إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من نفائس العلاّمة ابن باز رحمه الله :: موعظة مؤثّرة حول طاعة الله وإخلاص العبودية له

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من نفائس العلاّمة ابن باز رحمه الله :: موعظة مؤثّرة حول طاعة الله وإخلاص العبودية له


    :: موعظة بليغة ومؤثّرة للعلاّمة ابن باز رحمه الله تعالى ::
    في بيتٍ من بيوت الله نتواصى بالحقّ ، والتناصح والتعاون على البرّ والتقوى ، وأسأل الله عزّ وجلّ أن يجعله لقاءاً مباركاً ، وأن يُصلِح قلوبنا وأعمالنا جميعاً ، وأن ينصُر دينه ويُعليَ كلِمته ، وأن يُصلح أحوال المسلمين في كلّ مكان ، وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يُوَلّي عليهم خيارهم ويُصلح قادتهم ، كما أسأله سبحانه أن يوفّق ولاة أمرنا لكلّ خير ، و أن يعينهم على كلّ خير ، وأن ينصر بهم الحقّ ، وأن يُصلح لهم البطانة ، وأن يجعلنا وإياكم وإياهم من الهداة المهتدين إنّه سبحانه وتعالى جوادٌ كريم .
    أيّها الإخوة في الله : إنّ الله عزّ وجلّ إنمّا خلق الخلق لِيُعبد وحده لا شريك له ، لم يخلقهم سُدى ولاعبثاً ، وإنّما خُلِقوا لِيعبدوا الله ، رجالاً ونساءاً، ذكوراً وإناثاً ، عرباً وعجماً ، جِنّاً وإنساً ، كلٌّهم خُلقوا ليعبدوا الله ، لم يُخلقوا عبثاً ولا سدى ، قال تعالى : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 – 58] ، وهذه العبادة التي خُلقوا لها قد أمرهم بها الله جلّى وعلا ، فقال سبحانه وتعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [ البقرة 21 ] ، وبعث بها الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فقال تعالى : ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾[النحل: 36]، وقال عزّ وجلّ : ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء-25] ،وقال تعالى : ﴿ أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [ القيامة 36 ]، أن يُهمل المعطّل لا يُأمر ولايُنهى، كلاّ ، قال تعالى منكراً على المُشركين : ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا* ﴾ [المؤمنون/115] ، أي : أظننتم هذا الظنّ، الله إنّما خلق الخلق ليُعبد وحده لا شريك له ، وهذه العبادة هي دين الإسلام ، هي الإيمان والهدى ، هي التقوى والبرّ، هي توحيد الله وطاعته ، هذه العبادة ، سمّاها الله إسلاماً فقال تعالى : ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾ [ آل عمران ـ 19 ] ، وسمّاها إيماناً فقال : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [ النساء 136]، وسمّاها هدى فقال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى ﴾ [النجم : 23]، وسمّاها براًّ فقال تعالى : ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ.. ﴾ الآية [البقرة:177] ، وسمّاها تقوى فقال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾ [ النساء ـ1 ] ،﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ﴾ [ الأحزاب 70 ] ، فهذه العبادة التي خُلق العباد لها جِنُّهم وإنسهم هي تقوى الله، هي دين الله ، هي الإسلام ، هي الإيمان والهدى ، هي توحيد الله وطاعته ، فالواجب على جميع المكلّفين أن يعبدوا الله وحده كما خُلقوا لذلك ، وذلك بتوحيده والإخلاص له ، والإيمان به وبرسله ، والإيمان بكلّ ما أخبر به الله ورسوله من أمر الآخرة والجنّة والنّار والحساب والجزاء وغير ذلك ، والإيمان بملائكة الله وكتبه وبرسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه ، هكذا الدين الذي بعث الله به الرسل ، وخلق له العباد، توحيد الله وطاعته ، الإيمان به وبرسله ، والإستقامة على دينه ، فالواجب عليك يا عبد الله وعليكِ يا أَمَةَ الله الإيمان بالله ورسوله ، تحقيق هذا الإيمان بتوحيد الله وطاعته ، واتّباع رسوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ* وأداء فرائضه وترك محارمه ، والوقوف عند حدوده ، هذا هو دين الله ، هذا هو العبادة التي أنتم مخلقون لها ، هذا هو الإسلام وهو الإيمان ،﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ﴾ [آل عمران: 19] ، قال تعالى : ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ ، قال تعالى : ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران:85 ] .

    حمّل هذا المقطع النفيس من هنا بارك الله فيك
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحكيم بن عباس الجيجلي; الساعة 29-10-2012, 12:06 AM.
يعمل...
X