بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبيه وعبده محمد بن عبد الله الصادق الأمين أما بعد
فيقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الحجرات: 10]. {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } [التوبة: 71]
ويقول الله تعالى فهذه الآيات البينان توضح أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض وان الكفار بعضهم أولياء بعض والمسلم ينصر أخاه المسلم لقول الله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } [الأنفال: 72، 73]
ولقول النبي صلى الله وسلم : عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا. فلهذا أخبر الله سبحانه وتعالى في قوله وان استنصروكم في الدين الآية ثم ذكر بعدها فقال: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ. يبين سبحانه وتعالى أن الكفار بعضهم البعض ضد المسلمين لمحاربتهم ومقاتلتهم وتمزيق دينهم وبذل كل وسعهم لتفكيك المسلمين وضعف شوكتهم ثم قال ثم بين أن المسلمين إذا لم ينصر بعضهم البعض فإنها ستكون فتنة في الأرض وفساد كبير فهنا يجب على كل مسلم ومسلمة مناصرة المسلمين على أعدائهم من الكافرين ومن البغاة ولوا كانوا من المسلمين في الشرق والغرب وفي الجنوب وفي الشمال ومن أي سائر من فرق المسلمين فتجب النصرة والمناصرة لهذا الدين والنصرة للضعفاء والمضطهدين المظلومين من أعدائهم المغتصبين من الكفرة والباغين وليعلم كل مسلم أن نصرة المسلمين تعتبر نصرة لدين رب العالمين وعزة وقوة لشوكة المسلمين وضعفاً للأعداء والمعتدين وأما التخاذل السكوت والركون للآخرين فهو يعتبر هزيمة وتسلط الأعداء وضعف شوكة المسلمين وليعتبر المسلمون اليوم مما قد حصل في كثير من بلاد المسلمين من تسلط الأعداء عليهم وما يحصل في أيامنا هذه من التسلط على المسلمين وتدمير بيوتهم وتهجيرهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وقتلهم وترميل نسائهم بسبب تخاذل المسلمين وعدم النصرة فلابد أن يكون المسلمين يدا واحدة ضد كل من عادى الإسلام والمسلمين وليكون المسلمون متنبهون فطنون لما يحصل لهم من الخداع والتأمر عليهم من أعدائهم وليعلموا أن العدو ليس عدوا لحزب من الأحزاب أو طائفة من الطوائف فقط بل هو عدوا لكل الأمة الإسلامية بكل أحزابها فهاهم اليوم يقتلون أهل السنة في دماج ويهجرونهم من بلادهم ويريدون ليطفئوا نور الله ولكن الله متم نوره ولوا كره الكافرون وفي سوريا وفي بورما من قتل وتعذيب وتحريق وتدمير لمنازلهم وتهجيرهم من بلادهم وترميل نسائهم وتيتم أطفالهم فوجب على من كانت له غيرة على دين الله وعلى أخوانه المستضعفين من المسلمين أن يقوم بنصرتهم في كل مكان من عدوهم بكل ما يستطيعه بالمال والنفس والدعاء لهم فهم بأمس الحاجة
والله ولي الجميع وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم