إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عزاء أبي بكر بن ماهر المصري في الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عزاء أبي بكر بن ماهر المصري في الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله

    عزاء أبي بكر بن ماهر المصري في الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على المرسَل رحمة للعالمين, ورضي الله عن الصحب أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    أما بعد:
    فإن الأمة الإسلامية قد رُزِئت أمس بموت عَلَم من أعلام علماء أهل السنة ألا وهو: الشيخ الوالد العلامة؛ الإمام السلفي النحرير؛ الظهير لأهل السنة؛ القامع لأهل البدعة؛ العالم المجتهد؛ دِرع السنة ورِدء أهلها؛ مفتي جنوب المملكة العربية السعودية؛ شيخ الحديث والفقه؛ الشيخ: أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله تعالى وغفر له، ورفع درجته في المهديين، وخلفه في عَقبه في الغابرين, وفسح له في قبره، ونَوَّر له فيه, ونصر بآثاره السنة بعد مماته كما نصرها به في حياته, وقمع بآثاره البدعة بعد مماته كما قمعها به في حياته, وبارك في علمه ونفعه به ونفع به-، وإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا, وإنا لفراق الشيخ أحمد لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
    اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلفنا خيرًا منها، وإن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلٌّ عنده بأجل مسمى، فليصبر المصابون بموت الشيخ وليحتسبوا، عَظَّم الله أجركم يا سلفيون ويا سلفيين, ويا طلبة العلم ويا علماء الإسلام, ويا أولياء الشيخ, ويا طلبته, وجعلكم خير خلف لخير سلف، وجعلكم مصابيح الدجى, ومنارات السنة.
    ولقد كان الشيخ -رحمه الله- رافعًا للواء السنة ومذهب السلف الصالح, ودافعًا للباطل ومنكسًا لراية أهله، رضي الله عن الشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى بمنه وكرمه.
    ووالله إن موت العالم -أيِّ عالم- كمثل الشيخ النجمي -رحمه الله- لثُلمة وخَلة لا سادَّ لها من دون الله, وإنه لكسر وشرخ لا جابر له من دون الله، وإن السلفيين في هذا العصر, عصر الغربة وزمن القلة إنهم ليتامى بموت أمثال هؤلاء الآباء الأجلاء, والسادة العلماء، والنخبة النجباء, والصفوة الألباء.
    وإن من نعمة الله على الشيخ أحمد -رحمه الله- أنه لم يقبضه حتى نصر به السنة وقمع به البدعة, ورد على أهل الباطل وأهل البدع والأهواء والزيغ باطلهم وبدعهم وأهواءهم وزيغهم, وحتى رفع ذكره في الآفاق, وجعله حربًا على الغوي الأفاك، ولو اجتمع الثقلان على رد فضل الله عليه ما قدروا, ولو بارزه أهل الباطل عن بَكرة أبيهم في حومة الوغى لفروا وما صبروا، ولِمَ لا يكون الشيخ قويًّا ومعه سلاح الوحي من الكتاب والسنة، وهو أقوى سلاح، من تسلح به نال الخير والفلاح، وأغار على أهل الباطل وغزاهم في عقر دارهم في الليل وفي الصباح ؟!
    وإني لأحب أن أشد من أزر السلفيين قائلاً لأهل الأهواء: إن طلبة العلم فضلاً عن العلماء لم ولن يضعوا إن شاء الله سيوف الحق عن عواتقهم, ولم ولن يضعوا رماح النقد لأي مبطل كائنًا من كان عن كواهلهم لموت الشيخ النجمي -رحمه الله- ولا لموت غيره، بل سيزدادون صلابة وقوة في دين الله إن شاء الله -عز وجل-، لعظم الحق الواجب عليهم في أعناقهم تجاه دينهم، وتجاه الناس حكامًا ومحكومين، من المسلمين البررة، والمنافقين والكافرين والمبتدعين الفجرة.
