نصيحة الغيور في إنكار منكر
التبرج والسُّفور
كتبها : أبو عبد الله عبد الرحمن بن أمين الشيباني
غفر الله له ولوالديه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
[النساء:1] .
[آل عمران:102]
[الأحزاب ]
أما بعد :
فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلـى اللـه عليه وسلم وشر الأمور محدثـاتها وكـــل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ..
أيها المسلمون عباد الله : من باب قوله عليه الصلاة والسلام ( الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولملائكتة ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)من حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه في صحيح مسلم نوجه لآبائنا وإخواننا مشايخ ووجهاء القبائل ومسؤلين وعقـــال الحـارات أهل الحـــل والعـقد أهل الكــــرم والشـيم والغيرة على دين الله وعلى محــارم المسلمين نصيحة في شـــأن تبرج النساء وأسميتها ( نـصـيحـة الغـــــيور فـي إنكـار مـنكر التبـرج والسُّفور) فقد رأينا أمرا لايرضــي الله عزوجل ولا رسوله عليه الصلاة والسلام ولا يرضي كل غيور على دين الله وعلى محارم المــسلمين وهو من الأمــــور المحرمة التي تغضب رب العالمين فإننا والله نخـــشى على أنفسنا جمــيعا من عقاب الله عز وجل إن لم نتنــاصـح ونـأمـر بالــــمعروف و ننهى عن المنكر يقول الله عز وجل : { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال25 . ويقـــول النبي صـلى الله عليه وسلم كمـا في البخاري برقم (2361) من حديث النــعمان بن بشـيررضي الله عنهما : عـن النبي صــلى اللــه عليه وسلم قال ( مثـل القائم على حدود الله والواقع فيها كـمــــثل قوم استـــهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من المــاء مروا علــى من فوقهم فقالوا لــو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نـــؤذ من فوقنا فإن يتركـــوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجــوا جميعا )) . وقد امـتن الله عز وجل على هذه ألامه بأن جعلها خير الأمم بهذا الأمر , وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى : { كُـنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ....}آل عمران110 وهذا الأمر أيها الغيورون على ديــن الله وعلى محارم المسلمين هو التبرج , خروج النساء بثياب الزينة سواءً إلى جانب البيوت أو
إلى الأســواق أو إلى الجيران أو إلى غيرها من الأماكن وأدهــى من ذلك أن بعض الـنــساء تخرج بأحسن ثيابها وزينتها بعد العِشاء إلى الشوارع وإلى البقالات ولا حول ولاقوة إلا بالله , فتحصل بسبب هذا الفتنة والشرور, فإن أعظم فتنة يفتن بها الرجال هي فتنة النساء , قال عليه الصــلاة والسلام : ( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء ) كما في الصحيحين من حديث إسامة بن زيـد رضــي اللــه عنهما وجاء في صحيح البخاري 298 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وفيه( ما رأيت من ناقصـات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) فإذا كان الرجل الصـــالح تفتنه المرأة فكيــف بغـــيره , وسيكون الكلام في هذه النصيحة على النحو الــــتالي :الكلام على الغيرة ,تعريف التبرج ,تحريم التبــــرج ,الأمربالحجاب,حال النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم , أضرار الـــتبرج ,الأمر برعاية الــمرأة والوعيد الشديد فيمن أخل في ذلك , نصيحة للنساء ، والخاتمة .
الغيرة:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيــح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم (7175) ((المؤمن يغار والله أشد غيرا )) وفي رواية أخرى (( إن الله يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتـي المؤمن ما حرم عليه )) . وفي الصحيحين من حديث سعد بن عباده عند مسلم رقم (3831) قال سعد بـن عباده : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفِح عنه فبلغ ذلك رسول اللــه صلى الله عليه وسلم فقال : (( أتعجبــون من غيرة سعد فوالله لأنـا أغير منه والله أغير مـنــــي من أجل غــيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أغير من الله )) . وجاء في صحيح مسلم رقم (5976) عـن أبي السائب مولى هشام ابن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال : فوجدته يصلي فجلـــست انتظره حتى يقضي صلاته فسمعت تحريكا في عراجــين في ناحية البيت فالتفت فإذا حيه فوثــبت لأقــتلها فأشار إلي أن أجلس فجلست فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال : أترى هذا البيت فقلت : نعم قال كان فيه فتىً منا حديث عهد بعرس قال : فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله فاستأذنه يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة )) فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين الناس قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة فقالت له اكفف عليك رمحك وادخـل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش ..... الحديث .
