إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرزق الشرعي تأليف أبي أشرف صالح الحمزي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرزق الشرعي تأليف أبي أشرف صالح الحمزي

    الــــــــــــــــــــرزق الشرعي



    تأليف
    أبي أشرف صالح الحمزي



    تقديم فضيلة الشيخ العلامة
    أبي عبد الرحمن
    يحيى بن علي الحجوري
    حفظه الله تعالى



    تقديم فضيلة الشيخ العلامة أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمي، وأشهد أن لا إلا إلا الله وحده لا شريك له، القائل في كتابه المبين: ﴿وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [العنكبوت:60]، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله قدوة الزهاد والمتوكلين.
    أما بعد:
    فقد قرأت في كتاب الرزق الشرعي لأخينا الفاضل أبي أشرف صالح الحمزي حفظه الله، فرأيته جمع من أدلة الموضوع جمعاً حسناً من القرآن وصحيح السنة، بما يرجى أن يستفيد منه قارئه زهداً وبعداً عن المال الحرام، واعتماداً على الله عز وجل في حصول الكسب الطيب، الذي ميزه الله عز وجل وأثنى على من تحراه، فقال تعالى: ﴿قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[المائدة:100]، وقال تعالى: ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [الأعراف:160]، وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه: أن النبي ق قال: »إن الحلال بين والحرام بين«. الحديث. وبالله التوفيق.
    كتبه
    يحيى بن علي الحجوري
    في شهر الحج عام 1429هـ


    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدمة المؤلف
    إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النساء:1].
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾[الأحزاب: 70-71].
    أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ق ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.
    وبعد:
    فإن الله تعالى لم يخلق خلقه عبثاً، ولم يتركهم سداً، بل خلقهم لأمر عظيم، وخطب جسيم، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[الذاريات: 56-58].
    قال ابن كثير رحمه الله في معنى قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ أي: إنما خلقتهم لأمرهم بعبادتي، لا لحتياجي إليهم.
    وقال السعدي رحمه الله في معنى قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ﴾ أي: كثير الرزق الذي ما من دابة في الأرض ولا في السماء إلا على الله رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها ﴿ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ أي: الذي له القوة والقدرة كلها الذي أوجد بها الأجرام العظيمة السفلية والعلوية، وبها تصرَّف الظواهر والبواطن، ونفذت مشيئته في جميع البريات فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا يعجزه هارب ولا يخرج عن سلطانه أحد، ومن قوته أنه أوصل رزقه إلى جميع العالم ومن قدرته وقوّته أنه يبعث الأموات بعدما مزقهم البلى، وعصفت بهم الرياح، وابتلعتهم الطيور والسباع وتفرقوا وتمزقوا في مهامه القفار ولجج البحار، فلا يفوته منهم أحد، ويعلم ما تنقص الأرض منهم، فسبحان القوي المتين، أمر العباد بالعبادة والتفرغ لها ووعدهم بالرزق، وسد فقرهم إن قاموا بها.
    قال الإمام الحاكم رحمه الله:
    حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا حفص بن عمر الحوضي، حدثنا سلام بن مطيع، حدثنا معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله ق: يقول ربكم تبارك وتعالى: »يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأملأ يدك رزقاً، يا ابن آدم لا تباعد مني فأملأ قلبك فقراً وأملأ يدك شغلاً«. وهو في الصحيح المسند لشيخنا الوادعي رحمه الله رقم (1127).
    وكلما كان العبد مقبلاً على الله تعالى، ومنقطعاً في عبادته، كلما أعطاه الله وأمده بما يغنيه عن غيره وسواه، فاقبل على طاعة الله ولا تلعب، يتكفل برزقك، فلا تتعب فمن سأل الرزق من الله يجده، وإن سأله من غيره يفته.
    وأكثر من الاستغفار والتوبة؛ تنال الظفر وتكسب الرضا قال تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾[هود:52].
    وقال بكر بن النطاح في ديوانه (239) ضمن شعراء مقلون:
    ملأت يدي من الدنيا مراراً
    فما طمع العواذل في اقتصادي

    ولا وجبت عليّ زكاة مالٍ
    وهل تجب الزكاة على جوادِ

    بذلت المال في أرض العطايا
    فاصبحت المكارم من حصادي

    ولو نلت الذي يهواه قلبي
    لو سَّعت المعاش على العبادِ

    أخي القارئ: قد سلكت في هذا الكتاب مسلك التدرج مبتدأ بالأهم ثم المهم.
    فجعلت الأبواب سبعة:
    أولاً: ما يجب معرفته في الرزق، فإذا عرفت هذه الحقائق وفهمتها، تعرف بعدها على أسباب الرزق، ثم موانعه، ثم معرفة بعض المكاسب المحرمة؛ لتحذرها، ثم جعلت باباً خاصاً للعبرة في الهلكى بسبب هذه الأرزاق، وباباً يليه لمعرفة بعض مصارف هذه الأرزاق، ثم ختمت هذا الكتاب بحياة السلف، وكيف كانت معيشتهم علَّنا نتأس بهم، ونواسي أنفسنا بصبرهم: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾[الإسراء:57].
    أسأل الله العظيم أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به المسلمين إنه سميع كريم، والحمد لله رب العالمين.
    كتبه: أبو أشرف صالح الحمزي
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد العزيز تركي العبديني; الساعة 16-05-2009, 09:55 PM.
يعمل...
X