((إذا لم تستحِ؛فاصنع ما شئت))
قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:كما رواه البخاري في صحيحه برقم(5769)
((إذا لم تستحِ؛فاصنع ما شئت)).
قال العلامة ابن القيم-رحمه الله-في كتابه
(الداء والدواء)ص110-111
((وفيه تفسيران:
أحدهما:
أنه على التهديدِ والوعيدِ،
والمعنى:
من لم يستحِ فإنه يصنعُ ما شاءَ من القبائح؛
إذ الحامل على تركها الحياءُ،
فإذا لم يكن هناك حياء يردعهُ عن القبائحِ فإنه يواقعها.
وهذا تفسيرُ أبي عبيد.
والثاني:
أن الفعل إذا لم تستح منه من اللهِ فافعله،
وإنما الذي ينبغي تركه هو ما يستحيى منه من اللهِ.
وهذا تفسيرُ الإمام أحمد في روايةِ ابنِ هانيءٍ.
فعلى الأول يكون تهديداً،كقوله:{اعملوا ما شئتم}(فصلت:40)
وعلى الثاني يكون إذناً وإباحةً.
فإن قيل:فهل من سبيل إلى حملهِ على المعنيينِ؟؟!!
قلتُ:لا،
ولا على قولِ من يحملُ المشترك على جميعِ معانيهِ؛
لما بينَ الإباحةِ والتهديدِ مِنَ المنافاةِ،
ولكن اعتبارَ أحدِ المعنيينِ يوجبُ اعتبارَ الآخر.
والمقصود أن الذنوب تضعف الحياء من العبد،
حتى ربما انسلخ منه بالكلية،
حتى إنه ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا بأطلاعهم عليه،بل كثير منهم يخبرُ عن حاله وقبح ما يفعل،
والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء،
وإذا وصل العبدُ إلى هذه الحال لم يبق في صلاحه مطمع.
وإذا رأى إبليسُ طلعة وجههِ***حي وقال:فديت من لا يفلح )).
وقال الحافظ ابن رجب-رحمه الله-في(جامع العلوم والحكم)في شرحه لهذا الحديث:
(( وقوله: ((إذا لم تستحِ؛فاصنع ما شئت)).
في معناه قولان:
أحدهما:
أنه ليس بمعنى الأمر أن يصنع ما شاء،
ولكنه على معنى الذم والنهي عنه،
وأهل هذه المقالة لهم طريقان:
الأول:
أنه أمر بمعنى التهديد والوعيد،
والمعنى:إذا لم يكن حياء فاعمل ما شئت فالله يجازيك عليه
كقوله تعالى:
{فاعبدوا ما شئتم من دونه}
والطريق الثاني:
أنه أمر ومعناه الخبر،
والمعنى أن من لم يستح صنع ما شاء،فإن المانع من فعل القبائح هو الحياء.
والقول الثاني:
أنه أمر بفعل ما يشاء على ظاهر أمره،
وأن المعنى إذا كان الذي يريد فعله مما يستحي من فعله لا من الله ولا من الناس لكونه من أفعال الطاعات أو من جميل الأخلاق والآداب المستحسنة فاصنع منه حينئذ ما شئت،وهذا قول جماعة من الأئمة منهم إسحاق)).
أخوكم المحب:عماد الحديدي
قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:كما رواه البخاري في صحيحه برقم(5769)
((إذا لم تستحِ؛فاصنع ما شئت)).
قال العلامة ابن القيم-رحمه الله-في كتابه
(الداء والدواء)ص110-111
((وفيه تفسيران:
أحدهما:
أنه على التهديدِ والوعيدِ،
والمعنى:
من لم يستحِ فإنه يصنعُ ما شاءَ من القبائح؛
إذ الحامل على تركها الحياءُ،
فإذا لم يكن هناك حياء يردعهُ عن القبائحِ فإنه يواقعها.
وهذا تفسيرُ أبي عبيد.
والثاني:
أن الفعل إذا لم تستح منه من اللهِ فافعله،
وإنما الذي ينبغي تركه هو ما يستحيى منه من اللهِ.
وهذا تفسيرُ الإمام أحمد في روايةِ ابنِ هانيءٍ.
فعلى الأول يكون تهديداً،كقوله:{اعملوا ما شئتم}(فصلت:40)
وعلى الثاني يكون إذناً وإباحةً.
فإن قيل:فهل من سبيل إلى حملهِ على المعنيينِ؟؟!!
قلتُ:لا،
ولا على قولِ من يحملُ المشترك على جميعِ معانيهِ؛
لما بينَ الإباحةِ والتهديدِ مِنَ المنافاةِ،
ولكن اعتبارَ أحدِ المعنيينِ يوجبُ اعتبارَ الآخر.
والمقصود أن الذنوب تضعف الحياء من العبد،
حتى ربما انسلخ منه بالكلية،
حتى إنه ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا بأطلاعهم عليه،بل كثير منهم يخبرُ عن حاله وقبح ما يفعل،
والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء،
وإذا وصل العبدُ إلى هذه الحال لم يبق في صلاحه مطمع.
وإذا رأى إبليسُ طلعة وجههِ***حي وقال:فديت من لا يفلح )).
وقال الحافظ ابن رجب-رحمه الله-في(جامع العلوم والحكم)في شرحه لهذا الحديث:
(( وقوله: ((إذا لم تستحِ؛فاصنع ما شئت)).
في معناه قولان:
أحدهما:
أنه ليس بمعنى الأمر أن يصنع ما شاء،
ولكنه على معنى الذم والنهي عنه،
وأهل هذه المقالة لهم طريقان:
الأول:
أنه أمر بمعنى التهديد والوعيد،
والمعنى:إذا لم يكن حياء فاعمل ما شئت فالله يجازيك عليه
كقوله تعالى:
{فاعبدوا ما شئتم من دونه}
والطريق الثاني:
أنه أمر ومعناه الخبر،
والمعنى أن من لم يستح صنع ما شاء،فإن المانع من فعل القبائح هو الحياء.
والقول الثاني:
أنه أمر بفعل ما يشاء على ظاهر أمره،
وأن المعنى إذا كان الذي يريد فعله مما يستحي من فعله لا من الله ولا من الناس لكونه من أفعال الطاعات أو من جميل الأخلاق والآداب المستحسنة فاصنع منه حينئذ ما شئت،وهذا قول جماعة من الأئمة منهم إسحاق)).
أخوكم المحب:عماد الحديدي