إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[جمع لفتاوى العلماء السابقين والمعاصرين في تحريم الإختلاط] ::: متجدد:::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    69- العلامة عبد المحسن العباد:
    وقال العلامة العباد حفظه الله: يستفاد من هذه الترجمة-اي ( لو تركنا هذا الباب للنساء )- عدم الإختلاط بين الرجال والنساء، بحيث تكون النساء متميزات عن الرجال، ويكون الرجال متميزين عن النساء، سواءٌ أكان ذلك في الدخول من الأبواب أم في المكث في المسجد.اهـ ["شرح سنن أبي داود" (3 / 248)].
    وقال حفظه الله:
    ويحتمل المعنى الثاني: وهو أنهم لا ينصرفون قبل الإمام فيما إذا كان معهم نساء حتى تنصرف النساء، ولا يحصل الإختلاط بين الرجال والنساء.اهـ ["المصدر السابق" (4 / 109)]
    وقال حفظه الله:
    وأما النساء فلا يجوز لهن الذهاب إلى مثل هذه الأماكن – اي الذهاب إلى البحر للسباحة - التي يكون فيها الإختلاط ويكون فيها التكشف.اهـ ["المصدر السابق" (22 / 449)]
    وقال حفظه الله:
    أما حصول الإختلاط فإنه يترتب على ذلك الأضرار الكثيرة العريضة.اهـ ["المصدر السابق" (25 / 436)].

    تعليق


    • #32
      أعتذر عن عدم مواصلة الموضوع في الأيام الماضية لبعض الأشغال ، أسأل الله الإعانة والتيسير على مواصلة الموضوع على أقرب وقت ممكن إن شاء الله

      تعليق


      • #33
        70- العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله:
        وقال العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله:
        موقف الإسلام من التبرج والاختلاط والخلوة:
        إن موقف الإسلام واضح من هذه الجاهليات وهو موقف فطري ومعقول بل ومقبول لدى الأذواق السليمة ، والإسلام يشدد الإنكار على هذه الجاهليات ولاسيما جاهلية الخلوة إذ يقول رسول الهدى عليه الصلاة والسلام:" ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان". "لا يخلون أحد بامرأة إلا مع ذي محرم".
        هكذا يقول رسول الإسلام أيها المسلمون.
        وفي النهي عن جاهلية التبرج يقول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]
        ويقول مخاطباَ لنبيه وخليله محمداَ عليه الصلاة والسلام: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]
        هكذا يأمر الإسلام المرأة المسلمة ابتداء من أمهات المؤمنين الطاهرات إلى يوم الناس هذا بل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
        يأمرها بالحشمة والحياء وعدم الاختلاط ، لأن الحياء شعبة من الإيمان وينهى عن الجاهليات ويشدد الإنكار عليها لأنها ذرائع للفساد الخلقي الذي إذا أصيبت به المجتمعات ضاعت وذهبت ولقد صدق الشاعر حيث يقول:
        وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ::: فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبو
        ا.
        اهـ ["نظام الأسرة في الإسلام" (29-30)/ له رحمه الله].

        ***************

        71- العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:

        وقال العلامة الشيخ ربيع حفظه الله:
        وفي الحياة الاجتماعية مخالفات لما شرعه الله من الحشمة والحياء وسائر ما أدبنا الله من الآداب والأخلاق التي تميز المسلمين من غيرهم ومن اختلاط الرجال بالنساء والتشبه بأعداء الإسلام والمبالغة في ذلك .اهـ[ذكرى للمسلمين عموماَ].
        وقال حفظه الله:
        هذا ولا يجوز اختلاط الرجال بالنساء في طلب العلم لما في ذلك من المفاسد الراجحة والملموسة في بلدان الاختلاط .اهـ [الرسالة الثانية لشيخ الأزهر].
        وقال حفظه الله:
        «فالشباب أرى أنهم يذهبون يدرسون في المدارس الإسلامية يحفظون القرآن ويحفظون سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام خاصة في هذا الوقت الآن الوظائف الحكومية ما لها قيمة يخرج بالشهادة ولا تنفعه فيضيع دينه ودنياه بدون جدوى فالأولى له أن يحافظ على دينه والعوض عند الله في الآخرة «جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» وهذا الذي يحصّل دنيا ويدرس في الاختلاط قد يهلك, قد يهلك , يفسد عيه دينه ويحرم من الدنيا بارك الله فيكم». [من شريط «الرد على أهل البدع جهاد»].
        وقال حفظه الله:
        فننصح هؤلاء أن يصبروا, يؤذيه أبوه يومين أو ثلاثة وبعدها يتركه, ويحاول إقناع أبيه بأن هذا دين الله وأن الله حرّم هذا والعلماء أفتوا بتحريم هذا.[المرجع السابق].
        72- العلامة الوالد صالح الفوزان حفظه الله:
        وقال العلامة صالح الفوزان حفظه الله:
        ننصح المرأة أن لا تزاحم الرجال وأن تبتعد عن الاختلاط ومماسة الرجال، وأن تتجنب مواطن الزحمة التي يخشى معها من الفتنة، فإن المرأة فتنة تفتن نفسها، وتفتن غيرها، فيجب عليها أن تبتعد عن مواطن الفتنة. [مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان (1/ 222)].
        وقال حفظه الله:
        فهذه الحفلات إذا خلت من المنكر فهي إثقال لكاهل الزوج، وإسراف وتبذير، أما إذا اشتملت على منكر، وعلى أغان كما ذكر السائل، أو ربما على اختلاط بين الرجال والنساء، ومنكرات، فهذه جريمة أخرى، ومنكر آخر. [مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان (2/ 563)].
        وقال حفظه الله:
        فالحاصل: أنه قد تكون حالة الطائرة أحوج إلى المحرم من غيرها، لما يعتريها من العوارض، ولما يحصل فيها من الاختلاط، ولما ينشأ من طول المسافة والسفر من الحاجة إلى المحرم، ولا يكفي أن يذهب بها محرمها إلى المطار ويستقبلها المحرم الآخر في المطار الآخر، من الذي يؤمن لنا أن هذه الطائرة ستستمر من المطار الذي غادرته إلى المطار الذي تقصده.[مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان (2/ 603)].
        وقال حفظه الله:
        «ما يجوز للمسلم أن يدرس ذكراً كن أو أنثى دراسة مختلطة لما في ذلك من الفتنة والشرور وهذا ما يريده الأعداء, يريدون أن يذيبوا شخصية المسلم وأن يحملوهم على هجر دينهم ففرضوا عليهم الدراسة المختلطة لأجل إزالة الفوارق كما يقولون الآن هم يعملون على إزالة الفوارق بين الذكور والإناث في بلاد المسلمين فيجب على المسلمين أن يتنبهوا لهذا الأمر». [رقم الفتوى/4923].
        وسئل حفظه الله: ما حكم الدراسة في الجامعات المختلطة بالنسبة للبنات وما نصيحتكم لوالدين يريدان إقناع وإجبار ابنتهم على دخول تلك الجامعة؟
        الجواب: هذا حرام ولا يجوز والدراسة ليست ضرورية والاختلاط حرام فلا يستباح الحرام لغير ضرورة هذا أمر لا يجوز لا للرجال ولا للنساء. [رقم الفتوى/4923]


