تقرير يسلط الضوء على الحرب وجرائم الحوثي في دماج
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعدبسم الله الرحمن الرحيم
فقد رأيت تقريرًا طيبًا نشرته "صعدة أو لاين"، ورأيته سلط الضوء على الوضع على شيء مما يحدث في دماج من خلال
ماهي مآرب الحوثي من حربه على دماج ؟ وماهي الأساليب المتبعة في الحرب؟ وماهي الأسلحة المستخدمة ؟ وما حجم الأضرار؟ رصد الوضع الإنساني في دماج، والمواقف الرسمية ودور الإعلام, كل هذا وغيره سنتعرف عليه في هذا التقرير :
الحصار والقتل والدمار ، من مقومات الفكرة الأساسية للحوثيين، وأهم الأساليب والوسائل التي اتبعتها وتتبعها ميليشيا الحوثي المسلحة لتحقيق هدفها الرئيسي المتمثل بإقامة كيان لهم، وتنفيذ مشروعهم التوسعي، والذي يقوم على أساس الحق الإلهي، وعدم القبول بالآخر، اقترن ذلك بممارستهم لأبشع أشكال الترهيب وأنواعه، وأصبحت جماعة الحوثي نموذجا للبطش والقتل والعنف بحكم طبيعتها وتكوينها، لأنها قامت على منطق القوة والبطش والعنصرية وقتل الآخرين وتشريدهم.
ومن هنا نسلط الضوء على نموذج يحدث في هذه الأيام للتدليل على الأساليب البشعة والمخزية التي تقوم بها ميليشيا الحوثي في منطقة دماج التي تعاني ويلات الحصار والحرب والقتل والتشريد والأساليب التي تستخدمها ضد أبناء المناطق التي يصلون إليها بحجج واهية وشعارات وهمية .
تعريف بمنطقة دماج
دماج أو بالأحرى وادي دماج يقع في الجنوب الشرقي من صعدة ويبعد عنها حوالي 7كم طوله يقارب 25 كلم وعرضه لا يتعدى 3كم يحده من الجنوب جبال الحناجر والتي هي من دماج، يليها درب وادعة ثم ال عمار مركز مديرية الصفراء، ومن الشمال يحده جبل المدور والعفاري ومن الشمال غرب يحده العبدين من بلاد سحار.
تسكن الوادي قبيلة وادعة التي تنقسم تقريبا لأربعة أفخاذ هي: آل خلال، آل خميس، آل قريش، آل عوران، ولكل فخذ شيخ , وتشير إحصائية التعداد السكاني لعام 2004م أن عدد سكان دماج 15626 نسمة وعدد المساكن 2419 مسكن.
أسس الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله مركزا أسماه مركز دار الحديث, الذي أصبح يقصده الطلاب من كافة أنحاء الجمهورية ومن أنحاء العالم فصارت لدماج شهرة عالمية، وحاليًا نصف سكان دماج، هم ممن وفد إليها لطلب العلم الشرعي في هذه الدار، وقد ساهموا في تطوير هذه البلدة وفي النهضة العمرانية والثقافية فيها.
وفي المركز تدرس كافة الفنون الشرعية، ابتداء بأمهات الكتب وأشرفها وأعلاها: كتاب الله تعالى، حفظاً وتجويداً وتفسيراً .
حصار دماج
لابد من التنبيه إلى أن وسائل الإعلام عندما تتحدث عن دماج وحصارها ، فإنها تشير وتبرز دار الحديث في دماج ، والصواب هو أن دماج منطقة محاصرة بكاملها بمساحة 2كم2 يسكنها ما يقارب (15) ألف نسمة ,في هذه المساحة البسيطة وعدد السكان الهائل فرضت ميليشيا الحوثي المسلحة حصارها على سكان دماج ابتداءً من يوم الخميس 22 ذو القعدة 1432هـ حتى الآن ليصل أمد الحصار الى ما يقارب الشهرين ، منعوا فيه دخول المواد الغذائية والأدوية , ولأن ميليشيا الحوثي لا تعرف سوى لغة السلاح بدأت بالقصف والقنص للمواطنين مستخدمة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة مواصلة منع الغذاء والدواء على أبناء دماج أو إخراج وإسعاف الجرحى الذين سقطوا جراء قصف الحوثيين للمنازل والمساجد والمدارس والوحدة الصحية بدماج.
