• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

’’ ردٌّ على صوفي ‘‘ للشيخ النجمي رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ’’ ردٌّ على صوفي ‘‘ للشيخ النجمي رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : فهذا مقال نفيس للشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء - ، رأيتُ نقله في هذه الشبكة المباركة تعميماً للفائدة ، وأسأل الله أن ينفع به كل من يطلع عليه ، وأن يجعله وسائر ما قدمه الشيخ من علم وتعليم في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، والحمد لله رب العالمين .


    ’’ ردٌّ على صوفي ‘‘


    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، وبعد :


    فقد اطلعت على كتابٍ سمَّاه صاحبه " التعلق الصوري ، والتعلق المعنوي بالجناب النبوي المحمدي - صلى الله عليه وسلم - " ، اسم مؤلف الكتاب الأستاذ الدكتور / عاطف بن قاسم أمين المليجي ، في آخر الكتاب عباراتٌ سيئة يظهر أنَّها مقتبسةٌ من عبارات الغارقين في التصوف من أصحاب وحدة الوجود ؛ الذين يزعمون أنَّ النبيَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - هو أصل الوجود ؛ بل ويجعلون له صفات الخالق . وقد كتب صاحب " الكشف عن الصوفية لأول مرة " تأليف محمود عبد الرؤوف القاسم كتب تسعة عشر صفحة تحت عنوان ( الحقيقة المحمدية ) كتب فيها عدة صلوات عن الصوفية يصفون فيها النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بأوصاف الألوهية كقول الحلاَّج في ( ص 263 ) : " هو الأول في الوصلة ؛ وهو الآخر في النبوة ، والباطن في الحقيقة ، والظاهر بالمعرفة ... الحق ما أسلمه إلى خلقه ؛ لأنَّه هو وإنِّي هو وهو هو " انتهى ، وانظر أيضاً الملاحظات من كتاب " الكشف عن الصوفية " في ( ص 164 / رقم 2 ) حيث يجعلون محمداً هو الله ، وله جميع صفاته الحسنى .

    اللهمَّ إنَّا نبرأ إليك من هذا الباطل الموغل في البطلان ؛ الذي تردُّه السنَّة ، والقرآن ، فالله - تعالى - يقول : ( قل إنَّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَّ أنَّما إلهكم إلهٌ واحد ) [ الكهف : 110 ] ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ؛ إنَّما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله )) رواه البخاري .

    واسمع أيضاً لما يقوله أحمد التيجاني في " الصلاة الغيبية في الحقيقة الأحمدية " ( ص 275 ) : " فإنَّها برزت من الغيب من غير إنشاء أحد ؛ اللهمَّ صلِّ وسلم على عين ذاتك العلية بأنواع كمالاتك البهية في حضرة ذاتك الأبدية على عبدك القائـم بك منك لك إليك بأتمَّ الصلـوات الزكيـة المصلِّي في محراب عين هاء الهوية التالي السبع المثاني بصفاتك النفسية ؛ الداعي بك بإذنك لكافة الشؤون العلية ؛ المفيض على كافـة من أوجدته بقيومية سرك المدد الساري في كلية أجزاء موهية فضلك المتجلي عليه في محراب قدسك ، وأنسك بكمال ألوهيتك في عوالمك في برِّك وبحرك " اهـ .

    ومن صلوات أحمد بن إدريس الإدريسي " الصلاة الخامسة ؛ اللهمَّ صلِّ على الذات الكنـه قِبْلة وجوه تجليات الكنه ؛ عين الكنه في الكنه ؛ الجامع لحقائق كنه الكنه " .

    وقال أيضاً : " الصلاة السادسة ؛ اللهمَّ صلِّ على أمِّ الكتاب كمالات كنه الذات عين الوجود المطلق الجامع لسائر التقييدات صورة ناسوت الخلق معاني لاهوت الحق .. " إلى آخر المصدر نفسه ( ص 275 – 276 ) .


    إنَّني والحمد لله لم أكتب هذه العبارات الكفرية السيئة ؛ التي لايصح أن توصف إلاَّ بأنَّها هلوسة وجنون ممن يدَّعون بأنَّهم وصلوا إلى ما لم يصل إليه غيرهم ، وما وصلوا إلاَّ إلى الكفر الأفضع حيث وصفوا المخلوق البشري بصفات الرب الجليل والإله العظيم ؛ الذي وصف نفسه بقوله : ( وما قدروا الله حقَّ قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطوياتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمَّا يشركون ) [ الزمر : 67 ] ، وقال جلَّ من قائل : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أوَّل خلقٍ نعيده وعداً علينا إنَّا كنَّا فاعلين ) [ الأنبياء : 104 ] ، وقال عن جميع خلقه : ( إن كلُّ من في السماوات والأرض إلاَّ آتي الرحمن عبدا ، لقد أحصاهم وعدَّهم عدَّا ، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) [ مريم : 93- 95 ] ، وأخبر عن الرسل أنَّهم قالوا لأممهم : ( إن نحن إلاَّ بشرٌ مثلكم ، ولكنَّ الله يمنُّ على من يشاء من عباده ، وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلاَّ بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) [ إبراهيم : 11 ] ، وقال عن عبده ورسوله محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - معلماً له ، وموجهاً له : ( قل إنَّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَّ أنَّما إلهكم إلهٌ واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويلٌ للمشركين ) [ فصلت : 6 ] ، وقال عنه : ( وما محمدٌ إلاَّ رسولٌ قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرَّ الله شيئا ) [ آل عمران : 144 ] ، وقال : ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنَّهم ظالمون ) [ آل عمران : 128 ] .


    إنَّ من يعتقد عقيدة الصوفية المارقة أصحاب وحدة الوجود الذين يجعلون للمخلوق صفات الخالق فإنَّه يعتبر قد أشرك بالله شركاً أكبر ، وخرج من الإسلام بإعطائه للمخلوق صفات الخالق جلَّ شأنه وعزَّ سلطانه ، وتعالت صفاته .


    واسمع إلى مؤلف كتاب " التعلق الصوري والتعلق المعنوي بالجناب النبوي المحمدي - صلى الله عليه وسلم - " في الفصل الرابع ( ص 39 ) : " يقول العارف بالله الإمام عبد الكريم الجيلي : ( اعلم وفقنا الله وإيَّاك للوقوف ببابه ، والعكوف بجنابه ؛ أنَّ الله - تعالى - لمَّا أحبَّ نبيه الخاتم - صلى الله عليه وسلم - جعله شفيعاً لخلقه إليه يوم القيامة ، وليس لأحدٍ من الخلق عموم الشفاعة سواه ) " ؛ وأقول : نعم هذه الشفاعة في فصل القضاء التي يعتذر عنها آدم ، فمن دونه من الرسل أولي العزم ، فإذا وصلت إليه كما في البخاري ومسلم قال : (( فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب أمتي يا رب )) ، فيأمر الله بفصل القضاء ، وتكون أمته أوَّل أمة يقضى بينها ؛ لهذا يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنَّهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأعطيناه من بعدهم )) رواه مسلم .


    لهذا يقول الجيلي : " وسرُّ ذلك أنَّ الأنبياء لم يبعثوا إلى كافة الخلق ، وإنَّما بعث إلى كافَّة الخلق محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - فهو مقدمهم وراعيهم ، وكلُّ راعٍ مسؤولٌ عن رعيته ، فأوجب الله - تعالى - عليه الشفاعة لهم والقيام بمصالحهم دنيا وأخرى " ؛ وأقول : لقد أخطأ في هذا المقطع ثلاثة أخطاء ، وذلك بسبب المبالغة والغلو الممقوت فقوله : " فهو مقدمهم وراعيهم " أمَّا كونه مقدمهم فلاشك في ذلك فإنَّ له لواء تحشر تحته جميع الرسل - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - وهو أفضل الرسل ، وأعلاهم عند الله منزلة ، وأكرمهم عنده مقاما ، وأفضلهم عنده جاهاً .

