بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبييه الأمين وبعد:
فموعدنا اليوم مع ضلالة جديدة من ضلالات المدعو شمس الدين لا لقاه الله خيرا.
واليوم يقول السفيه بأن أشد الناس تمسكا بالكتاب والسنة هم الصوفية بل وينسب هذا كذبا وبهتانا إلى الإمام أحمد والذهبي وابن تيمية وابن القيم وابن رجب وابن عبد الوهاب ويقول عن موقفهم أنه مؤيد للتصوف والعجيب في الأمر أنه هنا يسميهم بالأئمة وأما في مواطن أخرى فيمزقهم تمزيقا ولا يحفظ لهم حرمة حتى وصل به الحد أن قال عن البربهاري أنه ضال مضل وعن شرح أصول الإعتقاد للالكائي أنه يجب أن يحرق وعن الإمام الوادعي أنه ساقط و ذكر عن شيخ الإسلام (بدعة الجهة العدمية) ولم العجب فإن علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر.
نشرت جريدة الخبر في عددها الصادر الإثنين 26 ربيع الأول 1430 تقولا بعنوان (الصوفية والتمسك بالكتاب والسنة) من إعداد شمس الدين هذا قال فيه دون أن يستفتح بحمد الله ولا الثناء عليه ولا الصلاة على نبيه:
من أشد الناس تمسكا بالكتاب والسنة رجال التصوف رضي الله عنهم.
قلت: هكذا يستهل الضال كلامه دون حمد ولا ذكر ولهذا كان كلامه هنا من أبعد الكلام عن الكتاب والسنة فجعل الصوفية من أشد الناس تمسكا بالكتاب والسنة والحقيقة أنهم من أشد الناس تمسكا بالرقص والغناء والبدع بل هم متمسكون بما تنفر منه الطباع السليمة وتشمئز منه النفوس المؤمنة وإليك بيان ذلك:
قال أبو طاهر العلاف: دخل أبو طالب المكي إلى البصرة بعد وفاة أبي الحسين بن سالم، فانتمى إلى مقالته وقدم بغداد فاجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ ، فخلط في كلامه وحفظ عنه أنه قال " ليس على المخلوق أضر من الخالق"
عن سعيد بن عمرو البرذعي قال:شهدت أبا زرعة سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه؟ فقال للسائل :"أياك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات ، وعليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب"
فقيل له : في هذه الكتب عبرة!
فقال:"من لم يكن له في كتاب الله عز وجل عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة ، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري ةالأوزاعي والأئمة المتقدمون صنفوا هذه الكتب على الخطرات والوساوس و هذه الأشياء؟!
هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم يأتوننا مرة بالحارث المحاسبي ومرة بعبد الرحيم الديبلي ومرة بحاتم الأصم ومرة بشقيق.
ثم قال :ما أسرع الناس إلى البدع"
وسمع الإمام أحمد كلام الحارث المحاسبي فقال لصاحب له:"لا أرى لك أن تجالسهم"
قال الإمام أحمد عن سري السقطي:"الشيخ المعروف بطيب المطعم"
فحكي له أنه قال:لما خلق الله الحروف سجدت الباء
فقال الإمام أحمد :"نفروا الناس عنه"
أما أبو حمزة البغدادي : فبينما هو يتكلم إذ صاح غراب على سطح المسجد
فزعق أبو حمزة وقال:لبيك لبيك . فنسبوه إلى الزندقة وقالوا حلولي.
قال عمرو المكي:كنت أماشي الحسين بن منصور الحلاج في بعض أزقة مكة وكنت أقرأ القرآن فسمع قراءتي فقال: يمكنني أن أقول مثل هذا.
قال إدريس بن إدريس : حضرت بمصر قوما من الصوفية ولهم غلا م أمرد يغنيهم ، فغلب على رجل منهم أمره فلم يدر ما يصنع.
فقال : يا هذا قل لا إله إلا الله .
فقال الغلام:لا إله إلا الله
فقال الصوفي:أقبل الفم الذي قال لا إله إلا الله
وكان أبو الحسن البوشنجي الصوفي لا يحضر الجمعة و لا الجماعة ويقول: إذا كانت البركة في الجماعة فإن السلامة في العزلة.
هؤلاء هم الصوفية الذين يقول شمس الدين أنهم من أشد الناس تمسكا بالكتاب والسنة ويورد عنهم الآثار التي يقررون فيها أنه على الإنسان أن يتمسك بالكتاب والسنة ومادرى المسكين أن التمسك بالكتاب والسنة لا يكون بالقول فقط بل بالقول والفعل فمن ادعى التمسك بالكتاب والسنة واعتقد الحلول وقال للغراب لبيك يقصد أن الغراب هو الله سبحانه وتعالى فإنه يكون كاذبا في ادعائه هذا ضالا بعقيدته هذه.
أما ما ورد في كلام بعض العلماء من الثناء على الصوفية فالمقصود بهم الزهاد إذا كانوا على السنة
قال ابن الجوزي:"كان أوائل الصوفية يقرون بأن التعويل على الكتاب والسنة وإنما لبس عليهم الشطان لقلة علمهم"
وإن شاء الضال المضل أن أنبئه بأشد الناس تمسكا بالكتاب والسنة وأقرب الناس إلى الحق والصواب فليعلم أنهم السلفيون شاء أم أبى وإليك بعض من كلام السلفيين في الإتباع والنهي عن الإبتداع:
قال عبد الله بن مسعود :"اتبعوا أولا تبتدعوا فقد كفيتم"
· قال الأوزاعي- رحمه الله تعالى- "اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم،وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح،فإنه لا يسعك إلا ما وسعهم." أخرجه اللالكائي في "السنة"(1/174)،والبيهقي في"المدخل"(233) والآجري في "الشريعة"(58) بسند صحيح.
*قال الأوزاعي:" عليك بآثار السلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول."رواه الخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث "(ص7) بسند صحيح.
*و قال "أعلم أن من سن السنن قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والتعمق والحمق، فإن السابقين عن علم وقفوا، وببصرنافذ كفوا، وكانوا هم أقوى على البحث ولم يبحثوا "الإبانة"(رقم173) و"شرح أصول الإعتقاد" (رقم 16)
قال أبو العالية: "عليك بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يتفرقوا".
قال في أهل البدع :"لا تجالسوهم، ولا تخالطوهم فإنه لا آمن لكم أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم كثيرا مما تعرفون"
*عن سعيد بن المسيب أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين فنهاه. فقال"يا أبا محمد! يعذبني الله على الصلاة؟! قال "لا لكن يعذبك على خلاف السنة" رواه البيهقي في(السنن الكبرى)(2/466)
و قال:" لو أن أصحاب محمد مسحوا على ظفر، لما غسلته التماس الفضل في اتباعهم" رواه الدارمي(1/72) وابن بطة(254).
هذه أقوال أهل السنة السلفيين وتلك مخازي الصوفية الحلولين ومن شاء الإطلاع على مزيد من مخازيهم فليرجع إلى (تلبيس إبليس) لإبن الجوزي فإن فيه العجب العجاب.
فهل يسوغ بعد هذا لشمس الدين أن يقول بأن الصوفية من أشد الناس تمسكا بالكتاب والسنة.
لا وألف لا.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.