        73- سماحة شيخنا ووالدنا العلامة المحدث الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله:
        وسئل شيخنا العلامة يحيى الحجوري حفظه الله:
        لا يجوز له أن يعمل في هذا العمل ولوطرده والده ، الاختلاط مع نساء أجنبيات أو عمل فيه تضييع للصلاة وتأخير لها عن وقتها ، لأنه عبد لله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56]والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
        إلى أن قال: أو بالإ ختلاط المحرم الذي يقول في النبي صلى الله عليه وسلم: صحيح مسلم (4/ 1711)
        «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ».اهـ ["الكنز الثمين"(4/201)].

        وقال حفظه الله:
        وعليه يجب البعد عن الدراسة الاختلاطية ولو لم يكن في تلك المدرسة إلا المدرِّس فإن النبي صلى الله عليه وسلم «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ».["الكنز الثمين"(4/202)].
        وقال حفظه الله:
        حذر كثير من علماء السنة أيما تحذير وأنكروا هذا الصنيع أيما نكير معتمدين في ذلك آيات من كتاب الله وأحاديث من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...إلى أن قال: - بعد أن ذكر قصة جريج في البخاري (1206) عن أبي هريرة- شاهدنا من الحديث أن اختلاط الرجال بالنساء يعتبر تدبيراً قديماً من بني إسرائيل لإفساد المجتمعات وهم يكيدون للمسلمين أيما كيد ... إلى أن قال: إنها تعتبر خيانة لدين الله تبارك اسمه وتعالى جده من قبيل بعض المفتين المجيزين للاختلاط ويعتبرون خائنين لدين الله...["الكنز الثمين"(4/225-232)].
        وقال حفظه الله:
        وهذه المسألة قد أنكرها الكتاب والسنة لاسيما إن كانت الدراسة الاختلاطية فالدراسة في هذه الدراسة قد دخلها الفساد من التصوير والتشبه بالكفار وجعلها للدنيا ومجالسة مدرسين غير صالحين وعلى هذا نوصي أبناء المسلمين بالبعد عن هذه المعاصي والاستعاضة عن ذلك بالدراسة في المساجد عند صلحاء أهل العلم الداعين إلى كتاب الله وسنة رسوله على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم وليكن ذلك للرجال مباشرة وللنساء من وراء حجاب فيحصل الخير والعلم ويقوى ذلك الإيمان ويضعف الشر بإذن الله عز وجل والحمد لله.اهـ["الكنز الثمين"(4/261)].
        وقال أيده الله – راداَ على من زعم أنه لا يخاف الفتنة على ابنته التي رماها في دور الاختلاط بعد أن ذكر قول الله تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34]-
        قال:ومن حفظ الغيب المأمور بحفظه حفظ صيانتها عن مخالطة الرجال وما أمرها الله بذلك إلا لعلمه بما يضرها من حصول مخالطتهم ، وبما ينفعها من اجتناب ذلك وهذا كلام مشعر بضعف الغيرة على المحارم فالشريفة يحتاج إلى حفاظ على شرفها أكثر منها ، ومن سوء الرعاية وضعف الغيرة الإلقاء بشريفات المؤمنات على أيدي المفسدين فالواجب على هذا الرجل وابنته وأمثلاهما البعد عن هذا القول والفعل والله المستعان.اهـ["الكنز الثمين"(4/263-265)].
        وقال – أعزه الله - :
        الدراسة الاختلاطية معصية ووسيلة إلى كبيرة الزنا والفجور.اهـ"الكنز الثمين"(4/266)].
        وقال – زاده الله عزاَ-:
        الاختلاط بين الرجال والنساء الأجنبيات دسيسة غربية ولأنه على خلاف منهج السلف ، ومن أسباب الفساد ولما يروي مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» وهكذا حديث عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ». ولقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].اهـ ["الكنز الثمين"(5/43-44)].
        ولشيخنا عديدة من مثل هذه الفتاوى المدعمة بالأدلة القوية والحجج الرجيحة في تحريم الاختلاط فمن أحب المزيد فلينظر "الكنز الثمين بالإجابة عن أسئلة طلبة العلم والزائرين" وكتابه الموسوم بــ"حشد الأدلة على أن اختلاط الرجال بالنساء وتجنيدهن من الفتن المضلة" من الفتن وله أيضاَ فتوى في تحريم الدراسة الاختلاط في غاية من المتانة والتحرير وهاكها أيها القارئ:

        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله رب العالمين، أما بعد:
        فامتثالاً لقول الله تعالى: ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ ولقوله تعالى: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾. نتوجه بهذا السؤال لفضيلة الشيخ/ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وهو كما يلي:

