إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ:خطبة [فضل الجهاد وأهله]للشيخ أبي عبد الله محمد باجمال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ:خطبة [فضل الجهاد وأهله]للشيخ أبي عبد الله محمد باجمال

    (فضل الجهاد وأهله)
    خطبة جمعة قيمة جدًا
    للشيخ الفاضل
    أبي عبد الله محمد باجمال
    حفظه الله




    الخطبة الأولى





    إن الحمد لله، نحمده و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمانا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }[آل عمران:(102)]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)}[الأحزاب:80-81].
    أما بعد:
    فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة،
    عباد الله فإن من عظيم العبادات وأجلّ القربات لهو الجهاد في سبيل الله ـ سبحانه وتعالى ـ والجهاد عباد الله معناه عند أهل العلم وأصل مأخذه من السعة والطاقة الوسع والطاقة أو التعب والمشقة.
    و الجهاد عباد الله أمر ـ سبحانه وتعالى به، قال ـ جل وعلا ـ { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}[ الحج : 78] .
    مراتبه عند أهل العلم أربعة:
    1جهاد بالنفس وهو أرفعه
    2جهاد باللسان
    2وجهاد بالمال
    4 وجهاد بالقلب
    وأما الجهاد بالقلب فلا يجوز تخلّفه عن مسلم، أن يكون مبغضا للكفر وللشر وللشيطان وللبدعة والمعصية.
    والجهاد عباد الله يكون لثلاثة أشياء :
    • الجهاد للعدو الظاهر كافرا كان أو منافقا أو مبتدعا أو فاسقا، وكل صنف من هؤلاء جهاده يختلف باختلاف حاله وعقيدته ومنهجه وسيرته، فمنهم من تجتمع فيه المراتب الأربعة كالكفار، ومنهم من تجتمع فيه ثلاث مراتب أو مرتبتين على اختلاف حاله.
    • والشيء الثاني الذي يُجاهد العدو الباطني وهو الشيطان ، وجهاده يكون بدفع ما يأتي به من الشبهات وما يزين من الشهوات.
    • والشيء الثالث الذي يُجاهد النفس الأمارة بالسوء وجهادها يدلهّا على طرق الخير وترويضها على ذلك؛ بالتفقه في دين الله ـ عز وجل ـ ثم بالعمل بما علمت ثم بالدعوة إلى ما علمته، العمل بما علمت والدعوة إلى ما علمته وفقهته.
    فيا معاشر المسلمين إن الجهاد ليس هو جهاد الكفار فقط، وإنما الجهاد كما سمعتم يختلف، فجهاد القلب للكفار والمنافقين ببغض ما هم عليه وكراهية دينهم، وأيضا جهاد أهل البدع ببغض بدعتهم والتبرؤ من ذلك، وهكذا أيضا جهاد الفسّاق.
    وبعد ذلك يكون الجهاد إما باليد فإن لم يُستطع فباللسان فإن لم يُستطع فبالقلب ويتبع ذلك المال، فمن الناس من يجمع بين المراتب الأربعة فكان من أكمل خلق الله جاهد بقلبه وجاهد بنفسه وجاهد بماله وجاهد بلسانه ولا يتأتى ذلك إلا لمن رسخت قدمه في العلم فجمع بين العلم والدعوة والعمل والجهاد بالسيف والقلم والمال، والناس تتفاوت منازلهم بتفاوت تحصيلهم لهذه المراتب .
    والله ـ عز وجل ـ قد أمر بالجهاد وحثّ عليه ورغّب فيه قال الله ـ سبحانه ـ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[ التوبة :73]. وقال ـ سبحانه ـ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}[التوبة ].
    وقال سبحانه {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }[ التوبة :41].
    وقال ـ سبحانه ـ {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}[ التوبة :20] .
