إليكم قواعد علم البيان مع الأمثلة الموضحة
_*{ بســـم اللــه الرحــمــن الـرحـــيــم }*_
⤵ قواعد كتاب البلاغة الواضحة:-
_* البلاغة الواضحة*_
__…★➖||【】||➖★…___
_*<< 1⃣ >>*_
_*⭐✨ علم البيان ✨⭐*_
✏1 - التشبيه :- بيان أن شيئا أو أشياء شاركت غيرها في صفة او اكثر ، بأداة هي الكاف .
مثاله (زيد كالأسد في الشجاعة )
زيد شارك الأسد في الشجاعة
والأداة هي الكاف
2 - أركان التشبيه أربعة ، هي :-
*أ - المشبه .*
(زيد )
*ب - المشبه به .*
(الأسد)
*ج - وأداة التشبيه .*
(الكاف)
*د - ووجه الشبه ، ويجب أن يكون أقوى و أظهر في المشبه به منه في المشبه
(الشجاعة)
✏3 - التشبيه المرسل ما ذكرت فيه الأداة .
زيد كالأسد
الأداة موجودة هي الكاف
4 - التشبيه المؤكد ما حذفت منه الأداة .
زيد أسد في الشجاعة
الأداة محذوفة
✏5 - التشبيه المجمل ما حذف منه وجه الشبه .
زيد كالأسد
وجه الشبه محذوف وهو الشجاعة
6 - التشبيه المفصل ما ذكر فيه وجه الشبه .
زيد كالأسد في الشجاعة
وجه الشبه المذكور هي الشجاعة
✏7 - التشبه البليغ ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه .
زيد أسد
حذف الأداة وهي الكاف ووجه الشبه أيضاً وهو الشجاعة فصار بليغاً لأنك جعلت زيداً كأنه نفس الأسد
8 - يسمى التشبيه تمثيلا :- أذا كان وجه الشبه فيه صورة منتزعه من متعدد << وغير تمثيل >> اذا لم يكن وجه الشبه كذلك .
نحو قوله تعالى{إن الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتث سبع سنابل في كل سنبلة مأئة حبة}
فوجه الشبة هنا منتزعة من متعدد كماترى في الآية
9 - التشبيه الضمني :- تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة ، بل يلمحان في التركيب ، وهذا النوع يؤتئ به ليفيد ، أن الحكم الذي أسند ألى المشبه ممكن .
نحو قوله تعالى {إنّ مثل عيسى عندالله كمثل آدم خلقه من تراب}
لأنهم تساءلوا هل يمكن ان يكون عيسى مثل آدم؟
فجاءهم الجواب وهو أن الذي خلق آدم من غير أبٍ وأمٍ يستطيع أن يخلق عيسى بدون أبٍ
✏10 - اعراض المشبه كثيرة منها :-
*أ - بيان أمكان المشبه ، وذلك حين يستند أليه أمر مستغرب لا تزول غرابته ألا بذكر شبيه له .*
نحو قوله { إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب}
*ب - بيان حاله :- وذلك حينما يكون المشبه غير معروف الصفة قبل التشبيه فيغيره التشبيه الوصف .*
نحو قول النابغة:
(فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبدُ منهنّ كوكبُ)
فهو يريد أن يُبين حال الممدوح وحال غيره من الملوك وبيان الحال من أغراض التشبيه أيضا
*ج - بيان مقدار حاله :- وذلك أذا كان المشبه معروف الصفة قبل التشبيه معروفة أجمالية ، وكان التشبيه بيان مقدار هذه الصفة .*
كقول المتنبي :
(ماقوبلت عيناه إِلَّا ظنتا تحت الدجى نار الفريق حلولا)
فيشبه مقدار احمرار عين الأسد بالنار التى حوله الفريق من الناس
✏11 - التشبيه المقلوب :- هو جعل المشبه مشبهاً به بادعاء أن وجه الشبه فيه أقوى وأظهر .
نحو قول الحميري:
( وبدا الصباح كأن غرته وجه الخليف حين يمتدح)
بدل أن يقول : كأن غرته الصباح قلب وقال ( وبدا الصباح كأن غرته وجه الخليف حين يمتدح)
12 - المجاز اللغوي :- هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعه من إرادة المعنى الحقيقي والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهه ، وقد تكون غيرها ، والقرينة قد تكون لفظية وقد تكون خالية .
