قال العلامة البسام-رحمه الله-
_ونستفيد من مشروعية صلاة الخوف-كلها بصفاتها الخفيفة والثقيلة-أمرين:
الأول:عظم أمر الصلاة,وشدة الإهتمام بها,والحرص على أدائها في وقتها, فإنه لم يعذر المسلم في أدائها حتى في هذه الحال,التي يشتد فيها القتال,ويختلط المسلمون فيها بعدوهم,ويشتبكون بالسلاح الأبيض,فإذا بلغ الأمرهذا المبلغ بالإهتمام بالصلاة,فكيف يتساهل بها,ويفوتها الوادعون في بيوتهم وفرشهم,إن هذا شيء عجيب غريب.
الثاني:عظم الجهاد في سبيل الله ,وأهميته,والقيام به, حتى بلغ أنه سومح لأجله بالإخلال بالصلاة المفروضة,وترك الكثير من أركانها,والإتيان بما ينافيها من الكرّ والفرّ,واستدبار القبلة,وترك الركوع والسجود والقعود, وغير ذلك في الصلاة,كل ذلك لأجل القيام بأمر الجهاد في سبيل الله,لإعلاء كلمة الله ,ونشردينه,وبث دعوته.
وما أصاب المسلمين من الذل والمهانة والحقارة,إلا بتركهم الجهاد في سبيل الله,وركونهم إلى الدنيا والدّعة,والإخلاد إلى الأرض,يريدون عرض الدنيا,والله يريدالآخرة,والله عزيز حكيم.
توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام