بسم الله الرحمن الرحيم
من الأوهام التي يقع فيها بعضهم الخلط بين مسألة تكفير تارك الصلاة تهاونا ، و التي هي محل خلاف بين أهل العلم سلفا و خلفا ، وبين تكفير المجتمعات الإسلامية ، فجعل هؤلاء يقيسون هذه على تلك مطالبين إما بالتسوية بينهما في العذر و الحظ من الخلاف المعتبر ، أو بالإنكار عليهما معا و رميهما بعقيدة الخوارج .
وحسب تتبعي القصير فإن أول من أثار هذه الشبهة هو عدنان عرعور السوري ، وقد انبرى له الشيخ العلامة ربيع حفظه الله في كتابه " دفع بغي عدنان عن علماء السنة و الإيمان "
فقال : السؤال الحادي عشر
جزاكم الله خيرا .
السؤال الحادي عشر :
كذلك ما تعليقكم - بارك الله فيكم - على كلامه الآتي :
« لماذا يلام سيد قطب ولا يلام الإمام أحمد قبل هذه كلمة قلت : الإمام أحمد من أئمة الدين و، و، و، وأنا يريدون أن يعرفونني بالإمام أحمد ،قلت : لا يلام أي إمام في كل خطأ ، هو نفسه على رأسهم ، ما يلام ليه ؛ لأن اللوم يعني أنه عن غير علم أو عن غير إخلاص ، ثم على أسلوبي قلت : فكيف يلام سيد ولا يلام الإمام أحمد فكيف ، فأخذوا هذا وجعلوه من قولي ، مثل قالوا : إن الله يقول عن الأنبياء أنهم مجرمون : (( قل لا تسئلون عما أجرمنا )))(1) » .
الجـواب :
هذا كلام باطل جرى فيه عدنان على عادته من تخليص نفسه من الورطات، وتوجيه اللوم والاتهامات إلى من يبين أخطاءه ، فالذين نسبوا إليك الكلام في الإمام أحمد ، أخذوا كلامك بنصه لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا ، ولم ينسبوا إلى عدنان شيئاً لم يقله ، فهذه الاتهامات التي يوجهها لهم اتهامات باطلة ، قائمة على الظلم وقائمة على هذا المنهج الفاسد الذي يسير عليه عدنان ، فهو لا يعترف بخطئه أبداً ، لا يعترف على طريقة علماء السنة ، لا يجري على الفطرة في الاعتراف بأخطائه إن حصل بأندر من النادر اعتراف بالأخطاء الخفيفة ، أما الأخطاء الغليظة فلا يرجع عنها ، بل يصب اللوم والتشويه والطعون إلى من يُبين خطأه .
وإليكم نص كلامه الذي قاله في هذا الشريط ولم يسبق منه ثناء على الإمام أحمد على النحو الذي قاله ، ولم يقل كلمةً في الإمام أحمد بصفة خاصة من الثناء الذي يدعيه ، فاسمعوا كلامه الآن لتروا أنه هو الظالم الذي يفتري على الناس ويقولهم مالم يقولوا ، ويشبّه أقوالهم بأقوال الكفار في الأنبياء ، فيرفع من مكانة نفسه ويحط من الآخرين ، بـهذا الأسلوب السيئ .
واسمعوا كلامه الآن من شريط " أنواع الخلاف " المؤرخ بـ [30 ربيع الثاني 1418 ] من أعوام الهجرة :
« القاعدة الأخيرة في هذا الخلاف : لا لوم هناك لا إنكار ، لا لوم على أحد المجتهدين ، أقول : لا لوم يعني معناه ما في سوء خلق وسوء أدب ، مهما كانت الفتوى ؟ نعم ، مهما كانت الفتوى لماذا ؟ لأنك أقريت أن هذا عالم وعالم معتبر ، أقريت أنه عالم …… وعالم معتبر .