    وقال ـ سبحانه ـ { قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة :24].
    وقال ـ سبحانه ـ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً}[ النساء :95].
    والآيات في هذا المعنى كثيرة.
    جهاد الكفار والمنافقين من آيات وعلامات الإيمان ، قال الله ـ سبحانه ـ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }[ الحجرات :15].
    والذي يتخلف عن الجهاد والغزو فهذا شأن المنافقين { وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا }[ آل عمران]
    وجاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال "من لم يغزو أو يحدث نفسه بالغزو كان فيه شعبة من النفاق".
    فاحذر يا أيها المسلم أن تكون مائلا إلى الدّعة و أسباب الراحة وأن لا تكون عندك غيرة على دين الله وعلى كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وإن الله سبحانه وتعالى وكذا رسوله عليه الصلاة والسلام بين للعباد فضائل الجهاد ، وفضائل الجهاد كثيرة و لكن أذكر منها على سبيل التفصيل ما ينفرد به الجهاد ونشير إلى غيره إشارة بما يشاركه فيه غيره من العبادات .
    - الفضيلة الأولى: ما جاء في الصحيحين من حديث سهل بن سعد وأنس بن مالك وأبي هريرة والمعنى متقارب أن النبي عليه الصلاة والسلام قال " الروحة أو الغدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ".
    فيا من منعه ماله ومنعه حب الدنيا اعلم بأن الغدوة أو الروحة في سبيل الله ليست خيرا من مالك ولا من دنياك التي تحبها بل هي خير من الدنيا وما فيها من ملك جميع الملوك والرؤساء والأثرياء والأغنياء " الروحة أو الغدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها "
    - الفضيلة الثانية : أن الجهاد في سبيل الله هو أعلى الإسلام جاء من حديث معاذ عند الترمذي وأحمد والحديث حسن بشواهده أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لمعاذ "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قال قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ".
    - الفضيلة الثالثة: أن للجهاد في الجنة بابا، باب الجهاد كما في حديث أبي هريرة في الصحيحين.
    - الفضيلة الرابعة: أن الجهاد مصرف من مصارف الزكاة وهو المراد في قول الله ـ عز وجل ـ { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ } [ التوبة :60].
    فالمراد بقوله { وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ } الجهاد في سبيل الله .
    - الفضيلة الخامسة : أنه نصر للعباد { وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ }[ العنكبوت :6].
    وقال ـ سبحانه ـ { وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) }[ محمد ].
    وأما الفضائل الأخرى نذكرها إجمالا لأدلتها المشهورة:
    أنه سبب من أسباب دخول الجنة، وسبب من أسباب النجاة من النار والعذاب الأليم، سبب لمغفرة الذنوب، سبب لرحمة علاّم الغيوب،.
    أنه أفضل الأعمال به ينال المسلم الأجر العظيم، يحصِّل به الخير، يحصَّل به الفلاح، من أسباب محبة الله، من أسباب هدايته إلى دين الله، دليل على الإيمان ، من أسباب الرزق الكريم .
    فيا أيها المسلم احرص على هذه العبادة العظيمة والشعيرة الجليلة ألا وهو شعيرة الجهاد في سبيل الله.

