إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصيحة لإخواننا الدعاة في امريكا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصيحة لإخواننا الدعاة في امريكا

    نصيحة لإخواننا الدعاة في أمريكا
    كتبه
    أبو ريحانة عبد الحكيم بن أحمد الأمريكي
    قرأها وأذن بنشرها
    الشيخ العلامة أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري
    حفظه الله ورعاه
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد القادر الشرعبي العديني; الساعة 02-08-2008, 09:48 PM.

  • #2
    نصيحة لإخواننا الدعاة في أمريكا

    كتبه
    أبو ريحانة عبد الحكيم بن أحمد الأمريكي


    قرأها وأذن بنشرها
    الشيخ العلامة أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري
    حفظه الله ورعاه





    نصيحة لإخواننا الدعاة بأمريكا

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

    أما بعد:

    قال الله تبارك وتعالى:{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}وقال تعالى: {فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى} وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال:
    بايعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.
    وعن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. أخرجه مسلم وعلقه البخاري.

    ففي هذه الأدلة الأمر من الله تعالى للمؤمنين بالنصيحة والنصيحة هي وظيفة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

    قال تعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام: { أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون}.

    وقال تعالى عن نبيه هود عليه الصلاة والسلام: { أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين}.
    وقال تعالى عن نبيه صالح عليه الصلاة والسلام: {قد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم لكن لا تحبون الناصحين}.

    فهذه نصيحة للمسلمين عامة، والدعاة إلى الله في أمريكا خاصة، ولأئمة مساجد السلفيين وللجنة المساجد أخص، وهي تتعلق بمسالك تسلك في الدعوة إلى الله تعالى فقد جاءني بعض منشورات للمحاضرات يقيمها السلفيون في أمريكا ورأيت فيها أمورًا تحتاج إلى النصيحة فذكرت بعض هذه الأمور لبعض المشايخ وطلبة العلم هنا في دار الحديث بدماج فحثوني أن أنصح إخواننا هناك مع الرفق واللين.

    وأحب أن أذكر أن إخواننا الدعاة في أمريكا هم إخوة أفاضل وهم مشكورون على جهودهم وأرجو لهم من الله تعالى الثواب الحسن وأحب لهم ما أحب لنفسي وإنما هذه النصيحة لإصلاح الأمور [وأنا أعتبرها واجبة لما رواه الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان].

    الأمر الأول: تحري أعياد الكفار لإقامة المحاضرات وهذا منكر من المنكرات يجب الإنكار عليه فما من سنة إلا والسلفيون يقيمون محاضرات في أعياد الكفار مع إمكانهم بإقامتها في أيام أخر؛ فإن إخواننا الأفاضل في مسجد الرحمة سيقيمون محاضرة لمدة أربعة أيام وهي واقعة في يوم عيد للكفار يقال يوم الاستقلال، وقد فعلوا هذا غير مرة وهذا مخالف لما كان عليه نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؛ فإنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ربَّى أصحابه رضي الله عنهم على مخالفة أهل الكتاب والمشركين وبذل جهده في تبليغ هذا الأمر والأدلة على هذا كثيرة جدًّا أذكر منها ما يكفي ويشفي:

    أخرج أبو داود من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم.

    وأخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال: يا معشر الأنصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب قال: فقلنا: يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: سيروا واتزروا وخالفوا أهل الكتاب، قال: فعلنا يا رسول الله إن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون. قال: فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فتخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب.

    قال: فقلنا: يا رسول الله، وإن أهل الكتاب يقصون عثانينهم( ) ويوفرون سبالهم( ) قال: فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: قصوا سبالكم ووفروا عثانينكم وخالفوا أهل الكتاب.

    وفي مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: فصل بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر.

    ولما وافق المسلمون اليهود في صيامهم يوم عاشوراء قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما جاء في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع.
    وفي مسلم عن أنس رضي الله عنه أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض} إلى آخر الآية.

    فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : اصنعوا كل شيء إلا النكاح. فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه.

