إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رِثَاءٌ في العَلامَةِ المُحقِّقِ، الفقِيهِ المُجتَهِدِ،...الشيخ أحمد النجمِي - لأبي العباس الشحري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رِثَاءٌ في العَلامَةِ المُحقِّقِ، الفقِيهِ المُجتَهِدِ،...الشيخ أحمد النجمِي - لأبي العباس الشحري

    رِثَاءٌ في العَلامَةِ المُحقِّقِ ، الفقِيهِ المُجتَهِدِ، المُحَدِّثِ الزَّاهدِ، بَقِيَّةِ السَّلَفِ الصَّالِحِ، نَاصرِ السُّنَّةِ ، المُفتِي الشَّيخُ الوالِدُ أحمَدُ بنُ يَحيى النَّجمِي - رَحمهُ الله رحمَةَ الأبرَارِ، وصَبَّ عليهِ شَآبِيبَ الرَّحمَةِ والرِّضوان-.

    (النُّجُومُ أَمَنةٌ للسَّماءِ!)

    إنَّ لله ما أخذَ، ولهُ ما أعطَى، وكُلُّ شيءٍ عندَهُ بأجلٍ مُسمَّى!.

    إنَّا للهِ وإنَّا إِلَيهِ رَاجِعونَ، وحَسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكِيلُ.

    كَمْ لفَقْدِ العُلَماءِ الرَّبَّانِيِّينَ، والأئمَّةِ المُصلِحِينَ مِن أثَرٍ عَظِيمٍ علَى النُّفُوسِ؛ إذا استَشعَرت ما يُقِيمُ اللهُ بهِم مِن منَائرِ الشَّرعِ، وما يُظهِرُ بهم مِن السُّنَنِ، ومَا يَنصُرُ بهم مِن الدِّين!.

    إنَّ العلامَةَ الكَبيرَ الشَّيخَ الوَالدَ المُفتِي أحمدَ النَّجميَّ - رَحمَةُ اللهِ عَليهِ- نَمُوذَجٌ نَادِرٌ لعَالِمٍ، وإمَامٍ مِن عُلمَاءِ المتقدِّمينَ، بقيَّةِ السَّلفِ الصَّالحينَ، جمعَ الله له مِن صفَاتِهم وأخلاقِهم ، وأعمَالِهم ، وتعبُّدِهم أُمُورًا نَقرؤُها في تَرَاجِمهم، ومنَاقِبهم ، رَأينَاهَا في الشَّيخِ عِيَاناً!،

    فمِن تِلكَ المَنَاقبِ المَعرُوفَةِ عَنهُ:

    1- غَزَارَةُ علمِه، وضَبطِه لمَا يَعلمُه ضَبطاً تَامًّا، ويَتَضِحُ ذلكَ جِداًّ
    مُاحَثَتهِ بمَا قد يَرِدُ علَى قَولِه، فتَرَى له مِن الأَجوبَةِ المُحكَمَةِ ما يَبهَرُكُ مَع دِقَّةِ المَسألَةِ المَطرُوحَةِ!، وقِلَّةِ الكَلامِ عَلَيهَا.
    ومِن ذَلكَ مَا تَسمَعُهُ مِنهُ مِن رَوَائعِ الاستدلالاتِ، الخَفيَّةِ عَن أَكثَرِ أَهلِ العِلمِ فَضلاً عن غَيرِهم!، كمِثْلِ قَولِه في رَدِّه عَلى بَعضِ الفُضَلاءِ ممَّا هو مَنقُولٌ عن خَطِّه: وقَولُك أيُّها الفَاضلُ : إنَّ امتِحَانَ النَّاسِ بالأشخَاصِ بِدعَةٌ فِيهِ نَظَرٌ‍‍، فقَد أَخرَجَ مُسلِمٌ مِن حَديثِ مُعَاويَةَ بنِ الحَكَمِ السُّلَميِّ وفِيهِ:( أَينَ الله ؟ قَالَتْ : فِي السَّمَاءِ، قَالَ: مَن أنَا؟ قَالَتْ: أَنتَ رَسُولُ الله)!!.