هدف الحوثي من قصف دماج
الهدف الأول للحوثيين ، هو الهروب من مخرجات الحوار الوطني وعدم القبول ببسط سيادة الدولة على صعدة..
استهداف دماج هو حلقة من سلسلة طويلة ضمن استراتيجيات الحوثي، فاستهداف السلفيين يوصم أي حالة فوضى في البلاد بأنها طائفية وهي ما تعطيه وقتا وفرصة للخروج من مأزق الحوار الوطني، لأن المجتمع الدولي يبطئ دائما في التحرك تجاه أحداث مثل هذا النوع ، وعليكم أن تتذكروا أن كل مواجهات الحوثي مع القبائل يربطها بما يصفهم بالتكفيريين, بالإضافة الى تهجير كل من يناوئهم أو يعترض على أفعالهم .
الأسلحة التي استخدمت في قصف دماج
استخدمت ميليشيا الحوثي المسلحة في قصف وقتل الأبرياء في منطقة دماج ثلاثة مدافع ميدان 85 مم - وثلاثة مدافع 100مم- واثنتان راجمات صواريخ ( كاتيوشا) - واحد رشاش خماسي فولكان- أربعة رشاشات 37- وثلاثة رشاشات 23- ثمانية مدافع بي 10 9- وستة هاون 120- ورشاش 14.7- وأكثر من 20 رشاش 12.7- وثلاث عربات همر أمريكية- وثلاث عربات حميضة- واثنتان عربات بي ام بي- عدد غير معروف من الهاونات .
حجم الخسائر البشرية والمادية
حجم الخسائر في إحصائيات أولية في منطقة دماج جراء الحصار والقصف من قبل مسلحي الحوثي حجم كبير, فبالنسبة للخسائر البشرية قتل أكثر من ( 120) شخصا بينهم نساء وأطفال وجرح جراء القصف ما يقارب (240 ) شخصا جراح بعضهم خطيرة وقد تم نقل ما يقارب 100 جريح الى صنعاء لتلقي العلاج .
أما بالنسبة للخسائر المادية
فقد تم تدمير عدد( 160 ) منزلا جراء القصف بالأسلحة الثقيلة و(6) أبار ارتوازية ومشاريع مياه وكذلك تدمير عدد ( 6 ) مساجد وتدمير مستشفيين.
هذا فيما لايزال حجم الخسائر في ازدياد مع تواصل الحصار والقصف على المنطقة , وتعتبر الإحصائية المذكورة سابقا ليست سوى تقريبية لعدم التمكن من حصر الأضرار ووجود قتلى تحت انقاض المنازل والمساجد وعدم تمكن أهالي دماج من إخراج القتلى جراء القنص والقصف المستمر . الوضع الإنساني في دماج
يبدو الوضع الإنساني في دماج مأساويا بكل المقاييس ويفوق التصورات في كثير من الأحيان فعدد الجرحى يفوق المائتي جريح دون علاج والرجال والنساء والأطفال يبيتون في الأنفاق التي تم حفرها هربا من قصف مليشيات الحوثي المسلحة التي تمطر منطقة دماج بمئات القذائف من كل الجهات، بيوت كثيرة احترقت بكل ما فيها فأصبح سكانها بين الأنفاق ليلا ونهارا يسكنون الأنفاق يفترشون الأرض ويلتحفون السماء حوامل أجهضن بسبب الرعب، فدوي الانفجارات لا يتوقف، والأرض تهتز تحت الساكنين ولا يزالون في وضع صحي حرج للغاية .