في هذه الأدلة بيان أن الله عز وجل يغار (غيرة تليق بجلاله سبحانه وتعالى ) وأن رسول الله صــلى اللــّه عليه وسلم يغار وإن المؤمن يغار. والغــــيرة أيها المسلمون صفة كمال فهي خلق محمود في المؤمن وخلق كريم جُبل عليه الإنسان السوي الذي كرمه ربه وفضله , فالغيرة مظهر من مظاهر الرجولة وصفة أشرف الناس فأشرف الناس وأعلاهم همه هو أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس فالغـــيورون على محارم الله هم أصحاب الأخلاق الحميدة فقد حمد رسول الله صـلى الله عليه وسلم غيرة سعد عنــدما قال : لو رأيـت رجــلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفِح عــنه , ومن لم تكــن فيه فليس على خلق محمود فالغــيرة على المحارم جهاد في سبيل الله يــبذل للــدفاع عن العرض كمـا جـاء في الـترمذي برقم (1421) وأبي داود برقم (4772) من حديث سعــيد بن زيد قال : قال رســول الله صــلى الله عليه وسلم
:(من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شـهيد ومن قتل دون دينه فهو شــهيد ومن قــتل دون اهله فهو شهيد ) ففيها صيانة للأعراض وحفظ الحرمات وتعظيم لشعائرالله وحفظ لحدوده فالغيرة فــي المــؤمــن هــي : كــراهة شركة الغير في حقه فيتــغير القلب ويهيـج الغـضب بسبب الإحـساس بمشـاركة الغـير فيما هو من حقه , قال النووي – رحمه الله – في شرحه لصــحـيح مسـلم عند حــديــث أتعجـــبون من غيرة سعد : (( وغـيرة الرجل على اهــله منعه لهن عــن التعلق بأجنبـي بنظر أو حــديــث أو غــيره فتبرج المرأة سبب لنظر الرجال وتعلق الرجال بالنساء وحصول الفتنة .فالتــــــبرج هـــو : إظهار المرأة وجهها وزينتها لغير محارمها من الناس وهو محرم .
تـحـريم التـبرج : حـرم الله تعالى التبرج فقــال تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكــُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلــِيَّةِ الْأُولَى) الأحزاب 33. قال ابن كثير رحمه الله في تفـسيره : وذلك أن المـرأة منهن كانت تخرج تمشي يدي الرجال . وهكــذا نهى رسوله عليه الصلاة والسلام عن التـبرج ,جاء في مسند أحمد رحمه الله (6850) من حديث عمرو بن شـعيب عن أبيه عن جده قال : جاءت أمــيمة بنت رقيــقة إلى رســول الله صلى اللـَّـه عليه و سلم تبايعه على الإسلام فقال أبايعك على ان لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزنـي ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفتـرينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلـية الأولــى فنهاها النبي صلى الله عليه و سلم عن التبرج , والحديث يصححه الألبـاني رحمه الله فنهى الله عن التبرج وأمر بالحجاب .