    وإن كاتب هذه الكلمات ليعتقد -حال كونه معزيًا الأمة الإسلامية عمومًا والسلفيين وعلى رأسهم علماؤهم خصوصًا- ليعتقد أن الله مخلف بخير -إن شاء الله- وأنه ناصرُ أتباعِ دينه، وأتباع رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، مهما قل عددهم, ومهما زادت غربتهم, ومهما تكاثر عليهم أهل الباطل، مستحضرًا في ذلك قولَه تعالى: ((وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) وقوله: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ)) وقال: ((حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)).
    وإذا كان الشيخُ النجميُّ -رحمه الله- قد غاب عنا بدنُه؛ فلم يغب عنا علمه, ثم إنه -رحمه الله- حلقة في سلسلة طويلة متصلة بالعلماء الثقات الذين يذبون عن دينه ويذودون عن حياضه كل ضال وكل دخيل, ويضربونه بسوط الحق ضرب غريبة الإبل, فكلما ذهب واحد تلاه آخر من غير انقطاع، بحيث يعرف لاحقهم فضل سابقهم.
    وليُعلَم أن جراب أهل الباطل والأهواء جراب كبير محشو بالأباطيل والأكاذيب التي يغرفونها منه غرفًا مستمرًا وينشرونها على الناس بحيث تبلغ الآفاق, وهذا شأن الكذاب الأفاك، ولن يزيدهم افتراؤهم وكذبهم وبغيهم وبهتهم للسلفيين بما ليس فيهم؛ لن يزيدهم هذا كله إلا ذُلاًّ وصَغارًا، وعارًا وشنارًا، وخزيًا وخسارًا، وهلاكًا وبوارًا، ما داموا على تعمد الكذب قائمين, وعلى تشويه أهل العلم وازدرائهم مرابطين، ولئن أحياني الله وأقدرني لأنثرن ما في جرابهم من البغي والكذب، وما في جَعبتهم من التلبيس والتدليس، ولأسلخن أمثال هؤلاء الكذابين والبغاة سلخ شاةٍ -إن شاء الله-، وقد قال تعالى: ((فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ)) وقال: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ))، وقال ((فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا)).
    أسأل الله أن يزيد أهل الكذب الأفاكين الذين لا يستحيون من الله ولا من عباده خزيًا إلى خزيهم, وأن يحرمهم التوفيق والسداد جزاء بغيهم وكذبهم وافترائهم وعنادهم وظلمهم، ((وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)).
    كما أسأله سبحانه أن يحفظ السلفيين، وأن يبارك فيهم, وأن يقمع بهم كل عدو لدود، وكل شيطان مريد، وأن يُعلي قدرهم، وأن يرفع ذكرهم ودرجاتهم, وأن يُعِزَّهم بدينه، وأن يُعِزَّ دينه بهم، وأن يوفقهم ويهديهم ويسددهم حيثما حلوا أو ارتحلوا، وأن يجعل لهم لسان صدق في الآخرين، وأن يحسن خاتمتهم، وأن يقيهم مصارع السوء، وأن يجعلهم من ورثة جنة النعيم، وأن يرزق الشيخ النجمي رفيع الدرجات في أعلى الجنات بمنه وكرمه، فإني أحسِبه من أوليائه، ومن العلماء الذين يخشونه، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدًا.
    وصلَّى الله وسلم على محمد وعلى آله وسلم.


    تم تحريره في يوم الخميس الموافق: الحادي والعشرين من شهر رجب لسنة تسع وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية.


    كتبه:
    أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة
    مصر - المنصورة - طلخا - جوجر

    http://www.abu-bkr.com/makalat/makalat12.html

  • #2
    جزى الله خيرا الشيخ الفاضل أبي بكر بن ماهر بن عطية المصري..
    على هذه الكلمات المباركات
    في حق العلامة المحدث احمد بن يحيى النجمي رحمه الله...

    و بارك الله في أخانا يوسف الزاكوري على هذا النقل.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيراً و بارك فيك أخانا أبا عبد الله.

      تعليق

      يعمل...
      X