كقول ابن العميد :
(قامت تظللني من الشمس نفس أحب إليّ من نفسي
قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من الشمس)
تجد أن كلمة الشمس استعملت في معنيين:
الاولى بالشمس الحقيقي
والثاني إنسان وضاء الوَجْه يشبه الشمس في التلؤلؤ وهذا المعنى غير حقيقي
والعلاقة المشابهة
وقول البحتري:
(إذا العين راحت وهي عين على الحوى فليس بسّر ماتسر الأضالع)
فمعناه ان عين الانسان اذا أصبحت جاسوساً بسبب بكائها على مافي النفس من وُجدٍ وحزنٍ ، فإن ماتنطوي عليه النفس منهما لايكون سراً مكتوماً
العين الأول استعملت في معناها الحقيقي
والعين الثانية استعملت في الجاسوس وهو غير معناه الأصلي
استعمل الجزء ويريد الكل
والعلاقة ليست المشابهة إنما الجزئية
✏13 - الاستعارة :- من المجاز اللغوي ، وهي تشبيه حذف أحد طرفيه ، فعلاقتها المشابهه دائما ، وهي قسمان :-
*أ ) تصريحية ، وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به .*
نحو قوله تعالى:
{كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور}
يقصد الظلمات بالضلال
ويقصد النور بالهدى
والعلاقة المشابهة والقرينة حالية
فهنا المشبة به جاء مصرحاً ( الظلمات والنور)
فيسمى الاستعارة تصريحية
*ب )مكنية ، وهي ما حذف فيها المشبه به ورمز له بشئ من لوازمه*
كقول الحجاج :
(إنّي لأرى رؤوساً قد أينعت)
أصل الكلام رؤوساً كالتمرات قد أينعت
فحذف المشبه وأتى بشي من لوازمه وهي كلمة (أينعت)
فيسمى الاستعارة مكنية يعني مخفية
14 - تكون الأستعارة أصلية اذا كان اللفظ الذي جرت فيه أسم جامدا .
كقول المتنبي:
(يمُج ظلاماً في نهار لسانه ويفهم عمَّن قال ماليس يسمع)
شبه القلم بإنسان ثم حذف المشبه به ورمز بشيء من لوازمه وهو اللسان
فالاستعارة مكنية
وايضاً الاستعارة اصلية لان كلمة ظلام ولسان جامد
وشبه المداد بالظلام بجامع السواد واستعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التصريحية
✏15 - تكون الاستعارة تبعية اذا كان اللفظ الذي جرت فيه مشتقا أو فعلا .
كقوله تعالى {ولما سكت عن موسى الغضب}
سكت بمعنى انتهاء الغضب
وكلمة سكت ليس جامد
إذاً الاستعارة تبعية لأننا استعملنا كلمة غير جامدة
16 - كل تبعية قرينتها مكنية ، واذا أجريت الاستعارة في واحدة منها امتنع اجراؤها في الاخرى .
✏17 - الاستعارة المرشحة :- ما ذكر معها ملايم المشبه به .
نحو :
رأيت أسداً يخطب على المنبر له مخالب كبيرة
فجملة له مخالب كبيرة يناسب المشبه به وهو الأسد
ولذا تسمى مرشحة
18 - الاستعارة المجردة :- ما ذكر معها ملايم المشبه .
نحو:
رأيت أسداً يخطب على المنبر يلبس عمامة بيضاء
فجملة يلبس عمامة بيضاء يناسب المشبه
وإذا تسمى مجردة
✏19 - الاستعارة المطلقة :- ما خلت من ملايمات المشبه به أو المشبه .
نحو :
رأيت أسداً يخطب على المنبر
بدون ذكر ملائمات
ولذا تسمى مطلقة
20 - لا يعتبر الترشيح أو التجريد ألا بعد أن تتم الاستعارة باستيفائها قرينتها لفظية أو حالية ولهذا لا تسمى قرينة التصريحية تجريدا ، ولا قرينة المكنية ترشيحا .
21- الاستعارة التمثيلية تركيب أستعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعه من ارادة الأصلي .
بالتأمّل بالأمثلة السابقة، تجد أنّ كلّاً منها يتّصل بمناسبة خاصة بعينها، يرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، بحيث يصبح كل مقال ومناسبته، كطرفي التشبيه، لا تتم المشابهة إلا بهما.
وليس من الضروري أن تعرف المناسبة التي يرتبط بها المثال، فمعناه يفرض عليك المناسبة التي يمكنك أن تربطه بها.
مثال للقاعدة:
قال تعالى ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ﴾، هؤلاء هم اليهود، الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجلاء عن المدينة، فصاروا يخربون بيوتهم قبل الخروج منها، ولكن هذا التعبير يمكن أن يطلق على كلِّ حالة تشبه الحالة التي قيل فيها لأوّل مرة، فمثلاً، ربُّ الأُسرة، الذي يبذّر أمواله فيما لا نفع فيه لأسرته، ويترك ما فيه تربيتهم وسعادتهم, تقول عنه ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ﴾، والطالب الذي يهمل دروسه ويشغل نفسه باللّعب، ويهمل القيام بواجباته، تقول عنه: "يخربون بيوتهم بأيديهم" كأنّما صارت العبارة مثلاً يطلق على كل حالة تشبه الحالة التي قيل فيها من قبل، فالتعبير يشبّه حالاً بحال، حال من يهمل دروسه، أو من يترك تدبير شؤون أُسرته، بحال من يخرب بيته بيده، فالتعبير إذاً مجازي، وقد نقل التركيب الدال على المشبّه به للمشبّه على سبيل الاستعارة، والعلاقة بين الطرفين هي المشابهة، ولكنّ أحد الحالين محذوف دائماً، ولأنّها
تمثل حالاً بحالة سمّيت (الاستعارة تمثيلية)، مع قرينة حالية تفهم من السياق مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
22- المجاز المرسل :- كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعه من ارادة المعنى الأصلي .
مثال لذلك : (قبضنا على عين من عيون الأعداء)
فلفظ عين هنا ليس المقصود منها العين الحقيقية وإنما المقصود منها الجاسوس ، و القرينة التي تمنع المعنى الأصلي للفظ هنا أنه لا يمكن القبض على العين فقط دون بقية جسد الجاسوس !
ولماذا سمي المجاز بالمجاز المرسل ؟
جـ : سمي المجاز بالمجاز المرسل ؛ لأنه غير مقيد بعلاقة واحدة
23- من علاقات المجاز المرسل :-
*أ - السببية .*
*ب - المسببية .*
*ج - الجزئية .*
*د - الكلية .*
*ز - اعتبار ما كان*
*ع - اعتبار ما يكون*
*و - المحلية .*
*ي - الحالية .*
أمثلة موضحة:
أولا السببية :
وهي تسمية الشيء باسم سببه ، أو عندما نعبر بالسبب عن المسبَّب
(رعت الماشية الغيث) المجاز في كلمة : الغيث ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن الغيث لا يرعى ، وإنما الذي يرعى النبات . حيث أن الغيث سبب للنبات فعُبِّر بالسبب عن المسبَّب .
ثانياً المسببية:
وهي تسمية الشيء باسم ما تسبب عنه.
قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا ..)
المجاز في كلمة : رزقًا ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن الذي ينزل من السماء المطر وليس الرزق ، وعبر بالرزق عن المطر؛ لأن الأول (الرزق) متسبب عن الثاني (المطر) .
ثالثاً الجزئية:
عندما نعبر بالجزء ونريد الكل .
قال تعالى: (فتحرير رقبة مؤمنة) فكلمة (رقبة ) مجاز مرسل علاقته الجزئية ؛ لأنه عبر بالجزء (الرقبة) وأراد الكل (الإنسان المؤمن) .
& قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أصدق كلمةٍ قالها شاعر كلمة لبيد : ألا كُلُّ شيءٍ ما خلا الله باطلُ ) فــ ( كلمة) مجاز مرسل علاقته الجزئية ؛ لأنه عبر بالجزء (كلمة) وأراد الكل (الكلام) .
رابعاً الكلية:
عندما نعبر بالكل ونريد الجزء .
قال تعالى: (يجعلون أصابعهم في آذانهم) فــ ( أصابعهم) مجاز مرسل علاقته الكلية ؛ لأنه عبر بالكل (أصابعهم) وأراد الجزء (أناملهم أي أطراف أصابعهم) .
خامساً اعتبار ماكان:
بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للماضي في الحال
قال تعالى : ( وآتوا اليتامى أموالهم ..) المجاز في كلمة : اليتامى ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن اليتيم وهو : من فقد والده قبل الرشد لا يأخذ ماله ، وإنما يأخذ المال عندما يتجاوز سن اليُتْم ويبلغ سن الرشد ، فاستعملت كلمة يتامى وأريد بها الذين كانوا يتامى ، بالنظر إلى حالتهم السابقة .
سادسا باعتبار مايكون :
بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للمستقبل في الحال .
قال تعالى : ( إنَّكَ ميتٌ وإنهم ميتون ) المجاز في كلمة : ميتٌ ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن المخاطب بهذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد خوطب بلفظ (ميت) وهو لا يزال حيًا بالنظر إلى ما سيصير إليه أي باعتبار ما سيكون.
سابعاً المحلية:
عندما نعبر بلفظ المحل ونريد الموجود فيه
قال تعالى: (واسأل القرية) فــ( القرية) مجاز مرسل علاقته المحلّية ؛ لأنه ذكر القرية وأراد أهلها الذين محلهم ومكانهم القرية ، فالعلاقة المحلية .
ثامناً الحالية:
عندما نعبر بلفظ الحال ونريد المكان نفسه.
(إِنَّ الْأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) فقد استعمل (نعيم) وهو دال على حالهم ، وأراد محل ومكان النعيم وهو الجنة.
24- المجاز العقلي :- هو إسناد الفعل أو ما في معناه الى غير ما هو له لعلاقة مع قرينة مانعه من ارادة الاسناد الحقيقي .
فلو قلنا "بنى وزير التعليم العالي الجامعة
استعملنا فعل بنى في معناه، وكذلك كلمة الوزير، وأردنا منها دلالتهما الموضوعة، ولكننا سلكنا مسلك مجاز آخر هو الموسوم بالمجاز العقلي والذي يكون فيه المجاز في إسناد وبناء
لأن الوزير لم يبن بنفسه وبيده
25 - الاسناد المجازي :- يكون الى سبب الفعل أو زمانه أو مكانه أو مصدرة ، أو بإسناد المبني للفاعل الى المفعول ، أو المبني للمفعول الى الفاعل .
