إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعليق الخِرَق على السيارات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعليق الخِرَق على السيارات

    إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهديه ونتوبُ إليه، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه وصفِيُّه وخليلُه -صلى الله عليه وسلم-، وعلى آلِه وصحابته أجمعين. وبعد:

    فإنَّ مِن عوائد الجاهليةِ التي نَهى عنها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وحذَّر أمتَه منها: اتخاذَ التمائمِ التي يَعتقد بعضُ الناسِ أنها تدفعُ العينَ وتَمنع الضَّرر؛ كالقلائدِ والخرزاتِ التي تُعلَّقُ على الأولادِ والبهائم بقصدِ دفع العين والحسد؛ لأنها مِن جنس الشرك بالله تعالى الذي مَقَتَه اللهُ، وجعله سببًا في الحِرمان مِن الجنة؛ حيث قال تعالى: ﴿إنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ[المائدة: 72]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلًا بَعِيدًا[النساء: 116].


    وقد رَوى الإمامُ أحمدُ عن عقبةَ بن عامرٍ الجهني -رضي الله عنه-: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أقبل إليه رهطٌ فبايع تسعةً وأمسك عن واحد، فقيل له: يا رسول الله! بايعتَ تسعةً وتركتَ هذا؟! قال: «إنَّ عليه تَميمة»، فأدخل يده فَقطعها، فبايعه، وقال: «مَن علَّق تميمة؛ فقد أشرك»، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": رجال أحمد ثقات.


    وعن ابنِ مسعود -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ الرقى والتمائِمَ والتولة: شِركٌ»، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكمُ، وصححه، وأقره الذهبي].


    ومما يدخلُ في ذلك: تعليقُ التمائم على السيارات، حيث تُوضَعُ خِرقةٌ في مقدمَةِ السيارةِ أو مؤخِّرتِها يُعتقدُ أنها تَدفعُ الحسدَ وتَمنعُ الحوادثَ! فإنَّ هذا مِن جنس عمَلِ أهلِ الجاهلية؛ حيث كانوا يقلِّدون البَهائم خوفًا عليها مِن العين! وقد أمر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بقطعِها:


    فعن أبي بشير الأنصاري -رضي الله عنه- أنه كان مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في بعضِ أسفارِه فأرسل رسولًا: «أن لا يبقين في رقبةِ بعيرٍ قلادة مِن وتر أو قلادة إلا قُطِعت» متفق عليه.


    قال الإمام مالك -رحمه الله-: «أرى ذلك مِن العين، أي: نهاهم عن تعليقِها؛ لأنهم كانوا يَعتقدون أنَّ تقليدَ الخيلِ بالأوتار يَدفع عنها العينَ والأذى، فتكون كالعوذة لها، فنهاهم، وأعلمهم أنها لا تدفع ضررًا ولا تَصرف حذرًا».


    وقد شدَّد علماءُ الحنفية في ذلك، ورأوا أنه شِرك، قال الإمام الطحاوي الحنفي: «ذلك عندنا -والله أعلم-: ما عُلِّق قبل نزولِ البلاء ليُدفع، وذلك ما لا يَستطيعه غيرُ الله -عز وجل- فنهى عن ذلك؛ لأنه شِرك».


    وقال الزيلعي الحنفي: «التميمةُ: خيط كان يُربط في العنق أو اليدِ في الجاهلية؛ ليَدفع المضرَّة عن أنفسِهم -على زعمهم-، وهو مَنهي عنه».


    وقال الخادمي الحنفي: «ويُستدل بهذا الحديثِ: على منعِ الناس أن يعلِّقوا على أولادِهم التمائمَ والخيوطَ والخرزاتِ وغيرَ ذلك مما تختلفُ أنواعُه ويظنون أنَّ ذلك يَنفعهم أو يدفعُ عنهم العينَ ومَسَّ الشيطان. وفيه نوعٌ مِن الشرك -أعاذنا اللهُ تعالى مِن ذلك-؛ فإن النفعَ والضرَّ بيدِ الله لا بيد غيرِه».


    وقد دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مَن اتخذ تميمةً، سواء كانت على نفسِه أو ولدِه أو بهيمتِه أو سيارتِه؛ فروى الإمامُ أحمد وأبو يَعلى والطبراني عن عقبةَ بن عامر الجهني -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن علَّق تميمة؛ فلا أتَمَّ اللهُ له، ومَن علَّق ودعة؛ فلا وَدَع اللهُ له» وصححه الحاكم وأقره الذهبي. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «فلا أتَمَّ اللهُ له»: دعاءٌ عليه أنْ لا يُتِمَّ اللهُ له ما أرادَ مِن دفع المَكروه بالوسيلةِ المُحَرَّمة، وقد وقعت حوادثُ شنيعةٌ لبعضِ الذين عقدوا على سياراتِهم هذه الخيوطَ؛ فلم تنفعْهم، وعرفوا معنى قول الله تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُر فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[يونس: 107].


    وروى أحمد والترمذي والطبراني عن عبد الله بن عكيم الجهني -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن تعلَّق شيئًا وُكِل إليه»، صححه الحاكم.


