بسم الله الرحمن الرحيم
التوضيحات الجلية لكشف الشبهات ضد الدعوة السلفية
لوكل كلب عوى ألقمته حجرًا **** كان الحصى كل مثقال بدينار
ورأيت جملة من الشبهات والمقالات تمس دعوة أهل السنة والجماعة, ودعاتها بسوء, وكلها -تقريبا- تنبثق من مستنقع واحد, وعلى سبيل المثال ما كتبه المدعو (صادق العامري) بعنوان ( سلفية ما بعد الربيع العربي).
ومن الشبهات تجاه الدعوة السلفية:
1- (تغييرهم مواقفهم تجاه البرلمانات والانتخابات وتجويز مشاركة المرأة الفاعلة في الساحة السياسية).
وهذا تهويش مخلوط بتهميش وتحميل لزيد مغبة ما يقوله عبيد.
ودعاة أهل السنة والجماعة وعلماؤهم معروفون بالاستدلال والتقعيد العلمي وبناء الفتاوى على البراهين النقلية من الكتاب والسنة, ومن غيّر واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فليهبط أي مصر شاء ولا يمثل إلا نفسه.
2- (تكوين السلفيين حزبًا ومشاركته الفاعلة في الساحة السياسية) وعلى حد تعبير العامري: (إن السلفيين كانوا يرفضون الاقتراب من الفعل السياسي برمته).
الرجل يهري بما لا يدري ويهرف بما لا يعرف.
إن دعاة أهل السنة والجماعة في الحقيقة هم أكبرالسياسيين في المجتمعات المسلمة وذلك حيث نظرنا للسياسة من المنظار الديني الذي وضحه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: ( كانت بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي) رواه البخاري برقم (3455) ومسلم برقم(1842).
قال الإمام النووي في شرح مسلم: أي يتولون أمورهم كما تفعل الأمراء والولاة بالرعية والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه. اهـ شرح مسلم (12/542).
وقال الحافظ ابن حجر: أي إنهم كانوا إذا ظهر منهم فساد بعث الله لهم نبيًا يقيم لهم أمرهم ويزيل ما غيروا من أحكام التوراة. اهـ الفتح (6/573).
ولما كانت هذه الأمة ليس بعد نبيها الكريم عليه الصلاة والسلام نبي, جعل الله العلماء ورثة نبيها, كما قال صلى الله عليه وسلم: ( العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولادرهمًا وإنما ورثوا العلم).
والسياسة كما قال النووي سابقًا: هي القيام على الشيء بما يصلحه.
فالعلماء هم الذين يقومون بإصلاح الأمة بالعلم النافع والعمل الصالح الذي يرفع الله به عن الأمة البلايا والرزايا وهذه هي السياسة الشرعية النافعة الحقيقية, سياسة الأنبياء والعلماء والدعاة إلى الله.وليست السياسة كما يظن رهط السوفسطائيين السياسيين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون!؟ فإنهم لا يؤمنون بهذه السياسة؛ لأنهم ينظرون إلى عصر النبوة وعصر ازدهار الخلافة الإسلامية بنظرة ازدراء مقيتة, كما عبر عنها ذلك المحرر الإلتماسي لأخبار اليوم بقوله : (حياة القرونالسحيقة حيث كل شيء محرم !؟) نعوذ بالله من الخذلان .
وأهل السنة في اليمن هم أهل الدعوة إلى الله تعالى وعلى علمائهم تدور الفتوى وإليهم يرد الناس معضلاتهم وإشكالاتهم إئتمارًا بما أمرهم الله بقوله: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون)) ولا يشك منصف أن علماء أهل السنة والدعوة السلفية هم أهل الفتوى لماحباهم الله من العلم النافع الموروث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم, ولتحليهم بالدين والصيانة والتقوى والزهد والصدق وغيرها من الصفات التي كانوا بها موضع ثقة الناس ومحط أنظارهم واستفتائهم, وكم من ضائقة كان الخروج منها بفضل الله تعالى بسبب بيان أهل السنة للحق وقيامهم بما أوجب الله عليهم من الدعوة كما قال تعالى:((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)), وعليه فإن أهل السنة والجماعة ودعاة الدعوة السلفية يمثلون أكبر كتلة سياسية في الساحة وعلى كواهلهم أكبر جزء من السياسة الشرعية, فهل أنتم يا رهط السفسطة تعقلون ؟!
صادر من دار الحديث بدماج بتاريخ 2 من شهر ربيع ثاني 1433هـ