مثال الاسناد الى سبب الفعل:
يقولُ اللهُ سبحانَهُ حِكَايَةً عَنْ فِرعَونَ: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴾
ومعلوم بالعقل أن هامان ماسيبني بنفسه ، ومع هذا أسند الفعل إليه مجازاً
مثال الإسناد إلى زمنه:
لَو قُلنَا: "نهارُ الزَّاهِدِ صائمٌ وليلُهُ قائِمٌ",
فإنَّ الصَّومَ أُسنِدَ إلَى النَّهارِ, والنّهارُ لَا يصومُ, وإنَّمَا هُوَ زمانٌ للصِّيامِ, وأُسنِدَ القِيَامُ إلَى الَّليلِ, والَّليلُ لَا يَقُومُ, وإنما يقامُ فِيهِ, ونُلاحِظُ فِي هَذَا المثال أن الفعل أسند إلى زمنه
مثال الإسناد إلى مكانه :
نحو (سال الوادي)
والوادي لايسيل وإنما الذي يسيل هو الماء
فالأسناد هنا إلى المكان
مثال الإسناد إلى المصدر:
يقولُ أبُو فِراسٍ الحَمْدَانِيُّ:
سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم وَفي اللَيلَةِ الظَّلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
فقد أسندَ الجِدَّ إلى الجِدِّ، أي الاجتهادِ، وهو ليسَ بفاعلِ له، بل فاعلُه الجادُّ - فأصله جدَّ الجادُّ جدًّا، أي اجتهدَ اجتهاداً، فحذفَ الفاعلَ الأصليَّ وهو الجادُّ، وأسندَ الفعلَ إلى الجِدِّ وهو مصدرُ الفاعلِ الحقيقيّ, ولِهَذَا كانت علاقة الإسنادَ المجازيَّ هُنَا هي "المصدريةٌ".
مثال إسناد المبني للفاعل إلى المفعول :
يقول الله -تعالى-: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا﴾
الحرمُ لَا يكونُ آمِنَاً, لأنَّ الإحسَاسَ بالأمنِ مِنْ صفاتِ الأحياءِ, وإنَّمَا هُوَ مأمونٌ فيه, فاسمُ الفَاعِلِ - هنَا - أسنِدَ إلَى المفعولِ, وهَذَا مَجَازٌ عَقليٌّ عَلَاقَتُهُ "المفعوليَّةُ"
مثال الاسناد المبني للمفعول آلى الفاعل:
يقولُ اللهُ - تَعَالَى-: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا﴾
الحِجَابُ فِي أَصلِهِ سَاتِرٌ, وليسَ مَستُوراً, وهنا نقولُ: أُسنِدَ الوَصْفُ المبنيُّ للمَفعولِ إلَى الفَاعِلِ, وكان حقّه أن يُسْنَدَ الى المفعول: لأن اسم المعفول يطلب نائب فاعل أي: مفعولاً، لا فاعلاً، فإذا أُسند إلى الفاعل كانَ هَذَا مَجَازاً عَقليَّاً عَلاقَتُهُ "الفاعليَّةُ".
26 - الكناية :- لفظ أطلق وا ريد به لازم معناه مع جواز ارادة ذلك المعنى .
27- تنقسم باعتبار المكني عنه ثلاثة أقسام ، فان المكني عنه قد يكون صفة ، أو قد يكون موصوفا ، او قد يكون نسبه .
أنواع الكناية :
1 - كناية عن صفة :
وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن صفة لازمة لمعناه (كالكرم - العزة - القوة - الكثرة ...)
فلان ألقى سلاحه (كناية عن الاستسلام) .
فلان نقي الثوب ( كناية عن النزاهة والطهارة ) .
2 - كناية عن موصوف : وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن ذات أو موصوف (العرب - اللغة - السفينة) وهى تفهم من العمل أو الصفة أو اللقب الذي انفرد به الموصوف .
مثال :(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ) كناية عن سيدنا يونس .
قال الشاعر : يا ابنة اليم ما أبوك بخيل كناية عن السفينة .
3 - كناية عن نسبة : وهى التي يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شئ متصل بالموصوف (كنسبته إلى الفصاحة - البلاغة - الخير) حيث نأتي فيها بصفة لا تنسب إلى الموصوف مباشرة بل تنسب إلى شيء متصل به ويعود عليه .
قال الشاعر : أبو نواس في مدح والي مصر :
فما جازه جود ولا حل دونه ولكن يسير الجود حيث يسير
فقد نسب الجود إلى شيء متصل بالممدوح وهو المكان الذي يوجد فيه ذلك الممدوح .