القاعدة السابعة والأخيرة : يجوز التخطئة ويحرم الطعن ، ولو كان في المسجد ، مادام شعار هذه المحاضرة محاضرة تربوية عن كل يوم يومين ثلاث يكتبون قاعدة من هذه القواعد ويتدربون عليها(2) ,هذه هي التربية فإذا اختلف
أو كتب كل فإذا اختلف الناس في المسجد طبعاً أنا أعرف مسجد كم ما يختلف، فإذا اختلفوا يشير إلى القاعدة خلاص يكفي هذا طيب ولو كانت في فتاوى عظيمة طيب ، هل هناك أعظم من فتوى التكفير يوجد أعظم من فتوى التكفير ؟ لا يوجد ومع ذلك لا نلوم الإمام أحمد في تكفيره لتارك الصلاة لماذ ؟ ؛ لأن المسلمين صار 90% منهم على مذهب أحمد كفار ، فلماذا يُلام سيد قطب –رحمه الله- إذا صدرت منه بعض العبارات العامة ونقول هذا يكفر المجتمعات مع التفصيل ، ولا أريد الخوض في هذا الموضوع ، كمثال ، ولا يلام الإمام أحمد وقد حَكَمَ على الشعوب كلها بالكفر ، وبالتالي فإن مصر وسوريا والشام وباكستان كلهم شعوب غير مسلمة ، وصارت المجتمعات مجتمعات دار حرب كلهم كفار إلا المصلين ، كم نسبة المصلين في أوطاننا والله ما يزيد 10،20% في بعض البلدان ، خاصة في بعض المدن الكبيرة التي يُحارب فيها الله ورسوله جهاراً نهاراً ، لا لوم ، لا حظوا كم كفر 80% من ا لمسلمين يعني كم مليون ؟ الصين نسبة المصلين فيها أظن إما 3% أو 4% نسبة المصلين في ألبانيا يا إخواننا أظن في تيرانا 500 وبقية المدن 500 يعني ألف ألفين ثلاثة آلاف من كل بلد ، يعني أظن واحد في العشرة آلاف …… إذا هذا مجتمع كافر كله ، ومع ذلك نقول : يجوز التخطئة ويحرم الطعن ، صار أنا عندي مثال حساس بس لا أريد اخلي المحاضرة ماشية بشيء من الهدوء والنظام ، مهما كانت فتوى العالم تقول له أخطأت » .
أقول : إن سياق هذا الكلام الذي يقرن فيه سيد قطب بإمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد –رحمه الله تبارك وتعالى– مقارنة باطلة ؛ لأن سيد قطب :
أولاً : من أهل البدع والضلالات الكبرى وليس من أهل السنة ، وهو قد قرر في قواعده : أن من شروط الخلاف المعتبر أن يكون صاحبه عالماً ، وأن تكون أصوله صحيحة ، وأن لا يكون من أهل البدع ، وسيد قطب ليس بعالم وأصوله فاسدة ، وهو ليس من أهل السنة أبداً من بدء حياته إلى أن مات ، في عقائده وفي منهجه وفي تصرفاته وفي إلى أخره ، فهل يليق أن يقرن هذ ا الجاهل الضال ، بإمام أئمة السنة ؟! .
ثانياً : سياقة هذا الكلام على النحو المندد بالإمام أحمد ، والمهول عليه ، هذا لا يصدر من إنسان يعرف مكانة هذا الإمام .
ثالثاً : هو قال في شريط آخر وهو كما أعتقد " قواعد الإنصاف أو قواعد معرفة الحق " إنه هذا للمرة المائة يذكر الإمام أحمد يعني يسوقه في هذه السياقات – والله أعلم – التي تحط من قدره سواء قصد ذلك عدنان أو لم يقصد هذا السياق الذي ساق فيه حكم أحمد على تارك الصلاة أنه كافر ساقه سياقاً ظالماً في غاية الظلم ، ويبرز الإمام أحمد في أخس الصور ؛ لأنه هول وقال : « هل هناك أعظم من التكفير هل هناك أعظم من التكفير » ، هذا تهويل على أحمد وإرجاف عليه وتهويل عليه لصرف الأنظار عن التكفير القائم على وجه الأرض من سيد قطب ومن أتباعه ، وتحويل أنظار الناس إلى الإمام أحمد بأنه أكبر مكفر لماذا ؟ ؛ لأنه يكفر 90% بالمائة ومرة 80% ، ومرة قال المجتمعات ، كلها ، هذا ، إرجاف على الإمام أحمد ، لا يقبل من عدنان أي عذر خاصة وهو يعتذر بمثل ما سمعتموه من التمويه والتلبيس ، هذا الكلام يجب أن يبكي منه عدنان ، وأن يُعلن خطأه، وانحرافه وجنايته على الإمام أحمد ، أنت تقول : أن أحمد يكفر المجتمعات كلها ويعتبر بلدان المسلمين دار كفر ، مصر باكستان البلد الفلاني ، البلد الفلاني،كلها دار حرب عندك ، هذا قول الإمام أحمد في تكفير تارك الصلاة ؟!
