الفتنة وموقف المسلم منها

[أبو عبد الرحمن عبدالله العماد]

الفتنة
وموقف المسلم منها

تعريف الفتن لغة واصطلحا :

الفتن في اللغة : جمع فتنة وجماع معنا الفتنة الابتلاء والامتحان والاختبار وأصلها مأخوذ من قولك فتنتُ الفضةَ والذهب إذا أذبتهما بالنار لتميِّزَ الرديء من الجيد
الفتنة في الأصطلاح:تكررت كلمة الفتنة في القرآن الكريم في قرابة سبعين موضعاً وكلها تدور حول المعاني السابقة.
قال الراغب : أصل الفتن إدخال الذهب النار لتظهر جودته من رداءته
1- واستمعل في إدخال الإنسان النار . قال تعالى: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ . ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ [الذاريات :13-14] أي: عذابكم
2- وتارة يسمون ما يحصل عنه العذاب فيستعمل فيه نحو قوله تعالى : أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ ... التوبة49
3- وتارة في الاختبار نحو : قوله تعالى : وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً .... طه 40
4- وجعلت الفتنة كالبلاء في انهما يستعملان فيما يدفع اليه الأنسان من شدة ورخاء وهما في الشدة أظهر معنى وأكثر استعمال وقد قال فيهما ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ... الأنبياء 35
فتلخص من هذا :أن الفتنة هنا هي الأمور والشدئد التي يجريها الله على عباده على وجه الحكمة ابتلاءً وامتحاناً وتكون عادة عامة ، وقد تكون خاصة ثم يرفعها الله بفضلها ويبقى أثرها خيرا لأهل الخير والإيمان وشراً لغيرهم .
والله اعلم

لفضيلة الشيخ محمد بن عبدالوهاب العقيل
المدرس بالجامعة الاسلامية

[أبو عبد الرحمن عبدالله العماد]

تابع

أنواع الفتن
إن المتدبر لنصوص الكتاب والسنة يجد أمر الفتن قد تكرر كثيرا بأساليب متنوعة :
فمرة يحذر منها .
ومرة يبين طريق السلامة منها .
ومرة يبين عاقبتها .
ومرة يبين مواقف الناس منها .
وهكذا..
مما يدل على خطورة أمر الفتن ، ووجوب الحذر منها ولوقوف منها عند وقوعها _ والعياذ بالله _ الموقف الشرعي الذي هدى الله اليه عباده .
والفتن _ نعوذ بالله منها _ أنواع كثيرة ، منها ما ظاهره خير ، ومنها ما ظاهره شر ، كما قال تعالى

وهذه الأنواع _ وان تعددت _ الا انها باعتبار من تقع عليه على نوعين :

النوع الأول : الفتن الخاصة .

النوع الثاني : الفتن العامة