    2- مَا مَتَّعَهُ الله بهِ مِن يَقَظَةٍ تامَّةٍ عندَ العَرضِ عَليهِ، أو سُؤَالِه، فتَرَى لَه من ذَلك أَمرًا عَجَبًا!، وكم صَوَّبَ أثنَاءَ القِرَاءةِ مِن أَلفَاظٍ ، وصحَّحَ ضَبطَ أُخرَى، ثمَّ رُوجعت الأُصولُ؛ فوُجِدَ أنَّه مُصيبٌ في ذَلكَ كُلِّه، وربَّمَا كانَ في صَفَحَات!!.

    و أَذكرُ أنِّي قَرأتُ علَيه، وبعضَ إخواني في الله كتابَ كَشفِ الشُّبُهاتِ فلمَّا بَلغتُ قَولَ شَيخِ الإسلامِ:(و يَذْكُرُونَ اللهَ كَثِيرًا)علَّقَ ( كَثِيرًا، فيهَا نَظَر !)، فقُتُ له : لعلَّ شيخَ الإسلامِ أَرَادَ عُبَّادَ النَّصَارَى، فقالَ: الكَلامُ في كُفَّارِ قُريشٍ!، ثمَّ ظَهرَ أنَّ أَكثَرَ النُّسخِ الخَطيَّةِ لا يُوجدُ فيهَا هذا اللَّفظُ!!!.

    3- تَقديرُه لطَلبةِ العِلمِ، لا سيَّما الغُربَاء!، وعِنَايتُه بهِم ، ومُواسَاتُه لهم ، وحُسنُ تَعليمهم ، وتَحمُّلُ المشاقِّ في ذلك ، وقد رَأيتُ مرَّةً ضَابطًا(يَنصحُ!!) الشَّيخَ ! بأُسلُوبٍ تَهديدِيٍّ !!، والشَّيخُ لا يَزيدُ على قَولِه - بِنَبْرَةِ مَن يَخْنُق التِّسعِينَ!- : حَسْبُنَا اللهُ ونِعمَ الوَكِيلُ!!.

    ولا أَنسَى في هَذا المُقَامَ أنَّ الشَّيخَ هو الوَحيدُ من عُلَماءِ السُّنَّةِ المَعرُوفِينَ- اليَومَ - الذي قَامَ بزِيَارةِ دَارِ الحَديثِ بدمَّاج إِثْرِ وفَاة شَيخِنَا العَلامةِ المُحدِّثِ المُجدِّدِ أبي عبدِالرحمن مُقبلِ بنِ هَادِي - رَحمَةُ اللهِ عَليهِ- مُعزِّيًا، ومُنَاصِرًا، ومُسلِّيًا، ودَاعيًا، مُتجشِّمًا عَنَاءَ السَّفرِ ، وطُولِه، علَى كِبَرِ سنِّه!، ومَتَاعِبِه!.

    وكانَ أوَّلَ ما قالَ بعدَ أنْ صَعِدَ الكُرسيَّ، وحَمْدَلَ: وُضِعتُمْ عَلَى الطَّرِيقِ فَسيِرُوا‍‍‍، وُضِعتُمْ عَلَى الطَّرِيقِ فَسيِرُوا‍‍‍، وُضِعتُمْ عَلَى الطَّرِيقِ فَسيِرُوا‍‍‍ ، ثمَّ ألقَى مُحَاضرَتَه المَاتعَةَ، النَّافعَةَ، فجَزَاهُ الله عنَّا خَيرَ الجَزَاءِ.

    4- الشيخ- رَحمَةُ اللهِ عَليهِ- مَضرِبُ مثلٍ في الكرم، وحُسنِ الضِّيافَة.

    5- طُولُ مُدّتِه في طلب العلم ؛ فإن له في العلم ما يزيد على سبعين عاما!، فكم من المسائل حقَّقها، وقرَّرها الشيخ منذ أربعين سنة، أو خمسين أوأكثر، ولا زَالت تتكرَّر معه!.

    ومن لطيف ما يُذكر في ذلك قول أبي الحسن - هداه الله- : ياشيخُ أحمد أنت لم تفهم محلَّ النزاع - يريد في مسألة خبر الآحاد-!، فأجابَه في رسالة (تنبيه الغبي إلى مخالفات أبي الحسن المأربي) ، وفيها ما حاصله: ....أنا بحثت هذه المسألة بأمر من شيخنا القرعاوي قبل أن يخلقك الله في الوجود ياأبا الحسن، ثم تقول اليوم:أنت لم تفهم محل النزاع؟‍‍‍.

