إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

.. :: لاتقل : [ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ] :: ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • .. :: لاتقل : [ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ] :: ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    .. :: فوائد ومواعظ من فقيه أهل السنة وعلامتها :: ..


    قال أبو عبدالله محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في تفسيره : [ أما ما يقوله بعض الناس : [ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ] فهذا خلاف ما جاءت به السنة ، بل قل كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ الحمد لله على كل حال ] ، أما أن تقول : [ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ] ، فكأنك الآن تعلن أنك كاره ما قدر الله عليك ، وهذا لا ينبغي ، بل الواجب أن يصبر الإنسان على ما قدر الله عليه مما يسوؤه أو يسره ، لأن الذي قدره هو الله عز وجل ، وهو ربك وأنت عبده ، هو مالكك وأنت مملوك له ، فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره فلا تجزع ، بل يجب عليك الصبر وألا تتسخط ، لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك ، اصبر وتحمل والأمر سيزول ودوام الحال من المحال ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ واعلَم أن النصرَ مع الصبرِ ، وأنَّ الفرجَ مع الكربِ ، وأن مع العُسرِ يُسراً ] [ ضياء : من حديث ابن عباس رضي الله عنه عند الترمذي وأحمد ] ؛ فالله عز وجل محمود على كل حال من السراء أو الضراء ، لأنه إن قدر السراء فهو ابتلاء وامتحان ، قال الله تعالى : [ ونبلوكم بالشَرِ والخيرِ فِتنَة ] ] .



    ....................


    وقال رحمه الله في معرض رده على سؤال برنامج [ نور على الدرب ] : [ فضيلة الشيخ هذا السائل يقول : البعض من المرضى يتذمر ويكثر من الشكوى ويتسخط مما فيه من مرض ؛ فما نصيحتكم لأمثال هؤلاء ؟ جزاكم الله خيرا ] .

    فكان جوابه رحمه الله : [ الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، نصيحتي لأخواني هؤلاء المرضى ومن أصابهم مصائب في أموالهم وأهليهم أن يصبروا ويحتسبوا ، ويعلموا أن هـذه المصائب ابتلاءٌ من الله سبحانه وتعالى واختبار كما قال الله تبارك وتعالى : [ ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ] ، وإذا كان الله تعالى يبتلي العبد بالنعم ليختبره أيشكر أم يكفر ، فكذلك يبتلي عبده بما يضاد ذلك ليبلوه أيصبر أم يجزع ويتسخط ، ويعين المرء على الصبر على هذه الأمور أمور :

    - الأمر الأول : الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى رب كل شئٍ ومليكه ، وأن الخلق كلهم خلقه وعبيده ، يتصرف فيهم كيف يشاء لحكمةٍ قد نعلمها وقد لا نعلمها ، فلا اعتراض عليه سبحانه وتعالى فيما فعل في ملكه ، [ لا يُسأل عما يفعل وهم ] .

    - الثاني : أن يؤمن بأن هذه المصائب التي تصيبه تكفير عن سيئاته ، تحط عنه الخطايا ويغفر له بها الذنوب ، كما جاء ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولقد أصيبت امرأةٌ من العابدات في اصبعها ولكنها لم تتسخط ولم يظهر عليها أثر التشكي ، فقيل لها في ذلك ، فقالت : [ إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها ] ، ومن المعلوم أن الصبر درجة عالية لا تنال إلا بوجود شئٍ يصبر الإنسان عليه حتى يكون من الصابرين ، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب .

    - ثالثاً : أن يتسلى بما يصيب الناس سواه ، فإنه ليس وحده الذي يُصاب بهذه المصائب ، بل في الناس من يصاب بأكثر من مصيبته ، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم وهو أشرف الخلق عند الله يصاب بالمصائب العظيمة حتى إنه يوعك كما يوعك الرجلان منا ومع ذلك يصبر ويحتسب ، وفي التسلي بالغير تهوينٌ عن المصاعب .

