذلك سببًا لكفر قوم ، فقال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾ [آل عمران: 7] وقال تعالى: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ﴾ [النحل: 101] فكان التبديل الذى هو النسخ سببًا لكفرهم ، كما كان إنزاله متشابهًا سببًا لكفرهم ، وقال أهل السنة: جائز وقوع الصغائر من الأنبياء ، واحتجوا بقوله تعالى مخاطبًا لرسوله: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح: 2] فأضاف إليه الذنب ، وقد ذكر الله فى كتابه ذنوب الأنبياء فقال تعالى: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ [طه: 121] وقال نوح لربه: ﴿إِنَّ ابنِى مِنْ أَهْلِى﴾ [هود: 45] فسأله أن ينجيه ، وقد كان تقدم إليه تعالى فقال: ﴿وَلاَ تُخَاطِبْنِى فِى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ﴾ [هود: 37] وقال إبراهيم: ﴿وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ﴾ [الشعراء: 82] وفى كتاب الله تعالى من ذكر خطايا الأنبياء ما لا خفاء به ، وقد تقدم الاحتجاج فى هذه المسألة فى كتاب الدعاء)).[8]

            قال الإمام الشوكاني -رحمه الله-: ((وأما الصغائر التي لا تزري بالمنصب ، ولا كانت من الدناءات فاختلفوا هل تجوز عليهم ، وإذا جازت هل وقعت منهم أم لا؟ فنقل إمام الحرمين وإِلكيَا عن الأكثرين الجواز عقلا ، وكذا نقل ذلك عن الأكثرين ابن الحاجب ، ونقل إمام الحرمين وابن القشيري عن الأكثرين أيضا عدم الوقوع ، قال إمام الحرمين: الذي ذهب إليه المحصلون أنه ليس في الشرع قاطع في ذلك نفيا أو إثباتا والظواهر مشعرة بالوقوع.
            ونقل القاضي عياض تجويز الصغائر ووقوعها عن جماعة من السلف منهم أبو جعفر الطبري ، وجماعة من الفقهاء والمحدثين: قالوا ولا بد من تنبيههم عليه إما في الحال على رأي جمهور المتكلمين أو قبل وفاتهم على رأي بعضهم)).[9]

            المقدمة الثانية: وقوع الاجتهاد من الأنبياء ، وقد يكون صوابا فيقرّهم الوحي ، أو خطأ فيصوّبهم الوحي:

            جاء في "مجلّة البحوث الإسلامية" الصادرة عن الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلميّة والافتاء ، بإشراف الإمام العلامة عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: ((وقد كان باب الاجتهاد مفتوحا زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- واتفق العلماء على وقوع الاجتهاد منه -صلى الله عليه وسلم- في الأقضية وفصل الخصومات ، وفي أمور الحرب وفي شئون الدنيا؛ واختلفوا في وقوع الاجتهاد منه فيما عدا ذلك؛ والراجح أنه وقع الاجتهاد منه مطلقا حتى في العبادات[10] وهو ما عليه جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة.
            مثال اجتهاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الأقضية وفصل الخصومات: أنه قضى لهند بنت عتبة زوجة أبي سفيان بالنفقة لها ولأولادها وأنه يجوز لها أن تأخذ من ماله ما يكفيها وولدها بالمعروف[11].
            وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤكد للمتخاصمين أنه بشر وأنه يحكم بالظاهر بناء على اجتهاده ، فعن أم سلمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار))[12].
            ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في أمور الحرب: اجتهاده في أسرى بدر ، فقد شاور الصحابة فيما يصنع بهم فأشار عليه أبو بكر بأخذ الفدية منهم وأشار عليه عمر بضرب رقابهم ، ومال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في اجتهاده إلى اجتهاد أبي بكر فنزل قول الله سبحانه معاتبا الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[13].
            ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في شئون الدنيا: قوله للصحابة لما رآهم يؤبرون النخل ((لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا)) فلما ذكروا له فيما بعد أن ثمر النخل قد سقط قال لهم: ((أنتم أعلم بأمر دنياكم))[14].
            ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في العبادات: أنه ساق الهدي في حجه ونوى القران بدليل أنه قال للصحابة: ((لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي))[15] ولو كان سوق الهدي بالوحي لما قال: ((لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت)).
            ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في العبادات أيضا: استغفاره لبعض المنافقين وصلاته على بعضهم ، كما ثبت أنه صلى على عبد الله بن أبيّ ، واستغفر لعمه أبي طالب ، فنزل قول الله سبحانه في شأن استغفاره للمنافقين: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ ونزل قوله تعالى في شأن صلاته -عليه الصلاة والسلام- على عبد الله بن أبي : ﴿وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾[16].
            ونزل قوله تعالى في شأن استغفاره -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب : ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾[17].
            وإذا أخطأ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقر على ذلك ، ونزل عليه الوحي لبيان الصواب ، كما حصل منه -عليه الصلاة والسلام- في أخذ الفداء من أسرى بدر ، وفي استغفاره لعمه أبي طالب[18] ولبعض المنافقين وصلاته على بعضهم)).[19]

            قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: ((وفي الآية قرينتان على أن حكمهما[20] كان باجتهاد لا بوحي ، وأن سليمان أصاب فاستحق الثناء باجتهاده وإصابته ، وأن داود لم يصب فاستحق الثناء باجتهاده ولم يستوجب لومًا ولا ذمًّا بعدم إصابته ، كما أثنى على سليمان بالإصابة في قوله: ﴿ففهمناها سليمان﴾ وأثنى عليهما في قوله: ﴿وكلا آتينا حكما وعلما﴾ فدل قوله: ﴿إذ يحكمان﴾ على أنهما حكما فيها معا ، كل منهما بحكم مخالف لحكم الآخر ، ولو كان وحيا لما ساغ الخلاف ، ثم قال: ﴿ففهمناها سليمان﴾ فدل ذلك على أنه لم يفهمها داود ، ولو كان حكمه فيها بوحي لكان مفهما إياها كما ترى.
            فقوله: ﴿إذ يحكمان﴾ مع قوله: ﴿ففهمناها سليمان﴾ قرينة على أن الحكم لم يكن بوحي بل باجتهاد ، وأصاب فيه سليمان دون داود بتفهيم الله إياه ذلك.
            والقرينة الثانية: هي أن قوله تعالى: ﴿ففهمناها . . . الآية ﴾ يدل على أنه فهمه إياها من نصوص ما كان عندهم من الشرع ، لا أنه أنزل عليه فيها وحيا جديدا ناسخا ، لأن قوله تعالى: ﴿ففهمناها﴾ أليق بالأول من الثاني كما ترى.))[21]

            قال ابن النجّار -رحمه الله-: ((ويجوز اجتهاده[22] أيضا في أمر الشرع عقلا وشرعا عند أصحابنا والأكثر ، وعزاه الواحدي إلى سائر الأنبياء.
            قال: ولا حجة للمانع في قوله تعالى: ﴿إن أتبع إلا ما يوحى إلي﴾ فإن القياس على المنصوص بالوحي اتباع للوحي.
            ومنعه الأكثر من الأشعرية والمعتزلة ، وقال القاضي: إنه ظاهر كلام أحمد في رواية ابنه عبد الله.
            ووقع[23] على الصحيح عند أكثر أصحابنا . . . . إلى أن قال -رحمه الله-: و على القول بجواز اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- ووقوعه منه: لا يقر على خطأ إجماعا ، وهذا يدل على جواز[24] الخطأ ، إلا أنه لا يقر عليه ، واختار هذا ابن الحاجب والآمدي ، ونقله عن أكثر أصحاب الشافعي والحنابلة ، وأصحاب الحديث.))[25]

            قال العلامة الآلوسي -رحمه الله-: ((واستُدِل بالآية على أن الأنبياء عليهم السلام قد يجتهدون وأنه قد يكون الوحي على خلافه ولا يقرون على الخطأ ، وتُعُقِّبَ بأنها إنما تدل على ذلك لو لم يقدر في ﴿مَا كَانَ لِنَبِىٍّ﴾ لأصحاب نبي[26] !! ولا يخفى أن ذلك خلاف الظاهر ، مع أن الإذن لهم فيما اجتهدوا فيه اجتهاد منه -عليه الصلاة والسلام- إذ لا يمكن أن يكون تقليداً لأنه لا يجوز له التقليد[27]، وأما أنها إنما تدل على اجتهاد منه -عليه الصلاة والسلام- إذ لا يمكن أن يكون تقليداً لأنه لا يجوز له التقليد ، وأما إنها إنما تدل على اجتهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- لا اجتهاد غيره من الأنبياء عليهم السلام!! فغير وارد ، لأنه إذا جاز له -عليه الصلاة والسلام- جاز لغيره بالطريق الأولى ، وتمام البحث في كتب الأصول.))[28]