    لخطبة الثانية




    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
    أما بعد:
    *إن من فضائل المجاهد في سبيل الله أنه إن قُتل فهو حي عند الله، إن قتل في سبيل الله فهو حي عند الله، قال الله :{ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}[البقرة:154].
    وقال ـ سبحانه ـ:{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) }[ آل عمران].
    جاء في صحيح مسلم أن ابن مسعود سئل عن هذه الأية { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ }" قَالَ قَدْ سَأَلْنَا فقيل لنا إن أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ - ما أعظم من حياة يدفن في القبر وروحه في الجنة ، ميزة على غيرها من أرواح - قال فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلَاعَةً فَقَالَ هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا قَالُوا أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - هل تشتهون شيئا هل تشتهون شيئا وهم يجيبون بذلك الجواب - فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا فقَالُوا يَا رَبِّ - انظر إلى سؤالهم وطلبهم - نُرِيدُ أَنْ تعاد أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى - لماذا يطلبون هذا المطلب ؟لما يرون من الكرامات .
    جاء في صحيح مسلم من حديث أنس أن النبي عليه الصلاة والسلام قال " قَالَ مِنْ دخل الْجَنَّةَ لا يُحِبُّ أَنْ يعود إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ مَا في الْأَرْضِ إلا الشَّهِيدِ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إلى الدنيا حتى يُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ".
    لما يرى من الكرامة يريد أن يعود إلى الدنيا من أجل أن يقتل في سبيل الله .
    *من فضائل المجاهد أن عمله لا يضيع قال الله :{ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) }[ محمد ].
    * من فضائل المجاهد : أنه إذا أصيب بأذى أو نصب أو أي شيء في سبيل الله كان عملا صالحا، قال الله - سبحانه وتعالى -:{ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }[ التوبة :160].
    * من فضائل المجاهد أن عمله ينمو وأنه يؤمّن الفتان، جاء في صحيح مسلم من حديث سلمان أن النبي عليه الصلاة و السلام قال " رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمِّن الفتان ".
    وجاء من حديث فضالة عند أبي داود والترمذي، انظر إلى هذه الفضائل العظيمة ، وعلى أجور جسيمة لا يجدها المسلم إلا بالجهاد في سبيل الله .
    • من فضائل المجاهد :ما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة ونحوه من حديث أبي سعيد في مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " .
    الله أكبر ما أعظمه من أجر وثواب من الله ـ سبحانه وتعالى ـ الكريم الوهاب .
    *من فضائل المجاهد أن المجاهد لا يوازيه الصائم القائم ، الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر ، جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال "مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيل الله مثل الصائم القائم "
    *المجاهد في سيبل الله إذا قتل جاءت وعليه جروحه اللون لون الدم والريح ريح المسك ، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال " مَا مِنْ مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَكَلْمُهُ يَدْمَى اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ".
    * والمجاهد في سبيل الله إن قتل بأي نوع من السلاح فإنه لا يجد أثر ذلك إلا مثل القرصة ،جاء عند الخمسة إلا أبا داود بسند حسن من حديث أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال " ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من القرصة" وهذا من لطف الله - سبحانه وتعالى- يُقتل فيكون ما يُقتل به كالقرصة وأجره عظيم وثوابه كبير .
    وإن مما منّ الله به - سبحانه وتعالى - على المسلمين عموما وعلى أهل السنة خصوصا هو جهاد الزنادقة من الرافضة الحوثيين الذين يدافع عنهم كثير من الجهّال، الذين ما عرفوا حقيقتهم وما عرفوا منهجهم وما عرفوا ضلالهم و كفرهم وشركهم،أترون مسلما يمزِّق القرآن ؟!فقد هجموا على دار لتعليم القرآن الكريم لحزب الإصلاح بعاهل في حجة واستولوا على ذلك المركز ومزقوا ثلاثة ألف مصحف أهؤلاء مسلمون ؟!هؤلاء حرّقوا صحيح البخاري و صحيح مسلم ورياض الصالحين، حرّقوا أصح الكتب المصنفة ، حرّقوا سنة رسول الله ، ويقول أحدهم نحن لا نؤمن إلا بالقرآن ولا يعنون هذا القرآن الذي بين أيدينا وإنما يعنون ما حرفوه وما بذلوه وما زادوا فيه وما نقصوا منه.
    وإن الله - سبحانه وتعالى- قد أراد خيرا للمسلمين، فهذا باب الجهاد مفتوح فمن أراد ذلك فليرحل وليسابق، ونحثُّ الآباء والأمهات على ألا يمنعوا أولادهم من ذلك، فإن هذا والله من أسباب نصرهم وسعادته وراحتهم وفلاحهم، أولادهم لله ليس إليك ولا إلى غيرك أرزاقهم مكتوبة آجالهم معلومة ... ولدك ما ت في فراشه مات على سيارة مات بمرض .
    والجهاد لا يقدم ولا يؤخر في عمر الإنسان { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }[ النحل :34].
    خالد بن الوليد خاض معارك مع المشركين وكان قائدا لهم ثم أسلم وكان قائدا للمسلمين في معارك كثيرة يموت يوم يموت وعليه من أثار ضرب السيوف والرماح والسهام ما يزيد على ثمانين ثم يقول وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير .
    فلا نامت أعين الجبناء فلا نامت أعين الجبناء الأنفس بيد الله الآجال بيد الله -سبحانه وتعالى - لا يظننّ ظانّ أنه إن منع فقد مد في العمر وإن رخص فقد قصر في العمر كل ذلك بقدر.
    نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر المسلمين على الكافرين من الرافضة الحوثيين وغيرهم، نسأل الله - عز وجل- أن يمكِّن لهم وأن يرفع شأنهم وأن يحفظهم وأن يعيذهم من مكر الماكرين وكيد الكائدين ومن شر كل ذي شر إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب لعالمين . اهـ


    قام بتفريغ الخطبة :
    أبو عبد الرحمن إبراهيم أوموسي
    17صفر 1433
    المغرب الأقصى

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم المصطفى موقدار; الساعة 11-01-2012, 01:01 PM.
يعمل...
X