إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرحان لكتاب فضل الإسلام للشيخ محمد بن عبد الوهاب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرحان لكتاب فضل الإسلام للشيخ محمد بن عبد الوهاب

    بسم الله {شرحين لكتاب فضل ألأسلام لشيخ ألإسلام الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد ألوهاب} شرحه فضيلة الشيخ عبد ألعزيز بن باز
    والشيخ صالح بن عبد العزيز آل شيخ

    أهمية العلم في دين الإنسان
    فالإسلام عظيم أن يكون المرء التزم به، وعظيم أن يكون المرء قد أجهد نفسه وجاهد نفسه في أن يكون على حقيقة الإسلام، ولكن لن يكون ذاك إلا بالعلم، فالعلم النافع به يصلح القلب وبه يصلح العمل، ولهذا قال الله جل وعلا ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي﴾[يوسف:108]، ومعنى (عَلَى بَصِيرَةٍ) يعني على علم؛ لأن البصيرة للقلب هي العلم الذي به يُبصر حقائق المعلومات ويدرك الصواب فيها، وقال الله جل وعلا ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾[الأنعام:122]، وقد قال أهل العلم: إن هذا النور هو الإسلام الذي هو العلم النافع والعمل الصالح.
    ولهذا لم يأمر الله جل وعلا نبيه  وأمته من بعده أن يزدادوا من شيء شيئا إلا أن يزدادوا من العلم، فقال جل وعلا في سورة طه ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾[طه:114].
    رفع الله أهل العلم على سائر المؤمنين لما حصَّلوه من العلم فقال جل وعلا ﴿يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[المجادلة:11]، فكل مؤمن يرفعه الله جل وعلا بإيمانه، وكل صاحب علم صحيح من أهل الإيمان فإنه مرفوع على غيره درجات، وهذا من فضل الله جل وعلا على أهل العلم.
    وطالب العلم إذا سلك العلم إذا سلك هذا الطريق فإنَّ الله يسهل له به طريقا إلى الجنة، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح «وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً, سَهّلَ اللّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَىَ الْجَنّةِ»، وذلك أنَّ طريق الجنة يكون بصحة الاعتقاد ويكون بصحة العمل، وصحة الاعتقاد لا تكون إلا بعلم، وصحة العمل لا تكون إلا بعلم، فـ(مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً) من علم التوحيد أو علم الفقه والحلال والحرام, (سَهّلَ اللّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَىَ الْجَنّةِ)؛ لأن الجنة من أسباب دخولها صحة العمل وصحة الاعتقاد.
    وفي هذا الزمن ربما ترون أن كثيرين أساؤوا ظنا بالعلم من جهة بل من جهات:
    أساؤوا ظنا بالعلم في ظن بعضهم أن العلم لا فائدة مرجوَّة منه بقدر ما يبذل منه الباذل.
    ومنهم من أساء ظنا بالعلم في أنه إذا تعلم فإنما سيكون في نهايته مثل غيره، ولن يكون من الأثر الشيء الكبير الذي يوازي تعبه في العلم.
    ومنهم من أساء الظن في العلم بأن الأهم هو الدعوة للناس والإرشاد والبذل ونحو ذلك، والعلم ليس في الأثر كأثر النشاط والدعوة ونحو ذلك.
    ومنهم من أساء ظنا بالعلم في أن العلم لن يكون لأصحابه شأن، وأن الشأن يكون لغيرهم، إما من أهل الدنيا، وإما من أهل الاتجاهات المختلفة في هذه الحياة.
    وهذا كله هذه الأشياء جميعا من سوء الظن بالشريعة؛ لأن العلم هو الشريعة.
    والواجب على طالب العلم أن يُحسن ظنه بالله جل وعلا، وأن يحسن ظنه في عمله للعلم، وأن يحسن ظنه بالعلم والعمل جميعا، وأن يُقبل على ذلك.
    ولقد أحسن ابن القيم رحمه الله :
    والجهلُ داء قاتلٌ وشفـــاؤه أمران في التركيب متفقـانِ
    نص من القرآن أو من سنـة وطبيب ذاك العالم الربانـي
    والعلم أقسام ثلاث ما لــها من رابع والحق ذو تبيــانِ
    علم بأوصاف الإلـه وفعلــه وكذلك الأسماء للديـــانِ
    والأمر والنهي الذي هو دينـه وجزاؤه يوم المعاد الثانــي
    والكلُّ في القرآن والسنن التـي جاءت عن المبعوث بالفرقان
    والله ما قال امرؤ متحذلــق بسواهما إلا من الهذيــان
    وقد قال أحد العلماء أيضا في منظومة له بل في شعر له:
    لا تسئ بالعلم ظنا يا فتى إن سوء الظن بالعلم عطب
    وهذا حق فإن جربنا ورأينا في أن كل من أساء ظنا بالعلم وتخلف عن سبيل حملة العلم ودرس ثم ترك ولم يستمر في العلم إلا كان أمره إلى غير كمال، فالعلم به كمال الروح، به كمال الاعتقاد، به كمال العمل، به كمال انشراح الصدر، به كمال رؤية الأشياء، به كمال العمل في أن لا يتصرف شيئا إلا على وصف الشريعة.
    وقد ذكر أهل العلم أنَّ من أسباب ضلال الضالين من هذه الأمة أنهم ضلوا لأنهم لم يكونوا على علم صحيح، فالعلم الصحيح سبب من أسباب وقاية الفتن ووقاية أسباب الضلال والافتراق، إلى غير ذلك من آثار ترك العلم.
    لهذا أوصيكم ونفسي بالمحافظة على العلم وعلى حمْله وحفظه وتدارسه، وأن يتعاهد المرء ما درسه، وأن يقبل على ما لم يعلمه بأخذه من مشايخه الذين يوثَق بهم في فهمهم للعلم وفي آدائهم له؛ لأن هذا به -إن شاء الله تعالى- صلاح النفس وصلاح العمل.
    أسأل الله جل وعلا أن يزيدنا وإياكم من الهدى والعلم، وأن يجعلنا من عباده الصادقين المخلصين، وأن يغفر لنا ذنوبنا إنه سبحانه جواد كريم.
    من مقدمة كتاب شرح فضل ألأسلام لشيخ صالح بن عبد العزيز آل شيخ

    حمل من هنا شرح كتاب فضل ألأسلام للشيخ صالح بن عبد العزيز آل شيخ: SDU1QGI.zip - 225.6 Kb
    حمل من هنا شرح كتاب فضل ألأسلام للشيخ عبد العزيز بن باز: O0C5N59.zip - 35.0 Kb
    وكتاب فضل ألأسلام موجود في مكتبة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ألألكترونية.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته.
    التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 06-08-2009, 02:59 PM.
يعمل...
X