        السؤال: ظهرت الآن في كثير من مناطق البلاد اليمنية، مدارس تسمى محو الأمية، يُدرسون فيها النساء، وغالبًا أن المدرسين يكونون رجالاً يدرسون نساءً شابات أو مراهقات أو نحو ذلك، فيحصل الاختلاط والنظر والله أعلم ماذا يحصل غيره الآن أو في المستقبل، ونحن في بلاد بني قيس -حاشد- نعاني من هذا جدًا، فنرجوا منكم يا فضيلة الشيخ أن تبينوا لنا الحكم الشرعي في هذا العمل، ومسئولية الآباء تجاه أبنائهم وبناتهم؟، وجزاكم الله خيرًا.
        الجواب وفقنا الله وإياكم لكل خير: إن هذه الدراسة الاختلاطية منكر من المنكرات التي لا فلاح لهذه الأمة إلا بإنكارها، قال الله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[آل عمران:104] وإنكار المنكر من صفات المؤمنين، قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة:71].
        ولقد لعن الله أمةً من بني إسرائيل على ترك واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة:78-79]،
        فإنكار المنكر نجاة، وعدم ذلك مسخ وهلكة، قال تعالى عن أصحاب السبت: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ [الأعراف:165-166]، وأخرج البخاري في «صحيحية» من حديث النعمان بن يشير رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها: كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا، مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا؛ ولم نؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا، هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم، نحوا ونجوا جميعًا»، فيجب إنكار هذه الدراسة الاختلاطية بين الرجال والنساء غير المحارم، لقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الأحزاب:53] وهذا الخطاب شامل لجميع المؤمنين، وفي «الصحيحين» من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «إياكم والدخول على النساء» فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفريت الحموا؟ قال: «الحموا الموت»، والحمو قريب الزوج وقد قيل عنه الموت فكيف بغيره؟!.
        ولأن من منكرات الاختلاط نظر الرجال والنساء الأجانب بعضهم إلى بعض، وربنا سبحانه وتعالى يقول: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ...﴾ الآية، [النور:31] ويقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ﴾ [الأحزاب:59] وثبت في «صحيح مسلم» من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله ﷺ عن نظرة الفجأة ققال: «اصرف بصرك» وقال النبي ﷺ: «أعطوا الطريق حقه» قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، ولأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر» متفق عليه، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وفي «الصحيحين» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي ﷺ: «من اطلع على بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤوا عينه» وفي «الصحيحين» من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال النبي ﷺ: «إنما جعل الاستئذان من أجل البصر».
        وإنما شرع النظر إلى المخطوبة لما ثبت في «صحيح مسلم» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كنت عند النبي ﷺ فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله ﷺ: «أنظرت إليها؟» قال: لا، قال: «فاذهب فانظر، فإن في أعين الأنصار شيئًا» وثبت في «مسند أحمد» من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي ﷺقال: «إذا خطب أحدكم المرأة، فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل».
        ففي هذين الحديثين دلالة على أنه يشرع النظر إلى المخطوبة؛ لقصد الزواج بها، وأصحاب الاختلاط يمتعون أبصارهم الخائنة بإطلاق النظر فيما حرم الله بما لا مبرر له من الشرع.
        ومن منكرات الاختلاط في المدارس وغيرها أنه تشبه ببني إسرائيل وهو أول فتنتهم فقد ثبت في «صحيح مسلم» من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينضر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» وثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم».
        الاختلاط فتح باب الفتنة، وألأضرار الدينية، والدنيوية، على الأمة بدليل ما في «الصحيحين» من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء»، وثبت عند أحمد في «المسند» من حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «اثنتان يكرهما ابن دم، يكره الموت، والموت خير للمؤمن من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلة المال أقل عند الحساب».
        الدراسة الاختلاطية قد يحصل فيها مصافحة النساء الأجنبيات وهذا محرم، لما ثبت عند الطبراني وغيره من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له» وفي «الصحيحين» من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: والله ما مست يد رسول الله ﷺ يد مرأة قط، غير أنه يبايعهن بالكلام.
        الاختلاط من أسباب فساد القلوب كما قال تعالى : ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾ [الأحزاب:53] وإذا فسد القلب فسد الجسد كله، كما في «الصحيحين» من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، إلا وهي القلب».
        إختلاط النساء بالرجال فيه تعويدهن على قلة الحياء وقد كان النساء في عهد سلفنا الصالح رضي الله عنهم في غاية الحشمة والحياء، ثبت عند البخاري ومسلم، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي ﷺ كان أشد حياء من العذراء في خدرها، وإذا ذهب الحياء ذهب الإيمان قال: عليه الصلاة والسلام «الحياء والإيمان قرنا جميعًا فإذا رفع أحدهم رفع الآخر» أخرجه الحاكم في «المستدرك» من حديث ابن عمر رضي الله عنه بسند صحيح.
        الاختلاط يذهب الغيرة على المحارم، والغيرة على المحارم من صفات الله عزوجل، ومن صفات رسول الله ﷺ، ومن صفات المؤمنين، فقد أخرج البخاري ومسلم في «صحيحيهما» من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، قال: قال سعد بن عبادة رضي الله عنه: لو رأيت رجلًا مع مرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فقال: «أتعجبون من غيرة سعد؟، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش، ما ظهر منها وما بطن...»، وفي «الصحيحين» واللفظ: لمسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله؛ أن يأتي المرأ ما حرم الله عليه»، وفي «الصحيحين» عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: «يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبدة، أو تزني أمته».
        والاختلاط ذريعة للزنا فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: »زنى العينين النظر، وزنى اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه»، وإذا فشى الزنا حصل بالأمة أنواع البلايا؛ فقد ثبت عند أحمد والحاكم في «المستدرك» وللفظ: لأحمد، من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: أقبل علينا رسول الله ﷺ فقال: «يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تضهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها؛ إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان؛ إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم؛ إلا منعوا القطر من السماء، ولو لا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله؛ إلا سلط الله عليهم عدوًا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله؛ إلا جعل الله بأسهم بينهم».
        والذي يرضى لابنه أو لابنته أو من يملك رعايته بالاختلاط يكون غاشًا له وربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم:6]، وفي «الصحيحين» من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «ما من عبد يسترعيه الله رعية لم يحطها بنصحه، إلا لم يجد رائحة الجنة»، وفي لفظ: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة»، فعلم بحمد الله من هذه الأدلة تحريم الدراسة الاختلاطية، وأنه لا يجوز لمسلم أن يدرّس فيها، ولا يدْرس ولا يُدرّس أبناءه، ولا بناته، ولا من يلي أمرهم فيها؛ صغارًا كانوا أو كبارًا، فإن ذلك ترويض على الفساد، ونشر لأفكار الكفار الداعين بأموالهم وانفسهم إلى إبعاد المسلمين عن دينهم الحق قال تعالى: ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [البقرة:105]، وقال تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ [النساء:89]، وقال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ [البقرة:120].
        وكثير من المسلمين هداهم الله لو دخل الكفار جحر ضب لدخلوه، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، ووالله إن عاقبة ذلك وخيمة، وأضراره جسيمة، فنسأل الله أن يوفق ولاة الأمور لإزالة هذا المنكر وغيره من المنكرات، وأن يدفع عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين كل فتنة، إنه على كل شيء قدير.
        كتب هذه الفتوى أبو عبد الرحمن: يحيى بن علي الحجوري.
        راجيًا من الله عزوجل أن ينفع بها المسلمين، ويأجره عليها يوم الدين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، (10/شعبان/1423ه )



        تعليق


        • #34
          74- العلامة بكر أبو زيد رحمه الله:
          وقال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله في "حراسة الفضيلة"(ص65-69):
          الأصل الخامس:
          الاختلاط محرم شرعاً:
          إن العِفَّة حجاب يُمَزِّقه الاختلاط، ولهذا صار طريق الإسلام التفريق والمباعدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها، فالمجتمع الإسلامي -كما تقدم- مجتمع فردي لا زوجي،
          فللرجال مجتمعاتهم، وللنساء مجتمعاتهن، ولا تخرج المرأة إلى مجتمع الرجال إلا لضرورة أو حاجة بضوابط الخروج الشرعية.
          كل هذا لحفظ الأعراض والأنساب، وحراسة الفضائل، والبعد عن الرِّيب والرذائل، وعدم إشغال المرأة عن وظائفها الأساس في بيتها، ولذا حُرِّم الاختلاط، سواء في التعليم، أم العمل، والمؤتمرات، والندوات، والاجتماعات العامة والخاصة، وغيرها؛ لما يترتب عليه من هتك الأعراض ومرض القلوب، وخطرات النفس، وخنوثة الرجال، واسترجال النساء، وزوال الحياء، وتقلص العفة والحشمة، وانعدام الغيرة.
          ولهذا في أهل الإسلام لا عهد لهم باختلاط نسائهم بالرجال الأجانب عنهن، وإنما حصلت أول شرارة قدحت للاختلاط على أرض الإسلام من خلال: المدارس الاستعمارية الأجنبية والعالمية، التي فتحت أول ما فتحت في بلاد الإسلام في: (لبنان) كما بينته في كتاب ((المدارس الاستعمارية -الأجنبية العالمية- تاريخها ومخاطرها على الأمة الإسلامية)) .
          وقد علم تاريخياً أن ذلك من أقوى الوسائل لإذلال الرعايا وإخضاعها، بتضييع مقومات كرامتها، وتجريدها من الفضائل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
          كما عُلِم تاريخياً أن التبذل والاختلاط من أعظم أسباب انهيار الحضارات، وزوال الدول، كما كان ذلك لحضارة اليونان والرومان، وهكذا عواقب حراسة الفضيلة (ص: 66)
          الأهواء والمذاهب المضلة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في [الفتاوى: 13/182] : ((إن دولة بني أمية كان انقراضها بسبب هذا الجَعْدِ المعطِّل وغيره من الأسباب)) انتهى.
          ولهذا حرمت الأسباب المفضية إلى الاختلاط، هتك سنة المباعدة بين الرجال والنساء، ومنها:
          - تحريم الدخول على الأجنبية والخلوة بها، للأحاديث المستفيضة كثرة وصحة، ومنها: خلوة السائق، والخادم، والطبيب وغيرهم بالمرأة، وقد تنتقل من خلوة إلى أخرى، فيخلو بها الخادم في البيت، والسائق في السيارة، والطبيب في العيادة، وهكذا!! .
          - تحريم سفر المرأة بلا محرم، والأحاديث فيه متواترة معلومة.
          - تحريم النظر العمد من أي منهما إلى الآخر، بنص القرآن والسنة.
          - تحريم دخول الرجال على النساء، حتى الأحماء -وهم أقارب الزوج- فكيف بالجلسات العائلية المختلطة، مع ما هن عليه من الزينة، وإبراز المفاتن،
          والخضوع بالقول، والضحك..؟!!
          - تحريم مسّ الرجل بدن الأجنبية، حتى المصافحة للسلام.
          - تحريم تشبه أحدهما بالآخر.
          - وشرع لها صلاتها في بيتها، فهي من شعائر البيوت الإسلامية، وصلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في مسجد قومها، وصلاتها في مسجد قومها خير من صلاتها في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما ثبت الحديث بذلك.
          - ولهذا سقط عنها وجوب الجمعة، وأُذن لها بالخروج للمسجد وفق الأحكام التالية:
          1 - أن تؤمن الفتنة بها وعليها.
          2 - أن لا يترتب على حضورها محذور شرعي.
          3 - أن لا تزاحم الرجال في الطريق ولا في الجامع.
          4 - أن تخرج تَفِلةً غير متطيبة.
          5 - أن تخرج متحجبة غير متبرجة بزينة.
          6 - إفراد باب خاص للنساء في المساجد، يكون دخولها وخروجها معه، كما ثبت الحديث بذلك في سنن أبي داود وغيره.
          7 - تكون صفوف النساء خلف الرجال.
          8 - خير صفوف النساء آخرها بخلاف الرجال.
          9 - إذا نابَ الإمامَ شيء في صلاته سَبَّح رجل، وصفقت امرأة.
          10- تخرج النساء من المسجد قبل الرجال، وعلى الرجال الانتظار حتى انصرافهن إلى دُورهن، كما في حديث أم سلمة رضي الله عنها، في صحيح البخاري
          وغيره.
          إلى غير ذلك من الأحكام التي تباعد بين أنفاس النساء والرجال، والله أعلم.
          ولا بد من التنبيه هنا إلى أن دعاة الإباحية، لهم بدايات تبدو خفيفة، وهي تحمل مكايد عظيمة، منها في وضع لبنة الاختلاط، يبدؤون بها من رياض الأطفال، وفي برامج الإعلام، وركن التعارف الصحفي بين الأطفال، وتقديم طاقات -وليس باقات- الزهور من الجنسين في الاحتفالات.
          وهكذا.. من دواعي كسر حاجز النفرة من الاختلاط، بمثل هذه البدايات، التي يستسهلها كثير من الناس.
          فليتق الله أهلُ الإسلام في مواليهم، وليحسبوا خطوات السير في حياتهم، وليحفظوا ما استرعاهم الله عليه من رعاياهم، والحذر الحذر من التفريط والاستجابة لفتنة الاستدراج إلى مدارج الضلالة، وكل امرئٍ حسيب نفسه.اهـ