أحمد حكم على أفراد يخلون ويهدمون ركناً من أركان الإسلام العظيمة ، كأفراد فقط، تركت سيد قطب وهونت من تكفيره الصريح للمجتمعات الإسلامية ، وحولت جريمته إلى هذا الإمام العظيم الذي يحارب التكفير ، جريمة التكفير التي يتعمدها سيد قطب ويشحن بـها كتبه ، حولتها إلى الإمام أحمد ، سيد قطب هو الذي يكفر المجتمعات ، وليس عنده عبارات عامة ، عنده نصوص واضحة كالشمس في تكفير المجتمعات الإسلامية شعوباً وحكاماً ، وقد شحن كتبه بـهذا " الظلال " و " العدالة " و " معالم في الطريق " ، هذا فرق كبير جداً جداً جداً ، لا يجوز المقارنة بين إمام يحارب التكفير ، ويحارب الخوارج ، ويحارب البدع ، ويُكفر تارك الصلاة مشاركاً لغيره من أئمة الإسلام من الصحابة وغيرهم ، تخصه من بين العلماء السابقين واللاحقين والموجودين الذين يكفرون تارك الصلاة ، وتركز على الإمام أحمد لماذا ؟ لماذا ؟ ، ما السر في التركيز على الإمام أحمد ، ثم إنك في هذا السياق ، أعطيت سيد قطب منـزلة عظيمة لايستحقها ، وتجعل – والله أعلم – ضلالاته كلها من الخلافات المعتبرة ، من الخلاف المعتبر تجعل طعنه في الصحابة والقول بالحلول ووحدة الوجود ووإلى آخره ، وكثيراً ما تقول إنها أخطاء ، وما تقول إنها بدع وضلالات وكفريات إلا إذا ضُويقت تقولها كذباً وتخلصاً ، أما الذي تدندن حوله فإنه ما عنده إلا أخطاء، وأحياناً ترجع عن الأخطاء وتقول أنه عاد إلى منهج السلف ، وتفتري ذلك وتتكلفه وتتصنعه وتفعل وتفعل وتفعل إجلالاً لسيد قطب ، وتعظيماً له وتنويهاً بشأنه بدل أن تذكر فضائل الإمام أحمد ومنـزلته وتشيد بـها وتدعو الشباب إلى أن يجعلوا منه أسوة ، وقدوة حسنة ، تأتي بمثل هذه الأشياء في سياق التكفير والتضليل ، هذه والله جناية على الإمام أحمد ، وما يسمعها مسلم صادق إلا ويقشعر جلده ويستنكر هذا الكلام ويستقبحه ويستقذره إلا من مرض قلبه من أمثالك فإنه قد يهون عليه هذا التشويه للإمام أحمد ، ولكن ويضره أن يمس سيد قطب من قريب أو بعيد .
وأخيراً ؛ ورد في عبارة عدنان كلام يتهرب به من مسؤوليته في تهويله على الإمام أحمد قوله : « ثم على أسلوبي قلت : فكيف يلام سيد ولا يلام أحمد فكيف ، فأخذوا هذا وجعلوه من قولي ، مثل قالوا إن الله يقول عن الأنبياء
أنهم مجرمون (( قل لا تسئلون عما أجرمنا ))(3) .
ماهو أسلوبك الذي تميزت به عن علماء الأمة وطلاب العلم ، وهل يجوز لك هذا الأسلوب الغريب ، أسلوب إيش ؟ أسلوب الحداثيين هذا ؟ ، أسلوب الرمزيين من الفرق الضالة ، أي أسلوب هذا ؟ لماذا ما تتكلم بالكلام الواضح البين ، أتجعل من أسلوبك هذا الملتوي مبرراً لك بأن تقول الباطل ثم تبحث لك من مخارج وتقول أسلوبي .
@ @ @
____________________
([1]) سبأ : 25 .
([2]) أتربي الشباب على قواعدك الباطلة ، إن هذا لهو السعي في الأرض بالفتن والفساد .