ويليه إن شاء الله قواعد علم المعاني فترقبوا
__…★
➖||【】||➖★…_
_*{ بســـم اللــه الرحــمــن الـرحـــيــم }*_
⤵ قواعد كتاب البلاغة الواضحة:-
_* البلاغة الواضحة*_
__…★➖||【】||➖★…___
_*<< 1⃣ >>*_
_*⭐✨ علم البيان ✨⭐*_
✏1 - التشبيه :- بيان أن شيئا أو أشياء شاركت غيرها في صفة او اكثر ، بأداة هي الكاف .
مثاله (زيد كالأسد في الشجاعة )
زيد شارك الأسد في الشجاعة
والأداة هي الكاف
2 - أركان التشبيه أربعة ، هي :-
*أ - المشبه .*
(زيد )
*ب - المشبه به .*
(الأسد)
*ج - وأداة التشبيه .*
(الكاف)
*د - ووجه الشبه ، ويجب أن يكون أقوى و أظهر في المشبه به منه في المشبه
(الشجاعة)
✏3 - التشبيه المرسل ما ذكرت فيه الأداة .
زيد كالأسد
الأداة موجودة هي الكاف
4 - التشبيه المؤكد ما حذفت منه الأداة .
زيد أسد في الشجاعة
الأداة محذوفة
✏5 - التشبيه المجمل ما حذف منه وجه الشبه .
زيد كالأسد
وجه الشبه محذوف وهو الشجاعة
6 - التشبيه المفصل ما ذكر فيه وجه الشبه .
زيد كالأسد في الشجاعة
وجه الشبه المذكور هي الشجاعة
✏7 - التشبه البليغ ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه .
زيد أسد
حذف الأداة وهي الكاف ووجه الشبه أيضاً وهو الشجاعة فصار بليغاً لأنك جعلت زيداً كأنه نفس الأسد
8 - يسمى التشبيه تمثيلا :- أذا كان وجه الشبه فيه صورة منتزعه من متعدد << وغير تمثيل >> اذا لم يكن وجه الشبه كذلك .
نحو قوله تعالى{إن الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتث سبع سنابل في كل سنبلة مأئة حبة}
فوجه الشبة هنا منتزعة من متعدد كماترى في الآية
9 - التشبيه الضمني :- تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة ، بل يلمحان في التركيب ، وهذا النوع يؤتئ به ليفيد ، أن الحكم الذي أسند ألى المشبه ممكن .
نحو قوله تعالى {إنّ مثل عيسى عندالله كمثل آدم خلقه من تراب}
لأنهم تساءلوا هل يمكن ان يكون عيسى مثل آدم؟
فجاءهم الجواب وهو أن الذي خلق آدم من غير أبٍ وأمٍ يستطيع أن يخلق عيسى بدون أبٍ
✏10 - اعراض المشبه كثيرة منها :-
*أ - بيان أمكان المشبه ، وذلك حين يستند أليه أمر مستغرب لا تزول غرابته ألا بذكر شبيه له .*
نحو قوله { إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب}
*ب - بيان حاله :- وذلك حينما يكون المشبه غير معروف الصفة قبل التشبيه فيغيره التشبيه الوصف .*
نحو قول النابغة:
(فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبدُ منهنّ كوكبُ)
فهو يريد أن يُبين حال الممدوح وحال غيره من الملوك وبيان الحال من أغراض التشبيه أيضا
*ج - بيان مقدار حاله :- وذلك أذا كان المشبه معروف الصفة قبل التشبيه معروفة أجمالية ، وكان التشبيه بيان مقدار هذه الصفة .*
كقول المتنبي :
(ماقوبلت عيناه إِلَّا ظنتا تحت الدجى نار الفريق حلولا)
فيشبه مقدار احمرار عين الأسد بالنار التى حوله الفريق من الناس
✏11 - التشبيه المقلوب :- هو جعل المشبه مشبهاً به بادعاء أن وجه الشبه فيه أقوى وأظهر .
نحو قول الحميري:
( وبدا الصباح كأن غرته وجه الخليف حين يمتدح)
بدل أن يقول : كأن غرته الصباح قلب وقال ( وبدا الصباح كأن غرته وجه الخليف حين يمتدح)
12 - المجاز اللغوي :- هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعه من إرادة المعنى الحقيقي والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهه ، وقد تكون غيرها ، والقرينة قد تكون لفظية وقد تكون خالية .