    فكان ينبغي لكم بارك الله فيكم أن تشعروا اليهود والنصارى بمخالفتكم لهم كما أشعرهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

    وهذا يوم الاستقلال الذي هو عبارة عن استقلال أمريكا من الحكومة البريطانية ليس من الأعياد التي شرع الله لهم مثل يوم عاشوراء، بل هو من أهوائهم ولا يجوز اتباع اليهود والنصارى في أهوائهم كما قال ربنا عز وجل: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن ابتعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير}.

    فهذا وعيد شديد من الله تبارك وتعالى.

    فيجب عليكم ترك هذه المخالفة فإن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هلاك، لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

    نريد أن نفهم من هذا:

    إقامة المحاضرات في أعياد الكفار مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإنما هو اتباع أهوائهم وأنا أخوكم وأحترمكم وأنا لكم ناصح فاتركوا هذه المخالفة ولو علم الله أنكم تركتم هذا من أجله تعالى لبارك فيكم ولأبدلكم ما هو خير منه، كما جاء عن رجل من الصحابة رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إنك لن تدع شيئًا ابتغاء الله إلا أبدلك الله خيرًا منه.

    الأمر الثاني:أيها الدعاة وفقكم الله إنكم تكلفون المسلمين مالاً من أجل الدخول إلى المحاضرة ولم تكن دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هكذا ولا دعوة سلفنا الصالح وما كان أئمة زماننا مثل الشيخ ابن باز والألباني والشيخ مقبل رحمهم الله يأخذون أموال المسلمين من أجل الدعوة والفتاوى غير ذلك.

    أيها الدعاة أرشدكم الله أترضون أن تتكلموا في محاضرة يكلف المسلم أن يدفع عشرة دولارًا للدخول؟!!

    كم دفع الصحابة رضي الله عنهم ليجالسوا رسول الله عليه وعلى آله وسلم؟!! وكم دفع التابعون حتى يجالسوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل جميع الأنبياء والمرسلين دعوا إلى التوحيد ولم يكلفوا قومهم شيئًا.
    فقد قال الله تعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام: { يا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله}

    وقال تعالى عن هود عليه السلام: { يا قوم لا أسألكم عليه أجرًا إن أجري إلا على الذي فطرني}.
    وقال تعالى: {كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين}.

    وقال تعالى آمرًا نبيه محمدًا: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}.

    وقال تعالى مبيناً صفات الداعي إلى الله: {اتبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون}.

    فينبغي أن تكون دعوتكم على ما كانت عليه دعوة جميع الأنبياء والمرسلين مبنية على العلم والعفة.

    فإنكم حاضرتهم في مسجد جرمن تون التي كلفت المسلمين خمسين دولارًا للدخول.

    وأنتم ستكونون المحاضرين في المحاضرة التي تقيمها مسجد الرحمة لمدة أربعة أيام كل يوم عشرة دولارًا للدخول، ومائة وخمسة دولارًا كل يوم لمن أراد أن يقيم في الفندق.

    أما تعلمون أن بعض المسلمين ما عندهم مال فيمنعون عن الدخول والاستفادة.

    ما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمنع الفقراء من دعوته بل كان الفقراء من الصحابة يلازمون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

    فقد أخرج البخاري في كتاب البيوع أن أبا هريرة قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله بمثل حديث أبي هريرة، إن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكنت ألزم رسول الله على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا.

    هذا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه وهو أحفظ الصحابة على الإطلاق وهو من أهل الصفة فقراء الصحابة الذين قلت ملابسهم حتى كادت ألا تغطي عوراتهم.

    فكانوا يلازمون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم منهم أبو فراس ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد جاء في صحيح مسلم أنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوء وحاجته... الحديث.

    الشاهد ملازمته للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

    وجاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أبا هريرة أن يدعو أهل الصفة كلهم إلى بيته للبن جعل الله فيه البركة.

    وجاء في مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: بئس الطعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها.

    وجاء في الصحيحين من قول أبي هريرة: بئس الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء.

    إذا قيل هذا في وليمة فما بالكم بالدعوة إلى الله تعالى وقال عليه الصلاة والسلام: ابغوني الضعفاء ؛ فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم. أخرجه أبو داود من حديث أبي الدرداء.