([3]) سبأ : 25
من الأوهام التي يقع فيها بعضهم الخلط بين مسألة تكفير تارك الصلاة تهاونا ، و التي هي محل خلاف بين أهل العلم سلفا و خلفا ، وبين تكفير المجتمعات الإسلامية ، فجعل هؤلاء يقيسون هذه على تلك مطالبين إما بالتسوية بينهما في العذر و الحظ من الخلاف المعتبر ، أو بالإنكار عليهما معا و رميهما بعقيدة الخوارج .
وحسب تتبعي القصير فإن أول من أثار هذه الشبهة هو عدنان عرعور السوري ، وقد انبرى له الشيخ العلامة ربيع حفظه الله في كتابه " دفع بغي عدنان عن علماء السنة و الإيمان "
فقال : السؤال الحادي عشر
جزاكم الله خيرا .
السؤال الحادي عشر :
كذلك ما تعليقكم - بارك الله فيكم - على كلامه الآتي :
« لماذا يلام سيد قطب ولا يلام الإمام أحمد قبل هذه كلمة قلت : الإمام أحمد من أئمة الدين و، و، و، وأنا يريدون أن يعرفونني بالإمام أحمد ،قلت : لا يلام أي إمام في كل خطأ ، هو نفسه على رأسهم ، ما يلام ليه ؛ لأن اللوم يعني أنه عن غير علم أو عن غير إخلاص ، ثم على أسلوبي قلت : فكيف يلام سيد ولا يلام الإمام أحمد فكيف ، فأخذوا هذا وجعلوه من قولي ، مثل قالوا : إن الله يقول عن الأنبياء أنهم مجرمون : (( قل لا تسئلون عما أجرمنا )))(1) » .
الجـواب :
هذا كلام باطل جرى فيه عدنان على عادته من تخليص نفسه من الورطات، وتوجيه اللوم والاتهامات إلى من يبين أخطاءه ، فالذين نسبوا إليك الكلام في الإمام أحمد ، أخذوا كلامك بنصه لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا ، ولم ينسبوا إلى عدنان شيئاً لم يقله ، فهذه الاتهامات التي يوجهها لهم اتهامات باطلة ، قائمة على الظلم وقائمة على هذا المنهج الفاسد الذي يسير عليه عدنان ، فهو لا يعترف بخطئه أبداً ، لا يعترف على طريقة علماء السنة ، لا يجري على الفطرة في الاعتراف بأخطائه إن حصل بأندر من النادر اعتراف بالأخطاء الخفيفة ، أما الأخطاء الغليظة فلا يرجع عنها ، بل يصب اللوم والتشويه والطعون إلى من يُبين خطأه .
وإليكم نص كلامه الذي قاله في هذا الشريط ولم يسبق منه ثناء على الإمام أحمد على النحو الذي قاله ، ولم يقل كلمةً في الإمام أحمد بصفة خاصة من الثناء الذي يدعيه ، فاسمعوا كلامه الآن لتروا أنه هو الظالم الذي يفتري على الناس ويقولهم مالم يقولوا ، ويشبّه أقوالهم بأقوال الكفار في الأنبياء ، فيرفع من مكانة نفسه ويحط من الآخرين ، بـهذا الأسلوب السيئ .
واسمعوا كلامه الآن من شريط " أنواع الخلاف " المؤرخ بـ [30 ربيع الثاني 1418 ] من أعوام الهجرة :
« القاعدة الأخيرة في هذا الخلاف : لا لوم هناك لا إنكار ، لا لوم على أحد المجتهدين ، أقول : لا لوم يعني معناه ما في سوء خلق وسوء أدب ، مهما كانت الفتوى ؟ نعم ، مهما كانت الفتوى لماذا ؟ لأنك أقريت أن هذا عالم وعالم معتبر ، أقريت أنه عالم …… وعالم معتبر .
