تويت
السؤال: من زعماء الصوفية هناك يدعى العبادي، ومما يدعيه أتباعه -بل خواصه المقربون إليه- أن الرجل من الناس إذا لم يسمع كلام هذا العبادي أو يخالفه يسلط عليه شيء من مرض أو غير ذلك مما يكرهه، أو يحرق بيته أو غير ذلك من المصائب التي تحل بالناس، ما قولكم في مثل هذا؟(1)
الإجابة:
التفريغ من موقع الشيخ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.أما بعد:
فهذه تقولات باطلة ودعاوى فاسدة، قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء:80].. وقال تعالى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ [يونس:107]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [الزمر:38].. ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران:26-27]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة:23].. ﴿يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ﴾ [يونس:71].. ﴿إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [هود:56].. ﴿وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [العنكبوت:60]، فلا يستطيع هو -بل ولا الأمة بأجمعها- أن يضروا أحدًا مهما كان ضعفه، مهما كان فقره، ما يستطيع أحد أن يضروه إلا بإذن الله، فقد ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعبد الله بن عباس: «يا غلام! احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف» الحديث ثابت مذكور في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(2).ومن حديث عبادة(3) وغيره(4)ما معناه: «لم يذق أحد طعم الإيمان أو قال: حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره».. والله يقول: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ [القمر:49-50]، فالذي يقول ممكن أن يضر إنسان من دون الله، هذا القول في حد ذاته كفر، فالقول بأنه يمكن إرادة أن يضر إنسانًا بغير ما يريد الله أن يضره به من إحياءٍ أو إماتةٍ أو فقرٍ.. أو ما إلى ذلك؛ يكون كافرًا، إلا إذا قدر الله ذلك لحديث سعد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لعلّك أن تُخَلَّفَ حتى ينتفع بك أقوام ويُضَرّ بك آخرون» متفق عليه(5)، ولحديث: «من استطاع إليه سبيلًا» أخرجه مسلم(6).
فهذه تقولات باطلة ودعاوى فاسدة، قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء:80].. وقال تعالى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ [يونس:107]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [الزمر:38].. ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران:26-27]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة:23].. ﴿يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ﴾ [يونس:71].. ﴿إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [هود:56].. ﴿وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [العنكبوت:60]، فلا يستطيع هو -بل ولا الأمة بأجمعها- أن يضروا أحدًا مهما كان ضعفه، مهما كان فقره، ما يستطيع أحد أن يضروه إلا بإذن الله، فقد ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعبد الله بن عباس: «يا غلام! احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف» الحديث ثابت مذكور في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(2).ومن حديث عبادة(3) وغيره(4)ما معناه: «لم يذق أحد طعم الإيمان أو قال: حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره».. والله يقول: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ [القمر:49-50]، فالذي يقول ممكن أن يضر إنسان من دون الله، هذا القول في حد ذاته كفر، فالقول بأنه يمكن إرادة أن يضر إنسانًا بغير ما يريد الله أن يضره به من إحياءٍ أو إماتةٍ أو فقرٍ.. أو ما إلى ذلك؛ يكون كافرًا، إلا إذا قدر الله ذلك لحديث سعد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لعلّك أن تُخَلَّفَ حتى ينتفع بك أقوام ويُضَرّ بك آخرون» متفق عليه(5)، ولحديث: «من استطاع إليه سبيلًا» أخرجه مسلم(6).
(1) إزالة بعض الحواجز الخفية عن حقيقة الصوفية-1، بتاريخ: ليلة الخميس 24 ذي القعدة 1422ه.. دماج-صعدة.(2) تقدم. (3) حديث عبادة، أخرجه أحمد (ج5ص317)، وهو في الجامع الصحيح في القدر للعلامة الوادعي رقم (134). (4) وقد جاء بنحوه حديث ابن عمر في مسلم رقم (8)، وجاء في طعم الإيمان حديث أنس رواه البخاري رقم (16)، ومسلم رقم (43). (5) البخاري رقم (1295)، ومسلم رقم (1628). (6) حديث جابر، رواه مسلم رقم (2199).