إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(متجدد) مختارات من كتاب الفوائد للإمام ابن القيم.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (متجدد) مختارات من كتاب الفوائد للإمام ابن القيم.

    الجهـــــــاد

    قال تعالى‏:‏ ‏ «‏والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا» ‏سورة العنكبوت، الآية‏:‏ 29.علق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا، فممن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد‏.‏

    قال الجنيد‏:‏ والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص، ولا يتمكن جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا، فمن نصر عليها نصر على عدوه، ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه‏.‏

  • #2
    (متجدد) مختارات من كتاب الفوائد للإمام ابن القيم.

    ثواب الانشغال بالله


    إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها و غمومها و أنكادها، ووكله إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره‏.‏ فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته‏.‏ قال تعالى‏:‏ « ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين» ‏.‏
    قال سفيان بن عيينة‏‏‏:‏ لا تأتون بمثل مشهور للعرب إلا جئتكم به من القرآن‏.‏ فقال له قائل‏:‏ فأين في القرآن‏ «‏ أعط أخاك تمرة فإن لم يقبل فأعطه جمرة‏؟‏‏ » ‏ فقال في قوله‏:‏‏ « ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا‏ ... » الآية‏‏.
    التعديل الأخير تم بواسطة خالد بن محمد باعربي; الساعة 29-02-2012, 07:12 PM.

    تعليق


    • #3
      (متجدد) مختارات من كتاب الفوائد للإمام ابن القيم.

      كيف تصلح حالك ؟

      هلم إلى الدخول على الله ومجاورته في دار السلام بلا نصب ولا تعب ولا عناء بل من أقرب الطرق وأسهلها ‏.‏ وذلك أنك في وقت بين وقتين وهو في الحقيقة عمرك ، وهو وقتك الحاضر بين ما مضى وما يستقبل ، فالذي مضى تصلحه بالتوبة والندم والاستغفار ، وذلك شيء لا تعب عليك فيه ولا نصب ولا معاناة عمل شاق ، إنما هو عمل قلب ‏.‏ وتمتنع فيما يستقبل من الذنوب ، وامتناعك ترك وراحة ليس هو عملا بالجوارح يشق عليك معاناته، وإنما هو عزم ونية جازمة تريح بدنك وقلبك وسرك ، فما مضى تصلحه بالتوبة ، وما يستقبل تصلحه بالامتناع والعزم والنية ، وليس في الجوارح في هذين نصب ولا تعب ، ولكن الشأن في عمرك وهو وقتك الذي بين الوقتين، فإن أضعته أضعت سعادتك ونجاحك ، وإن حفظته مع إصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذكر نجوت وفزت بالراحة واللذة والنعيم ‏.‏ وحفظه أشق من إصلاح ما قبله وما بعده ، فإن حفظه أن تلزم نفسك بما هو أولى بها وأنفع لها وأعظم تحصيلا لسعادتها ‏.‏ وفي هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت ، فهي والله أيامك الخالية التي تجمع فيها الزاد لمعادك ، إما إلى الجنة وإما إلى النار ، فإن اتخذت إليها سبيلا إلى ربك بلغت السعادة العظمى والفوز الأكبر في هذه المدة اليسيرة التي لا نسبة لها إلى الأبد ، وإن آثرت الشهوات و الراحات واللهو واللعب انقضت عنك بسرعة و أعقبتك الألم العظيم الدائم الذي مقاساته ومعاناته أشق وأصعب وأدوم من معاناة الصبر عن محارم الله والصبر على طاعته ومخالفته الهوى لأجله ‏.‏
      التعديل الأخير تم بواسطة خالد بن محمد باعربي; الساعة 29-02-2012, 07:13 PM.

      تعليق


      • #4
        (متجدد) مختارات من كتاب الفوائد للإمام ابن القيم.

        حكم متفرقة

        اجتنب من يعادي أهل الكتاب والسنة لئلا يعديك خسرانه‏.‏
        احترز من عدوين هلك بهما أكثر الخلق‏:(صادّ عن سبيل الله بشبهاته وزخرف قوله) و(مفتون بدنياه ورئاسته‏).‏
        من خلق فيه قوة واستعداد لشيء كانت لذته في استعمال تلك القوة فيه، فلذة من خلقت فيه قوة واستعداد للجماع استعمال قوته فيه، ولذة من خلقت فيه قوة الغضب والتوثب استعمال قوته الغضبية في متعلقها، ومن خلقت فيه قوة الأكل والشرب فلذته باستعمال قوته فيهما‏.‏ ومن خلقت فيه قوة العلم والمعرفة فلذته باستعمال قوته وصرفها إلى العلم‏.‏ ومن خلقت فيه قوة الحب لله والإنابة إليه والعكوف بالقلب عليه والشوق إليه والأنس به فلذته ونعيمه استعمال هذه القوة في ذلك ‏.‏ وسائر اللذات دون هذه اللذة مضمحلة فانية وأحمد عاقبتها أن يكون لا له ولا عليه‏.

        تعليق


        • #5
          (متجدد) مختارات من كتاب الفوائد للإمام ابن القيم.