            موافقة كلام الشيخ العلامة يحيى الحجوري للحق والصواب ، وكلام العلماء

            من خلال هذا العرض يتبيّن -بحمد الله- أنّه قد يكون النبي صلى الله عليه وسلم اجتهد في بعض المسائل ينزل الوحي ببيان أنه خطأ فينبّههم الله عزّ وجلّ على هذا ، ويتبيّن -أيضا- أنّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد يقعون في صغائر الذّنوب غير الذميمة ، ولا شكّ أنّ هذه الذنوب أخطاء لا صواب ، وليس في هذا أي انتقاص لهم ، أو حطّ عليهم ، أو إنزال لمكانتهم ، بل هذا هو الحقّ الدّال على بشريّتهم ، لهذا جاء في فتوى (6290) للجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: ((نعم الأنبياء والرسل يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم ، بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ويعفو عن زلتهم ويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة والله غفور رحيم ، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال ، ولم ينكر الله تعالى على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- إخباره أمته بحديث الذباب ، وما في جناحيه من الداء والدواء ، بل أقره فكان صحيحا وأما أبناء آدم فمع أنهما ليسا من الأنبياء لما قتل أحدهما الآخر ظلما وعدوانا ، بين الله سوء صنيعه بأخيه ، وبين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أن ما من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل .
            وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
            اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
            الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز؛ نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي؛ عضو: عبد الله بن غديان؛ عضو: عبد الله بن قعود))[29]

            وقالت اللّجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: ((والراجح وقوع الخطأ من النبي -صلى الله عليه وسلم- لكنه لا يقر عليه)).[30]

            قال العلاّمة الإمام محمّد ناصر الدين الألباني: ((هنا يأتي سؤال ، هل للنبي -صلى الله عليه وسلّم- تصرفات في الشرع -في الأحكام الشرعية- يمكن أن يصيب فيها و أن يخطأ لأنه اجتهد ولم يوح إليه في شيء من الاجتهادت ، هل هذا وقع أو كلّ ما جاء من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلّم- فيما يتعلّق بالأحكام الشرعيّة: كلّ ذلك وحي ؟؟! أقول في الجواب عن هذا السؤال ، وإنّما أطرحه للانتباه إلى نكتة الجواب -أوّلا- ولأنّ كثيرا من النّاس اليوم ممن ينتمون إلى حزب من الأحزاب الإسلامية . . . .[31] يوجد هناك حزب إسلامي في هذه البلاد وفي غيرها ، يقول: إنّه لا يجوز للرسول -عليه السلام- أن يجتهد !! الرسول لا يجتهد !! هكذا زعموا !! لكن: هذا الزعم مرفوض بكثير من النّصوص ، الذين ادّعوا هذا الادعاء نيّتهم -الله أعلم- أنها حسنة ، لكنّها من حيث الثمرة: هي سيّئة! لأنّها تشبه نيّة كثير من الفرق القديمة ، التي أنكرت نصوصا في الكتاب والسنّة صريحة ، لتوهّمهم أنّ التمسك بهذه النصوص على ظاهرها -كما يزعمون- تؤدّي إلى تعطيل الشّريعة أو الطّعن في جانب من جوانبها ، فالذين يقولون: إن الرسول عليه السلام لا يجتهد !! سيقولون -إذن- نحن ما يدرينا إذا أخذنا برأي من آراء الرسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] التي اجتهد فيها أن يكون قد أخطأ ؟!!
            هنا يأتي الجواب: إن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلّم- إذا كان يقول: ((إذا اجتهد الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، فإن أخطأ فله أجر واحد))[32] فرسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أولى بالاجتهاد ، وأقرب إلى إصابة الصواب[33] ، وأن يأجر ذلك الأجر المضاعف ، فلماذا نقول إن الرسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] لا يجتهد !! وقد اجتهد فعلاً.
            لكنّنا نقول: إن اجتهد فأخطأ: فسرعان ما يصوّبه الوحيُ ، هذا الذي قلته آنفا ﴿يوحى إليّ﴾ أي: يوحى إليّ بحكم شرعيٍّ ، أو بتصويب لاجتهادٍ نبويًّ ، فحينئذٍ نحن نكون في مأمن من أن نكون متّبعين للرّسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] في شيء اجتهد فأخطأ -حاشاه من ذلك- لذلك: هذا يُأَدّي بنا إلى أن نتّخذ هذا الجواب قاعدة ، للردّ على بعض الدكاترة -وهنا بصورة خاصة- في الجامعة الأردنيّة . . .[34] إذن: إذا جاء مثل قوله تعالى: ﴿عبس وتولّى﴾ إذن: هذا مثال واقعي ، كيف نقول أن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- لا يجتهد ؟؟! ها هو قد اجتهد لكنّه لم يقرّ ﴿وما يدريك لعلّه يزّكى * أو يذّكر فتنفعه الذّكرى﴾ وكثير من الأحكام التي صدرت عن الرسول عليه السلام توحي إلينا -من كلامه عليه السّلام- لا من كلام ربّ العالمين ، أنّها اجتهاد منه . . .[35] فهو إذا اجتهد فأخطأ لا يقرُّ ، ينبّه بماذا؟ بطريقة الوحي . . .[36] أمّا الرسول عليه السلام فهو معصوم من أن يقرّ على خطأ))[37]

            قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: ((وتنازع الناس: هل في سنته ما يقولُه باجتهاد ؟ وإذا اجتهد هل يجوز عليه الخطأ لكن لا يُقرُّ عليه ؟
            وأكثر الفقهاء يقولون بالأمرين[38] ، ولم يقل أحد إن هؤلاء سابون له ، وإلا فيكون أكثر أصحاب مالك والشافعي وأحمد يسبون الرسول صلى الله عليه وسلم!!!))[39]

            ومن هنا تعلم صواب كلام الشيخ العلاّمة الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله- لمّا قال: ((..نعم إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في بعض المسائل.
            لكن! اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم يكون توفيقاً ، فالسنة توقيفية وتوفيقية ، أما على التوقيف على دليل يأمره الله بذلك ، أما على التوفيق يقره الوحي على ذلك.
            وما كان مخطئا في ذلك ينزل الوحي في أسرع وقت في بيان ذلك الغلط.
            ومن ذلك ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى *﴾ من وسائل الدعوة هذا ، أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- على بعض أشراف قريش يعظهم ويطمع في إسلامهم عليه الصلاة والسلام ، وأتى ابن أم مكتوم أعمى ويسأل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أمور دينه ، والنبي صلى الله عليه وسلم كره هذا منه ، كره أن يتكلم وهو يتكلم مع أولئك الأشراف يدعوهم إلى الله وابن أم مكتوم يسأل في ذلك الوقت رضي الله عنه .
            فبعد ذلك نزل التأديب من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ كره ذلك وعبس وجهه من ابن مكتوم ، أنزل الله ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى * كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ إنها تذكرة عليك التذكرة أنت.
            هذا من وسائل الدعوة التي أخطأ فيها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أدبه ربه بالوحي أدبه ربه بالوحي ، أدبه ربه وأنزل قرآنا يتلى في بيان تصويب هذا الخطأ.
            همّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرد أناسا من أصحابه لقصد إقبال بعض أشراف قريش قالوا: اطرد هؤلاء لا يجترؤون علينا؛ فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك فأنزل الله تعالى تعديل هذا الخطأ ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[40] هذا من وسائل الدعوة.
            فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا دعا على أناس اللهم عليك بفلان وبفلان وبفلان ، نزل الوحي في تعديل هذا الخطأ ، نزل الوحي ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾[41] نعم والذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات اسلموا وذكرهم الحافظ ابن حجر في الإصابة جملة من الذين و نقلناه عن الحافظ أيضا في الصبح الشارق بأسمائهم.
            الشاهد أن كثيرا من الناس أتوا من هذا الباب أن مسألة الدعوة للإنسان أن يخوض للإنسان فيها أن يخوض ويصول ويجول وبرأيه وبحكمته فيما يزعم هو ، بحكمته فيما يزعم وبحذلقته وببرمجته إلى آخر ما يقولون..))[42] اهـ
            وهذا الكلام موافق للحقّ ، موافق لما سبق ذكره من كلام أهل العلم الراسخين ، ومع هذا يقول الشيخ يحيى الحجوري -حفظه الله-: ((ومع ذلك لما حَمَلَ كلامي بعض الناس على المحمل السيء الذي لا يحتمله كلامي ويرفضه السياق الذي حف هذه الكلمة وأمثالها ، قلت حينذاك: "أنا أرجع عن هذا الأسلوب وأستغفر الله منه قطعاً لدابر الفتنة التي يتقصدها بعض الناس"، ولكن فتنتهم لم تنقطع لمآرب يعلمها الله ويدركها البصراء ، ومنها هذا المقال الذي أناقشه الآن؛ فأجدني مضطراً لتوضيح الحقيقة التي دان بها السلف الأخيار ضد مذاهب أهل البدع الأشرار)).[43]

            قلت: المعنى صحيح وهو قول أهل السنّة ، لكن: لما حمل الحزبيون لفظه على غير محمله ، وشغّبوا به عليه ، تراجع عنه -حفظه الله- قطعا لدابر الفتنة ، وإرغاما للشانئين ، ولكنّ الحزبيين لا يرعوون.