    وأمَّا كونه : " راعيهم وكلُّ راعٍ مسؤولٌ عن رعيته ، فأوجب الله تعالى عليه الشفاعة لهم والقيام بمصالحهم دنيا وأخرى " ؛ فأقول : أنَّ الشفاعة لم تكن واجبةً عليه ، وإنَّما محبته لنفع الآخرين وما رآه من حاجة الناس إلى ذلك هو الذي دفعه إلى فعل الشفاعة ؛ مع ما أعطاه الله من الفضل الذي جعله يكون أهلاً لذلك .

    ثانياً : أمَّا كونه مسؤولاً عن رعيته ؛ فهذا قولٌ غير صحيح ، فالله - تعالى - قال لنبيه : ( فذكر إنَّما أنت مذكر ، لست عليهم بمسيطر ) [ الغاشية : 21 – 22 ] ، وقال تعالى : ( فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلاَّ البلاغ ) [ الشورى : 48 ] .

    ثالثاً : في قوله : " والقيام بمصالحهم دنيا وأخرى " هذا أيضاً باطلٌ فلم يوجب الله عليه القيام بمصالحهم الدنيوية والأخروية ، ولكن بيَّن لهم ، وعلَّمهم ما يجب لله عليهم ، وما يجب لبعضهم على بعض من الأحكام والشرائع ؛ أمَّا أمور الدنيا فكلُّ واحدٍِ مكلَّف أن ينظر في مصلحة نفسه ، وأهل بيته ، ويعمل الأسباب المؤدية إلى ذلك ، وقد ورد : (( أنَّ رجلا من الأنصار أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله فقال : أما في بيتك شيء ؟ ، قال : بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء ، قال : ائتني بهما ، فأتاه بهما فأخذهما - رسول الله صلى الله عليه وسلم - بيده ، وقال : من يشتري هذين ؟ ، قال رجل : أنا آخذهما بدرهم ، قال : من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا ؟ ، قال رجل : أنا آخذهما بدرهمين ؛ فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري ، وقال : اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك ، واشتر بالآخر قدوما فأتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عودا بيده ثم قال له : اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما ، فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هذا خير لك من أن تجىء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع )) رواه ابن ماجة وأبو داود في سننه واللفظ له ، وهكذا كان - صلى الله عليه وسلم - يوجِّه الذي لا يحسن أن يتصرف .

    أمَّا كونه - صلى الله عليه وسلم - يكون كما قال الجيلي : " فأوجب الله - تعالى - عليه الشفاعة لهم والقيام بمصالحهم دنيا وأخرى " فهذا لم يقله أحدٌ من أهل العلم المعتبرين .


    ثمَّ قال عبد الكريم الجيلي : " فلمَّا كان واسطة الجميع في البداية لأجل الظهور كان واسطتهم في النهاية لأجل النعيم المقيم ، فليس في الأزل والأبد وسيلةٌ ولا واسطةٌ ، ولاعلةٌ لوجودك ووجود كلِّ خيرٍ لك ، ولكل موجود أحدٌ سواه " ؛ وأقول : هذا تعبيرٌ من تعبيرات أصحاب وحدة الوجود عليهم من الله ما يستحقون ؛ كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أصل الخليقة ، وعلتها ، وسبب وجودها ؛ وهو مولودٌ بين أبوين من قريش في وقتٍ محدد ، ومكانٍ محدد ، وبيئةٍ محددة ؛ أرسله الله جلَّ شأنه إلى العباد ليدلهم على توحيد الله ، ويأمرهم بأن يفردوا ربهم بالعبادة ، ويبيِّن لهم كيفية العبادة التي أوجبها عليهم أنزل عليه القرآن كتاباً مهيمناً على الكتب كلَّها ، وأوحى إليه السنة ، فجَّرها على لسانه ، وبيَّنها بعمله ، فقال جلَّ من قائل : ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين ) [ الجمعة : 3 ] ، وقال - تعالى - : ( قل إنَّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَّ أنَّما إلهكم إلهٌ واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولايشرك بعبادة ربه أحدا ) ، وقال - سبحانه - : ( الله خالق كلِّ شيءٍ وهو على كلِّ شيءٍ وكيل ) [ الزمر : 63 ] ، وقال : ( أغير الله أتخذ ولياً فاطر السماوات والأرض وهو يطعـم ولايطعـم قل إني أمرت أن أكون أوَّل من أسلـم ولاتكـوننَّ من المشركين ) [ الأنعام : 14 ] ، وقال - سبحانه - :( وما خلقت الجنَّ والإنس إلاَّ ليعبدون ، ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون ، إنَّ الله هو الرزاق ذو القوة المتـين ) [ الذاريات : 56 – 59 ] .