          من أعجب الأشياء

          من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه بنعيم الإقبال عليه والإنابة إليه‏.‏
          وأعجب من هذا علمك أنك لا بد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض، وفيما يبعدك عنه راغب‏.

          تعليق


          • #6
            (متجدد) مختارات من كتاب الفوائد للإمام ابن القيم.

            ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين‏

            « إحداهما‏:» سوء ظنه بربه، وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيراً منه حلالاً، و «الثانية‏:» أن يكون عالماً بذلك، وأن من ترك لله شيئاً أعاضه خيراً منه، ولكن تغلب شهوته صبره وهواه عقله، فالأول من ضعف علمه والثاني من ضعف عقله وبصيرته‏.‏
            قال يحيى بن معاذ:‏ من جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرده‏.‏
            قلت‏:‏ إذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته وقوي رجاؤه فلا يكاد يرد دعاؤه‏.

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك وجزاك خيراً

              تعليق


              • #8
                الاخلاص ومحبة المدح لا يجتمعان في قلب


                » لا يجتمع الاخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس الا كما يجتمع الماء والنار والنصب والحوت. فاذا حدثتك نفسك بطلب الاخلاص فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس, وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشّاق الدنيا في الآخرة, فاذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الاخلاص.
                ؛؛؛
                فان قلت : وما الذي يسهّل علي ذبح الطمع والزهد في المدح والثناء؟ قلت: أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه الا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره, ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه. وأما الزهد في المدح والثناء فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين, ويضر ذمه ويشين الا الله وحده, كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: ان مدحي زين وشتمي شين, فقال:" ذاك الله عز وجل"( الترمذي في السنن رقم 3263, وأحمد في المسند 3\488, 6\393 394).
                *** فازهد في مدح من لا يزينك مدحه, وفي ذم من لا يشينك ذمه, وارغب في مدح من كل الزين في مدحه, وكل الشين في ذمه, ولن يقدر على ذلك الا بالصبر واليقين, فمتى فقدت البصر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب, قال الله تعالى:{ فاصبر انّ وعد الله حق ولا يستخفّنّك الذين لا يوقنون} (الروم60), وقال تعالى:{ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} (السجدة24).

                تعليق


                • #9
                  (متجدد) مختارات من كتاب الفوائد للإمام ابن القيم.

                  التوحيد مفزع أعدائه وأوليائه

                  فأما أعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها ‏ «‏فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون» ‏‏‏الآية‏:‏ 65 من سورة العنكبوت.
                  وأما أولياؤه فينجيهم به من كربات الدنيا والآخرة وشدائدها ولذلك فزع إليه يونس فنجاه الله من تلك الظلمات، وفزع إليه أتباع الرسل فنجوا به مما عذب به المشركون في الدنيا وما أعد لهم في الآخرة‏.‏
                  لما فزع إليه فرعون عند معاينة الهلاك وإدراك الغرق له لم ينفعه؛ لأن الإيمان عند المعاينة لا يقبل‏.‏ هذه سنة الله في عباده‏.‏
                  فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد، ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد‏‏ فلا يلقى في الكرب العظام إلا الشرك، ولا ينجي منها إلا التوحيد، فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها و غياثها، وبالله التوفيق‏.‏


                  تعليق


                  • #10
                    (متجدد) مختارات من كتاب الفوائد للإمام ابن القيم.

                    عبر وعظات
                    بين العبد وبين الله والجنة قنطرة تقطع بخطوتين‏:‏ خطوة عن نفسه، وخطوة عن الخلق، فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس، ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله،‏‏ فلا يلتفت إلا إلى من دله على الله وعلى الطريق الموصلة إليه‏.‏
                    صاح بالصحابة واعظُ‏:‏ ‏
                    «‏اقترب للناس حسابهم» سورة الأنبياء، الآية‏:‏ 24.
                    فجزعت للخوف قلوبهم فجرت من الحذر العيون ‏
                    « ‏فسالت أودية بقدرها » .‏
                    تزينت الدنيا لعلي ‏‏ فقال‏:‏ ‏ « ‏أنت طالق ثلاثا لا رجعة لي فيك‏ » ‏‏.‏ وكانت تكفيه واحدة للسنة، لكنه جمع الثلاث لئلا يتصور للهوى جواز المراجعة‏.‏ ودينه الصحيح وطبعه السليم يأنفان من المحلل، كيف وهو أحد رواة حديث‏:
                    ‏ ‏ « ‏لعن الله المحلل‏» ‏‏؟‏‏

                    ما في هذه الدار موضع خلوة فاتخذه في نفسك، لا بد أن تجذبك الجواذب فاعرفها وكن منها على حذر، ولا تصرفك الشواغل إذا خلوت منها وأنت فيها‏, نور الحق أضوأ من الشمس، فيحق لخفافيش البصائر أن تعشو عنه‏ الطريق إلى الله خال من أهل الشك ومن الذين يتبعون الشهوات، وهو معمور بأهل اليقين والصبر، وهم على الطريق كالأعلام ‏
                    «‏وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون» سورة السجدة، الآية‏:‏ 24.