          75- العلامة عبد العزيز الراجحي حفظه الله
          قال العلامة الراجحي حفظه الله في ["مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز الراجحي"رقم الفتوى : 1712
          ]
          السؤال : هام جدا . أجركم على الله . سؤالي هو بخصوص عملي كأستاذ.أولا أشرح لكم باختصار جو العمل في المدارس
          الجزائرية و أبين لكم الواقع كماهو ثم أطرح الشبه التي تراود الشباب
          الملتزم حول حكم هذا العمل.
          التعليم في الجزائر كله مختلط.
          في التعليم الابتدائي أعمار التلاميذ
          بين 6و12 سنة.في التعليم المتوسط أعمارهم بين 12 15 سنة وأحيانا يصل عمر بعض المعيدين إلى 16 و 17 سنة.
          آما التعليم الثانوي فما بين 17 و 20 إلى 21 و أحيانا أكثر.الاختلاط في كل المدارس بدون استثناء.التبرج و الله المستعان منتشر في كل مكان في
          البلاد و المدارس لا تخلوا منه.هذا التبرج يختلف من مدرسة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى.في التعليم المتوسط و الابتدائي التلاميذملزمين على الأقل بارتداء المآزر.و الأستاذ له نوع من السلطة على التلاميذ.
          أما في الثانوية و الجامعة فالأمر ليس كذلك و التبرج فيهما أكبر و أكثر شرا نسأل الله العافية و السلامة.
          شيخنا أنا أستاذ في اللغة لإنجليزية هداني الله مؤخرا إلى المنهج الحق و نسأله الثبات عل ذلك.أشتغل منذ 8 سنوات في التعليم المتوسط حيث آن اللغة الإنجليزية لا تدرس في التعليم الابتدائي.المؤسسة التي أعمل فيها من أندر المؤسسات و أقلهن شرا في الجزائر حيث لا يوجد فيها سوى 8 نساء يعملن و 2 فقط متبرجتان. و حوالي 60 بالمائة أو أكثر منالبنات متحجبات و حجابهن يختلف من واسع إلى ما دون ذلك .و هن ملزمات
          بارتداء مآزر أيضا. في الأقسام
          البنات يقعدن من جهة و الذكور من جهة.أعمار البنات ما بين 12 و 15 سنة و المعيدات يصل أعمارهن إلى 16 سنة وعدد المعيدات قليل.الأستاذ يأمن على نفسه الفتنة و يأمر البنات بالتستر و هو يلقى بعض الاستجابة .
          كما انه حينما يعمل الأستاذ في المساء فهو يتخلف عن صلاة العصر في الجماعة في المسجد أحيانا و يصليها بعد الأذان بحوالي 30 دقيقة.كما أنه يصلي الظهر بعد دخول الوقت و لكن ليس في المسجد لأن وقت الأذان يصادف بداية الحصة الدراسية و هذا يحدث مرة أو مرتين آو 3 مرات في الأسبوع . و في فصل الخريف و الشتاء.
          يقول بعض الشباب إذا تركنا هذه المدارس كلها للفساق و المبتدعة و حتى من يحمل أفكار اشتراكية و شيوعية
          و غيرها فسوف يضيع شبابنا فلما لا نعمل و ننصح و نوجه الشباب إلى الحق بقدر استطاعتنا خاصة في المؤسسات التي يقل فيها التبرج و الفساد.
          و كما يقول البعض انه اذا تركنا هذا العمل الذي تكثر فيه العطل و أيام الراحة حيث يتواجد الأستاذ 18 ساعة فقط في المدرسة خلال الأسبوع .و العمل في ميدان آخر في اغلب مؤسسات الدولة يؤدي الى التخلف عن الصلوات في المسجد أكثر بكثير مما عليه في التعليم بالإضافة الى وجود الاختلاط أيضا و أما المؤسسات الخاصة فنادرا جدا جدا ما يوجد مسؤول يدع العمال لأداءالصلوات .كما أن العمل في ميادين أخرى حيث يقوم فيها المرء بأداء فرائضه نادر.
          و تقريبا لا يتوفر للمرء سوىالتجارة و هذا الأمر لا يسلم من الضرائب
          الكثيرة و غيرها و يستلزم رؤوس أموال و سلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
          الإجابة : لا يجوز العمل في المدارس المختلطة
          لما في ذلك من حصول منكرات كثيرة.اهـ

          76- الشيخ عبد الرحمن السديس:

          وقال السديس:
          ما يجلبه الاختلاط من فساد:
          معاشر المسلمين والمسلمات: اختلاط الرجال بالنساء أصل كل فساد وبلاء، ما سرى في مجتمع، ولا فشا في أمة إلا وأوردها موارد الهلاك، لما يسببه الاختلاط بين الجنسين من فتن وفظائع، ودمار يحور الديار براقع، إنه يحرك في النفوس كوامن الغريزة، ويشعل نار الشهوة الجامحة، ويؤجج عواطف الغرام، ويغري كلاً من الجنسين بالآخر، فيرخي العنان للشهوات التي لا حدود لها، يقترن بذلك مجون فاحش، في صور عارية وشبه عارية، وقصص غرامية، ومسلسلات هابطة، وما يزعم بأنه أدب مكشوف مليء بقلة الأدب، ومناظر مثيرة، ولوسائل الإعلام في ذلك نصيب وافر، فينشأ الناشئة، ويتخرج الأجيال في هذا الجو المحموم، وهذا الوضع المسموم، الذي تغلي مراجله بصور الإغراء والإثارة، التي تغتال تربيتهم، وتطفئ فيهم القوى الإيمانية والفكرية، وتقضي على صفاتهم الرجولية والأخلاقية والسلوكية، ولا يكادون يشبون عن الطوق ويبلغون الحلم حتى تغتالهم الشهوات البهيمية، لأن البضاعة معروضة، والمظاهر مغرية، والنفس أمارة غرارة، والشيطان عدو يتربص، والشهوة هائجة مائجة، والرقيب يغفل ويتشاغل، بل ويتكاسل ويتساهل، فيتحول المجتمع إلى لهو وعبث ومجون يعج بالفوضى الجنسية والعشوائية الغريزية والفسق والإباحية، فتنذره بالويل والثبور، وتجره إلى الهلاك والعطب وعظائم الأمور.
          أدلة تحريم الاختلاط والسفور:
          حرم الإسلام إطلاق العنان للنظر، وأمر بغض البصر، فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} الآية [النور:30-31] .
          إن الرجال الناظرين إلى النسا مثل الكلاب تطوف باللحمان
          إن لم تصن تلك اللحوم أسودها أخذت بلا عوضٍ ولا أثمان
          كما نهى الإسلام عن الدخول على النساء، فقد روى البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال: الحمو الموت} والحمو: قريب الرجل كأخيه، وابن أخيه، وعمه وابن عمه وخاله وابن خاله.
          والمعنى: أن خلوة الحمو أشد خطراً من خلوة الغريب، لأن دخوله لا يثير ريبة، ولا يلفت الأنظار، والناس كثيراً ما يتسامحون فيه، فشبهه بالموت في المفسدة، فالله المستعان، كيف استباح بعض الناس ذلك حتى لكأنه عاديٌ مألوفٌ! بل بعض الناس لا يتورع أن يسمح لزوجته، أو مُوليَتِه، أو يلزمها بمجالسة أصدقائه واستقبالهم، بل وتبادل الضحكات والنظرات معهم، فهل هذه أخلاق الإسلام؟!
          كما حرم الإسلام الخلوة بالمرأة الأجنبية، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر إلا مع ذي محرم} وعند أحمد والترمذي والنسائي والحاكم بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: {ما خلا رجلٌ بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما} ولا يخفى على كل أحد ما عمت به البلوى من تساهل كثير من الناس في ذلك، لا سيما من ابتلوا باتخاذ الخدم والسائقين، الذين نراهم يروحون ويغدون وينفردون بالأسر بدون محارم، ويدخلون قعر البيوت وكأن الأمر طبيعي صائغ لا شيء فيه، ومثله الخادمات اللاتي يخالطن رب الأسرة وأبناءه من الشباب، وفي ذلك من الخطر العظيم ما لا يخفى على كل ذي غيرة، ومن التساهل الملاحظ: مصافحة المرأة الأجنبية، وهو يحصل عند كثير من الناس بسبب الاختلاط، وهذا لا يجوز حتى لو كان المصافح ابن عم، أو ابن خال، تقول عائشة رضي الله عنها: [[لا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط]] رواه البخاري في صحيحه.
          وقالت أميمة بنت رقيقة وصاحباتها رضي الله عنهنَّ عند البيعة: ابسط يدك -يا رسول الله- نبايعك، قال لهنَّ: {إني لا أصافح النساء} وعند البيهقي والطبراني ورجاله ثقات {لَأَن يطعن في رأس أحدكم بمخيطٍ من حديد خيرٌ له من أن يمس امرأة لا تحل له} .
          المرأة ودعاة التحرير:
          أختي المسلمة: يا فتاة الإسلام! يا سلالة الأكرمين! ويا حفيدة أمهات المؤمنين! إن بيتكِ لكِ حصن حصين، وملجأ أمين، وظل وارف، هو قوقعة الجوهرة، وصدفة اللؤلؤة، ومكنون الدرة، تزداد فيه نضارةً وبهاءً، وحسناً وضياءً، وحين تخرج منه، يخبو نورها، ويتضاءل ضياؤها، ويذهب جلاؤها، اسمعي إلى قول الحق تبارك وتعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب:33] ، وإن الدعوة إلى اختلاط الجنسين، دعوة آثمة، يريد أصحابها تدمير أخلاق الأمة وقيمها، تصوروا وضع مجتمع مختلط، هائج مائج، نساؤه ورجاله في الشوارع والأزقة، والمدارس والدوائر والمؤسسات، والشواطئ والمنتزهات، تصوروا المرأة الضعيفة وهي تعمل آلة في مصنع، أو في ميدان حرب، أو تحمل الأمتعة، وتعقب في الدوائر، تصوروهن وقد أنهكهن العمل، وبرزت مفاتنهن، أوليس هذا الوضع محزناً ومؤلماً لامرأة صانها الإسلام، وكرمها وضمن لها الحقوق؟!