    وأخيراً يا عبد الله : سمعت آيات الله ، فافتح المصحف ، واقرأ ودع هلوسة المجانين ، وإن شئت فدع هراء الكفرة المهوسين ؛ الذين يريدون أن يردوا النَّاس إلى الكفر ، ويدخلوهم في العقائد المنحرفة الضالة .

    إنَّ الصوفية انتكاسٌ ، وارتكاسٌ في الكفر الأكبر ، والشرك الأفضع ، واسمع إلى ربك وهو يقول : ( ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) [ الأحزاب : 40 ] ، إياك يا أخي أن تسمع لكلام الصوفية الفجار ، وخلطهم ، ومرجهم ، وكذبهم ، وإلاَّ فإنَّهم سيلقون بك في نار جهنم .


    ثمَّ قال الجيلي في ( ص 39 ) : " فمن الأولى أن تتعلق بجنابه ، وتعتكف على بابه ؛ ليحصل الميل من الجهتين ، فيسرع الوصول إلى المقصود " اهـ .

    وأقول : إنَّ الله لم يأمر عباده بالإعتكاف على باب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا السجود له ، وإنَّما أمرهم باتباعه ، والإهتداء بهديه كما قال - تعالى - : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء عبادنا وإنَّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم ، صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ) ، وقال - تعالى - : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) [ آل عمران : 31 ] ، إنَّ العكوف على باب النبي - صلى الله عليه وسلم - هو العكوف الحسي ؛ الذي يراد به العبادة ؛ فهو شيءٌ محرَّمٌ ؛ ولايجوز لأحدٍ أن يسجد لبشرٍ سواءً كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غيره ، ولمَّا جاء معاذ بن جبل فقال يا رسول الله : (( قدمت الشام فرأيتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم فأردت أن أفعل ذلك بك ، قال : فلا تفعل فإني لو أمرت شيئاً أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه )) رواه ابن حبان في صحيحه .


    واسمع إلى هذا المفتون وهو الأستاذ الدكتور / عاطف قاسم المليجي في كتابه " التعلق الصوري والتعلق المعنوي بالجناب النبوي المحمدي " في ( ص 40 ) والذي يقول فيه :