القاعدة السابعة والأخيرة : يجوز التخطئة ويحرم الطعن ، ولو كان في المسجد ، مادام شعار هذه المحاضرة محاضرة تربوية عن كل يوم يومين ثلاث يكتبون قاعدة من هذه القواعد ويتدربون عليها(2) ,هذه هي التربية فإذا اختلف
أو كتب كل فإذا اختلف الناس في المسجد طبعاً أنا أعرف مسجد كم ما يختلف، فإذا اختلفوا يشير إلى القاعدة خلاص يكفي هذا طيب ولو كانت في فتاوى عظيمة طيب ، هل هناك أعظم من فتوى التكفير يوجد أعظم من فتوى التكفير ؟ لا يوجد ومع ذلك لا نلوم الإمام أحمد في تكفيره لتارك الصلاة لماذ ؟ ؛ لأن المسلمين صار 90% منهم على مذهب أحمد كفار ، فلماذا يُلام سيد قطب –رحمه الله- إذا صدرت منه بعض العبارات العامة ونقول هذا يكفر المجتمعات مع التفصيل ، ولا أريد الخوض في هذا الموضوع ، كمثال ، ولا يلام الإمام أحمد وقد حَكَمَ على الشعوب كلها بالكفر ، وبالتالي فإن مصر وسوريا والشام وباكستان كلهم شعوب غير مسلمة ، وصارت المجتمعات مجتمعات دار حرب كلهم كفار إلا المصلين ، كم نسبة المصلين في أوطاننا والله ما يزيد 10،20% في بعض البلدان ، خاصة في بعض المدن الكبيرة التي يُحارب فيها الله ورسوله جهاراً نهاراً ، لا لوم ، لا حظوا كم كفر 80% من ا لمسلمين يعني كم مليون ؟ الصين نسبة المصلين فيها أظن إما 3% أو 4% نسبة المصلين في ألبانيا يا إخواننا أظن في تيرانا 500 وبقية المدن 500 يعني ألف ألفين ثلاثة آلاف من كل بلد ، يعني أظن واحد في العشرة آلاف …… إذا هذا مجتمع كافر كله ، ومع ذلك نقول : يجوز التخطئة ويحرم الطعن ، صار أنا عندي مثال حساس بس لا أريد اخلي المحاضرة ماشية بشيء من الهدوء والنظام ، مهما كانت فتوى العالم تقول له أخطأت » .
أقول : إن سياق هذا الكلام الذي يقرن فيه سيد قطب بإمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد –رحمه الله تبارك وتعالى– مقارنة باطلة ؛ لأن سيد قطب :
أولاً : من أهل البدع والضلالات الكبرى وليس من أهل السنة ، وهو قد قرر في قواعده : أن من شروط الخلاف المعتبر أن يكون صاحبه عالماً ، وأن تكون أصوله صحيحة ، وأن لا يكون من أهل البدع ، وسيد قطب ليس بعالم وأصوله فاسدة ، وهو ليس من أهل السنة أبداً من بدء حياته إلى أن مات ، في عقائده وفي منهجه وفي تصرفاته وفي إلى أخره ، فهل يليق أن يقرن هذ ا الجاهل الضال ، بإمام أئمة السنة ؟! .
ثانياً : سياقة هذا الكلام على النحو المندد بالإمام أحمد ، والمهول عليه ، هذا لا يصدر من إنسان يعرف مكانة هذا الإمام .
ثالثاً : هو قال في شريط آخر وهو كما أعتقد " قواعد الإنصاف أو قواعد معرفة الحق " إنه هذا للمرة المائة يذكر الإمام أحمد يعني يسوقه في هذه السياقات – والله أعلم – التي تحط من قدره سواء قصد ذلك عدنان أو لم يقصد هذا السياق الذي ساق فيه حكم أحمد على تارك الصلاة أنه كافر ساقه سياقاً ظالماً في غاية الظلم ، ويبرز الإمام أحمد في أخس الصور ؛ لأنه هول وقال : « هل هناك أعظم من التكفير هل هناك أعظم من التكفير » ، هذا تهويل على أحمد وإرجاف عليه وتهويل عليه لصرف الأنظار عن التكفير القائم على وجه الأرض من سيد قطب ومن أتباعه ، وتحويل أنظار الناس إلى الإمام أحمد بأنه أكبر مكفر لماذا ؟ ؛ لأنه يكفر 90% بالمائة ومرة 80% ، ومرة قال المجتمعات ، كلها ، هذا ، إرجاف على الإمام أحمد ، لا يقبل من عدنان أي عذر خاصة وهو يعتذر بمثل ما سمعتموه من التمويه والتلبيس ، هذا الكلام يجب أن يبكي منه عدنان ، وأن يُعلن خطأه، وانحرافه وجنايته على الإمام أحمد ، أنت تقول : أن أحمد يكفر المجتمعات كلها ويعتبر بلدان المسلمين دار كفر ، مصر باكستان البلد الفلاني ، البلد الفلاني،كلها دار حرب عندك ، هذا قول الإمام أحمد في تكفير تارك الصلاة ؟!