          هاهي المرأة الغربية، أما يكفي ذلك زاجراً، ورادعاً وضع المرأة الغربية؟! هاهي تصيح وتنادي، ألا ما أحسن للمرأة من بيتها وزوجها وأولادها، تربي وتبني وتنشئ الأجيال، بعدما عمت الإحصاءات وبلغت من الجرائم أرقاها وأعظمها، أرقاماً مذهلة من جراء الاختلاط والتبرج، ولكننا نعجب كل العجب حينما تطالعنا دعوات آثمة بأقلام مأجورة؛ لأناس يعيشون بين ظهور المسلمين، ومن بني جلدتهم، ويتكلمون بلغتهم، يطالبون بالاختلاط بين الجنسين في مراحل التعليم، وتوظيف المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل، فماذا يريد هؤلاء؟ وأي هدف يقصدون؟ ولربما اغتر بعضهم بثقافات وافدة، وأعجب بمؤهل يحمله، وشهادة زور يتصدر بها.
          ولكن ولله الحمد والمنة أن هذه الدعوات الآثمة لم تعد تلقى القبول إلا من قلة قليلة لا اعتبار لها.
          فيا أيها المرأة المسلمة: عودي إلى الله، والتزمي شرع الله، ولا تغتري ببريق الشعارات، وزائف الدعايات.
          ويا أيها الرجال: أين القوامة والرعاية , والله عز وجل يقول: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء:34] ؟ أين القيام بالأمانة والمسئولية؟ ولا نبالغ حينما نقول: إن الاختلاط والتبرج الذي حل بالمجتمعات سببه موت غيرة بعض الرجال، وبلادة إحساسهم، وسُبات ضمائرهم! وإلا فهل يرضى صاحب العفة والغيرة، والشرف والمروءة أن تكون موليته لقمة سائغة، ومائدة مكشوفة تلاحقها نظرات الناس، تلتفت لكل هامس، ولا ترد يد لامس؟! وقد قال صلى الله عليه وسلم: {صنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا} رواه مسلم في صحيحه.
          ألا فاتقوا الله عباد الله! وخذوا على أيدي سفهائكم، ولا تتساهلوا بما أوجب الله عليكم، فكلكم راعٍ، وكلكم مسئولٌ عن رعيته.
          إلى أن قال:
          شبهات دعاة السفور والاختلاط:
          الحمد لله العظيم شانه، العزيز سلطانه، الدائم بره وإحسانه، نحمده تعالى ونشكره، وشكره دليل الصدق وعنوانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
          أما بعد:
          فاتقوا الله عباد الله! وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ، واعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة.
          عباد الله: يتمسك بعض المفتونين بالاختلاط، بشبهٍ هي أوهى من بيت العنكبوت، لكن قد يغتر بها بعض الجهال، ومن ذلك قولهم: إن الاختلاط موجود في عصر النبوة، فكان الرجال والنساء يختلطون في المساجد ونحوها، والحق أن ليس في ذلك مستمسك لهم، فقد كان النساء يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهن بكامل حجابهنَّ وحشمتهنَّ وحيائهنَّ، ثم قد كان صلى الله عليه وسلم يحث النساء في الصلاة في آخر الصفوف، يقول صلى الله عليه وسلم: {خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها} رواه مسلم وأهل السنن، كما {حث صلى الله عليه وسلم الرجال على المكث في المصلى حتى تخرج النساء، حتى لا يختلطن بالرجال} رواه البخاري وغيره، وعند أبي داود {أنه صلى الله عليه وسلم أمر النساء بلزوم حافات الطريق حتى لا يختلطن بالرجال} .
          هذا هو الذي ينبغي للنساء، حتى لا يفتنَّ، أو يُفتن.
          ومما ينبغي التنبيه عليه أن المرأة إذا صلت في الحرم، أو غيره من المساجد، فعليها أن تلتزم الأدب الإسلامي، وأن ترعى حرمة هذه البقاع الطاهرة، حتى ترجع بالأجر والمثوبة، أما إذا تساهلت بحجابها، ونبذت الحياء والحشمة، ووقعت في التبرج والزينة، فيخشى أن تأكون مأزورة غير مأجورة.
          ومما ينبغي ملاحظته، ضرورة تربية البنات منذ الصغر، على البعد عن الاختلاط بالرجال، حتى يتربين على العفة والفضيلة.
          استغلال الإجازات بالطاعات والابتعاد عن الاختلاط
          أيها الإخوة: ولما كان الناس يعيشون هذه الأيام فرصة إجازة نصف العام الدراسي، فإنه مما ينبغي التنبيه عليه حفظ الأوقات، وشغلها بطاعة الله، والبعد عن المعاصي، وأن يلتزم الرجال والنساء، والبنات والأبناء، شرع الله في سفرهم وإقامتهم، وأن يحذروا من الأماكن الموبوءة، والبقاع المختلطة، ولقد سرنا وسر كل مسلم أن كثيراً من الناس يتوجهون إلى الحرمين الشريفين في هذه الإجازة في عمرةٍ وزيارةٍ، وذلك من نعم الله عز وجل، وهو أمرٌ طيبٌ يشجعون عليه، لكن كم نود لو التزم الناس أكثر -لا سيما النساء- بآداب هذه البقعة المباركة، فإذا أتت المرأة إلى الحرم، تأتي تفلة متبذلة، لا متعطرة ولا متبرجة، وإذا طافت لزمت الاتجاه الأيمن بعيداً عن الاختلاط بالرجال، وإذا صَلَّت، ففي آخر الصفوف، ولا تزاحم عند الأبواب، ولا غيرها، ويتأكد على أوليائهنَّ أمْرهنَّ بذلك، وإلا فبيوتهنَّ خيرٌ لهنَّ.
          ومن نعم الله على هذه البقاع المباركة، أن تميزت بمنهجها الإسلامي، فلا يسمح الاختلاط في مدارسها، وجامعاتها ومؤسساتها، وهذه نعمةٌ، نسأل الله أن يوزعنا شكرها، وأن يثبتنا عليها، وأن يزيد هذه البلاد وبلاد المسلمين من الهدى والتوفيق بمنِّه وكرمه...اهـ