    " ولهذا كان دأب الكمَّل من الأولياء - رضوان الله عليهم - أن يتعلقوا بجنابه ، ويحطُّوا جباههم على بابه - صلى الله عليه وسلم - ولم يزل ذلك دأبهم ودأب كلِّ من أراد الله تكميله " ؛ وأقول : ألا ترى أنَّه يقول : " ويحطُّوا جباههم على بابه - صلى الله عليه وسلم - " فهل طلب الله منَّا السجود لنبيه أو طلب الله منَّا متابعته كما قال - تعالى - : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إنَّ الله شديد العقاب ) [ الحشر : 7 ] ، وكما قال - تعالى - : ( وما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) [ الأحزاب : 36 ] ، وكما قال - تعالى - : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أنَّ الله يحول بين المرء وقلبه وأنَّه إليه تحشرون ) [ الأنفال : 24 ] ، إنَّ المطلوب منَّا الإستقامة على ما شرعه الله لنا في كتابه ، وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - ؛ أمَّا السجود له أو لغيره ، ووضع الجباه على بابه أو باب غيره ، فقد حارب الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا العمل محاربةً شديدة ، وأنكر على من أعطاه ما هو دون ذلك لمَّا قيل له - صلى الله عليه وسلم - : (( يا خيرنا ، وابن خيرنا ، وسيدنا ، وابن سيدنا فقال : يا أيها الناس ؛ قولوا بقولكم ، ولايستهوينَّكم الشيطان ؛ أنا محمد عبد الله ورسوله ؛ ما أحبُّ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله - عز وجل - )) رواه النسائي بسندٍ جيد ، وفي حديث ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -في " كتاب التوحيد " عن الطبراني بإسنادٍ فيه ضعف : أنَّه كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - منافق يؤذي المؤمنين ، فقال بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا المنافق ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّه لايستغاث بي ، وإنَّما يستغاث بالله عز وجل )) .


    فقول المؤلف : " ولهذا كان دأب الكمَّل من الأولياء - رضوان الله عليهم - أن يتعلقوا بجنابه ، ويحطُّوا جباههم على بابه - صلى الله عليه وسلم - ولم يزل ذلك دأبهم ودأب كلِّ من أراد الله تكميله " ؛ أقول أيضاً : أنَّ مشايخ الصوفية ليسوا بكمَّل ، وإنَّما هم متخبطون وضلاَّل ، وقادة شر ، ودعاةٌ على أبواب النار من أجابهم إليها قذفوا به فيها ، وإنَّ من يعتقد أنَّ هؤلاء كمَّل ، وأنَّهم أولياء ، بل ويترضى عنهم فهو ضالٌّ مثلهم ، ومن رضي بالكفر فهو كافرٌ .

    أترضى يا عبد الله : يا من تتلوا كتاب الله أترضى طريقة الصوفية أصحاب وحدة الوجود ؛ الذين يجعلون العبد ربَّاً ، والربَّ عبداً ؛ ارجع إلى الكتب التي تنتقد أصحاب هذا المنهج ، وأصحاب هذا الفكر الضال اقرأ " مصرع التصوف " لبرهان الدين البقاعي ، واقرأ " هذه هي الصوفية " لعبد الرحمن الوكيل ، واقرأ كتاب " الكشف عن الصوفية لأول مرة " لمحمود عبد الرؤوف القاسم ؛ اقرأ هذه الكتب ليتبيَّن لك أنَّ كتب الصوفية مليئةٌ بالكفر ، والشرك ، والضلال ، والزندقة ، واقرأ عباراتهم ؛ التي فيها الشطح عن الحق إنَّ من يزكي الصوفية المارقة فهو ضالٌّ أو جاهلٌ لايعرف التمييز بين الحق والباطل .


    وإنَّ هذا الكاتب ؛ وهو عاطف المليجي نجد من كلامه ما يدعو فيه إلى الاستقامة ، واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولكنَّه يخلط بين الحق والباطل ، واسمع إليه وهو يقول في النوع الثاني وهو التعلق المعنوي بالجناب المحمدي ( ص 43 ) : " القسم الأول : " وهو دوام استحضار صورته - صلى الله عليه وسلم - ؛ التي سبق حليتها في الذهن " ، إلى أن قال : " وكن في حال ذكرك له كأنَّك بين يديه في حياته ؛ متأدباً بالإجلال والتعظيم ، والهيبة والحياء ؛ فإنَّه يراك ويسمعك كلَّما ذكرته ؛ لأنَّه متصفٌ بصفات الله - تعالى - ، والله جليس من ذكره ، فللنبي - صلى الله عليه وسلم - نصيبٌ وافرٌ من هذه الصفة " اهـ ؛ وأقول : ألا تتق الله يا هذا ؛ تقول : " لأنَّه متصفٌ بصفات الله - تعالى - " هذا دجلٌ ، وكفرٌ ، وضلالٌ ؛ أيصح أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يتصف بصفات الله ؟ أتدعوا إلى الكفر مع أنَّك تسمي نفسك دكتوراً ؛ إنَّ من حقِّ من يصف النبي - صلى الله عليه وسلم - بصفات الله أن يوقف ، ويستتاب فإن تاب وإلاَّ ضربت عنقه ؛ كافراً مرتداً .