أما الوضع الغذائي
فأصبح مخيفا للغاية حيث نفذت المواد الغذائية بسبب الحصار المطبق من قبل مليشيات الحوثي وصار أهالي دماج يتقاسمون الفتات وكل ما يمكن للمضطر ونفاذ المواد الغذائية أدى إلى موت العديد جوعا وخصوصا الأطفال لعدم وجود تغذية صحية . ويشعـر العاملون في المجال الإنساني بالقلق نظراً لتعرض آلاف المدنيين للخطر، ولأن بعضهم جرحى ومرضى وغير قادرين على الفرار مع تواصل قصف ميليشيا الحوثي على المنطقة والتلال المحيطة بها .
المأساة بعيدة عن وسائل الإعلام :
المؤسف أن الوضع في دماج رغم صعوبته ومأساويته بعيد عن وسائل الإعلام بسبب منع مليشيات الحوثي من دخول المنطقة كما أن أهالي دماج أو القائمون على دار الحديث بدماج يحرمون التصوير رغم أن التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني هو توثيق لما يحدث من عدوان إلا أن الشيخ يحيى الحجوري وكثيرا من تلاميذه ما زالوا يحرمون التصوير للأسف[1], وكل ما يصل الى وسائل الإعلام صورة من هنا أو هناك يغامر بعض الأهالي وطلبة العلم هناك بالتقاطها وإرسالها لبعض المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي، ولذا يرى البعض أن هذه الوحشية والهمجية الحوثية التي تظهر في العدوان على دماج تمارس وباطمئنان لأن ما يجري لا ينقل للعالم ولا تصل صورته المأساوية لوسائل الإعلام مع أن الصورة هي شاهد حي وتوثيق للمأساة وللمجزرة .
المواقف الرسمية
اقتصر الموقف الرسمي على إرسال لجنة رئاسية وإعادة تشكيل لجنة الوساطة الرئاسية لوقف الحرب في منطقة دماج بمحافظة صعدة , حيث تكتفي هذه اللجان بوضع حلول لوقف إطلاق النار في كل مرة ولكن تفاجئ بنقض الاتفاق ولا تتخذ اللجنة أي إجراء ضد مخالف الاتفاق ولا حتى فضحه عبر وسائل الإعلام .
وبإرسال لجنة رئاسية اكتفى الموقف الرسمي بموقفه الضعيف والمهين رغم معرفته بأن (15000) نسمة يتعرضون للإبادة الجماعية, ورغم معرفته بمن يقف وراء خرق كل الاتفاقيات السابقة .
أما مؤتمر الحوار الوطني الشامل فقد اكتفى بالإعلان عن إدانته لأعمال العنف والمواجهات المسلحة في بعض مناطق اليمن، خاصة في منطقة دماج بمحافظة صعدة.اهــ
[1]أقول أنا لا أتفق مع الكاتب في هذا، فإننا لم نترك التصوير إلا خوفا من عقاب الله لأنه كبيرة من الكبائر، ولأنه لا يأتي النصر إلا بطاعة الله، وبحمد الله إننا ساعون في فضح الحوثي بالطرق المشروعة وقد نفع الله بها نفعا عظيما، وما هذه الشبكة العلمية التي أصبحت محل ثقة الناس وأصبح العالم ينقل منها في كثير من المواقع، فما منعنا إلا ديننا الحنيف، وأزيد على هذا كم من مجازر صورت ونشرت للعالم في بورما وفلسطين وغيرها وكذلك سوريا فماذا كان العمل بعد نشرها وتصويرها هل أوقفت المجازر والانتهاكات؟ وهاهي جرائم الحوثي في صعدة صورت فماذا كان؟!، ونحن نصرنا الله لأننا منضبطون بالشريعة ، ولو خالفنا ذلك وغيرنا لغير الله بنا والحمد الله رب العالمين