هل ما حصل لأهل السنة في دماج هو بسبب ذنوبهم!؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على محمد الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد:
فقد بدأ بعض المخذلين والمحاربين للدعوة السلفية يبث سمومه ويعلن شماتته، من غير خوف من الله تعالى ولا حياء متأل على الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى؛ قائلا: أن ما أصاب أهل دماج هو بسبب ذنوبهم ومعاصيهمبسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على محمد الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد:
فنقول
أولا: كما قال ربنا سبحانه وتعالى: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا } [مريم: 78].
ثانيا: أي ذنوب عند أهل السنة في دماج استحقوا بها هذا المصاب الجلل العظيم
أهم مشركون يعبدون الأوثان والأصنام ويطوفون بالقبور ويتمسحون بأتربة الموتى؟
أهم أناس مبتدعون أحبوا البدع وعملوا بها في عباداتهم وأقوالهم وأفعالهم ودعوا إليها وعملوا الموالد والبدع؟؟
أهم أناس ما رسوا المعاصي والموبقات والكبائر من كذب وزور وبهتان وأكل للحرام والزنى والفجور والسفور وظلم؟
أهم أناس أحبوا الجهل ودعوا إلى الجهل ؟
أهم أناس ظلمة فجرة يظلمون الناس ويأخذون حقوقهم؟؟
أهم أناس يدعون إلى الفتن والقلاقل والمشاكل والخروج على أئمة المسلمين والثورات والانقلابات؟؟
فهذه الأمور بحمد الله أهل دماج من أبعد الناس عنها ، ومن أكثر الناس تحذيرا منها
فهم الذين يحذرون من الشرك وأهله، والبدع وأهلها، والفتن وأصحابهم، وهم الذين يحذرون المجتمعات من القلاقل والمشاكل والكوارث.
وهم الذين يقبلون على حفظ الكتاب والسنة، ويحبون العلم والتعليم، والدعوة إلى الله تعالى، فهم حفاظ القرآن والسنة، وهم دعاة التوحيد والخير، وهم المحذرون من الباطل وأهله ، وما من مبطل إلا وحذروا الأمة منه ومن باطله، وهم بحمد الله أهل الخير والتقوى وأهل الصلاح والبر، وهم المحافظون على العبادات والسنن وقيام الليل وهم الذاكرون الشاكرون لله تعالى المجاهدون في سبيل الله المرابطون فيما - نحسبهم والله حسيبهم- ألسنتهم تلهج بالقرآن والذكر لله تعالى مسجدهم عامر بالحفاظ والمصلين الذاكرين، مكتبتهم مليئة بالمحققين والباحثين، قدموا أعداد الشهداء وسقط منهم أعداد الجرحى كل هذا من أجل حماية الدين، حماية الكتاب والسنة ،حماية الأعراض والأنفس والأموال.
ولا نقول إنهم معصومون، لكن ما هو الذنب الكبير والجرم الخطير والكبائر العظام التي أدت بهم إلى هذا الهلاك؟
لا يوجد من هذا شيء بحمد الله تعالى، فهم من أولياء الله الصالحين الأبرار فيما نحسبهم والله حسيبهم.
إن قائل هذا القول المنكر والزور يعني بهذا الذنب هو :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!!! فقد أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند هؤلاء ذنبا عظيما وقولا شنيعا عند هؤلاء الفجرة
وهذا خلاف دين الله تعالى فربنا سبحانه وتعالى يقول {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران: 110]
ويقول تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [آل عمران: 104]
ويقول تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ الله الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ الله أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) } [التوبة: 71، 72]
قال الإمام الشاطبي رحمه الله الاعتصام (ص: 39) :
وَقَدْ نُقِلَ عَنْ سَيِّدِ الْعُبَّادِ بَعْدَ الصَّحَابَةِ (أُوَيْسٍ) الْقَرَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَمْ يَدَعَا لِلْمُؤْمِنِ صَدِيقًا: نَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، فَيَشْتُمُونَ أَعْرَاضَنَا، وَيَجِدُونَ فِي ذَلِكَ أَعْوَانًا مِنَ الْفَاسِقِينَ، حَتَّى وَالله لَقَدْ رَمَوْنِي بِالْعَظَائِمِ، وَايْمُ الله، لَا أَدَعُ أَنْ أَقُومَ فِيهِمْ بِحَقِّهِ".