    6- غَيرتُه على الحقِّ، وصدعُه بالحقِّ ، ولو كانَ في ذلك الردُّ على بعض الفضلاء‍‍، وله في ذلك يدٌ بيضاءُ مشهورةٌ!.

    أما ردُودُه على المبتدعة ، فشيءٌ تقَرُّ به الأعين!.

    7- قيامه ببثِّ العلم والفتوى أحسن قيام من 1367،وله في ذلك أكثر من نصف قرن، وقد عُيِّنَ بعد 1390مفتيا للجنوب، حتى وفاته 1429‍.

    8- قوة الحجة سمةٌ ظاهرةٌ في رُدودِ الشيخ ، وتقريراته، نَقلاً، وعَقلاً، ولمَّا ظَهرَت في اليمن الاشتِراكيَّة، والبعثية، وغيرها من المذاهب الإلحادية كَتبَ سنةَ 1389 تقريبا، قَصيدَةً فريدَةً سَمَّاها (صَرخَةُ حَقٍّ في صُمَاخِ البَاطِل) سَيَّرها رَدًّا عَقليًّا، على دَعَاواهم ، وقد احتَوت على أسَاليبِ الجَدلِ العِلمِيِّ، المعرُوفة عندَ الجَدَلِيِّينَ، في حوارٍ عِلميٍّ مَاتِعٍ، من ذلكَ قولهُ:

    فَقَالَ: ذَا مصدَرُهُ الطَّبيعَهْ **** وهيَ الَّتي أَتَتْ بِه جَمِيعَهْ
    قُلنَا: فَصِف لَنا الطَّبِيعَةَ الَّتِيْ**** بِكُلِّ مَا في الكَونِ هَذا أَتَتِ
    سَمِيعَةٌ بَصِيرةٌ فَعَّالَةْ **** حَكِيمَةٌ مُريدَةٌ قَوَّالَةْ
    آمِرَةٌ نَاهِيةٌ مُحيطَةْ **** رَازِقَةٌ لمَن علَى البَسِيطَةْ
    خَالِقَةٌ عَالِمَةٌ مُختَرِعَةٌ **** أَمْ قد خَلَتْ مِن كُلِّ هذا أجْمَعَهْ
    فإنْ تَقُل مَوصُفَةٌ بِمَا ذُكِرْ **** فَأنتَ أَقرَرتَ بِمَا مِنهُ تَفِرْ
    أَنَّ لِهَذا الكَونِ رَبًّا يُعْبَدُ **** وخَالِقًا مُهَيمِنًا يُوَحَّدُ
    سَمَّيتَهُ طَبِيعَةً بِلا دَلِيلْ **** ونَحنُ سَمَّينَاهُ رَبَّنَا الجَلِيلْ
    فَانْحَصَرَ الخِلافُ في الإسْمِيَّةْ **** ولَزِمَ الوِفَاقُ في البَقِيَّةْ
    وإن تَقُلْ لَيسَتْ بِذَا مَوصُوفَةْ **** ومَا لَهَا مِن صِفَةٍ مَعرُوفَةْ
    قُلْنَا: فَمَا لُذْتَ بِغَيرِ العَدَمِ **** ومَا تَعَلَّقْتَ سِوَى التَّوَهُّمِ


    إلى آخِر المَنظُومَةِ ، وهي طَويلَةٌ .

    وإن تَعجَبْ فَمِن حبسِ هذه المَنظومَة الفريدة في أدرَاجِ وزَارَةِ الإعلام، تَنتَظِرُ فَسْحًا لهَا بالخرُوج، ولم يُفسَح لَها إلاَّ بَعدَ انهِيَار الشُّيُوعيَّةِ!.

    9- اعتِمادُه في المَسائلِ العِلميَّةِ على الدَّليل، وتَركه التَّقليد لأيِّ مذهَبٍ ، وله في ذلكَ فتَاوًى، مشهورةٌ، وتَرجيحاتٌ مسطُورَةٌ، ولا زَالَ الشَّيخُ يُفتي بالدَّليلِ، والرَّاجِح عندَه، حتَّى فارَقَ الدُّنيا؛ ولو كان في ذلك مُخالَفةٌ لعلَماء البَلد!.

