الحمد لله أما بعد :
اعلم رحمك الله أن الظلم عند أهل السنة هو وضع الأمور في غير مواضعها
وشواهد ذلك كثير في كلام العرب
ومن ذلك قيل للبن إذا قدم للشرب قبل أن يستخرج زبده قيل له الظليم والظليمة والمظلوم
قال الشاعر
وصاحب صدق لم تنلني شكاته ... ظلمت وفي ظلمي له عامدا أجر
قوله ظلمت أي قدمت له اللبن قبل أن يروب ويستخرج زبده قوله وفي ظلمي له أي وفي تقديمي
له ذلك حالة كوني عامدا لي فيه أجرا وثوابا
وقال آخر :
وقائلة ظلمت لكم سقائي * وهل يخفى على العكد الظليم
والعكد أصل اللسان لأنه يدرك به هل استخرج الزبد أم لا
والعرب تقول هو أظلم من حية لأنها تأتي الحفر الذي لم تحفره فتسكنه
وقال آخر :
فأصبح في غبراء بعد إشاحة ... من العيش مردود عليها ظليمها
غبراء أي حفرة اشاحة أي حدر واشفاق ظليمها ما اخرج من ترابها
وقال الحريري هل يجوز أن يكون الحاكم ظالما قال نعم اذا كان عالما
ويقصد بالظلم تقديم اللبن للرعية قبل أن يروب
وقال النابغة
إلا الأراوي لأيا ما أبينها = والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
سميت مظلومة لأن الحفر وضع في غير موضعه
واما الجهمية الجبرية فالظلم عندهم هو التصرف في ملك الغير وذلك تخلصا من الزام المخالفين لهم بأن تعذيب العصاة مع جبرهم على المعاصى ظلم لهم فتخلصوا من هذا الإيراد بما سلف
وعليه فالظلم عندهم ممتنع لذاته لأن الكل ملك لله فلا يمكن وقوع الظلم في فعل الله تعالى
قال بن القيم
والعبد عندهم فليس بفاعل*** بل فعله كتحرك الرجفان
وهبوب ريح أو تحرك نائم*** وتحرك الأشجار للميلان
والله يصليه على ما ليس من*** أفعاله حر الحميم الآن
لكن يعاقبه على أفعاله*** فيه تعالى الله ذو الاحسان
والظلم عندهم المحال لذاته*** أنى ينزه عنه ذو السلطان
ويكون مدحا ذلك التنزيه ما*** هذا بمقبول لدى الأذهان
فهذا تذكير لمنتديات الوحلين الأشرية
اعلم رحمك الله أن الظلم عند أهل السنة هو وضع الأمور في غير مواضعها
وشواهد ذلك كثير في كلام العرب
ومن ذلك قيل للبن إذا قدم للشرب قبل أن يستخرج زبده قيل له الظليم والظليمة والمظلوم
قال الشاعر
وصاحب صدق لم تنلني شكاته ... ظلمت وفي ظلمي له عامدا أجر
قوله ظلمت أي قدمت له اللبن قبل أن يروب ويستخرج زبده قوله وفي ظلمي له أي وفي تقديمي
له ذلك حالة كوني عامدا لي فيه أجرا وثوابا
وقال آخر :
وقائلة ظلمت لكم سقائي * وهل يخفى على العكد الظليم
والعكد أصل اللسان لأنه يدرك به هل استخرج الزبد أم لا
والعرب تقول هو أظلم من حية لأنها تأتي الحفر الذي لم تحفره فتسكنه
وقال آخر :
فأصبح في غبراء بعد إشاحة ... من العيش مردود عليها ظليمها
غبراء أي حفرة اشاحة أي حدر واشفاق ظليمها ما اخرج من ترابها
وقال الحريري هل يجوز أن يكون الحاكم ظالما قال نعم اذا كان عالما
ويقصد بالظلم تقديم اللبن للرعية قبل أن يروب
وقال النابغة
إلا الأراوي لأيا ما أبينها = والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
سميت مظلومة لأن الحفر وضع في غير موضعه
واما الجهمية الجبرية فالظلم عندهم هو التصرف في ملك الغير وذلك تخلصا من الزام المخالفين لهم بأن تعذيب العصاة مع جبرهم على المعاصى ظلم لهم فتخلصوا من هذا الإيراد بما سلف
وعليه فالظلم عندهم ممتنع لذاته لأن الكل ملك لله فلا يمكن وقوع الظلم في فعل الله تعالى
قال بن القيم
والعبد عندهم فليس بفاعل*** بل فعله كتحرك الرجفان
وهبوب ريح أو تحرك نائم*** وتحرك الأشجار للميلان
والله يصليه على ما ليس من*** أفعاله حر الحميم الآن
لكن يعاقبه على أفعاله*** فيه تعالى الله ذو الاحسان
والظلم عندهم المحال لذاته*** أنى ينزه عنه ذو السلطان
ويكون مدحا ذلك التنزيه ما*** هذا بمقبول لدى الأذهان
فهذا تذكير لمنتديات الوحلين الأشرية