          تعليق


          • #35
            الرد على استدلالات بعض الموتورين دعاة الاختلاط بين الرجال والنساء للشيخ صالح السحيمي حفظه الله
            إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ وَسَلَمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلَىَ يَوْمِ الْدِّيِنِ. أَمَّا بَعْدُ: ما تطرق إليه المصنِّف –رحمه الله تعالى- من أحكامٍ مهمة تتعلق بمسألة الرجال والنساء، وما يُرى، وما لا يُرى، وما يجوز وما لا يجوز من النظر، وحدود ما يجوز حتى فيما يتعلق بين المحارم ونحو ذلك: كل هذا فيه نصوص شرعية واضحة، وفيها ردٌ على تلك الحملة الشرسة التي يبثُها أعداء الإسلام بين المسلمين، ويدعو إليها بعض الموتورين من مرضى القلوب من مسألة الاختلاط بين الجنسين، وكأنهم لا يفقهون من هذه الأحكام شيئًا. ومن أجهلِ وجوه استدلالهم: استدلالهم بمسألة الطواف والسعي ورمي الجمرات والركوب في السيارة والطائرة ونحو ذلك. وهذا استدلالٌ يدل على عمق جهل صاحبه، ويدل على مدى ما بلغه من الجهل المركب؛ ذلك أن تلك الحالات حالاتٌ محددة واضطرارية وتدعو إليها الحاجة، وليس فيها خلوة، وليس فيها اختلاط مقصود بين الجنسين على الدوام، بحيث يَصُّفُ الجنسانِ مع بعضهما البعض في القاعات الدراسية ونحو ذلك. وليس فيها، كما يقول الأخير منهم، ليس فيها جواز المصافحة الذي هو عنوان المسافحة، وليس فيها تقييد بأن الخلوة لا تكون محرمة إلا إذا وجدت تهمة، ومعنى ذلك أنه إذا لم توجد تهمة جازت الخلوة! كما يدعي هؤلاء الأدعياء، وليس فيها أية دلالة. نحن لا نمنع الناس أن يمشوا في الشارع، الرجل والمرأة، أو أن يحصل هناك ركوب للسيارة أو الطائرة، لم يقل أحدٌ بهذا؛ لكن المقصود أن يختلط الجنسان بطريقة فيها تبادل أحاديث وفيها نقاش، وفيها عراكٌ وفيها وفيها من المفاسد، هذه لم يقل بها أحدٌ قبل هؤلاء الموتورين، وقبل هؤلاء المرضى، وما علمنا أحدًا من السلف قاسَ الاختلاط المتعمد على مسألة الطواف، ومسألة السعي، ومسألة رمي الجمرات، أو ركوب السيارات أو الطائرة أو دخول السوق إذا لم تكن هناك فتنة، وإذا لم تكن هناك خلوات ما أحد قال بهذا؛ وإنما هو قياسٌ فاسد لم يُسبقوا إليه، وقياسٌ بغير علة القياس الموجودة المعروفة. وإنما هو تكلف وتعسف، وهو بمثابة من يقيسُ جواز الأكل من أي محرمٍ ولو لم تكن هناك ضرورة تحت قاعدة: الضرورات تبيح المحذروات، أو بناءً على قوله الله –عزَّ وجل-: {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [1] وهذه لها قيود محددة، ليس معنى ذلك أن يستغلها المرءُ فيُقدِمُ على المحرم بمجرد شهوة نفسه ورغبته، فقياسهم جواز الاختلاط على هذه المسائل هو بمثابة هذا القياس؛ يعني لو أن إنسان وجد ميتة واشتهى أن يأكل منها، وهو ليس مضطرًا، هل يجوز له ذلك؟ بالإجماع لا يجوز. فكذلك هذه المسألة، ما أحد قال بها أبدًا! هذه أمور تعمُ بها البلوى مثل: ركوب السيارات وركوب الدواب وركوب الطائرات وركوب القطارات. نعم، لا يجوز فيها أن يلتصق الرجل بالمرأة، أو أن تتكشف عنده أو نحو ذلك، أو أن تتكسر بالكلام؛ حتى لو كانت في السيارة أو الطائرة أو حتى لو في الطواف والسعي والصلاة ونحو ذلك، إذا فعلت ذلك؛ فهي آثمة ويحرُم عليها حينئذٍ الدخول في هذا الوضع شبه العاري، يحرُم عليها ذلك. فهذه المسألة يجب أن نتنبَّهَ؛ لأن هناك حملة من بعض الصحف المريضة ومن يكتبون فيها من المرضى، ينبغي للمسلم أن يستبرأ لدينة وعرضه وأن يحذر من .. كما قال أحد مشايخنا – يعني المصيبة أن تُنسب مثل هذه الفتاوى إلى أُناسٍ ينتمون إلى مؤسسات دينية أو إلى مراجع دينية، هذا دليل جهلهم، من يفتي بهذه الأشياء، وهذا القياس الذي لم يُسْبَقُوا إليه، ولم يقل به أحد على مر التاريخ من العلماء السالفين والخالفين لم يقل به أحد منهم، وإنما هو قياس جديد اخترعوه من عند أنفسهم، وهو حجة عليهم لا لهم. وددت أن أُنبه على هذه المسألة؛ لأنه في هذه الأيام ندرس هذه القضايا التي كلها شُرِعَت لحفظ الدين والعرض، أليس كذلك؟ يعني هذه المسألة التي ندرسها مع المصنِّف -رحمه الله تعالى- من تحديد المحرمية والمحارم، وما يجوز أن يُرى وما لا يجوز أن يُرى وما إلى ذلك، هذه المسائل يجب أن تُفهم وفق فهم السلف لا وفق فهم مرضى القلوب. ------------ [1] [الأنعام: 119].

            تعليق

            يعمل...
            X