بسم الله الرحمن الرحيم :
قال العلامة الشيخ محمد بن أمان الجامي رحمه الله تعالى في معرض رده على القبوريين : ( وممَّا يزيد المقام وضوحاً ، ويقطع دابر تلك الأوهام التي لا تزال عالقة بأذهان بعض العوام وأشباه العوام من أن الرسول _عليه الصلاة والسلام_ يدعو للناس بعد موته ويتوسل به بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى ، ممَّا يقطع دابر هذه الأوهام حديث رواه البخاري في صحيحه في كتاب المرضى عن عائشة _رضي الله عنها_ أنَّها قالت ذات مرة وهي مريضة : (( وارأساه . فقال رسول الله : ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك ))1
أي : إن متِ وأنا حي سأستغفر لك . ذلكم هو لفظ الحديث ، وهذا معناه واضح جلي وبه فسر الحافظ ابن حجر ثمًَّ ساق رواية أخرى توضح معنى هذا الحديث أكثر فأكثر وملخصها هكذا: (( أما يرضيكِ لو متِ قبلي حتى أكفنكِ وأصلي عليكِ وأدفنكِ وأدعو لك ))2 .
ومفهوم الحديث : أما لو متُ أنا قبلكِ فليس في إمكاني أن أفعل كل ذلك ، وهذا معنى لايختلف فيه اثنان من طلاب الحق ، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .
ثم إن عدول الصحابة عن التوسل به بعد وفاته يدل أيضا على أن التوسل به لم يكن بالذات ، إذ لو كان كذلك لما عدلوا عنه لأن جسده الشريف لم يزل ولايزال محفوظاً في قبره إلى يوم البعث ، لأن الله حرم على الأرض أن تأكل جسد الأنبياء كما ثبت ذلك عن رسول الله _عليه الصلاة والسلام _ عند الترمذي وغيره 3.) أ.هـ
المصدر : تصحيح المفاهيم في جوانب من العقيدة (ص22،21)
الموضوع منقول للفائدة من سحاب