كقول ابن العميد :
(قامت تظللني من الشمس نفس أحب إليّ من نفسي
قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من الشمس)
تجد أن كلمة الشمس استعملت في معنيين:
الاولى بالشمس الحقيقي
والثاني إنسان وضاء الوَجْه يشبه الشمس في التلؤلؤ وهذا المعنى غير حقيقي
والعلاقة المشابهة
وقول البحتري:
(إذا العين راحت وهي عين على الحوى فليس بسّر ماتسر الأضالع)
فمعناه ان عين الانسان اذا أصبحت جاسوساً بسبب بكائها على مافي النفس من وُجدٍ وحزنٍ ، فإن ماتنطوي عليه النفس منهما لايكون سراً مكتوماً
العين الأول استعملت في معناها الحقيقي
والعين الثانية استعملت في الجاسوس وهو غير معناه الأصلي
استعمل الجزء ويريد الكل
والعلاقة ليست المشابهة إنما الجزئية
✏13 - الاستعارة :- من المجاز اللغوي ، وهي تشبيه حذف أحد طرفيه ، فعلاقتها المشابهه دائما ، وهي قسمان :-
*أ ) تصريحية ، وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به .*
نحو قوله تعالى:
{كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور}
يقصد الظلمات بالضلال
ويقصد النور بالهدى
والعلاقة المشابهة والقرينة حالية
فهنا المشبة به جاء مصرحاً ( الظلمات والنور)
فيسمى الاستعارة تصريحية
*ب )مكنية ، وهي ما حذف فيها المشبه به ورمز له بشئ من لوازمه*
كقول الحجاج :
(إنّي لأرى رؤوساً قد أينعت)
أصل الكلام رؤوساً كالتمرات قد أينعت
فحذف المشبه وأتى بشي من لوازمه وهي كلمة (أينعت)
فيسمى الاستعارة مكنية يعني مخفية
14 - تكون الأستعارة أصلية اذا كان اللفظ الذي جرت فيه أسم جامدا .
كقول المتنبي:
(يمُج ظلاماً في نهار لسانه ويفهم عمَّن قال ماليس يسمع)
شبه القلم بإنسان ثم حذف المشبه به ورمز بشيء من لوازمه وهو اللسان
فالاستعارة مكنية
وايضاً الاستعارة اصلية لان كلمة ظلام ولسان جامد
وشبه المداد بالظلام بجامع السواد واستعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التصريحية
✏15 - تكون الاستعارة تبعية اذا كان اللفظ الذي جرت فيه مشتقا أو فعلا .
كقوله تعالى {ولما سكت عن موسى الغضب}
سكت بمعنى انتهاء الغضب
وكلمة سكت ليس جامد
إذاً الاستعارة تبعية لأننا استعملنا كلمة غير جامدة
16 - كل تبعية قرينتها مكنية ، واذا أجريت الاستعارة في واحدة منها امتنع اجراؤها في الاخرى .
✏17 - الاستعارة المرشحة :- ما ذكر معها ملايم المشبه به .
نحو :
رأيت أسداً يخطب على المنبر له مخالب كبيرة
فجملة له مخالب كبيرة يناسب المشبه به وهو الأسد
ولذا تسمى مرشحة
18 - الاستعارة المجردة :- ما ذكر معها ملايم المشبه .
نحو:
رأيت أسداً يخطب على المنبر يلبس عمامة بيضاء
فجملة يلبس عمامة بيضاء يناسب المشبه
وإذا تسمى مجردة
✏19 - الاستعارة المطلقة :- ما خلت من ملايمات المشبه به أو المشبه .
نحو :
رأيت أسداً يخطب على المنبر
بدون ذكر ملائمات
ولذا تسمى مطلقة
20 - لا يعتبر الترشيح أو التجريد ألا بعد أن تتم الاستعارة باستيفائها قرينتها لفظية أو حالية ولهذا لا تسمى قرينة التصريحية تجريدا ، ولا قرينة المكنية ترشيحا .
21- الاستعارة التمثيلية تركيب أستعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعه من ارادة الأصلي .
بالتأمّل بالأمثلة السابقة، تجد أنّ كلّاً منها يتّصل بمناسبة خاصة بعينها، يرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، بحيث يصبح كل مقال ومناسبته، كطرفي التشبيه، لا تتم المشابهة إلا بهما.
وليس من الضروري أن تعرف المناسبة التي يرتبط بها المثال، فمعناه يفرض عليك المناسبة التي يمكنك أن تربطه بها.
مثال للقاعدة:
قال تعالى ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ﴾، هؤلاء هم اليهود، الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجلاء عن المدينة، فصاروا يخربون بيوتهم قبل الخروج منها، ولكن هذا التعبير يمكن أن يطلق على كلِّ حالة تشبه الحالة التي قيل فيها لأوّل مرة، فمثلاً، ربُّ الأُسرة، الذي يبذّر أمواله فيما لا نفع فيه لأسرته، ويترك ما فيه تربيتهم وسعادتهم, تقول عنه ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ﴾، والطالب الذي يهمل دروسه ويشغل نفسه باللّعب، ويهمل القيام بواجباته، تقول عنه: "يخربون بيوتهم بأيديهم" كأنّما صارت العبارة مثلاً يطلق على كل حالة تشبه الحالة التي قيل فيها من قبل، فالتعبير يشبّه حالاً بحال، حال من يهمل دروسه، أو من يترك تدبير شؤون أُسرته، بحال من يخرب بيته بيده، فالتعبير إذاً مجازي، وقد نقل التركيب الدال على المشبّه به للمشبّه على سبيل الاستعارة، والعلاقة بين الطرفين هي المشابهة، ولكنّ أحد الحالين محذوف دائماً، ولأنّها
تمثل حالاً بحالة سمّيت (الاستعارة تمثيلية)، مع قرينة حالية تفهم من السياق مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
22- المجاز المرسل :- كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعه من ارادة المعنى الأصلي .
