الاحتفال بمناسبة المولد النبوي بدعة لا يجوز إقرارها ولا التهنئة بها
نشرت بعض الصحف المحلية خبرا هذا نصه: (مجوهرات الفارسي تهنئ الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى المولد النبوي الشريف، وتسأل الله أن يعيده على الأمة باليُمن والبركات) مصحوبًا بأبيات من البردة التي قيلت في مدح النبي صلى الله عليه وسلم للبوصيري وفيها غلو شركي وقد استغرب أهل العلم والبصيرة واستنكروا هذه التهنئة التي تصدر لأول مرة في بعض جرائد بلاد التوحيد والسنة وحق لهم هذا الاستغراب وهذا الاستنكار لأن الاحتفال بمناسبة المولد النبوي أو غيره بدعة "وكل بدعة ضلالة" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولأن في ذلك تشبهًا بالنصارى الذين ابتدعوا الاحتفال بمولد المسيح عليه السلام نتيجة لغلوهم فيه. وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من التشبه بهم في هذا وفي غيره حيث قال صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم. إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله" أخرجاه في الصحيحين.
فتجتمع في هذا الاحتفال البدعي محذورات:
أولًا: أنه بدعة.
وثانيًا: أن فيه تشبهًا بالنصارى وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم"، "ليس منا من تشبه بغيرنا"، وفيه محذور ثالث وهو الغلو في حق النبي صلى الله عليه وسلم وقد نهانا عن ذلك بقوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم"، والإطراء معناه الغلو في حقه والزيادة في مدحه – ومن المعلوم والواجب أن البدعة لا يهنأ بها وإنما ينهى عنها ويحذر منها. أما كون ذلك بدعة فلأنه لا دليل عليه من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، وقال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وفي رواية: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد"، والاحتفال بالمولد النبوي محدث بعد القرون المفضلة.
فكما أنه لا دليل عليه من الكتاب والسنة فليس هو من عمل الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من القرون المفضلة وإنما حدث بعدهم وليس لدى من يقيمون هذا الاحتفال المبتدع إلا أنه إشعار بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ونقول لهم: زادكم الله من حبه وإتباعه لكن من علامة حبه العمل بسنته وترك البدعة لأن إحياء البدعة معصية للرسول صلى الله عليه وسلم وكيف تنفق محبته مع معصيته وهو صلى الله عليه وسلم نهى عن البدع ففي إحيائها مخالفة لنهيه ومخالفة نهيه معصية له لا تتفق مع محبته.
قال الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر: 7].
ومن شبههم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم الاثنين: "ذلك يوم ولدت فيه"، قال المبتدعة ففيه تعظيم اليوم الذي ولد فيه، فنقول لهم: النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع الاحتفال في يوم ولادته وإنما شرع الصوم فيه فيقتصر على ما شرع، ونقول لهم أيضًا: ما دليلكم على تحديد يوم في السنة ومن شهر ربيع الأول لهذا الاحتفال الذي ما أنزل الله به من سلطان وهو خارج عن الموضوع.
ومن شبههم أنهم يقولون: في إحياء المولد إحياء لذكر الرسول وتذكير بمحبته ونقول لهم: الله سبحانه رفع ذكره فقال: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) [الشرح: 4]، فلا يذكر الله إلا ويذكر معه الرسول صلى الله عليه وسلم في الأذان والإقامة والخطب والتشهد وهذا ذكر له بما شرعه الله وهو يغني عن ذكره بالبدع المحدثة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
16/03/1432هـ
نشرت بعض الصحف المحلية خبرا هذا نصه: (مجوهرات الفارسي تهنئ الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى المولد النبوي الشريف، وتسأل الله أن يعيده على الأمة باليُمن والبركات) مصحوبًا بأبيات من البردة التي قيلت في مدح النبي صلى الله عليه وسلم للبوصيري وفيها غلو شركي وقد استغرب أهل العلم والبصيرة واستنكروا هذه التهنئة التي تصدر لأول مرة في بعض جرائد بلاد التوحيد والسنة وحق لهم هذا الاستغراب وهذا الاستنكار لأن الاحتفال بمناسبة المولد النبوي أو غيره بدعة "وكل بدعة ضلالة" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولأن في ذلك تشبهًا بالنصارى الذين ابتدعوا الاحتفال بمولد المسيح عليه السلام نتيجة لغلوهم فيه. وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من التشبه بهم في هذا وفي غيره حيث قال صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم. إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله" أخرجاه في الصحيحين.
فتجتمع في هذا الاحتفال البدعي محذورات:
أولًا: أنه بدعة.
وثانيًا: أن فيه تشبهًا بالنصارى وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم"، "ليس منا من تشبه بغيرنا"، وفيه محذور ثالث وهو الغلو في حق النبي صلى الله عليه وسلم وقد نهانا عن ذلك بقوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم"، والإطراء معناه الغلو في حقه والزيادة في مدحه – ومن المعلوم والواجب أن البدعة لا يهنأ بها وإنما ينهى عنها ويحذر منها. أما كون ذلك بدعة فلأنه لا دليل عليه من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، وقال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وفي رواية: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد"، والاحتفال بالمولد النبوي محدث بعد القرون المفضلة.
فكما أنه لا دليل عليه من الكتاب والسنة فليس هو من عمل الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من القرون المفضلة وإنما حدث بعدهم وليس لدى من يقيمون هذا الاحتفال المبتدع إلا أنه إشعار بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ونقول لهم: زادكم الله من حبه وإتباعه لكن من علامة حبه العمل بسنته وترك البدعة لأن إحياء البدعة معصية للرسول صلى الله عليه وسلم وكيف تنفق محبته مع معصيته وهو صلى الله عليه وسلم نهى عن البدع ففي إحيائها مخالفة لنهيه ومخالفة نهيه معصية له لا تتفق مع محبته.
قال الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر: 7].
ومن شبههم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم الاثنين: "ذلك يوم ولدت فيه"، قال المبتدعة ففيه تعظيم اليوم الذي ولد فيه، فنقول لهم: النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع الاحتفال في يوم ولادته وإنما شرع الصوم فيه فيقتصر على ما شرع، ونقول لهم أيضًا: ما دليلكم على تحديد يوم في السنة ومن شهر ربيع الأول لهذا الاحتفال الذي ما أنزل الله به من سلطان وهو خارج عن الموضوع.
ومن شبههم أنهم يقولون: في إحياء المولد إحياء لذكر الرسول وتذكير بمحبته ونقول لهم: الله سبحانه رفع ذكره فقال: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) [الشرح: 4]، فلا يذكر الله إلا ويذكر معه الرسول صلى الله عليه وسلم في الأذان والإقامة والخطب والتشهد وهذا ذكر له بما شرعه الله وهو يغني عن ذكره بالبدع المحدثة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
16/03/1432هـ