            [1] "الدرر السنية" (11/509) و (رسائل وفتاوى الشيخ عبد الرحمن بن حسن-ص:45)

            [2] اللقاء (112) من (لقاء الباب المفتوح) يوم: الخميس 22رجب 1416.

            [3] هنا سقط من مجموع الفتاوى ، وقد ذكر الشيخ ناصر الفهد في "صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتحريف" أن قدره ستّة أسطر.

            [4] "مجموع الفتاوى" (4/319-321)

            [5] "مجموع الفتاوى" (20/88-89).

            [6] "أضواء البيان" (4/583-584)

            [7] "أضواء البيان" (4/105-106).

            [8] "شرح ابن بطال على صحيح البخاري" (20/87)

            [9] "إرشاد الفحول" (1/70)

            [10] ولا شكّ أن العبادات توقيفيّة -كوسائل الدعوة- ومع هذا جاز عليه -صلى الله عليه وسلم- الاجتهاد والخطأ ، لكنّ إن وقع الخطأ حصل التصويب من ربّ العالمين كما سيأتي إن شاء الله في كلام اللّجنة ، وليس معنى هذا أنّه قد أخطأ فيما بلّغ عن ربّه!! كما فهم بعض الحزبيين من قول الشيخ يحيى -حفظه الله- بأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد أخطأ في وسلئل الدعوة وصوّبه ربّه عز وجل في أوّل سورة﴿عبس﴾.

            [11] رواه البخاري (رقم: 5049).

            [12] رواه البخاري (رقم: 2534) ومسلم (رقم: 4570) واللفظ له.

            [13] رواه مسلم (رقم: 4687).

            [14] رواه مسلم (رقم: 6277).

            [15] متفق عليه: البخاري (رقم: 1568) ومسلم (رقم: 3002).

            [16] متفق عليه: البخاري (رقم: 1210) ومسلم (رقم: 6360).

            [17] متفق عليه: البخاري (رقم: 1294) ومسلم (رقم: 141).

            [18] ذكرت اللجنة قبل أسطر أن استغفاره لأبي طالب ، وصلاته على بعض المنافقين: من أمور العبادات ، وهي توقيفيّة (!) كوسائل الدعوة!! فلينتبه لهذا عرفات البرمكي ومن معه.

            [19] "مجلة البحوث الإسلامية" (27/149-151).

            [20] أي: سليمان وداود عليهما الصلاة والسلام.

            [21] "أضواء البيان" (4/596 – 597).

            [22] أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقوله: ((وعزاه الواحدي إلى سائر الأنبياء)) أي: أن سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجوز لهم الاجتهاد في أمر الشرع.

            [23] أي: الاجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلّم في الأحكام الشرعيّة.

            [24] ليس منعنى الجواز هنا: (الإباحة) بل معناه: (الإمكان).

            [25] "شرح الكوكب المنير" (4/476-481).

            [26] بأن يكون معنى ﴿ماكان لنبي﴾ أي: ما كان لأصحاب نبي!! وهذا خلاف الظاهر كما ذكر العلامة الآلوسي في تتمة الكلام.

            [27] أي: لو قدّرت (لأصحاب نبي) فيكون الاجتهاد لأصحابه رضي الله عنهم ، ويكون إقرارهم صلى الله عليه وسلّم لهم اجتهادا منه ، لأنه صلى الله عليه وسلّم لا يجوز عليه التقليد ، وهذا الجواب -كما ترى- من باب التنزّل لا من باب التسليم.

            [28] تفسير الآلوسي ، عند قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى﴾.

            [29] "مجلة البحوث الإسلامية" الصادرة عن الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء (42/116).

            [30] "مجلة البحوث الإسلامية" (27/151) هامش.

            [31] هنا استرسل -رحمه الله- في التحذير من الحزبيّة ، فحذفت الكلام اختصارا.

            [32] متفق عليه: (البخاري: 6919) و (مسلم: 4584) عن عمرو بن العاص ، ورواه أبو داود (رقم: 3576) والترمذي (رقم: 1326) والنسائي في "الكبرى" (رقم: 5918-5919-5920) وفي "الصغرى" (رقم: 5381) وابن ماجة (رقم: 2314) وأحمد (رقم: 17809-17849-17854) والبيهقي في "الكبرى" (رقم: 20153-20154-20155) وفي "الصغرى" (رقم: 3279) وفي "شعب الإيمان" (رقم: 1975-7530) وفي "معرفة السنن والآثار" (رقم: 53-6041) وابن حبان (رقم:5060-5061) وأبو يعلى (رقم: 5903) والشافعي في "المسند" بترتيب السندي (رقم621-622) والطحاوي في "مشكل الآثار" (رقم: 38-637) وأبو عوانة في "المستخرج" (رقم: 5146-5147-5148) والطبراني في "الأوسط" (رقم: 3190) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (رقم: 4458) وابن الجارود في "المنتقى" (رقم:996) والدارقطني ( 4/203-211-211) والخطيب في "التلخيص" (1/169-446) والبغوي في "شرح السنة" ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (رقم: 20674) عن معمر بن راشد ، قال الترمذي في "العلل": ((سألت مُحمدًا [أي: البخاري] عن هذا الحديث فقال لا أعرف أحدا روى هذا الحديث عن مَعْمر غير عبد الرزاق ، وعبد الرزاق يهم في بعض ما يحدث به))أهـ وفي بعض الأسانيد أيضا مقال ، وإنّما العبرة بما في الصحيحين ، وقد روي في بعضها بلفظ ((إذا قضى القاضي فاجتهد فأصاب فله عشرة أجور ، وإذا اجتهد فأخطأ كان له أجر أو أجران)) عند أحمد الطبراني ، ولا يثبت لجهالة سلمة بن أكسوم وسوء حفظ ابن لهيعة ، وهو عند الدارقطني بهذا اللفظ بدون الشك في آخره ، ولا يثبت أيضا لسوء حفظ ابن لهيعة مع اضرابه فيه ، والله أعلم.

            [33] هذا لا يعني أنّه ليس على الصواب !! كما أنّ قول الشيخ يحيى -حفظه الله-: ((أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق)) لا يعني أنّهم ليسوا على الحقّ !! فتنبّه.

            [34] هنا أسهب -رحمه الله- في الردّ على الذين لا يقبلون الأحاديث النبويّة ، حتّى يصححها الطب !! فحذفت الكلام اختصارا.

            [35] هنا ذكر بعض الأمثلة فحذفتها اختصارا.

            [36] وهنا أيضا ذكر بعض الأمثلة فحذفتها اختصارا.

            [37] "سلسة الهدى والنور" (الشريط رقم: 306).

            [38] أي: بوقوع الإجتهاد والخطا الذي لا يقرّ عليه.

            [39] "الرد على البكري" (1/306).

            [40] رواه مسلم (رقم: 6394).

            [41] رواه البخاري (رقم: 3842) ومسلم (رقم: 1572).

            [42] "أسئلة وادي حضرموت".


            [43] "رد جهالات الزعابي".

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك يا أخانا ياسر بن مسعود

              http://ar.islamway.net/fatwa/6630

              التعديل الأخير تم بواسطة عبد الناصر بن سفيان الهلالي; الساعة 26-06-2012, 09:25 PM.

              تعليق


              • #8
                جزاكم الله خيرا إخواننا على هذه الفوائد لكن هذا سؤال يطرح نفسه هل القوم سيرجعون عن الطعن في الشيخ يحيى ؟
                وهذه هدية أعطيها للقوم لعلهم يعرفون حقيقة من يتعصبون له .
                وهذا شيخهم عرفات يعترف في شريط له عنوانه الهجرة إلى الحبشة من السيرة النبوية بأن الأنبياء تجوز عليهم الصغائر ،وهذا مقتطف من كلامه : وأنهم لا يقرون على ما وقع منهم من صغار الذنوب بل ينبههم الله سبحانه على ذلك ويتداركونه عليهم السلام بالتوبة والإستغفار.... والكلام يطول وهذا رابط كلامه في مسألة العصمة كاملا .
                http://www.4shared.com/mp3/K1PkVQ6u/___1_.html
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله هشام بن حسين البير; الساعة 30-06-2012, 09:14 PM.

                تعليق


                • #9
                  بئر البير فيها ما تنوء عن حمله العير

                  جزى الله الأخوة خيرا على المرور والتعليق
                  وجزى الله أخانا البير صاحب البئر العميقة

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الله هشام بن حسين البير مشاهدة المشاركة
                    وهذا شيخهم عرفات
                    http://www.4shared.com/mp3/K1PkVQ6u/___1_.html
                    كنت أحب لو أنك تعبر بأنه سفيههم و هذا الفويسق لا يساوي عندنا بصلة وليس معه ومن معه من السفهاء مما أثاروه شيء يعتد به بل الصاعقة الكبرى عليهم رجوع الشيخ صالح البكري وهو أبو عذرة تلك المسائل كلها فليس لهم متمسك يتمسكون به

                    تعليق


                    • #11
                      قال الشيخ الفوزان حفظه الله في كتابه الماتع "الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد" تحت فصل الإيمان بالرسل ( الصفحة 97-101) :

                      عصمة الأنبياء

                      العصمة‏:‏ المنعة، والعاصم‏:‏ المانع الحامي، والاعتصام‏:‏ الامتساك بالشيء‏.‏
                      والمراد بالعصمة هنا حفظ الله لأنبيائه من الذنوب والمعاصي‏.‏
                      قال شيخ الإسلام ابن تيمية حاكيا للخلاف ومبينا الراجح في هذه المسألة‏:‏ ‏"‏الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون عن الله سبحانه وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة، ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه‏:‏
                      كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏ ‏.‏ وقال‏:‏ ‏{‏وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ‏}‏ ‏.‏
                      وقال‏:‏ ‏{‏آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ‏}‏ ‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة؛ فإن النبي هو المنبئ عن الله، والرسول هو الذي أرسله الله تعالى، وكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا، والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة؛ فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏ إلى أن قال‏:‏ ‏"‏وأما العصمة في غير ما يتعلق بتبليغ الرسالة؛ فللناس فيه نزاع‏:‏ هل هو ثابت بالعقل أو بالسمع‏؟‏ ومتنازعون في العصمة من الكبائر والصغائر أو من بعضها‏؟‏ أم هل العصمة إنما هي في الإقرار عليها لا في فعلها‏؟‏ أم لا يجب القول بالعصمة إلا في التبليغ فقط‏؟‏ وهل تجب العصمة من الكفر والذنوب قبل المبعث أو لا‏؟‏ والقول الذي عليه جمهور الناس -وهو الموافق للآثار المنقولة من السلف- إثبات العصمة من الإقرار على الذنوب مطلقا، والرد على من يقول‏:‏ إنه يجوز إقرارهم عليها‏.‏ وحجج القائلين بالعصمة إذا حررت إنما تدل على هذا القول، وحجج النفاة لا تدل على وقوع ذنب أقر عليه الأنبياء‏.‏ فإن القائلين بالعصمة احتجوا بأن التأسي بهم إنما هو مشروع فيما أقروا عليه دون ما نهوا عنه ورجعوا عنه؛ كما أن الأمر والنهي إنما تجب طاعتهم فيما لم ينسخ منه، فأما ما نسخ من الأمر والنهي؛ فلا يجوز جعله مأمورا به ولا منهيا عنه فضلا عن وجوب اتباعه والطاعة فيه‏.‏ وكذلك ما احتجوا به من أن الذنوب تنافي الكمال، أو أنها ممن عظمت عليه النعمة أقبح، أو أنها توجب التغيير، أو نحو ذلك من الحجج العقلية‏.‏‏.‏‏.‏ فهذا إنما يكون مع البقاء على ذلك وعدم الرجوع، وإلا؛ فالتوبة النصوح التي يقبلها الله يرفع بها صاحبها إلى أعظم مما كان عليه؛ كما قال بعض السلف‏:‏ كان داود عليه السلام بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة‏.‏ وقال آخر‏:‏ لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه؛ لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه، وقد ثبت في الصحاح حديث التوبة‏:‏ ‏(‏لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا‏)‏ الحديث‏.‏ إلى أن قال‏:‏ ‏"‏وفي الكتاب والسنة الصحيحة والكتب التي أنزلت قبل القرآن مما يوافق هذا القول ما يتعذر إحصاؤه، والرادون لذلك تأولوا ذلك بمثل تأويلات الجهمية والقدرية والدهرية لنصوص الأسماء والصفات ونصوص القدر ونصوص المعاد، وهي من جنس تأويلات القرامطة الباطنية التي يعلم بالاضطرار أنها باطلة وأنها من باب تحريف الكلم عن مواضعه، وهؤلاء يقصد أحدهم تعظيم الأنبياء فيقع في تكذيبهم، ويريد الإيمان بهم فيقع في الكفر بهم‏.‏ ثم إن العصمة المعلومة بدليل الشرع والعقل والإجماع- وهي العصمة في التبليغ- لم ينتفعوا بها إذ كانوا لا يقرون بموجب ما بلغته الأنبياء، وإنما يقرون بلفظ حرموا معناه، أو كانوا فيه كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني‏.‏
                      والعصمة التي كانوا ادعوها؛ لو كانت ثابتة؛ لم ينتفعوا بها، ولا حاجة بهم إليها عندهم؛ فإنها متعلقة بغيرهم، لا بما أمروا بالإيمان به، فيتكلم أحدهم فيها على الأنبياء بغير سلطان من الله، ويدع ما يجب عليه من تصديق الأنبياء وطاعتهم، وهو الذي تحصل به السعادة وبضده تحصل الشقاوة، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ‏}‏ ‏.‏‏.‏‏.‏ الآية‏.‏‏.‏ والله تعالى لم يذكر في القرآن شيئا من ذلك عن نبي من الأنبياء؛ إلا مقرونا بالتوبة والاستغفار‏:‏
                      كقول آدم وزوجته‏:‏ ‏{‏قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏ ‏.‏
                      وقول نوح‏:‏ ‏{‏قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِر لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِيْنَ‏}‏ ‏.‏
                      وقول الخليل عليه السلام‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ‏}‏ ، وقوله‏:‏ ‏{‏وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ‏}‏ ‏.‏
                      وقول موسى‏:‏ ‏{‏أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ‏}‏ ، وقوله‏:‏ ‏{‏قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏.‏
                      وقوله تعالى عن داود‏:‏ ‏{‏فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ‏}‏ ‏.‏
                      وقوله تعالى عن سليمان‏:‏ ‏{‏قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ‏}‏ ‏.‏
                      وأما يوسف الصديق؛ فلم يذكر الله عنه ذنبا؛ فلهذا لم يذكر الله عنه ما يناسب الذنب من الاستغفار، بل قال‏:‏ ‏{‏كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ‏}‏ ؛ فأخبر أنه صرف عنه السوء والفحشاء، وهذا يدل على أنه لم يصدر منه سوء ولا فحشاء، وأما قوله‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ‏}‏ ؛ فالهمّ‏:‏ اسم جنس تحته نوعان؛ كما قال الإمام أحمد‏:‏ الهمّ نوعان‏:‏ همُّ خطرات، وهمُّ إصرار، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أن العبد إذا همَّ بسيئة؛ لم تكتب عليه، وإذا تركها؛ كتبت له حسنة، وإن عملها؛ كتبت له سيئة واحدة‏)‏ ، وإن تركها من غير أن يتركها لله؛ لم تكتب له حسنة ولا تكتب عليه سيئة، ويوسف صلى الله عليه وسلم همَّ همًّا تركه لله، ولذلك صرف الله عنه السوء والفحشاء لإخلاصه، وذلك إنما يكون إذا قام المقتضي للذنب- وهو الهم- وعارضه الإخلاص الموجب لانصراف القلب عن الذنب لله؛ فيوسف عليه السلام لم يصدر منه إلا حسنة يثاب عليها؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ‏}‏ ‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏ إلى أن قال‏:‏ ‏"‏وبهذا يظهر جواب شبهة من يقول‏:‏ إن الله لا يبعث نبيا إلا من كان معصوما قبل النبوة‏!‏ كما يقول ذلك طائفة من الرافضة وغيرهم، وكذلك من قال‏:‏ إنه لا يبعث نبيا إلا من كان مؤمنا قبل النبوة‏!‏ فإن هؤلاء توهموا أن الذنوب تكون خفضا وإن تاب التائب منها، وهذا منشأ غلطهم؛ فمن ظن أن صاحب الذنوب مع التوبة النصوح يكون ناقصا؛ فهو غالط غلطا عظيما؛ فإن الذم والعقاب الذي يلحق أهل الذنوب لا يلحق التائب منها شيء أصلا، لكن؛ إن قدم التوبة؛ لم يلحقه شيء، وإن أخر التوبة؛ فقد يلحقه ما بين الذنوب والتوبة من الذم والعقاب ما يناسب حاله‏.‏ والأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه كانوا لا يؤخرون التوبة، بل يسارعون إليها ويسابقون إليها، لا يؤخرون ولا يصرون على الذنب، بل هم معصومون من ذلك، ومن أخر ذلك زمنا قليلا؛ كفر الله ذلك بما يبتليه به؛ كما فعل بذي النون صلى الله عليه وسلم، هذا على المشهور أن إلقاءه كان بعد النبوة، وأما من قال‏:‏ إن إلقاءه كان قبل النبوة؛ فلا يحتاج إلى هذا‏.‏ والتائب من الكفر والذنوب قد يكون أفضل ممن لم يقع في الكفر والذنوب، وإذا كان قد يكون أفضل؛ فالأفضل أحق بالنبوة ممن ليس قبله في الفضيلة‏.‏
                      وقد أخبر الله عن إخوة يوسف بما أخبر من ذنوبهم، وهم الأسباط الذين نبأهم الله تعالى‏.‏
                      وقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي‏}‏ ؛ فآمن لوط لإبراهيم عليه السلام، ثم أرسله الله تعالى إلى قوم لوط‏.‏ وقد قال الله تعالى في قصة شعيب‏:‏ ‏{‏قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ‏}‏ ‏.‏
                      وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا‏}‏ الآية‏.‏ وإذا عرف أن الاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية، وهذا الكمال إنما يحصل بالتوبة والاستغفار، ولا بد لكل عبد من التوبة، وهي واجبة على الأولين والآخرين؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا‏}‏ ‏.‏ وقد أخبرنا الله سبحانه بتوبة آدم ونوح ومَن بعدهما إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏
                      وآخر ما نزل عليه- أو‏:‏ من آخر ما نزل عليه- قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا‏}‏ ‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏ ثم ذكر نصوصا كثيرة في استغفار النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال‏:‏ ‏"‏ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة متظاهرة، والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين كثيرة‏.‏
                      ولكن المنازعون يتأولون هذه النصوص من جنس تأويلات الجهمية والباطنية؛ كما فعل ذلك من فعله في هذا الباب، وتأويلاتهم تبين لمن تدبرها أنها فاسدة، من باب تحريف الكلم عن مواضعه؛ كتأويلهم قول‏:‏ ‏{‏لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ‏}‏ ؛ المتقدم ذنب آدم، والمتأخر ذنب أمته، وهذا معلوم البطلان‏"‏‏.‏ وقال أيضا‏:‏ ‏"‏والجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم؛ يقولون‏:‏ إنهم معصومون من الإقرار عليها، وحينئذ؛ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم؛ فإن الأعمال بالخواتيم، وقول المخالف يلزم عليه كون النبي لا يتوب إلى الله‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏انتهى المقصود‏.‏ ويمكن تلخيص هذا الموضوع فيما يلي‏:‏
                      عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منها ما هو مجمع عليه بداية ونهاية، ومنها ما هو مختلف فيه بداية لا نهاية‏.‏‏.‏‏.‏ وبيان ذلك‏:‏ 1‏.‏ أجمعوا على عصمتهم فيما يخبرون عن الله تعالى وفي تبليغ رسالاته؛ لأن هذه العصمة هي التي يحصل بها مقصود الرسالة والنبوة‏.‏
                      2‏.‏ واختلفوا في عصمتهم من المعاصي‏:‏
                      فقال بعضهم بعصمتهم منها مطلقا كبائرها وصغائرها؛ لأن منصب النبوة يجل عن مواقعتها ومخالفة الله تعالى عمدا، ولأننا أمرنا بالتأسي بهم، وذلك لا يجوز مع وقوع المعصية في أفعالهم؛ لأن الأمر بالاقتداء بهم يلزم منه أن تكون أفعالهم كلها طاعة، وتأولوا الآيات والأحاديث الواردة بإثبات شيء من ذلك‏.وقال الجمهور بجواز وقوع الصغائر منهم بدليل ما ورد في القرآن والأخبار، لكنهم لا يصرون عليها، فيتوبون منها ويرجعون عنها؛ كما مر تفصيله، فيكونون معصومين من الإصرار عليها، ويكون الاقتداء بهم في التوبة منها‏.‏

                      تعليق


                      • #12
                        جزاكم الله خيرا على هذا الجهد في بيان هذه المسألة فإنها صارت عكازا لكثير ممن أراد الطعن في العلامة الحجوري وقد زادوا فيها وأنقصوا وحرفوا وبدلوا وكم نشروها عندنا في تنزانيا حتى بيناها بكتاب ( أسميناه التاج المكلل في الدفاع عن العلامة الحجوري المبجل) وبيناها بيانا واضحا ونقلنا كلام للعثيمين واللجنة الدائمة وغيرهم بتعابير تؤدي معنى ما قاله الشيخ يحي ونصوص للعلماء على أن قصة الأعمى من الأمور الأجتهادية ولكنهم لم يقفوا ومازالوا على ذلك ( المثل عنزة وإن طارت) ويحسن أن يقال لهم ما قاله الإمام الشوكاني في الزمخشري حين طعن في الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو على حديث روي عنه وهو ضعيف، لما له من المناسبة في طعن كشك بهذا العالم بالباطل والجهل وكان يسعه أن لايدخل في ما لا يحسنه، وليس هو أهلا أن يدخل فيه ولكن هكذا من يسعى للشهرة وحب الظهور.
                        قال الإمام الشوكاني: وأما الطعن على صاحب رسول الله وحافظ سنته وعابد الصحابة عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فإلى أين يا محمود أتدري ما صنعت وفي أي واد وقعت ، وعلى أي جنب سقطت.

                        ومن أنت حتى تصعد إلى هذا المكان وتتناول نجوم السماء بيديك القصيرة ورجلك العرجاء أما كان لك في مكسري طلبتك من أهل النحو واللغة ما يردك عن الدخول فيما لا تعرف والتكلم بما لا تدري فيا لله العجب ما يفعل القصور في علم الرواية والبعد عن معرفتها إلى أبعد مكان من الفضيحة لمن لم يعرف قدر نفسه ولا أوقفها حيث أوقفها الله سبحانه.اهـ
                        فمما ذكرته في ذلك الكتاب:

                        وقد اتفقت الأمة على أن الأنبياء معصومون في تحمّل الرسالة، فلا ينسون شيئاً مما أوحاه الله إليهم إلاّشيئاً قد نُسخ، ﴿سَنُقْرِؤُكَ فلا تنسى *إلاَّ ما شاء الله﴾ [ الأعلى : 6-7 ]،وتكفل له بأن يجمعه في صدره : ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به *إنَّ علينا جمعه وَقُرْآنَهُ *فإذا قَرَأْنَاهُ فاتَّبع قُرْآنَهُ﴾ [ القيامة : 16-18], نقل الإجماع على هذا غير واحد من السلف. وانظر: مجموع الفتاوى (10/291) ، ولوامع الأنوار البهية : (2/304).


                        ومعصومون في التبليغ عن الخطأ، و لا يكتمون شيئاً ممّا أوحاه الله إليهم لقول الله تعالى : ﴿يا أيُّهاالرَّسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لَّم تفعل فما بلَّغت رسالته﴾ [ المائدة :67], وقوله: ﴿ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل *لأخذنا منه باليمين *ثمَّ لقطعنا منه الوتين﴾ [الحاقة: 44-46].


                        وعقيدة عامة علماء المسلمين على أن الأنبياء معصومون من الكبائر, فلا تقع منهم, ومعصومون من الصغائرالخسة.


                        وأما الصغائر التي ليس فيها خسة فهم غير معصومين منها, وأنهم قد يجتهدون ويخطئون في غير ما يمس الوحي,ولكن لا يقرون على الخطأ, فينزل الوحي بتعديلهم خلافا للرافضه، والإسماعيلية فإنهم يرون عصمة الأنبياء مطلقا, ولا عبرة برأيهم وصدق ابن حزم حيث قال: يستدلون علينا بقول الرافضة ما أولئك بمسلمين.اهـ


                        والعلامة الحجوري لم يتعدهذا, ولكن هكذا يفعل الهوى بأصحابه.


                        و الصغائر التي تقع من الأنبياء لا يجوز أن تتخذ سبيلاً للطعن فيهم، والإزراء بهم، فهي أمور صغيرةومعدودة غفرها الله لهم، وتجاوز عنها، وطهرهم منها.


                        ونحو هذا ذكر العلامة الفوزان في الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد الذي يفتري عليه «كشك» أنه تكلم بالعلامة الحجوري.


                        والأدلة في هذا الباب كثيرة منها قول الله سبحانه ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﭼ [طه: ١٢١] وقوله عن نوح ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [ هود : 47 ] وقال عن موسى ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ *قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [ القصص: 15-16 ] وقوله سبحان لنبينا محمد ﭽ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭼ [الفتح: ٢]وقوله:ﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ [غافر: ٥٥] وفي صحيح مسلم أن النبي كان يقول في سجوده «اللهم اغفرلي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره علانيته وسره».


                        وقول النبي ﷺ «واغفرلي خطئي وعمدي وكل ذلك عندي»أخرجه مسلم عن أبي موسى.