    واسمع إليه وهو يقول في ( ص 44 ) : " القسم الثاني من التعلق المعنوي : هو استحضار حقيقته الكاملة الموصوفة بأوصاف الكمال ، الجامعة بين الجلال والجمال ، والمتحلية بأوصاف الله الكبير المتعال ؛ المشرَّفة بنور الذات الإلهية في الآباد والآزال ؛ المحيطة بكل كمالٍ حقي وخلقي المستوعبة لكل فضيلةٍ في الوجود صورة ومعنى حكماً وعيناً وغيباً ، وشهادةً ظاهراً وباطناً ، ولن نستطيع أن نستحضر كلُّ ذلك له حتى تعلم أنَّه - صلى الله عليه وسلم - هو البرزخ الكلي القائم بطرفي حقائق الوجود القديم والحديث ؛ فهو حقيقة كلٍّ من الجهتين ذاتاً وصفاتاً ؛ لأنَّه مخلوقٌ من نور الذات ، والذات جامعةٌ لأوصافها ، وأفعالها ، وآثارها ، ومؤثراتها حكماً وعينا .

    إشارةً : أوصيك يا أخي بدوام ملاحظة صورته ومعناه - صلى الله عليه وسلم - ولو كنت متكلفاً مستحضراً ، فعن قريبٍ تتآلف روحك به ، فيحضر لك - صلى الله عليه وسلم - عياناً تجده ، وتحدثه ، وتخاطبه ، فيجيبك ، ويخاطبك ، فتفوز بدرجة الصحابة - رضي الله عنهم - ، وتلحق بهم إن شاء الله في ثمرة ملازمة تلك الحضرة الشريفة ، والدوام على مشاهدة تلك الصورة اللطيفة بمعانيها العزيزة المنيفة ، وملاحظة ذلك ولو بالتصور والتخيل ، والتفكر " اهـ .


    أقول : هذه العبارات هي عبارات أصحاب وحدة الوجود ، وهذا الزعم زعمٌ باطل ؛ وهو القول بأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مخلوقٌ من نور الذات الإلهية ؛ إنَّ هذه الإفتراءات لم يقلها أحدٌ غير أصحاب الحلول والإتحاد ؛ أهل وحدة الوجود ؛ أصحاب الكفر الفضيع ، والزندقة ، والمروق من الدين ؛ بل هذه افتراءات ليس لها مستندٌ لامن الشرائع السماوية ، ولامن العقول الصحيحة .


    وأقول يا معشر الموحدين : إنَّ دينكم يغزا ، وإنَّ التوحيد سيهدم إذا ترك الحبل على الغارب لهؤلاء المارقين سيحولون من قدروا عليه من العقيدة السلفية عقيدة أهل السنة والجماعة ؛ سيحولون من قدروا عليه عنها إلى تخريف الصوفية ، وهلوستهم ، وضلالهم ، فهل من غَضْبةٍ لله - عزَّ وجل - تمنعون بها إدخال هذه الكتب المضلة إلى بلادنا ، وتقيمون بها نصاب الحق ؛ عبوديةً لله ، ودفاعاً عن كتاب الله ، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، ودفاعاً عن الشريعة الغرَّاء ؛ التي كلَّف الله بها عباده ؛ بعيداً عن ضلال المضلين ، وهوس المهوسين ؛ هذا ما أرجوه من دولتنا والقائمين عليها ، ومن علماءنا الأبرار ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه .
    أخوكم في الله ومحبكم فيه

    أحمد بن يحيى بن محمد النَّجمي

    20 / 5 / 1427 هـ

    المصدر : موقع الدعوة السلفية بصامطة
يعمل...
X