مثال لذلك : (قبضنا على عين من عيون الأعداء)
فلفظ عين هنا ليس المقصود منها العين الحقيقية وإنما المقصود منها الجاسوس ، و القرينة التي تمنع المعنى الأصلي للفظ هنا أنه لا يمكن القبض على العين فقط دون بقية جسد الجاسوس !
ولماذا سمي المجاز بالمجاز المرسل ؟
جـ : سمي المجاز بالمجاز المرسل ؛ لأنه غير مقيد بعلاقة واحدة
23- من علاقات المجاز المرسل :-
*أ - السببية .*
*ب - المسببية .*
*ج - الجزئية .*
*د - الكلية .*
*ز - اعتبار ما كان*
*ع - اعتبار ما يكون*
*و - المحلية .*
*ي - الحالية .*
أمثلة موضحة:
أولا السببية :
وهي تسمية الشيء باسم سببه ، أو عندما نعبر بالسبب عن المسبَّب
(رعت الماشية الغيث) المجاز في كلمة : الغيث ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن الغيث لا يرعى ، وإنما الذي يرعى النبات . حيث أن الغيث سبب للنبات فعُبِّر بالسبب عن المسبَّب .
ثانياً المسببية:
وهي تسمية الشيء باسم ما تسبب عنه.
قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا ..)
المجاز في كلمة : رزقًا ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن الذي ينزل من السماء المطر وليس الرزق ، وعبر بالرزق عن المطر؛ لأن الأول (الرزق) متسبب عن الثاني (المطر) .
ثالثاً الجزئية:
عندما نعبر بالجزء ونريد الكل .
قال تعالى: (فتحرير رقبة مؤمنة) فكلمة (رقبة ) مجاز مرسل علاقته الجزئية ؛ لأنه عبر بالجزء (الرقبة) وأراد الكل (الإنسان المؤمن) .
& قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أصدق كلمةٍ قالها شاعر كلمة لبيد : ألا كُلُّ شيءٍ ما خلا الله باطلُ ) فــ ( كلمة) مجاز مرسل علاقته الجزئية ؛ لأنه عبر بالجزء (كلمة) وأراد الكل (الكلام) .
رابعاً الكلية:
عندما نعبر بالكل ونريد الجزء .
قال تعالى: (يجعلون أصابعهم في آذانهم) فــ ( أصابعهم) مجاز مرسل علاقته الكلية ؛ لأنه عبر بالكل (أصابعهم) وأراد الجزء (أناملهم أي أطراف أصابعهم) .
خامساً اعتبار ماكان:
بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للماضي في الحال
قال تعالى : ( وآتوا اليتامى أموالهم ..) المجاز في كلمة : اليتامى ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن اليتيم وهو : من فقد والده قبل الرشد لا يأخذ ماله ، وإنما يأخذ المال عندما يتجاوز سن اليُتْم ويبلغ سن الرشد ، فاستعملت كلمة يتامى وأريد بها الذين كانوا يتامى ، بالنظر إلى حالتهم السابقة .
سادسا باعتبار مايكون :
بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للمستقبل في الحال .
قال تعالى : ( إنَّكَ ميتٌ وإنهم ميتون ) المجاز في كلمة : ميتٌ ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن المخاطب بهذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد خوطب بلفظ (ميت) وهو لا يزال حيًا بالنظر إلى ما سيصير إليه أي باعتبار ما سيكون.
سابعاً المحلية:
عندما نعبر بلفظ المحل ونريد الموجود فيه
قال تعالى: (واسأل القرية) فــ( القرية) مجاز مرسل علاقته المحلّية ؛ لأنه ذكر القرية وأراد أهلها الذين محلهم ومكانهم القرية ، فالعلاقة المحلية .
ثامناً الحالية:
عندما نعبر بلفظ الحال ونريد المكان نفسه.
(إِنَّ الْأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) فقد استعمل (نعيم) وهو دال على حالهم ، وأراد محل ومكان النعيم وهو الجنة.
24- المجاز العقلي :- هو إسناد الفعل أو ما في معناه الى غير ما هو له لعلاقة مع قرينة مانعه من ارادة الاسناد الحقيقي .
فلو قلنا "بنى وزير التعليم العالي الجامعة
استعملنا فعل بنى في معناه، وكذلك كلمة الوزير، وأردنا منها دلالتهما الموضوعة، ولكننا سلكنا مسلك مجاز آخر هو الموسوم بالمجاز العقلي والذي يكون فيه المجاز في إسناد وبناء
لأن الوزير لم يبن بنفسه وبيده
25 - الاسناد المجازي :- يكون الى سبب الفعل أو زمانه أو مكانه أو مصدرة ، أو بإسناد المبني للفاعل الى المفعول ، أو المبني للمفعول الى الفاعل .