    ومن ذلكَ- مَثَلاً- : فَتوَاه بأنَّ مَن قَتلَ مُورِّثَهُ خطأً في حوادث السَّيَّارات، فإنَّه يَرثُ منه؛ لانتِفَاءِ شُبهَةِ القَصدِ؛ وللأدلَّةِ الدَّالَّة على رفع الخَطَإ، وِفَاقًا لجُمهور العُلماء، وخِلافًا للمَذهب الحنبليِّ، وله في ذلك بحثٌ ضِمنَ فَتَاويهِ.

    و في آخر زيارةٍ لي في شوال 1247قَرأتُ عليهِ مَبحَثًا في هذه المَسألَة رجَّحتُ فيه قولَ الحَنابِلةِ، واللجنة الدائمة؛ فتبسَّم من قول اللَّجنة: (وننصح الورثة أن يصطلحوا على أن يعطوه نصيبَه، لعدمِ قصده !)، أو كما قالت،ثمَّ حدَّثني : أنه قبل بضعة عشر، أوقال : بضعٍ وعشرينَ سنة، حصل لتلميذٍ له حادثٌ؛ فماتَ أبوه، فقضى القاضي أن لا إرثَ له، فسألني: فقلتُ له: بل لك الإرث، وكتبتُ له بحثًا ؛ فأعطاه ذلك القاضي ، فاقتنع، وأعطاه الإرث، ثمَّ حدثَ لتلميذٍ آخر قبلَ اثنتي عشر سنةً مثلَه، وحكمَ القاضي بمنعِه، فأعطاهُ البحثَ؛ فتَسَلَّمه القاضي الجديد؛ ثمَّ أرسلَه إلى هيئةِ كبار العلماء، فجاءني كتابٌ من الشيح ابن باز، أن لا أفتيَ بهذا القَولِ موافَقةً لعلمَاء البلد.

    10- أما جانب العبادة فللشيخ - رحمة الله عليه-في ذلك أمرٌ عجاب، في صلاةٍ، أو صيامٍ، أو تلاوةٍ، أو صدقةٍ، أو قيامٍ، أو تعليم.

    كنتُ أقرأ عليه مرَّة بعد وقتِ الضُّحى، فقرأتُ ما شاء الله ، ثم طلبَ إيقافَ القراءة، ثم قال لي : الشيطان أخزاه الله شغلَ بالي البارحة حتى سهرتُ إلى ما بعد نصف
    الليل، ثمَّ طأطأ رأسه، وحرَّكهُ، وقال : أراد الخبيثُ أن يحرمني وردي من الليل!، لكنَّ الله أخزاه!، لكنَّ الله أخزاه!.

    فكانت كلماتُه هذه في نفسي أوقع من قراءة ذلك اليوم!- فرحمةُ الله عليه-.

    11- والشَّيخُ في بابِ الرجوع إلى الحقِّ، نموذجٌ فريدٌ، ولو كان كلامهُ قد طار كُلَّ مطار!.
    باحثتُهُ - مرَّةً - في مسألةٍ ، فقالَ: أكتُب هذا الذي ذكرتَه من مصدره، وأرسلهُ إليَّ، وأنا أكتُبُ رجوعًا عمَّا قلتُ!!.

    وكَرَّرَ هذا أكثرَ من مرَّةٍ في غيرِ مَسألة، يَعرِفُ هذا مَن جالَسه!.

    واليَوم صَارَ الرُّجوع أشَقَّ مِن حملِ الجِبال!على كثيرٍ ممَّن يُسمَعُ كلامُهُ، إذا أُظهِرَ لهُ غَلَطُه، أمَّا أهلُ العِلمِ الرَّاسخِينَ؛ فمَا أسهَلَه عليهم!!.

    12- مع ما كان للشيخ - رحمة الله عليه- من مكان كبير في نفوس أهل العلم، فلا زال يُواجَه بحَملاتٍ من التَّشويه، والتَّهميش، شأن الأئمة المصلحين، والله مُتمُّ أَمرِه.

    فهذا جاحدٌ غير فالحٍ في زعمه، ينكر أن يكون الشيخ من العلماء!!، وقد سمعتُ حامل لوء الجرح والتعديل بحق العلامة المحقق المجاهد ربيع المدخلي- حفظه الله تعالى وعافاه- بعد حج عام 1425 يردُّ هذه المكابرة ، ويقرر أن الشيخ من كبار العلماء اليوم!، وكَثيرٌ من العُلماءِ اليوم هم تَلاميذُه، أو تلاميذُ تلاميذِه!!.