أحمد حكم على أفراد يخلون ويهدمون ركناً من أركان الإسلام العظيمة ، كأفراد فقط، تركت سيد قطب وهونت من تكفيره الصريح للمجتمعات الإسلامية ، وحولت جريمته إلى هذا الإمام العظيم الذي يحارب التكفير ، جريمة التكفير التي يتعمدها سيد قطب ويشحن بـها كتبه ، حولتها إلى الإمام أحمد ، سيد قطب هو الذي يكفر المجتمعات ، وليس عنده عبارات عامة ، عنده نصوص واضحة كالشمس في تكفير المجتمعات الإسلامية شعوباً وحكاماً ، وقد شحن كتبه بـهذا " الظلال " و " العدالة " و " معالم في الطريق " ، هذا فرق كبير جداً جداً جداً ، لا يجوز المقارنة بين إمام يحارب التكفير ، ويحارب الخوارج ، ويحارب البدع ، ويُكفر تارك الصلاة مشاركاً لغيره من أئمة الإسلام من الصحابة وغيرهم ، تخصه من بين العلماء السابقين واللاحقين والموجودين الذين يكفرون تارك الصلاة ، وتركز على الإمام أحمد لماذا ؟ لماذا ؟ ، ما السر في التركيز على الإمام أحمد ، ثم إنك في هذا السياق ، أعطيت سيد قطب منـزلة عظيمة لايستحقها ، وتجعل – والله أعلم – ضلالاته كلها من الخلافات المعتبرة ، من الخلاف المعتبر تجعل طعنه في الصحابة والقول بالحلول ووحدة الوجود ووإلى آخره ، وكثيراً ما تقول إنها أخطاء ، وما تقول إنها بدع وضلالات وكفريات إلا إذا ضُويقت تقولها كذباً وتخلصاً ، أما الذي تدندن حوله فإنه ما عنده إلا أخطاء، وأحياناً ترجع عن الأخطاء وتقول أنه عاد إلى منهج السلف ، وتفتري ذلك وتتكلفه وتتصنعه وتفعل وتفعل وتفعل إجلالاً لسيد قطب ، وتعظيماً له وتنويهاً بشأنه بدل أن تذكر فضائل الإمام أحمد ومنـزلته وتشيد بـها وتدعو الشباب إلى أن يجعلوا منه أسوة ، وقدوة حسنة ، تأتي بمثل هذه الأشياء في سياق التكفير والتضليل ، هذه والله جناية على الإمام أحمد ، وما يسمعها مسلم صادق إلا ويقشعر جلده ويستنكر هذا الكلام ويستقبحه ويستقذره إلا من مرض قلبه من أمثالك فإنه قد يهون عليه هذا التشويه للإمام أحمد ، ولكن ويضره أن يمس سيد قطب من قريب أو بعيد .
وأخيراً ؛ ورد في عبارة عدنان كلام يتهرب به من مسؤوليته في تهويله على الإمام أحمد قوله : « ثم على أسلوبي قلت : فكيف يلام سيد ولا يلام أحمد فكيف ، فأخذوا هذا وجعلوه من قولي ، مثل قالوا إن الله يقول عن الأنبياء
أنهم مجرمون (( قل لا تسئلون عما أجرمنا ))(3) .
ماهو أسلوبك الذي تميزت به عن علماء الأمة وطلاب العلم ، وهل يجوز لك هذا الأسلوب الغريب ، أسلوب إيش ؟ أسلوب الحداثيين هذا ؟ ، أسلوب الرمزيين من الفرق الضالة ، أي أسلوب هذا ؟ لماذا ما تتكلم بالكلام الواضح البين ، أتجعل من أسلوبك هذا الملتوي مبرراً لك بأن تقول الباطل ثم تبحث لك من مخارج وتقول أسلوبي .
@ @ @
____________________
([1]) سبأ : 25 .
([2]) أتربي الشباب على قواعدك الباطلة ، إن هذا لهو السعي في الأرض بالفتن والفساد .
([3]) سبأ : 25
تعليق