                        و من ذلك ما وقع لنبي الله داود في الحكم ، وتوفيق الله لابنه سليمان في تلك المسألة .


                        فعن أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «كانت امرأتان معهما ابناهما ، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما ، فقالت صاحبتها : إنّما ذهب بابنك ، وقالت الأخرى : إنّما ذهب بابنك، فتحاكمنا إلى داود ، فقضى به للكبرى ، فخرجتا على سليمان بن داود ، فأخبرتاه ،فقال : ائتوني بالسكين أشقّه بينهما ، فقالت الصغرى : لا تفعل يرحمك الله ، هوابنها ، فقضى به للصغرى».


                        ففي هذه الأدلة رد على الإسماعيلية والرافضة ورد على «كشك »و«كاتورة» وأمثالهما الطاعنين في العلماء بالجهل فمثل هذه الأدلة لا يستطيع أحد تأويلها حتى بين شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى : (10/313) أن تأويلها يصل إلى حد التحريف.


                        وقال ابن الحاجب في مختصر الأصول: مسألة: وخالف الروافض وخالف المعتزلة إلا في الصغائر، ومعتمدهم التقبيح العقلي والإجماع على عصمتهم بعد الرسالة من تعمد الكذب في الأحكام لدلالة المعجزة على الصدق وجوزه القاضي غلطاً وقال:دلت على الصدق اعتقاداً، وأما غيره من المعاصي فالإجماع على عصمتهم من الكبائروالصغائر الخسيسة والأكثر على جواز غيرهما.اهـ.


                        وقد بسطت الكلام على هذه المسألة ونقلت كلام العلماء في ذلك في كتابي «التعليق الثمين على لمعة الاعتقاد وشرحها للعلامة العثيمين».

                        نص كلام العلامة الحجوري وإيضاحه.


                        ذكره شيخنا الحجوري في إجابته عن سؤال من حضرموت قال حفظه الله: ...نعم إن النبي ﷺ كان يجتهد في بعض المسائل .


                        لكن! اجتهاد النبي ﷺ يكون توفيقاً ، فالسنة ! توقيفية وتوفيقية


                        إماعلى التوقيف على دليل يأمره الله بذلك .


                        إماعلى التوفيق يقره الوحي على ذلك .اهـ


                        فماندري ماهو وجه الخطأ في هذا والشيخ يقول أن الرسول يجتهد في بعض الأحوال فيوافقه الوحي على ذلك وهو مؤدى كلام العلماء، أم أن «كشك» يرى كل أفعاله صلى الله عليه وسلم وأقواله وأعماله الجِبِلّية وغيرها وحركاته وسكناته كل ذلك لا يكون إلا عن وحي من الله!!!!!. أم هو الحقد الدفين على علماء المسلمين أمثال هذا العالم المغوار الذي عم نفعه في أسقاع المعمورة شرقها وغربها شمالها وجنوبها لم يتمالكه حين وجد مثل هذا الكلام نسأل الله السلامة والعافية.


                        ثم قال العلامة الحجوري: دفع الله عنا وعنه كل سوء ومكروه: وما كان مخطئا في ذلك ينزل الوحي في أسرع وقت في بيان ذلك الغلط .


                        ومن ذلك ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُالْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى﴾ من وسائل الدعوة هذا ، أقبل النبي ﷺ على بعض أشراف قريش يعظهم ويطمع في إسلامهم عليه الصلاة والسلام ، وأتى ابن أم مكتوم أعمى ويسأل النبي ﷺ في بعض أمور دينه ، والنبي ﷺ كره هذا منه ، كره أن يتكلم وهو يتكلم مع أولئك الأشراف يدعوهم إلى الله وابن أم مكتوم يسأل في ذلك الوقت رضي الله عنه .


                        فبعد ذلك نزل التأديب من الله عز وجل للنبي ﷺ :


                        ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ كره ذلك وعبس وجهه من ابن مكتوم ، أنزل الله ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى* أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّايَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى * كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾


                        إنها تذكره عليك التذكره أنت ....اهـ


                        أماكونه عبر (بالخطأ) في غير الوحي في مثل هذه الأدلة التي اجتهد فيها ﷺ وعاتبه ربه على ذلك فإنه لم يتفرد به العلامة الحجوري فحسب بل عبر به غير واحد من أئمة الدين من المعاصرين وغيرهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية: و أما التصويب والتخطئة في ذلك فهو من كلام العلماء الحافظين من علماء المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة وتفصيل القول في ذلك يحتاج إلى بسط طويل لا تحتمله هذا الفتوى والله أعلم".اهـ


                        وقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني . اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي .


                        وفي رواية صحيح مسلم « اللهم اغفر لي خطئي و عمدي و هزلي ».


                        وقد وضح الرسول صلى الله عليه وسلم هذه القضية وجلاّها ، فقد روت أمُّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سمع خصومة بباب حجرته ، فخرج إليهم ، فقال : «إنّما أنا بشر ، وإنّه يأتيني الخصم ، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض ، فأحسب أنه صدق ، فأقضى له بذلك ، فمن قضيت له بحق مسلم ، فإنما هي قطعة من النار ، فليأخذها أو ليتركها».


                        وانظرماذكره ابن بطال عند شرح حديث أبي موسى المتقدم من صحيح البخاري.


                        وقال الذهبي في الرد على الرافضة: فأما ما تقوله الرافضة من أن النبي قبل النبوَّة وبعدها لا يقع منه خطأ ولا ذنب صغير ، وكذلك الاثنا عشرية ،فهذا مما انفردوا به عن الأمة كلها ، وقد كان عليه السلام بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة .اهـ المنتقى من منهاج الإعتدال - (1 / 83).


                        وقد بين شيخ الإسلام أن تأويل مثل هذه الأدلة مخالف للصحابة والتابعين ويصل إلى التحريف الذي ذم الله أهل الكتاب بسببه بقوله: ﭽﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭼ [النساء: ٤٦].


                        فقال رحمه الله: ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة متظاهرة، والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين كثيرة .


                        ولكن المنازعون يتأولون هذه النصوص من جنس تأويلات الجهمية والباطنية؛ كما فعل ذلك من فعله في هذا الباب، وتأويلاتهم تبين لمن تدبرها أنها فاسدة، من باب تحريف الكلم عن مواضعه؛ كتأويلهم قول : ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾؛ المتقدم ذنب آدم، والمتأخر ذنب أمته، وهذا معلوم البطلان.اهـ


                        وبهذا يتبين لك أن «الزعابي» ومقلدوه كــ«كشك» و«جابر كاتورة» قد خالفوا الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين في هذه المسألة بنص كلام شيخ الإسلام رحمه الله.


                        ومع ذلك فقد بين العلامة الحجوري في رده على «الزعابي» أن خطأ الأنبياء ليس كخطأ غيرهم من البشر كما قد يظنه بعض الجهله من أمثال «نور الدين كشك» فقال حفظه الله: يامسكين إن العلماء يقررون أن الأنبياء يجتهدون فيخطئون بل يجوز وقوع الصغائر منهم إلا ما فحش منها أو دل على دناءة ، فهم منـزهون عنه ويبينون منـزلة خطئهم وأنه يختلف عن أخطاء غيرهم من المجتهدين بأن الله يحوطهم بعنايته فيسددهم بالوحي بخلاف غيرهم وهل قررتُ خلاف هذا ؟اهـ


                        وقد نص الشيخ الراجحي على أن قصة الأعمى التي ذكرها العلامة الحجوري المذكورة في (عبس)ليست في باب التبليغ وإنما في باب الاجتهاد قال الراجحي: وكذلك معصومون ، عن الخطأ، فيما يُبَلغون، عن الله، لكن قد يقع منهم خلاف الأَوْلَى، وقد تكون صغائرفي حقهم قال -تعالى-: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى... الآية﴾. هذا وقع من النبي -صلى الله عليه وسلم.اهـ شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (1 / 42)


                        و قد ذكرنحو ما قاله العلامة الحجوري العلامة العثيمين وأنه قد يحصل منهم الخطأ عن اجتهاد ولكن يعدلهم الوحي ولا يصرون عليه.


                        قال العلامة العثيمين: الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام يتكلمون بوحي الله سبحانه وتعالى وهم معصومون من كل خطأ يخل بصدقهم وأمانتهم وهذا هو محل الثقة فيهم وأما ما نتج عن اجتهادٍ منهم فإنهم قد يخطئون فيه فإن نوحاً عليه الصلاة والسلام سأل ربه أن ينجي ابنه فقال الله له إنه ليس من أهلك إنه عملٌ غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علمإني أعظك أن تكون من الجاهلين ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حرم ما أحل الله له اجتهاداً منه فقال الله له ﴿يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفورٌ رحيم* قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم﴾، وعفا عن قومٍ استأذنوه في الجهاد فقال الله له: ﴿عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين﴾ لكنهم معصومون من الإقرار على الخطأ يعني لو حصل منهم خطأ في اجتهادٍ اجتهدوه فإن الله تعالى لا بد أن يعصمهم من الاستمرار فيه بخلاف غيرهم فإنهم لا يعصمون من ذلك. فتاوى نور على الدرب - (3 / 389).