    وذُكِرَ له مرَّةً أنَّ ( فلانا‍‍( أثنى عليه فلان وفلان! من العلماء، فقال: قد تكلَّم فيه من هو أعلم منهما الشيخ أحمد النجمي!!.

    وما ذكره الشيخ ربيع - حفظه المولى- يُدرِكُه - بلا عَصبيَّةٍ- مَن جَالسَ أولئك، وجلسَ إلى الشَّيخِ أحمد! - جزاهم الله جميعا عنَّا خير الجزاء-.

    أسأل الله بمنَّه وكرمه أن يرحمَ الشيخَ أحمد، ويغفرَ له ذُنوبَه، ويُعظِمَ له الأجرَ، والمَثُوبَة بما قام به من جِهَادٍ في الله تعالى، إنِّه هو البرُّ الرَّحيم.


    * * * * *
    هذه تقدِمةٌ يسيرةٌ مُعرِّفةٌ بشيءٍ من فَضلِ هذا الإمام!، بين يدي أبياتٍ جادَ بها خاطري، بعد أن قاطعتُ الشعر سنين!، وفاءً للشيخ رحمة الله عليه، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذَووه!، فأسأل الله القَبُول.


    (النَّجْمِيَّةِ!)

    حَزَنًا بَكَيتُ عَلَى فِرَاقِكَ أَدْهُرَا """""" والدَّمعُ مِن عَيْنِي جَرَى مُتَحَدِّرَا
    واللَّيلُ سَارَ عَلى الوُجُودِ كَأنَّمَا """""" شَمْسُ النَّهَارِ أَبَتْ لنَا أنْ تَظْهَرَا
    أَبْكِي وأَرْعَى النَّجمَ طِيلَةَ لَيْلَتِي """"""وأُرَاقِبُ الجَوزَاءَ أنْ تَتَحَدَّرَا
    * * *
    ويُقَالُ لِي مَن قَد نَعَيْتَ لَعَلَّنَا """""" نَسْلُوا فُؤَادَكَ أنْ يَبِيتَ مُحَسَّرَا
    * * *
    فَأَجبتُهُمْ نَجْمُ العُلُومِ بأرضِنَا """""" مَن قَدرُهُ عَالٍ عَلى جُلِّ الوَرَى
    أَوَلَيسَ قَد كَانَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ """""" أَمنٌ لِصُحبَتِهِ الكِرَامِ الأَطْهُرَا
    وصِحَابُهُ أَمْنٌ لَنَا ولِدِينِنَا """""" والنَّجمُ أَمْنٌ للسَّمَا أنْ تُكْدَرَا
    * * *
    عَلَمٌ إمَامٌ ألمَعِيٌّ صَادِقٌ """""" في هِمَّةٍ تَسْمُوا إلَى أَعلَى الذُّرَى
    هُوَ شَيخُنَا عَلَمُ الجَزِيرَةِ كُلِّهَا """""" مَن للقُرَانِ مُرَتِّلاً مُتَدَبِّرَا
    الأُمَّهَاتُ السِّتُّ كَانَتْ بَينَ عَيْـ """""" نَيْهِ بِلَفظٍ مُتْقَنٍ يَأبَى المِرَا
    وإذَا رَأيتَ مَجَالِسًا للشَّيخِ يُمْـ """""" لِي فَتْوَةً في رَدِّ قَولٍ أُنكِرَا
    بأَدِلَّةٍ مَزْبُورَةٍ مِثْلُ الجَوَا """""" هِرِ قُلِّدَتْ فِي نَحْرِ بِكرٍ أَشْقَرَا
    لَظَنَنْتَ أنَّ الدَّهرَ سَارَ إلى الوَرَا """""" ءِ‍ وأَنتَ عِندَ التَّابِعِينَ مُفَكِّرَا
    * * *
    ولَقَدْ جَلَستُ إلَى أئمَّةِ عَصْرِنَا """""" مَا قَد رَأيتُ بمِثْلِ هَذَا مَنْظَرَا
    حِفْظٌ عَجِيبٌ مَعْ مَقَالٍ مُحْكَمٍ """""" وحِجَاجُهُ مِثْلُ السُّيُوفِ بَوَاتِرَا
    صِدْقٌ وإخلاصٌ وغَيْرَةُ نَاصِحٍ """""" يُهْدِي النَّصِيحَ ولا يَعُودُ القَهْقَرَى
    * * *
    أمَّا العَقِيدَةُ فَهْوَ عَالِمُهَا الَّذِيْ """""" قَد نَالَهَا عَن كَابِرٍ عَن أَكبَرَا