مثال الاسناد الى سبب الفعل:
يقولُ اللهُ سبحانَهُ حِكَايَةً عَنْ فِرعَونَ: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴾
ومعلوم بالعقل أن هامان ماسيبني بنفسه ، ومع هذا أسند الفعل إليه مجازاً
مثال الإسناد إلى زمنه:
لَو قُلنَا: "نهارُ الزَّاهِدِ صائمٌ وليلُهُ قائِمٌ",
فإنَّ الصَّومَ أُسنِدَ إلَى النَّهارِ, والنّهارُ لَا يصومُ, وإنَّمَا هُوَ زمانٌ للصِّيامِ, وأُسنِدَ القِيَامُ إلَى الَّليلِ, والَّليلُ لَا يَقُومُ, وإنما يقامُ فِيهِ, ونُلاحِظُ فِي هَذَا المثال أن الفعل أسند إلى زمنه
مثال الإسناد إلى مكانه :
نحو (سال الوادي)
والوادي لايسيل وإنما الذي يسيل هو الماء
فالأسناد هنا إلى المكان
مثال الإسناد إلى المصدر:
يقولُ أبُو فِراسٍ الحَمْدَانِيُّ:
سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم وَفي اللَيلَةِ الظَّلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
فقد أسندَ الجِدَّ إلى الجِدِّ، أي الاجتهادِ، وهو ليسَ بفاعلِ له، بل فاعلُه الجادُّ - فأصله جدَّ الجادُّ جدًّا، أي اجتهدَ اجتهاداً، فحذفَ الفاعلَ الأصليَّ وهو الجادُّ، وأسندَ الفعلَ إلى الجِدِّ وهو مصدرُ الفاعلِ الحقيقيّ, ولِهَذَا كانت علاقة الإسنادَ المجازيَّ هُنَا هي "المصدريةٌ".
مثال إسناد المبني للفاعل إلى المفعول :
يقول الله -تعالى-: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا﴾
الحرمُ لَا يكونُ آمِنَاً, لأنَّ الإحسَاسَ بالأمنِ مِنْ صفاتِ الأحياءِ, وإنَّمَا هُوَ مأمونٌ فيه, فاسمُ الفَاعِلِ - هنَا - أسنِدَ إلَى المفعولِ, وهَذَا مَجَازٌ عَقليٌّ عَلَاقَتُهُ "المفعوليَّةُ"
مثال الاسناد المبني للمفعول آلى الفاعل:
يقولُ اللهُ - تَعَالَى-: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا﴾
الحِجَابُ فِي أَصلِهِ سَاتِرٌ, وليسَ مَستُوراً, وهنا نقولُ: أُسنِدَ الوَصْفُ المبنيُّ للمَفعولِ إلَى الفَاعِلِ, وكان حقّه أن يُسْنَدَ الى المفعول: لأن اسم المعفول يطلب نائب فاعل أي: مفعولاً، لا فاعلاً، فإذا أُسند إلى الفاعل كانَ هَذَا مَجَازاً عَقليَّاً عَلاقَتُهُ "الفاعليَّةُ".
26 - الكناية :- لفظ أطلق وا ريد به لازم معناه مع جواز ارادة ذلك المعنى .
27- تنقسم باعتبار المكني عنه ثلاثة أقسام ، فان المكني عنه قد يكون صفة ، أو قد يكون موصوفا ، او قد يكون نسبه .
أنواع الكناية :
1 - كناية عن صفة :
وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن صفة لازمة لمعناه (كالكرم - العزة - القوة - الكثرة ...)
فلان ألقى سلاحه (كناية عن الاستسلام) .
فلان نقي الثوب ( كناية عن النزاهة والطهارة ) .
2 - كناية عن موصوف : وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن ذات أو موصوف (العرب - اللغة - السفينة) وهى تفهم من العمل أو الصفة أو اللقب الذي انفرد به الموصوف .
مثال :(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ) كناية عن سيدنا يونس .
قال الشاعر : يا ابنة اليم ما أبوك بخيل كناية عن السفينة .
3 - كناية عن نسبة : وهى التي يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شئ متصل بالموصوف (كنسبته إلى الفصاحة - البلاغة - الخير) حيث نأتي فيها بصفة لا تنسب إلى الموصوف مباشرة بل تنسب إلى شيء متصل به ويعود عليه .
قال الشاعر : أبو نواس في مدح والي مصر :
فما جازه جود ولا حل دونه ولكن يسير الجود حيث يسير
فقد نسب الجود إلى شيء متصل بالممدوح وهو المكان الذي يوجد فيه ذلك الممدوح .
ويليه إن شاء الله قواعد علم المعاني فترقبوا
__…★
➖||【】||➖★…_