    قال تعالى في نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.

    فدعوة أهل السنة إذن رحمة للعالمين ولجميع الناس.

    وقال تعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس}.

    فدعوة أهل السنة كافة للناس كذلك.

    فالمطلوب منكم إخوتي الكرام أن تجعلوا دعوتكم رحمة [لا تكليفًا] كما كانت دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

    وفق الله الجميع لما يحبه الله ويرضاه.

    إخوتي في الله إنما أنا أخوكم لكم ناصح وقد أمرنا ربنا أن نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر والنصيحة نعمة من الله يجب شكرها ولا يجوز الإعراض عنها كما قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}. وقال تعالى: {إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا}.

    الأمر الثالث: أنصحكم بالعفة ترك ما في أيدي الناس والقناعة بما آتاكم الله من فضله.

    وللآسف دعوتكم ليست مبنية على العفة، فإنكم تطلبون المال من المسلمين بالفحش وتستغلون كل وسيلة لجمع المال تأخذون مالًا للدخول في المحاضرة وتكلفون التجار مبلغًا كبيرًا وتستفيدون من بيع الطعام في المحاضرة ومن رعاية الأولاد وبيع الأشرطة وتطلبون تبرعات بالفحش والحيل ثم تسمون هذا الدعوة إلى الله تعالى.

    اعلموا إخوتي في الله أن دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم تكن على تجميع المال بل كانت مبنية على العفة من أول يوم وكانت مبنية على القناعة كما جاء في الصحيحين من حديث أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه أن هرقل سأله عن النبي قال هرقل: فماذا يأمركم. – يعني: النبي - قال أبو سفيان: يقول: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.

    فأمر المسلمون بالعفة قبل وجوب الصيام والحج وقبل شرعية الأذان وقبل تحريم الخمر وهذا يدل على أهميتها في هذا الدين.

    فقد كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. أخرجه مسلم عن ابن مسعود.

    وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم ربى أصحابه رضي الله عنهم على العفة والقناعة.
    فقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافًا وقنعه الله بما آتاه. أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص.

    وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافًا وقنع بما آتاه. أخرجه الترمذي عن فضالة بن عبيد.

    فالجنة لمن اقتنع بما آتاه الله من فضله.فالقناعة القناعة يا إخوتي.

    فقد بلغ الأمر أن جل المحاضرات إن لم تكن كلها لتجميع المال.

    أما تعلمون أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخذ البيعة من بعض أصحابه على ألا يسألوا الناس شيئًا.

    كما جاء في صحيح مسلم عن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال: ألا تبايعون رسول الله؟. وكنا حديثي عهد ببيعة فقلنا: قد بايعناك، يا رسول الله. ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟ فبسطنا أيدينا، قلنا: قد بايعناك يا رسول الله. فعلام نبايعك؟ قال: على أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئًا والصلوات الخمس وتطيعوا، وأسرّ كلمة خفيفة ولا تسألوا الناس شيئًا. فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدًا يناوله إياه.

    هكذا الصحابة كانوا لا يسألون أحدًا شيئًا.

    هكذا ربى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصحابه وهم كانوا أحوج إلى المال منا.
    فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن أخذ المال من المسألة وتطلع إليه.
    كما جاء عن عمر رضي الله عنه في الصحيحين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو أفقر إليه مني. فقال: إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت تصدق به، وما لا فلا تتبعه نفسك. قال سالم: فكان عبد الله لا يسأل أحدًا شيئًا ولا يرد شيئًا أعطيه.

    أما سمعتم يا إخوتي ابن عمر رضي الله عنه كان لا يسأل أحدًا شيئًا وجاء في الصحيح عن حكيم بن حزام أنه كان لا يسأل أحدًا شيئًا حتى مات.

    إخوتي الكرام أين أنتم من هذه الأحاديث فإنكم تستعملون عدة حيل لتأخذوا أموال المسلمين.
    فتارة تحرجون المسلمين وتسألون بالفحش حتى كأن الذي لا ينفق ويتصدق لا يحب الدين وتارة يتقدم واحد فيتصدق بمال كثير وتارة تسألون المسلمين أتحبون الدنيا أو تحبون الدين؟! وأتحبون الطعام أم لا تحبون الدين.