    وحسْب الإنسان خذلانًا أن يتخلى الله عن حفظه ويكله إلى مخلوق ضعيف لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعًا ولا ضرًّا، وإنا نَهيب بإخوانِنا المسلمين أن يَحذَروا مِن وسائلِ الشركِ، وأن يُحسِنوا في توكُّلهم على اللهِ تعالى وحده لا شريكَ له، فهو حسبنا ونِعم الوكيل.


    اللهم إنا نسألك فعلَ الخيراتِ وتركَ المنكرات.


    وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.


    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    أحمد بن علي سير المباركي .. صالح بن فوزان الفوزان .. عبدالله بن عبدالرحمن الغديان .. عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ .. محمد بن حسن آل الشيخ .. سعد بن ناصر الشثري .. عبدالله بن محمد بن خنين .. عبدالله بن محمد المطلق
    مصدر الفتوى (اضغط هنا)

  • #2
    أحسنت أبا عمار

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيراأباعمارموضوع جيد نسأل الله لناولك الإخلاص والقبول ولكن أود تنبيهك حفظك الله أن لفظة{ونستهديه }قال بشذوذها الشيخ مقبل وقال الشيخ الألباني في مقدمة الرد المفحم معلقافي الحاشيه لم ترد .

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة خالد بن محمد الغرباني مشاهدة المشاركة
        أحسنت أبا عمار
        أحسن الله إليك أخي أبا عبدالله

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أبو مساعد بطيح الوايلي مشاهدة المشاركة
          جزاك الله خيراأباعمارموضوع جيد نسأل الله لناولك الإخلاص والقبول ولكن أود تنبيهك حفظك الله أن لفظة{ونستهديه }قال بشذوذها الشيخ مقبل وقال الشيخ الألباني في مقدمة الرد المفحم معلقافي الحاشيه لم ترد .
          بارك الله فيك أخي أبا مساعد على التنبيه

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة أبو مساعد بطيح الوايلي مشاهدة المشاركة
            جزاك الله خيراأباعمارموضوع جيد نسأل الله لناولك الإخلاص والقبول ولكن أود تنبيهك حفظك الله أن لفظة{ونستهديه }قال بشذوذها الشيخ مقبل وقال الشيخ الألباني في مقدمة الرد المفحم معلقافي الحاشيه لم ترد .
            [font="traditional arabic"]جزاك الله خيراً أخي أبا مساعد ومن باب الفائدة قال العلامة الألباني كما في الصحيحة (1/5) :
            سمعت غير واحد من الخطباء يزيد هنا قوله:"ونستهديه", ونحن في الوقت الذي نشكرهم على إحيائهم لهذه الخطبة في خطبهم ودروسهم, نرى لزامًا علينا أن نذكّرهم بأنّ هذه الزيادة لا أصل لها في شيْ من طرق هذه الخطبة؛ خطبة الحاجة. اهـ .
            وقد أفاد بعض الباحثين بأن العلامة الألباني استدرك هذا الإطلاق بورد هذه اللفظة في طريق من طرق خطبة الحاجة وهي في كتاب الأم للإمام الشافعي فقال : : منكر جدًّا بذكر الاستهداء والاستنصار وغيره .اهـ . السلسلة الضعيفة برقم (( 6525 )
            وعلة هذه الزيادة إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى الأسلمي : متروك
            فالأولى أن يقال زيادة منكرة أو زيادة لا أصل لها ويحمل على أنها لا أصل لها يصح
            جزاك الله خيراً أخي أبا عمر على نقلك لمثل هذه المواضيع المفيدة [
            /font]

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة علي بن رشيد العفري مشاهدة المشاركة
              [font="traditional arabic"]جزاك الله خيراً أخي أبا مساعد ومن باب الفائدة قال العلامة الألباني كما في الصحيحة (1/5) :
              سمعت غير واحد من الخطباء يزيد هنا قوله:"ونستهديه", ونحن في الوقت الذي نشكرهم على إحيائهم لهذه الخطبة في خطبهم ودروسهم, نرى لزامًا علينا أن نذكّرهم بأنّ هذه الزيادة لا أصل لها في شيْ من طرق هذه الخطبة؛ خطبة الحاجة. اهـ .
              وقد أفاد بعض الباحثين بأن العلامة الألباني استدرك هذا الإطلاق بورد هذه اللفظة في طريق من طرق خطبة الحاجة وهي في كتاب الأم للإمام الشافعي فقال : : منكر جدًّا بذكر الاستهداء والاستنصار وغيره .اهـ . السلسلة الضعيفة برقم (( 6525 )
              وعلة هذه الزيادة إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى الأسلمي : متروك
              فالأولى أن يقال زيادة منكرة أو زيادة لا أصل لها ويحمل على أنها لا أصل لها يصح
              جزاك الله خيراً أخي أبا عمر على نقلك لمثل هذه المواضيع المفيدة [/font]
              بارك الله فيك وجزيت خيرا

              تعليق

              يعمل...
              X