    - رابعاً : أن يحتسب الأجر على الله عز وجل بالصبر على هذه المصيبة ، فإنه إذا احتسب الأجر على الله عز وجل بالصبر على هذه المصيبة فإنه مع تكفير السيئات به يرفع الله له بذلك الدرجات بناءً على احتسابه الأجر على الله سبحانه وتعالى ، ومن المعلوم أن كثيراً من الناس منغمرٌ في سيئاته فإذا جاءت مثل هذه المصائب [ المرض ] أو [ فقدان الأهل ] أو [ المال ] أو [ الأصدقاء ] أو ما أشبه ذلك هان عليه الشيء بالنظر إلى ماله من الأجر والثواب على الصبر عليه واحتساب الأجر من الله ، وكلما عظم المصاب كثر الثواب .

    - خامساً : أن يعلم أن هذه المصائب من الأمراض وغيرها لن تدوم ، فإن [ دوام الحال من المحال ] ، بل ستزول إن عاجلاً وإن آجلاً ، لكن كل ما امتدت ازداد الأجر والثواب ، وينبغي في هذه الحال أن نتذكر قول الله تبارك وتعالى : [ إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسرا ] ، وأن يتذكر قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا ] .

    - سادساً : أن يكون لديه أمل قوي في زوال هذه المصيبة ، فإن فتح الآمال يوجب [ نشاط النفس ] و [ انشراح الصدر ] و [ طمأنينة القلب ] ، وأن الإنسان كلما مضى عليه ساعة رأى أنه أقرب إلى الفرج وزوال هذه المصائب فيكون في ذلك منشطاً نفسه حتى ينسى ما حل به ، ولا شك أن الإنسان الذي ينسى ما حل به أو يتناساه لا يحس به فإن هذا أمرٌ مشاهد إذا غفل الإنسان عما في نفسه من مرضٍ أو جرح أو غيره يجد نفسه نشيطا وينسى ولا يحس بالألم ؛ بخلاف ما إذا ركز شعوره على هذا المرض أو على هذا الألم أو هذا المرض فإنه سوف يزداد ؛ وأضرب لذلك مثلاً بالعمال ، تجد العامل في حال عمله ربما يسقط عليه حجرٌ يجرح قدمه أو تصيبه زجاجة تجرح يده ، أو ما أشبه ذلك وهو مستمرٌ في عمله ولا يحس بما أصابه ، لكن إذا فرغ من عمله ثم توجهت نفسه إلى هذا الذي أصابه حينئذٍ يحس به ، ولهذا لما شُكِيَ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الوساوس التي يجدها الإنسان في نفسه ، قال عليه الصلاة والسلام [ إذا أحس بذلك فليستعذ بالله ] أو [ إذا وجد ذلك فليستعذ بالله ثم لينتهي ] يعني ليعرض عن هذا ويتغافل عنه ، فإنه يزول ، وهذا شئٌ مشاهد ومجرب ، ففي هذه الأمور الستة يحصل للمريض الطمأنينة والخير الكثير .

    - الأمر السابع : أن يؤمن بأن الجزع والتسخط لا يزيل الشيء بل يزيده شدة وحسرة في القلب كما هو ألمٌ في الجسد ، وبهذه المناسبة أود أن أبين أن الناس تجاه المصائب التي تقع بهم ينقسمون إلى أربعة أقسام :

    .. * القسم الأول : من جزع وتسخط [ ولم يصبر ] بل دعا بالويل والثبور وشق الجيوب ولطم الخدود ونتف الشعور وصار قلبه مملوءً غيظاً على ربه عز وجل ، فهذا خاسرٌ في الدنيا والآخرة ، لأن فعله هذا حرام ، والألم لا يزول به ، فيكون بذلك خسر الدنيا والآخرة ، وربما يؤدي ذلك إلى الكفر بالله عز وجل ، كما قال الله تبارك وتعالى : [ ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خيرٌ اطمأن به وإن أصابتهم فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ] .

    .. * الحال الثانية : [ الصبر ] بمعنى أن هذا المصاب لا يحب أن تقع المصيبة بل يكرهها ويحزن لها ، لكنه يصبر فيمنع قلبه عن التسخط ولسانه عن الكلام وجوارحه عن الفعال ، ولكنه يتجرع مرارة الصبر ولا يحب أن ذلك وقع ، فهذا أتى بالواجب وسلم ونجا .