    هذا الحرص على الدنيا هلاك لما جاء في الصحيح عن عمرو بن عوف الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا بكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم.
    فالحرص على الدنيا هلاك.

    قال الشيخ مقبل في الجامع الصحيح: باب ذم الحرص على المال.

    ثم ساق حديث كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه.

    فالحرص على المال يفسد الدين وهو من أسباب الفشل في الدين والدنيا.

    فقد جاء عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم تأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله عليه أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة.

    يا إخوتي الكرام أخلصوا نياتكم؛ فإن الله يعلم ما في قلوبكم فانتبهوا فإن كان في قلوبكم دنيا فشلتم إلا أن يتدارككم الله برحمة منه تعالى.

    فقد قال تعالى: {والله عليم بذات الصدور}.

    وقال تعالى: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}.

    وقال تعالى: {وأسروا القول أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور}. {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

    وقال تعالى: {إن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى}.

    وقال تعالى: {إن الله كان عليكم رقيبًا}.

    فيا إخوتي في الله أنا لكم ناصح وأنصحكم بترك التسول فإنه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومتوعد عليه بالهلاك والفشل وعدم التوفيق من الله تعالى.

    وإن علم الله تعالى أنكم تركتم هذا الأمر من أجله تعالى وأخلصتم نياتكم فتطهرت قلوبكم كان لكم الخير والمغفرة من الله.( )

    فقد قال تعالى: {إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أخذ منكم}.

    وقال تعالى: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورًا}.

    وإني أخشى عليكم أن تضلوا بسبب الإقبال على الدنيا وكم من سني أعلم منكم وأحفظ منكم ضل بسبب الدنيا.

    كيف لا يخشى عليكم وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: منهومان لا يشبعان: منهوم في علم لا يشبع، ومنهوم في دنيا لا يشبع. أخرجه الحاكم من حديث أنس. وهو في الجامع الصحيح لشيخنا.

    وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما جاء في مسلم عن زيد بن أرقم: اللهم إني أعوذ من نفس لا تشبع.

    إخوتي الكرام ابحثوا عن طريقة جميلة وشريفة لتسدوا بها حوائجكم فإن أرزاقكم عند الله، وسيرزقكم ربكم ما هو لكم، إن الله قد رزق الكفار والكلاب والخنازير فكيف لا يرزق عباده المؤمنين.
    فقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بالطاعة.
    صححه الألباني عن أبي أمامة.

    وجاء مثله عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لا تستبطئوا الرزق فإنه لن يموت العبد حتى يبلغه آخر رزق هو له، فأجملوا في الطلب، أخذ الحلال ترك الحرام وهو في الجامع الصحيح لشيخنا.

    الأمر الرابع: يتعلق بالنساء المسلمات والمعاملة الحسنة معهن فإن المنشورة التي خرجت من مسجد جرمن تون مذكور فيها مع أسماء الرجال أسماء بعض النساء مع رقم الهاتف لكل امرأة من أجل الاتصال بهن لشراء التذاكر لدخول المحاضرة وكذلك لأمور التجارة وهذا لا يصلح ويجب الغيرة للنساء ومن يحب اسم امرأته مع رقم هاتفها معروض على الانترنت لجميع الناس، يجب علينا أن نسد أبواب الفتن.

    والمحاضرة القادمة لمسجد الرحمة فإنها في فندق والفنادق أماكن فساد ولا سيما في أيام أعياد الكفار فلا ينبغي أن تدعى النساء المسلمات إلى مثل هذه الأماكن، ولا تنسوا أن كثيرًا من المسلمات ليس لهن محارم فقد تأتي مجموعة من النساء ويبقين في الفندق بغير محارم، وسفرهن إلى المحاضرة بغير محارم ودخول الرجال على النساء، وفتنة النساء الكافرات في الفندق وذكر أسماء النساء مع أرقام الهواتف في المنشورات، وأنتم أعلم بأموركم والفتن الحاصلة عندكم.

    وقد بين الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مواضع حصول فتنة النساء فتنبهوا قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}.