                        وقال الشحوذ: وإذا اجتهدالنبي صلى الله عليه وسلم في حكم فإن كان صواباً أقر عليه ، وإن كان خطأ لم يقرعليه ونزل الوحي مبيناً ذلك ، والأمثلة على ذلك كثيرة منها اجتهاده صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر وأخذه الفداء منهم ، فنزل قوله تعالى: ﴿ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض﴾ [الأنفال: 67]. ونحو اجتهاده صلى الله عليه وسلم في إذنه للمنافقين في التخلف عن عزوة تبوك ، فنزل قوله تعالى: ﴿عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين﴾ . المفصل في الرد على شبهات أعداءالإسلام - (10 / 437) فأين الفرق بين هذا التعبير وتعبير العلامة الحجوري.


                        فـ«كشك» و«جابر كاتورة» وأمثالهما ممن شنوا الحملة الشرسة على العلامة الحجوري بين أمرين التوبة مما فعلوه وإعلان ذلك وإصلاح ما أفسدوا أو يفعلوا بالعثيمين و«الشحوذ» مثل ما فعلوا بالحجوري أو يظهر بعدهذا أنه الحقد الدفين الذي حملهم على مثل هذا والله المستعان([1]).


                        فأقول أيها المسكين ليس التعبير «بالخطأ» أشد من التعبير بجواز المعاصي على الأنبياء من الصغائر غير الخسة.


                        فقد قال شيخ الإسلام: وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرارعلى الصغائر ولا يقرون عليها ولا يقولون إنها لا تقع بحال.

                        وأول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك الرافضة....اهـ مجموع فتاوى( 4/319) .

                        وبعدهذا فقد نص شيخ الإسلام على أن من فسق أو كفر من قال بهذا القول في الأنبياء أنه يعزر إذا لم يتب فما أحوج «كشك» لما حكم به شيخ الإسلام.


                        قال شيخ الإسلام: وكذلك المفسق بمثل هذا القول يجب أن يعزر بعد إقامة الحجة عليه فإن هذا تفسيق لجمهور أئمة الإسلام([2]).اهـ


                        فكيف إذا كان «كشك» في زمن شيخ الإسلام وهو يكذب أمام الملأ على مثل هؤلاء العلماء ولقصد سيء وهو التشويه بهم والصد عنهم.


                        وقدأحسن من قال:

                        أبدأ بنفسك فانهها عن غيها

                        فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

                        فهناك تُسمع إن وعَظت و يقتدى

                        بالقول منك، و يقبل التعليم



                        أم أن «كشك» قد خالف المسلمين في عقيدتهم المتقدم ذكرها في هذه المسألة، وسلك طريق الروافض والإسماعيلية الذين هم أكفر من اليهود والنصارى عند أهل العلم أم أنه جاهل بعقيدة أهل السنة متطاول على جهابذة أهل العلم والحديث ولا أظنه إلا الجهل .

                        فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة

                        وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم



                        قال شيخ الإسلام: وأول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك الرافضة...ثم الإسماعيلية الذين كانوا ملوك القاهرة وكانوا يزعمون أنهم خلفاء علويون فاطميون وهم عند اهل العلم من ذرية عبيد الله القداح كانوا هم وأتباعهم يقولون بمثل هذه العصمة لائمتهم ونحوهم مع كونهم كما قال فيهم أبو حامد الغزالي في كتابه الذي صنفه في الرد عليهم قال ظاهرمذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض.

                        ......فمن كفر القائلين بتجويز الصغائر عليهم كان مضاهيا لهؤلاء الإسماعيلية والنصيرية والرافضة والإثنى عشرية؛ ليس هو قول أحد من أصحاب أبي حنيفة ولا مالك ولا الشافعي ولا المتكلمين المنتسبين إلى السنة المشهورين كأصحاب أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب وأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري وأبي عبد الله محمد بن كرام وغير هؤلاء ولا أئمة التفسير ولا الحديث ولا التصوف ليس التكفير بهذه المسألةقول هؤلاء.


                        فالمكفر بمثل ذلك يستتاب فإن تاب وإلا عوقب على ذلك عقوبة تردعه وأمثاله عن مثل هذا إلا أن يظهر منه ما يقتضى كفره وزندقته فيكون حكمه حكم أمثاله.اهـ


                        فأنصح «كشك» أن يتوب إلى الله من هذا التهور ويعلن ذلك للناس كما شهره قال الله: ﭽﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢﭼ.


                        وأن يترك الشحاذة من تاجر إلى آخر ومن باب مكتب إلى باب مكتب بالكذب والمبالغة وأن يقبل على طلب العلم ودراسة كتب السلف وأن يدع التطاول على العلماء.


                        وقدأحسن من قال:

                        دخيل في الكتابة يدعيها

                        كدعوى آل حرب في زياد

                        فدع عنك الكتابة لست منها

                        ولو لطخت وجهك بالمداد



                        شوهتم بالدعات إلى الله والعلماء بأعمالكم هذه وعليك أن تستعف فالرسول يقول: ومن يستعف يعفه الله.


                        وله كلام مسجل عبر اتصال هاتفي يقول عن العلامة الحجوري أنه يسب النبيﷺ !!!!.


                        وهذا من جهله يظن أن هذا سب وقد أجمع العلماءعلى أن من قال بجواز وقوع الخطأ على الأنبياء أو وقوع الصغائر دون الخسة على ماتقدم بيانه أنه ليس من باب السب هذا إن أحسنا بـ «كشك» الظن وإلا فهو من الكذب الذي اعتبره الإمام الوادعي من أركان الحزبية حمله عليه الحقد الدفين الذي قد كتمه دهرا ولكن قد أحسن زهير حيث قال :

                        ومهما تكن عند امرئ من خليقة

                        وإن خالها تخفى على الناس تعلم



                        وقد قال شيخ الإسلام: ولا هذا من مسائل السب المتنازع في استتابة قائله بلا نزاع كما صرح بذلك القاضي عياض وأمثاله مع مبالغتهم في القول بالعصمة وفي عقوبة الساب ومع هذا فهم متفقون على أن القول بمثل ذلك ليس هو من مسائل السب والعقوبة فضلا أن يكون قائل ذلك كافرا أو فاسقا.اهـ


                        ولكن صد ق النبي ﷺ حيث قال: كما في حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة» قيل: وما الرويبضة؟ قال: «السفيه يتكلم في أمر العامة».


                        وفي مستدرك الحاكم قيل : يا رسول الله و ما الرويبضة ؟ قال : «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ».


                        وفي البخاري عن أبي هريرة قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ قال: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة» قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».


                        وإليك أخي القارئ الكريم بعض ما قالة كبار علماء المسلمين وهو أشد من التعبير بالخطأ .


                        قال العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى في كتابه أضواء البيان (4/ 583-584) في تفسيره: قوله تعالى في هذه الآية: ( وعصى آدم ) يدل على أن معنى غوى ضل عن طريق الصواب كما ذكرنا، وقد قدمنا أن هذه الآية الكريمة وأمثالها في القرآن هي حجة من قال


                        بأن الأنبياء غير معصومين من الصغائر. وعصمة الأنبياء صلوات الله وسلامهم عليهم مبحث أصولي لعلماء الأصول فيه كلام كثير واختلاف معروف.


                        فعلى مذهب سفهاء الأحلام وحدثاء الأسنان من أمثال كشك أن الإمام الشنقيطي يطعن بنبي الله آدم أنه ظال حاشاه عما يقول الجاهلون.


                        وقال القاضي عياض في أيات (عبس) وأن الصواب والأولى لو كشف لك حال الرجلين .اهـ فهذا بمعنى كلام العلامة الحجوري أن النبي ﷺ أخطأ في قصة الأعمى .


                        فالصواب ضد الخطأ فمعناه أن النبي ﷺ قد جانب الصواب ووقع في الخطأ .


                        والعلامة الحجوري أثبت له ﷺ الاجتهاد وأن ربه يؤدبه بالوحي الذي هو شرف للنبي ﷺ.


                        وأيضاً في كلام القاضي على مذهب كشك تجهيل للنبي ﷺ بقوله: "لو كشف لك حال الرجلين" برأ الله القاضي عياض وبرأ العلامة الحجوري من ذلك .


                        قال العلامة أحمد بن حجر آل بو طامي رحمه الله في كتابه ( العقائد السلفية بأدلتها النقلية والعقلية) فما ظهر منه - أي النبيﷺ- في بعض الأوقات النادرة خلافه عاتبه عليه وعرفه أن ذلك غير لائق فيكون ذلك من باب ترك الأولى.اهـ


                        وهذا على مذهب هؤلاء فيه طعن شديد في النبي ﷺ وإن قائله معذورا والعاقل يعرف الفرق بينه وبين قول العلامة الحجوري أن النبي ﷺ يجتهد أحياناً فيخطيء أو يؤدبه ربه بالوحي .