    وكَذَا الحَدِيثُ رِوَايَةً ودِرَايةً """""" فِيهِ غَدَى النَّجمِيُّ آخِرَ مَن رَوَى
    يَرْوِي الكِتَابَ السِّتَّ عَن عُلَمَائهَا """""" بالسَّمعِ لا بإجَازَةٍ قَد خَبَّرَا
    هَذَا هُو المَجْدُ الأَثِيلُ هُوالوَجَا """""" هَةُ والمَكَانَةُ والفَخَارُ لمَن دَرَى
    يَهْنِيكُمُ ياشَيخَنَا هَذِيْ المَكَا """"""نَةُ والسِّيَادَةُ والرِّئاسَةُ في الوَرَى
    إنِّي أَرَاكُمْ فِي عُلُوٍ دَائمٍ """""" شَرَفًا سَمَوتَ عَلَى الأَنَامِ ومَفْخَرَا
    * * *
    مَا كُنتُ أحسَبُ قَبلَ مَوتِكَ أنَّمَا """""" قَبرُ الكَوَاكِبِ مثلُنَا هذا الثَّرَى
    * * *
    كَمْ أَشْعَبِيٍّ طَاعِنٌ في (حَجْمِكُمْ) """""" لمَّا رَآكُمْ في السَّمَاءِ مُنَوِّرَا
    هُوَ جَاهِلٌ مَا قَدرُكُمْ ومَكَانُكُمْ """""" والعَيْبُ فِي الأَبْصَارِ لكِنْ مَادَرَى
    دَعْهُم يَعُضُّوهَا الحَصَى كَمَدًا وزِدْ """""" هُمْ إنْ أَرَادُوا مِكْتَلاً أو أَكْثَرَا
    مَا ضَرَّكُم واللهِ طَعنُ جُوَيهِلٍ """""" بَلْ ضَرَّهُ واللهِ هَاتِيكَ الفِرَى
    * * *
    والشَّيخُ فِي بَابِ العِبَادَةِ آيَةٌ """""" مَاذَا أَقُولُ ومَا عَسَى أنْ أَذْكُرَا ؟
    مِن صَومِهِ وصَلاتِهِ وقُرَانِهِ """""" وقِيَامِهِ ودُعَائهِ مُستَغفِرَا
    * * *
    مَاهَذِه الدُّنيَا بدَارِ إقَامَةٍ """""" وسَعَادَةٍ كَلاَّ ولا دَارِ القِرَى
    مَا أَنْ تَذُوقَ بهَا سَعَادَةَ سَاعَةٍ """""" إلاَّ طَعِمْتَ بهَا الشَّقَاءَ مُكَرَّرَا
    دَارُ العُبُورِ بِلا قَرَارٍ دَائمٍ """""" فَاستَبْدِلَنْهَا بالسَّعَادَةِ آخِرَا
    دَارُ الخِدَاعِ مَع الغُرُورِ وكَمْ بهَا """""" مِن خَادِعٍ فِي النَّاسِ عَاشَ مُغَرَّرَا
    * * *
    أَبْكِيهِ! ثُمَّ إذَا ذَكَرْتُ مَرَارَةَ الدْ """""" دُنْيَا! فَرحتُ لَهُ! وقَلْبِي اسْتَبْشَرَا!!
    فِي جِيرَةِ الرَّحمَنِ حَطَّ رِحَالَهُ """""" وحَطَطْتُ رَحْلِي عندَ آلِ الشَّنْفَرَى!
    صَلَّى الإلَهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمِّدٍ """""" ما نَهْنَهَتْ مُزْنٌ فَسَالَتْ أَمْطُرَا



    وكتبَ

    أبو العَبَّاسِ الشِّحرِيُّ

    آخر نهار الجمعة 20 رجب مضر1429

  • #2
    رحم الله العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمة واسعة وادخله الفردوس من الجنة

    بارك الله في الشيخ أبي العباس الشحري و حفظه ونفع بعلمه

    جزاك الله خير اخانا الكريم أبا أبراهيم على مجهودكم الطيب





    َ
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن علوي باهارون; الساعة 06-04-2010, 10:53 AM.

    تعليق

    يعمل...
    X