    وقال تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن}.

    وقال تعالى: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفًا}.

    وقال تعالى: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}.

    وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: المرأة عورة فإذا خرجت من البيت استشرفها الشيطان.

    وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إياكم والجلوس في الطرقات. ثم أمرهم بغض البصر.
    وقال عليه الصلاة والسلام: إياكم والدخول على النساء.

    فنرجو منكم أن تسدوا أبواب الفتن فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما جاء عن سهل بن سعد: طوى لمن كان مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، وويل لمن كان مفتاحًا للشر مغلاقًا للخير. أخرجه الطبراني.

    وقد عرضت هذه المسائل على بعض المشايخ حفظهم الله فنصحوا أنكم تجعلوا محاضراتكم في المساجد وأن لا تكلفوا المسلمين للدخول، لعل الله يجعل في دعوتكم بركة ونصحوا أنكم تجعلوا مكانًا خاصًا للنساء غير الفندق إن لم يتسع المسجد وهن يستمعن عبر الهاتف.

    هذا وما قصدت بهذه الكلمات اللطيفات إلا النصيحة تذكيرًا لإخوتي الكرام فأسأل الله أن يقبلها مني وأن يجعلها سببًا للمحبة وحسن المعاملة والتعارف بيننا إنه تعالى ولي ذلك وقادر عليه.

    وأسأل ربي تعالى أن يغفر لنا جميعًا وأن يجعلنا إليه تائبين منيبين وأسأله تعالى أن يبصرنا في ديننا وألا يجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، فهو خير الغافرين وخير الرازقين وأسأله أن يجعلنا منه خائفين وعليه متوكلين أسأل ربي الرحيم المنان أن يحاسبنا حسابًا يسيرًا يوم نلقاه، وأسأله تعالى أن يوفقنا جميعًا لما يحبه ويرضاه.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    كتبه أبو ريحانة عبد الحكيم بن أحمد الأمريكي.
    بدر الحديث بدماج
    تاريخ جمادى الثاني 18 1429هـ

    تعليق


    • #3
      ما شاء الله نصائح طيبة ومفيدة لأمور يقع فيها كثير من الدعاة هناك
      جزاك الله خيرا يا أخانا عبد الحكيم
      والشكر موصول أيضا للأخ الفاضل الناشر لملازم أهل السنة الأخ عبد القادر الشرعبي
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 03-08-2008, 05:25 AM.

      تعليق


      • #4
        وانت يا اخانا خالد جزاك الله خيرا على ما تقوم به من ردود على هؤلاء الفجرة وما تقوم به من إشراف على هذه الشبكة المباركة
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 03-08-2008, 08:35 PM.

        تعليق


        • #5
          يا أخوان - بارك الله فيكم -

          أنا أعيشُ في أمريكا وما رأيت ما ذُكر سابقاً قط عدى بيع الطعام بعد المحاضرة أو خطبة الجمعة
          ولكن رأيت وسمعت ذلك عند أهل التحزب لا غير

          لا يعني هذا أني أُكذب ما قاله الأخ \ عبدالحكيم , لعله رأى ذلك في ولاية أخرى
          وكلامي مقتصر على ولاية نيويورك حيث أني أعرف أغلب الدعاة فيها والمساجد (السلفية)

          وجزاكم الله خيراً على هكذا حرص ..

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا أخانا سليم

            ولعل الأخ عبد الحكيم يقصد ولايات أخرى، فقد بنى نصيحته على منشورات وصلت إليه، وهو أدرى ببلاده
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 13-08-2008, 06:03 PM.

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى مشاهدة المشاركة
              جزاك الله خيرا أخانا سليم

              ولعل الأخ عبد الحكيم يقصد ولايات أخرى، فقد بنى نصيحته على منشورات وصلت إليه، وهو أدرى ببلاده

              هو ذاك أخي الحبيب \ علي ..

              بارك الله فيك وفي أخينا \ عبدالحكيم ..

              قريباً سنلتقي إن شاء الله

              تعليق


              • #8
                للرفع رفع الله قدرك يا شيخ يحي انت و طلابك !!!

                تعليق


                • #9


                  تعليق

                  يعمل...
                  X