    .. * الحال الثالثة : أن يقابل هذه المصيبة بـ [ الرضا ] و [ انشراح الصدر ] و [ طمأنينة القلب ] حتى كأنها لم يصب بها لقوة رضاه بالله عز وجل ، فالفرق بينه وبين الأول الذي قبله [ ضياء : يريد الحالة الثانية رحمه الله ] أن الأول عنده [ كراهة لما وقع ويتجرع مرارة الصبر عليه ] أما هذا فلا ، [ ليس عنده كراهة ولا في نفسه مرارة ] يقول : [ أنا عبد والرب رب ، ولم يقدر لي هذا إلا لحكمة ] ، فيرضى تماماً ، وقد اختلف العلماء رحمهم الله في هذا الرضا هل هو واجب أو مستحب ، والصحيح أنه [ مستحب ] لكنه [ صبرٌ وزيادة ] ، والصبر سبق أنه واجب وأما ما زاد على الصبر فإنه مستحب ، [ فالراضي أكمل من الصابر ] .

    .. * الحال الرابعة : [ الشكر لله عز وجل على ما حصل ] ، فيشكر الله سبحانه وتعالى على هذه المصيبة .

    ولكن قد يقول قائل : [ إن هذا أمرٌ لا يمكن بحسب الفطرة والطبيعة أن يشكر الإنسان ربه على مصيبة تقع عليه !! ] ، فيُقال : نعم لو نظرنا إلى مطلق المصيبة لكانت الفطرة تأبى أن يشكر الله على ذلك ، ولكن إذا نظر الإنسان إلى [ ما يترتب على هذه المصيبة من مغفرة الذنوب وتكفير السيئات ورفعة الدرجات شكر الله سبحانه وتعالى أن ادخر له من الأجر والثواب خيراً مما جرى عليه من هذه المصيبة ] ، فيكون بذلك شاكراً لله سبحانه وتعالى ، وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أصابه ما يسره قال : [ الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ] ؛ وإذا أصابه خلاف ذلك قال : [ الحمد لله على كل حال ] ، وهذا هو الذي ينبغي أن يقوله الإنسان ، أما ما اشتهر على لسان كثيرٍ من الناس حيث يقول إذا اصيب بمصيبة : [ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه ] فهي عبارةٌ بشعة ولا ينبغي للإنسان أن يقولها ، لأن هذا يعلن إعلاناً صريحاً بأنه كارهٌ لما قدر الله عليه ، وفيه شئٌ من التسخط ، وإن كان غير صريح ، ولهذا نقول ينبغي لك أن تقول ما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول وهو [ الحمد لله على كل حال ] .

    وفي النهاية أوصي إخواني المرضى ومن أصيبوا بمصيبة أن يصبروا على ذلك وأن يحتسبوا الأجر من الله عز وجل ، والله تعالى مع الصابرين ، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ] .



    فالله المستعان ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

    ,

  • #2
    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - : ( قول بعض الناس " الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه " , هذا غلط لأن قولك لا يحمد على مكروه سواه كأن هذا الكلام يشعر بأنك تكره ما قضى الله عليك , وهذا و إن كان حقيقة أن الإنسان يكره بعض ما قضى الله , لاكن بدلا من ذلك قل ما كان الرسول يقول , ماذا كان يقول إذا أصابه ما يكره ؟ يقول : " الحمد لله على كل حال " ) .

    فتاوى الحرم النبوي..

    تعليق


    • #3
      رحم الله العلامه ابن عثيمين رحمة واسعه ورفع درجته في عليين

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك وجزاك الله خيرآ

        تعليق


        • #5
          جزاكَ اللهُ خيراً أخانا ضياء؛

          أشكلت عليَّ هذه الصيغة كثيراً؛ و الحمد لله الآن؛

          رحم الله الشيخَ ابنَ عثيمين و سائر علماءنا السَّلفيين

          و جزاك اللهُ خيراً على هذا الموضوع الطيب

          تعليق

          يعمل...
          X