                    تعليق


                    • #11
                      نظرة إلى سورة الفاتحة
                      للإنسان قوتان‏:‏قوة علمية نظرية، وقوة عملية إرادية، وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه‏:‏ العلمية والإرادية، واستكمال القوة العلمية إنما يكون بمعرفة فاطره، وبارئه، ومعرفة أسمائه وصفاته، ومعرفة الطريق الذي توصل إليه، ومعرفة آفاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها، فبهذه المعارف الخمسة يحصل كمال قوته العلمية، وأعلم الناس أعرفهم بها وأفقههم فيها‏.‏
                      واستكمال القوة العلمية الإرادية لا تحصل إلا بمراعاة حقوقه سبحانه على العبد والقيام بها إخلاصاً وصدقاً ونصحاً وإحساناً ومتابعة وشهوداً لمنته عليه، وتقصيره هو في أداء حقه، فهو مستحي من مواجهته بتلك الخدمة لعلمه أنها دون ما يستحقه عليه ودون ذلك،
                      وأنه لا سبيل له إلى استكمال هاتين القوتين إلا بمعونته فهو يهديه الصراط إما المستقيم الذي هدي إليه أولياؤه وخاصته، وأن يجنبه الخروج عن ذلك الصراط إما بفساد في قوته العلمية فيقع في الضلال، وإما قوته العملية فيوجب له الغضب‏.‏
                      فكمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور، وقد تضمنتها سورة الفاتحة و انتظمتها أكمل انتظام فإن قوله‏:‏ ‏ «‏الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين» ‏ يتضمن الأصل الأول وهو معرفة الرب تعالى، ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله، والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى، وهي‏:‏ اسم الله والرب والرحمن‏.‏ فاسم الله متضمن الصفات الألوهية، واسم الرب متضمن لصفات الربوبية، واسم الرحمن متضمن لصفات الإحسان والجود والبر‏.‏ ومعاني أسمائه تدور على هذا‏.‏ وقوله‏:‏ ‏ «‏إياك نعبد وإياك نستعين» ‏ يتضمن معرفة الطريق الموصلة إليه وأنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبه ويرضاه، واستعانته على عبادته‏.‏
                      وقوله‏:‏
                      ‏ «‏اهدنا الصراط المستقيم» ‏ يتضمن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم، وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته‏.‏
                      وقوله‏:‏ ‏
                      «‏غير المغضوب عليهم ولا الضالين» ‏ يتضمن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم، وأن الانحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد، والانحراف إلى الطريق الآخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل‏.‏
                      فأول السورة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة‏.‏
                      وحظ العبد من النعمة على قدر حظه من الهداية، وحظه منها على قدر حظه من الرحمة‏.‏ فعاد الأمر كله إلى نعمته ورحمته‏.‏ والنعمة والرحمة من لوازم ربوبيته، فلا يكون إلا رحيماً منعماً وذلك من موجبات إلهيته فهو الإله الحق وإن جحده الجاحدون وعدل به المشركون‏.‏
                      فمن تحقق بمعاني الفاتحة علماً ومعرفة وعملاً وحالاً فقد فاز من كماله بأوفر نصيب، وصارت عبوديته عبودية الخاصة الذين ارتفعت درجتهم عن عوام المتعبدين، والله المستعان‏.‏

                      تعليق


                      • #12
                        (متجدد) مختارات من كتاب الفوائد للإمام ابن القيم.

                        الشهقة عند سماع القرآن


                        الشهقة التي تعرض عند سماع القرآن أو غيره لها أسباب‏:‏
                        «أحدها ‏:‏ » أن يلوح له عند السماع درجة ليست له فيرتاح إليها فتحدث له الشهقة فهذه شهقة شاوق‏.‏
                        «وثانيها‏:‏ » أن يلوح له ذنب ارتكبه فيشهق خوفا وحزنا على نفسه، وهذه شهقة خشية‏.‏
                        «وثالثها‏:‏ » أن يلوح له نقص فيه لا يقدر على دفعه عنه فيحدث له ذلك حزنا فيشهق شهقة حزن‏.‏
                        «و رابعها‏:‏ » أن يلوح له كمال محبوبه ويرى الطريق إليه مسدودة عنه فيحدث ذلك شهقة آسف وحزن‏.‏
                        «و خامسها‏:‏ » أن يكون قد توارى عنه محبوبه واشتغل بغيره فذكره السماع محبوبه، فلاح له جماله ورأى الباب مفتوحا والطريق ظاهرة ، فشهق فرحا‏.‏وسرورا بما لاح له‏.‏
                        وبكل حال‏:‏ فسبب الشهقة قوة الوارد وضعف المحل عن الاحتمال ‏.‏ والقوة أن يعمل ذلك الوارد عمله داخلا ولا يظهر عليه، وذلك أقوى له وأدوم، فإنه إذا أظهره ضعف أثره وأوشك انقطاعه ‏.‏ هذا حكم الشهقة من الصادق ، فإن الشاهق إما صادق وإما سارق وإما منافق‏.‏

                        تعليق

                        يعمل...
                        X