قال الحافظ الذهبي في ترجمة الحافظ محمد بن ناصر أبي الفضل السلامي قال فيه السمعاني :كان يحب أن يقع في الناس.اهـ
قال ابن الجوزي معقباً :
وهذا قبيح من أبي سعد، فإن صاحب الحديث مايزال يجرّح ويعدّل. فإذا قال قائل: إن هذا وقوعٌ في الناس دلّ على أنه ليس بمحدّث، ولا يعرف الجرحَ من الغيبة. ومذيّل ابن السمعاني ما سماه إلا ابن ناصر، ولا دلّه على أحوال الشيوخ أحد مثل ابن ناصر، وقد احتج بكلامه في أكثر التراجم، فكيف عوّل عليه في الجرح والتعديل، ثم طعن فيه؟ ولكن هذا منسوبٌ الى تعصّب ابن السمعاني على أصحاب أحمد. ومن طالع كتابه رأى تعصبه البارد وسوء قصده. ولا جرم لم يمتّع بما سمع، ولا بلغ رتبة الرواية. اهـ
فعقب عليه الذهبي _ رحمه الله _ بكلام متين وعتاب جميل ولما اشتمل عليه من الفوائد أنقله هنا للفائدة قال بعد إيراد كلامه كما في تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 8 / ص 331)
قلت: يا أبا الفرج، لا تنهَ عن خُلق وتأتي مثله. فإنه عليك في هذا الفصل مؤاخذات عديدة، منها : أن أبا سعد لم يقل شيئاً في تجريحه وتعديله، وإنما قال: إنه يتكلم في أعراض الناس. ومن جرّح وعدّل لم يسم في عرف أهل الحديث أنه يتكلم في أعراض الناس، بل قال ما يجب عليه، والرجل فقد قال في ابن ناصر عبارتك بعينك التي سرقتها منه وصبغته بها. بل وعامة ما في كتابك المنتظم من سنة نيف وستين وأربعمائة الى وقتنا هذا من التراجم، إنما أخذته من ذيل الرجل، ثم أنت تتفاجم عليه وتتفاجح.
ومن نظر في كلام ابن ناصر في الجرح والتعديل أيضاً عرف عترسته وتعسّفه في بعض الأوقات
ثم تقول: فإذا قال قائل إن هذا وقوع في الناس دل على أنه ليس بمحدّث، ولا يعرف الجرح من الغيبة، فالرجل قال قوله، وما تعرّض لا الى جرح ولا غيبة حتى تلزمه شيئاً ما قاله. وقد علم الصالحون بالحديث أنه أعلم منك بالحديث، والطرق، والرجال، والتاريخ، وما أنت وهو بسواء. وأين من أضنى عمره في الرحلة والفنّ خاصة وسمع من أربعة آلاف شيخ، ودخل الشام، والحجاز، والعراق، والجبال، وخراسان، وما وراء النهر، وسمع في أكثر من مائة مدينة، وصنّف التصانيف الكثيرة، الى من لم يسمع إلا ببغداد، ولا روى إلا عن بضعة وثمانين نفساً؟ فأنت لا ينبغي أن يُطلق عليك اسم الحفظ باعتبار اصطلاحنا، بل باعتبار أنك ذو قوة حافظة، وعلم واسع، وفنون كثيرة، واطلاع عظيم. فغفر الله لنا ولك.