                        ولا شك أن قوله: يظهر منه بعض الأوقات خلاف أخلاقه وأن الله عرفه أن ذلك غير لائق وأنه خلاف الأولى" أشد مما قاله العلامة الحجوري.

                        وأماقول شيخنا العلامة الحجوري في أثناء السؤال أدبه ربه بالوحي كما تقدم بقوله سبحانه ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ [عبس: ١ ١٢].


                        فنقول هذه الكلمة ليس فيها طعن بالنبي ﷺ أصلاً وقد أورد السيوطي في الجامع حديث «أدبني ربي فأحسن تأديبي» ورمز له بالصحة وذكر عبد الرؤوف المناوي أن أبا الفضل بن ناصر صححه .


                        ونقل عن الزركشي أنه قال إن معنى الحديث صحيح ، لكنه لم يأت من طريق صحيح .


                        فأنت ترى هذا الحديث قد صححه جمع من العلماء فهو صريح بالدلالة على ما قاله العلامةالحجوري لاسيما ولم يطعن في لفظه أحد بل صححوا معناه كما تقدم نقله عن الزركشي.


                        وإن كان الراجح القول بتضعيفه كما جزم به العلامة الألباني لكن من جهة الإسناد لا المتن ومعلوم عند أهل الحديث أن الطعن في الحديث إما أن يكون من جهة الإسناد أو المتن أو الإسناد والمتن، لهذا قد يكون إسناد الحديث صحيحا ولكن لفظه منكر وقد يكون إسناد الحديث ضعيفا ومعناه صحيحا.


                        ومع هذا كله فقد تراجع العلامة الحجوري عن مثل هذا التعبير قبل أشهر مديدة وسنين عديده لمّا استغله بعض السفهاء وجعلوا يزيدون فيه وينقصون، فقطع دابرهم ونعم ما فعل وفقنا الله وإياه ولكن لم يزل أعداء السنه من أمثال «كشك» يفترون ويأفكون عليه والله المستعان وهك نص كلامه:


                        قال شيخنا يحيى الحجوري: فهذا الكلام ليس فيه تنقص له ﷺ بأبي هو وأمي، بل هو مدح للرسول ولشريعته العظيمة، فتقييد الأدب بالوحي مع سياق الكلام الذي فيه بيان أنواع سنته، كل ذلك يدل على تعظيمي لهذا النبي العظيم ولشريعته المطهرة، وليس فيه تنقص عند العقلاء المنصفين .


                        ومعذلك لما حَمَلَ كلامي بعض الناس على المحمل السيء الذي لا يحتمله كلامي ويرفضه السياق الذي حف هذه الكلمة وأمثالها، قلت حينذاك: "أنا أرجع عن هذا الأسلوب وأستغفر الله منه قطعاً لدابر الفتنة التي يتقصدها بعض الناس، ولكن فتنتهم لم تنقطع لمآرب يعلمها الله ويدركها البصراء، ومنها هذا المقال الذي أناقشه الآن. فأجدني مضطراً لتوضيح الحقيقة التي دان بها السلف الأخيار ضد مذاهب أهل البدع الأشرار.اهـالمراد.


                        وقال حفظه الله: ويا للهول ويا للكوارث على الأمة من أمثال هذا الزعابي الرهيب وفقهه وأحكامه .


                        أيها الرجل كل ما نقلته عن العلماء في مقالك هو افتراء على العلماء ..... وكلامي لا يعد عند أحد منهم سباً ولا طعناً في عدالة الرسول ﷺ وأمانته ﷺ ..الخ


                        والله يعلم محبتي وتعظيمي وإجلالي لهذا الرسول وشرعه العظيم وإني لأبرأ إلى الله مما أتهمني به هذا الجهول الظلوم وأعوذ بالله من فقهه وأحكامه .


                        وأطلب من علماء السنة النظر في كلامي وكلام هذا الرجل ومن يؤيده وأحكامهم ثم الصدع بالحق حماية للسنة وأهلها من غمط السفهاء وجورهم وأحثهم على المبادرة بذلك وفق الله علماء السنة لحماية السنة وحماية أنفسهم من توثب الجهلة والسفهاء على أشخاصهم وعلى عقيدتهم وعلى مناهجهم.


                        وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.اهـ


                        فكيف يستجيز كشك وأمثاله من أصحاب الجمعيات والحزبيات ذكر مثل هذا الكلام وهو قد تراجع عنه بهذا الوضوح وقد قال الإمام ابن القيم في شفاء العليل عند حديث وحاج آدم موسى: الثاني: أن موسى أعرف بالله سبحانه وبأمره ودينه من أن يلوم على ذنب قد أخبره سبحانه أنه قدتاب على فاعله واجتباه بعده وهداه فإن هذا لا يجوز لآحاد المؤمنين أن يفعله فضلاعن كليم الرحمن.اهـ وذكرنحوه أيضا شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى.



                        ([1]) وقد بين العلامة العثيمين أيضا أنهم معصومون عن الخطأ بالوحي دون غيره وهذا عين ما قاله العلامة الحجوري قال العلامة العثيمين:أما الرسل عليهم الصلاة والسلام فهم معصومون من الخطأ في الحكم الذي يبلغونه عن الله، لقول الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9]. وغير معصومين عن بعض الذنوب إلا أنهم يتوبون منها، فتقع مغفورة لهم ولا يلحقهم مثلبة بها، هذا أصح ما قيل في حق الرسل عليهم الصلاةوالسلام.اهـ جلسات وفتاوى - (7 / 41)

                        ([2])ونقول إن إنكار كشك هذا على العلامة الحجوري إنكار على عامة علماء المسلمين وتشويها بهم وطعن فيهم وافتراء عليهم أنهم يسبون النبي ﷺ كما قاله في العلامة الحجوري في اتصال هاتفي مسجل موجود عندي ويلزم منه تكفير الحجوري وعامة العلماءالقائلين بهذا القول لأن ساب النبي ﷺ كافر عند العلماء إذا انتفت الموانع على تفصيل ذكره شيخ الإسلام في الصارم المسلول وهكذا يفعل الجهل بأصحابه والله المستعان.
                        ومايفعل الأعداء في جاهلٍ . . . ما يفعل الجاهل في نفسه


                        التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 12-07-2012, 04:27 AM.

                        تعليق


                        • #13
                          بارك الله فيك أخانا أبا محمد عبد الكريم الحسني
                          جهد طيب وكلام متين وفقك الله وسددك

                          القوم فرغ فرغ فرغ فرغ
                          يتكلمون بلسان واحد في جميع أصقاع العالم
                          لسان الجهل والحقد والحسد والتعصب والتقليد
                          هذا هو كيسهم الذي يخرجون منه سفههم

                          تعليق


                          • #14
                            يرفع
                            يرفع
                            يرفع

                            تعليق


                            • #15
                              بارك الله فيك يرفع رفع الله قدركم يا أهل السنة
                              والغريب أن كلام المتعصبة عنزة ولو طارت صار يردده حتى ممن يظنون أنهم علماء كأمثال البخاري وهلم جرا وقد أغضبني أحدهم ثم والله ضحكت لتلك التصرفات التي لا تصدر ممن يدعي السلفية قال لما أنكرت عليه اتخاذ فركوس مرجع في الجزائر وكون الشيخ يحي حفظه الله قال لا يصلح للفتوى ولا للدعوة أو كما قال قال هذا المتعصب لقد طعن الحجوري في الصحابة هذا كلامه فركوس صار شيخا والشيخ يحي حفظه الله ما يعرف عنه شيء الا ما تقيأه فركوس والبخاري ووووحينها صار يعرف الشيخ يحي فلما ألزمته قلت له أين طعن الشيخ يحي في الصحابة ولنلقي نظرة ثم حينها نحكم فقال هكذا انا اتبع العلماء هم الذين ذكروا هذا وأغلق جميع الأبواب بمفتاح التعصب وألقاه في مخزن التعصب الذميم ولا التفاتة خلاص ؟وأخر زعم انه يبحث في طعن عبيد في الصحابي الجليل بالصوت ؟؟؟؟؟ ولما وجده تبجح وقال هذا كلام قديم سبحان الله انه التعصب والله مافهموا ولم يفهموا وهذه الأخيرة ان لم يتركوا باطلهم وتعصبهم لن يفهموا لكنهم عظموا الرجال على الحق وآثروا باطلهم على الحق وسينكشفون وهم مغرورون وغرتهم كثرتهم التي لم تغن عنهم من الله شيئا
                              التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسحاق حبيب البيضي; الساعة 24-07-2012, 03:11 AM.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X