فَمِنْ هَذَا الْبَابِ يَرْجِعُ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، لِأَنَّ الْمُؤَالِفَ فِيهِ عَلَى وَصْفِهِ الْأَوَّلِ قَلِيلٌ، فَصَارَ الْمُخَالِفُ هُوَ الْكَثِيرَ، فَانْدَرَسَتْ رُسُومُ السُّنَّةِ حَتَّى مَدَّتِ الْبِدَعُ أَعْنَاقَهَا، فَأُشْكِلَ مَرْمَاهَا عَلَى الْجُمْهُورِ، فَظَهَرَ مِصْدَاقُ الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ. اهــــ
فقائل هذا القول هو من فضح أهل السنة بدماج باطله وأبان عواره وزيغه للأمة، وأصبح المجتمع في بعدٍ عنه وعن باطله.
****ومن هنا أقول وليبلغ الشاهد الغائب****
أن قائل هذه المقولة هو متعاون مع الرافضة، وهو من المتآمرين على دماج وأهلها، فهم المفتون والمبررون للحوثيين وغيرهم بهذه الجريمة، فهم القائلون: أخرجوا الحجوري من دماج واسحبوه وقوموا عليه والدولة لا بد أن تقوم عليه وتأخذ على يده.
فهؤلاء هم المفتون للحوثيين وغيرهم بهذه الجريمة، وقد كان الحوثيون يستدلون بهم في قناتهم ومواقعهم بفتاويهم الشيطانية على العدوان الغاشم على أهل دماج.
وهنا سؤال يطرح نفسه:
هل كل من أخرج من دياره يكون بسبب ذنوبه ومعاصيه؟؟
أم أنه قد يكون ابتلاء وتحميصًا وشدة وكرب لرفع الدرجات وتكفير السيئات وإظهار دين الله؟
فكم من نبي وصحابي و صالح وعالم قد أخرج من بلده وعُذب وسُجن وجُلد ولم يقل العقلاء أن هذا بسبب ذنوبهم ومعاصيهم بل استدلوا بهذا على صلاحهم وصدقهم وإيمانهم
قال الإمام البخاري: " بَابٌ: أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ"
وروى الترمذي وغيره عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صُلْبًا، اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ، ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ، حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ، وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ»
وربنا سبحانه وتعالى قبل هذا قد قص علينا في كتابه ما وقع لعباده الصالحين من أنبياء وغيرهم ولم يذكر أنه عقاب وانتقام وإنما ابتلاء وتحميص لرفع درجاتهم وإظهارهم على عدوه وعدوهم{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ الله وَالله عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } [آل عمران: 195]
بخلاف ما أصاب الظالمين والكافرين والمنافقين والمجرمين فيبين ربنا سبحانه أنه عذاب وانتقام وخزي بسبب ما جنوه من العظائم والكبائر والموبقات
{ وَضَرَبَ الله مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112]
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ } [القصص: 58]
وأهل السنة بدماج أهل خير وصلاح ودين وتقوى وعلم وتعليم ودعوة ، فأي كفر وبطر ومعاصي عند أهل دماج استحقوا بذلك الإخراج
إن قائل هذا القول ليبرر للحوثيين ظلمهم وعدوانهم وأنهم مصيبون في عدوانهم ويعينهم على ظلمهم وفجورهم
{فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [الأنعام: 81]
والحمد لله رب العالمين
إن قائل هذا القول ليبرر للحوثيين ظلمهم وعدوانهم وأنهم مصيبون في عدوانهم ويعينهم على ظلمهم وفجورهم
{فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [الأنعام: 81]
والحمد لله رب العالمين