ثم تنسبه الى التعصب على الحنابلة، والى سوء القصد، وهذا - والله - ما ظهر لي من أبي سعد، بل، والله، عقيدته في السنّة أحسن من عقيدتك، فإنك يوماً أشعري، ويوماً حنبلي، وتصانفك تنبئ بذلك. فما رأينا الحنابلة راضين بعقيدتك ولا الشافعية، وقد رأيناك أخرجت عدة أحاديث في الموضوعات، ثم في مواضع أخَر تحتج بها وتحسّنها. فخِلنا مساكتتة.اهـ
وهذا التعقيب الجميل : اشتمل على أمور
1ـ غيرة الإمام الذهبي على الأئمة والدفاع عنهم
2ـ إنصاف الإمام الذهبي حيث لم يجحف في حق من رآه مخطئاً
3ـ من جرح الناس وعدلهم لا يعتبر طاعناً في الناس ومتكلماً فيهم وأما في هذا الزمن فعند البعض لا حاجة للجرح والتعديل ومن تكلم في الناس نصحاً لمن أوجب الله نصيحته فهو حدادي وفجوري وو !!
4ـ وأعجبني قوله : وقد علم الصالحون بالحديث أنه أعلم منك بالحديث، والطرق، والرجال، والتاريخ، وما أنت وهو بسواء. اهـ
وكذلك نقول لمحمد بن هادي الباغي في يغيه على الإمام الوادعي : وقد علم الصالحون بالحديث أنه أعلم منك بالحديث، والطرق، والرجال، والتاريخ، وما أنت وهو بسواء.ي وأزيدك بل لا تسوى آحاد طلبته بل وآحاد طلبة شبله المغوار أبي عبد الرحمن الحجوري ونقول : أين من رحل إليه مئات الآلاف من طلاب من جميع أنحاء العالم وهو بين ظهراني أعداء الله من الراففضة الأنجاس وهو مع ذلك صابر على تربية أبناء المسلمين وتعليمهم وحسن رعايتهم وهو مع لك قائم بدعوة يحسب لها أعداء الله من اليهود والنصارى ألف حساب أين هذا ممن هبطت همته ورضي بأن يكون مدرساً في جامعة سيطر عليها الحزبيوون وهو مع علمه بحالهم فلا يستطيع أن ينكر عليهم لما تقدم ألا فلنتق الله جميعاً ولنتأمل ما يحاك لنا وإن غداً لناظره قريب
وفيها فوائد كثيرة لمن تأمل فرحمة الله على الإمام الذهبي وغفر للإمام ابن الجوزي والحمد لله
قال ابن الجوزي معقباً :
وهذا قبيح من أبي سعد، فإن صاحب الحديث مايزال يجرّح ويعدّل. فإذا قال قائل: إن هذا وقوعٌ في الناس دلّ على أنه ليس بمحدّث، ولا يعرف الجرحَ من الغيبة. ومذيّل ابن السمعاني ما سماه إلا ابن ناصر، ولا دلّه على أحوال الشيوخ أحد مثل ابن ناصر، وقد احتج بكلامه في أكثر التراجم، فكيف عوّل عليه في الجرح والتعديل، ثم طعن فيه؟ ولكن هذا منسوبٌ الى تعصّب ابن السمعاني على أصحاب أحمد. ومن طالع كتابه رأى تعصبه البارد وسوء قصده. ولا جرم لم يمتّع بما سمع، ولا بلغ رتبة الرواية. اهـ
فعقب عليه الذهبي _ رحمه الله _ بكلام متين وعتاب جميل ولما اشتمل عليه من الفوائد أنقله هنا للفائدة قال بعد إيراد كلامه كما في تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 8 / ص 331)
قلت: يا أبا الفرج، لا تنهَ عن خُلق وتأتي مثله. فإنه عليك في هذا الفصل مؤاخذات عديدة، منها : أن أبا سعد لم يقل شيئاً في تجريحه وتعديله، وإنما قال: إنه يتكلم في أعراض الناس. ومن جرّح وعدّل لم يسم في عرف أهل الحديث أنه يتكلم في أعراض الناس، بل قال ما يجب عليه، والرجل فقد قال في ابن ناصر عبارتك بعينك التي سرقتها منه وصبغته بها. بل وعامة ما في كتابك المنتظم من سنة نيف وستين وأربعمائة الى وقتنا هذا من التراجم، إنما أخذته من ذيل الرجل، ثم أنت تتفاجم عليه وتتفاجح.
ومن نظر في كلام ابن ناصر في الجرح والتعديل أيضاً عرف عترسته وتعسّفه في بعض الأوقات
ثم تقول: فإذا قال قائل إن هذا وقوع في الناس دل على أنه ليس بمحدّث، ولا يعرف الجرح من الغيبة، فالرجل قال قوله، وما تعرّض لا الى جرح ولا غيبة حتى تلزمه شيئاً ما قاله. وقد علم الصالحون بالحديث أنه أعلم منك بالحديث، والطرق، والرجال، والتاريخ، وما أنت وهو بسواء. وأين من أضنى عمره في الرحلة والفنّ خاصة وسمع من أربعة آلاف شيخ، ودخل الشام، والحجاز، والعراق، والجبال، وخراسان، وما وراء النهر، وسمع في أكثر من مائة مدينة، وصنّف التصانيف الكثيرة، الى من لم يسمع إلا ببغداد، ولا روى إلا عن بضعة وثمانين نفساً؟ فأنت لا ينبغي أن يُطلق عليك اسم الحفظ باعتبار اصطلاحنا، بل باعتبار أنك ذو قوة حافظة، وعلم واسع، وفنون كثيرة، واطلاع عظيم. فغفر الله لنا ولك.
ثم تنسبه الى التعصب على الحنابلة، والى سوء القصد، وهذا - والله - ما ظهر لي من أبي سعد، بل، والله، عقيدته في السنّة أحسن من عقيدتك، فإنك يوماً أشعري، ويوماً حنبلي، وتصانفك تنبئ بذلك. فما رأينا الحنابلة راضين بعقيدتك ولا الشافعية، وقد رأيناك أخرجت عدة أحاديث في الموضوعات، ثم في مواضع أخَر تحتج بها وتحسّنها. فخِلنا مساكتتة.اهـ
وهذا التعقيب الجميل : اشتمل على أمور
1ـ غيرة الإمام الذهبي على الأئمة والدفاع عنهم
2ـ إنصاف الإمام الذهبي حيث لم يجحف في حق من رآه مخطئاً
3ـ من جرح الناس وعدلهم لا يعتبر طاعناً في الناس ومتكلماً فيهم وأما في هذا الزمن فعند البعض لا حاجة للجرح والتعديل ومن تكلم في الناس نصحاً لمن أوجب الله نصيحته فهو حدادي وفجوري وو !!
4ـ وأعجبني قوله : وقد علم الصالحون بالحديث أنه أعلم منك بالحديث، والطرق، والرجال، والتاريخ، وما أنت وهو بسواء. اهـ
وكذلك نقول لمحمد بن هادي الباغي في يغيه على الإمام الوادعي : وقد علم الصالحون بالحديث أنه أعلم منك بالحديث، والطرق، والرجال، والتاريخ، وما أنت وهو بسواء.ي وأزيدك بل لا تسوى آحاد طلبته بل وآحاد طلبة شبله المغوار أبي عبد الرحمن الحجوري ونقول : أين من رحل إليه مئات الآلاف من طلاب من جميع أنحاء العالم وهو بين ظهراني أعداء الله من الراففضة الأنجاس وهو مع ذلك صابر على تربية أبناء المسلمين وتعليمهم وحسن رعايتهم وهو مع لك قائم بدعوة يحسب لها أعداء الله من اليهود والنصارى ألف حساب أين هذا ممن هبطت همته ورضي بأن يكون مدرساً في جامعة سيطر عليها الحزبيوون وهو مع علمه بحالهم فلا يستطيع أن ينكر عليهم لما تقدم ألا فلنتق الله جميعاً ولنتأمل ما يحاك لنا وإن غداً لناظره قريب
وفيها فوائد كثيرة لمن تأمل فرحمة الله على الإمام الذهبي وغفر للإمام ابن الجوزي والحمد لله