الأمربالحجاب: لما كانت المرأة أضر فتنة على الرجال , سد ديننا العظيم كل باب يوصل إلى الفتنه بالنساء ,فأمر الله النساء إذا أردن أن يخرجن من بيوتهن لايخرجن إلا وهن محجــبات قال تعـالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِـسَاء الْمُؤْمِنِـينَ يُدْنِينَ عَلَــيْهِنَّ مِن جَلابِيبــِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَــلا يُؤْذَيْـنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب ,وقال تعالى (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُـمُرِهِنَّ عَلَى جُــيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْــدِينَ زِيــنَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَـــــالِ أَوِ الطِّــفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْــهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور31 , ويقول الـله جل جلاله ( وَإِذَا سَأَلْتُـمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجــَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهــَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) الأحزاب53,أمـر سبحانه وتعالى المـرأة بالحـجاب إذا خرجت لأنها عــورة قال عليه الصــلاة والســلام كما عند ابن حبان (1685) عن عبد الله : (إن المرأة عورة فإذا خرجت استــشرفها الشيطان و أقرب ما تكون من وجه ربها و هي في قعر بيتها ) قال الألباني : إسناده صحيح . والعورة يستحي المسلم أن يظهرها أمام الناس فكذلك المرأة عورة لايجوز إظهارها للأجانب , هذه أم سلمة رضي الله عنها تقول كما في الترمذي (1731 )عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من جر ثوبه خيـــلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة فكيف يصنعن النساء بذيولهن قال يرخين شبرا فقالت إذا تنـكشــف أقدامــهن قال فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه) . قال الألباني:صحيح . انظروا إلى غيرة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها على نساء المسلمين خافت على أقدامهن أن ينكشفن, فالحجاب واجب ,فيجـب على المرأة المســلمة أن تغطي وجهها وسائر جسدها وزينتها , فهو مظهر من مظاهر الأمة الإســـلامية وفيه مخـالفة
لليهود والنصارى وأهل الجاهلية بهذا تنتشر الفضيلة وتهدم الرذيلة وعلى هذا كان الحال في عهد رســول الله عليه الصلاة والسلام.
حال الــنساء على عهد رســـول الله صلى الله عليه وسلم . كن النساء متحجبات في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام , مما يدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم من حديث أنس (قَالَ - وَقَالَ النَّاسُ لاَ نَدْرِى أَتَزَوَّجَهَا أَمِ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ. قَالُوا إِنْ حَجَبَهَا فَهْىَ امْرَأَتُهُ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهْىَ أُمُّ وَلَدٍ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا فَقَعَدَتْ عَلَى عَجُزِ الْبَعِيرِ فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية :و الحــجاب مختــصن بالحرائر دون الإماء كما كانت ســنـة المؤمنين في زمن النبي عليه الصلاة والــسلام وخــلفائه. ونساء الصحابة رضـي اللــه عنهم جمـيعاً ما إن سمعن الأمر بالحـجاب إلا احتــجبن , جاء في صـحيــح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها (4480 - 4481 ) قالت يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } . شققن مروطهن فاختمرن بها . وعند أبي داود(4103) من حديث أم سلمة رضي الله عنها قَالَتْ لَمَّا نَزَلَتْ (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ) خَرَجَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانُ مِنَ الأَكْسِيَةِ ) .
أضــرار التـــبرج : الله سبحانه وتعالى ما أمرالمرأة بالحجاب ونهاها عن التبرج إلا لمصلحة تعود عليها في دينها ودنياها فإن الأسلام جاء لصيانة المرأة والحفاظ عليها فالتبرج يضر بالمرأة من حيث أنه :
* تشبه بالكافرات والفاسقات والنبي عليه الصلاة والسلام يقول( من تشبه بقوم فهو منهم ) من حديث ابــن عمر عند أبي داود .
*تعرض المرأة نفسها لغمز ولمز المجرمين ومن في قلبه مرض .
*تعرض نفسها وغيرها الفتنة, فإن المرأة إذا تبرجت كان ذلك سببا لنظر الرجال إليها فتتحمل المرأة وزر كل من نظر إليها لأنها هي السبب في ذلك , وتعرض نفسها للفتنة ربما يتسلط عليها أحد الناس فتفتَن به و العياذ بالله , فهو من أسباب إشاعة الفاحشة بين الناس وفي المجتمعات فتنحل وتذهب .
*سبب لغضب الله وعقابه لأنها معصية .
*هو خدمة لأعداء الإسلام فإن أعداءنا أعداء ديننا أعداء شريعة الله عزوجل , فإنهم يركزون اليوم علــى مسألة النساء وتبرجهن واختلاطهن بالرجال فهم يريدون أن يفتنونا بما فتنوا به فإن أول فتنة بني إسرآئيل كانت في النساء كم جاء في صجيح مسلم 7124 عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْـــلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيـــَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِى النِّـــسَاءِ.. لم يستطيعوا عليهم بالدبـابـات و الصـــواريخ والطائرات , فنجحوا بهذا . قال الشيخ الإمام حفضه الله في شريط ( خطر التبرج ) : فمن بنود اليهود أنـه لابد أن تنهار الأخلاق فإذا انهارت الأخلاق سيطرنا على المجتمعات , وقال أحدهم متى مدًَت المرأة يـدها إلينا فزنا بالحرام أي متى قبلت المرأة التبرج والسُّفور والإختــــلاط و السفر بغير محرم اليهود فازوا .اهـ فلذالك أمر ديننا برعاية المرأة .
الأمر برعاية المرأة والوعيد لمن أهملها وأضاعها :
فالمرأة مسؤلية الكل الأب والأخ والزوج و المسؤول , ومسؤلية كل غيور على محارم الله عز وجل , فإن فتح باب التبرج والإخــــتلاط من جملة الدعوة إلى الزنا وحب الفواحـش قال تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَــــةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْــلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19 .والله سبحانه وتعالى حرم الزنا ووسائل الزنا فقال تعالى ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا) الإسراء32 . فالتبرج والإخــــتلاط من وسائل الزنا , فأنت أيها الأب وأنت أيها الزوج وأنــت أيها الأخ وأنت أيها الراعي يا من استرعاك الله على خلقه , مسؤل أمام الله سبحانه وتعالى عن هذه المرأة قال النبي
عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مسلم رقم (4828 ) « أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّــذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيــــَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمــَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكــُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ . قال النووي رحمه الله في شرح الحديث : قال العـــلماء : والراعي هو الحافظ المــؤتمن المـلتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره من شي ء فهو مطالب بالعدل فيه و القيام بمصالحه في دينه ودنياه, وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقي أنفسنا وأهلينا النار ؛ قال تعالى : { يَا أَيُّهـــَا الَّــــذِينَ آمَنــُوا قُـوا أَنفُسَـكُمْ وَأَهْلِــيكُمْ نَاراً وَقـُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصــُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6 . نقيهم النار وذلك بإلزامهم بأمر الله عز وجل امتــثالا وبنهيه إجتنابا وتأديبهم وتعليمهم وإجبارهم على أمر الله.
فأنت أيها الأب مسؤول عن بنــاتك في أمرهن بالمعروف ونهـــيهن عن المنكر نهيهن عن التــبرج والإختلاط , وإلا نخـشى عليك أن يشملك حديث معقل بن يـسار رضي الله عنه في صحيح مسلم (380) إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُــوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ». وفي روايه « مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِى أَمْرَ الْمُســْلِمِينَ ثُمَّ لاَ يَجْـهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ ».
وأنت أيها الزوج مسؤل عن زوجتك يجب عليك أن تأمرها بالمعروف وتنهاها عن المنكر, والتبرج من أعظم المنكرات وقد جعل الله لك عليها القِيامة قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ }النساء34. قال ابن كثير في تفسيره لهذه الأية : أي: الرجـــل قَيّم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجَّت { بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَــهُمْ عَلَى بَعْضٍ } أي: لأن الرجال أفضل من النساء ، والرجل خير من المرأة ؛ ولهذَا كانت النبوة مختصة بالرجال وكذلك المُلْك الأعظم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " لن يُفلِح قومٌ وَلَّوا أمْرَهُم امرأة " رواه البــــخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه وكذا منصب القضاء وغير ذلك { وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْـــوَالِهِمْ } أي : من المهور والنفـــقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهنَّ في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه، وله الفضل عليها والإفضال، فناسب أن يكون قَيّما عليها ، كما قال الله تعالى: { وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } الآية [البقرة: 228] .. وقال السعدي رحمه الله في تفسيرة : يخبر تعالى أن{الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ } أي : قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى ، من المــحافظـة علـى فرائضه وكفهن عن المفاسد ، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك ، وقوامون عليهن أيضا بالإنفاق عليهن ، والكـسوة والمسكن ، ثم ذكـر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء فقال: { بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضـَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِـهِمْ } أي : بسبب فضل الرجال على النساء وإفضـالهم عليهن، فتفضيل الرجـال على النساء من وجوه متعددة: من كون الولايات مختصة بالرجال، والنبوة، والرسالة، واختصاصهم بكثير من العبادات كالجــهاد والأعياد والجمع . وبما خصهم الله به من العقل والرزانة والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله . وكذلك خصهم بالـنفقات على الزوجات بل وكثير من النفقـات يختص بها الرجال ويتمــيزون عن النساء.
وقال إليكياهراسي في أحكام القر آن : ودلت الآية على أن الزوج يقوم بتدبير المرأة , وتأديبها , وإمساكها في بيتها , ومنعها من البروز , وأنَّ عليها طاعته وقبول أمره , ما لم تكن معصية فالرجل هو الذي يحكم
امرأته فيلزمها بما أوجب الله عليها من الحجاب وعدم التبرج , والمؤمن يغار , و غيرة الرجـل على أهلـه منعـهن عن التعلق بأجنبي بنظر أو حديث ويمنع أن يدخل عليهن أو يراهن غير ذي محـرم , فالغيور ضد
الديوث. فالرجل الذي لا ينهى زوجته عن التبرج والإختلاط ولايبالي بمن دخل على أهله , سـماه الرسول عليه الصلاة والسلام كما في الطبراني من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الـله عليه وسلم قال : (ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا الـديـــوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر قالوا يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث قال الـذي لا يبالي من دخل على أهله , قـلنا فما الرَّجلة مـن النساء: قال: التي تشبه بالرجال , قال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب : صحيح لغيره رواه الطبراني وشواهده كثيرة . والذي لا يغار على أهله يسمى أيضا ركيك أوركاكة , كما في الصــــحاح من كتب اللغه: والرَكيكُ: الضعيف. وثوبٌ رَكيكُ النسجِ واسْتَرَكَّهُ، أي استضعَفَه ,وهو الذي لا يغار عـلى أهله والركيك أيضا يطلق الذي استضعفته النساء ولم يهبنه . فالرجل هو الذي يحكم امرأته وقد كانوا يفـتخرون بذلك , جاء في صحيح مسلم (3768 ) عَنِ ابْنِ عَبّـَاسٍ قَالَ. وفيه (ثُمَّ أَخَذَ يَسُـوقُ الْحَدِيثَ قَالَ كُنَّا مَعْــشـَرَ قُرَيْشٍ قَوْمًا نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِنْ نِسَائِهِمْ – قال صاحب تحفة الأحـوذي : نغلب الـنساء أي نحكم عليهن ولايحكمــن علينا ,فأنت الحاكم عليها فيجب عليك أن تأمرها بالمعروف وتنهاها عن المنكر ومن ذلك إلزامـها بالحجاب ونهيها عن التبرج .
وأنت أيها المسؤل يا من ولاك الله أمر رعيته يجب عليك أن تأمر رعيتك بالمعروف وتنهاهم عـن المنكر ومن ذلــك الأمر بالحجاب والنهـي عن التبرج قال تعالى : { الَّذِينَ إِن مَّكَّنـَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامـــُوا الصَّلَاةَ وَآتَـــوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } الحج41 . فإن فعلتم ذلك فابشروا بالفــلاح , قال تعالى : { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعـْرُوفِ وَيَنْهَـــوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِــحُونَ }آل عمران104 . فلاح في الدنيا وفي الأخرة , وإن لم تقوموا بما أمـركم الله عز وجل نخشى عليكم أن يشملكم حديث معقل بن يسار رضي الله عنه في صحيح مسلم (380 ) إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُــوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّــتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ . وفي روايه « مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِى أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ لاَ يَجْهــَدُ لَهُـــمْ وَيَنْصَحُ إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ »وهكذا يجب على كل داعية إلى الله أن ينــهى عن هذا المنكر في خطـبه ومحاضراته وهكذا يجب على كل غيور أن ينكر هذا المنكر.
.نصـــــيحة للنساء : وعلى المرأة أن تتقي ربها سبحانه وتعالى وتتوب إلى الله من هذا الفعل من التبرج , من الخروج بغير حجاب سواء كان إلى جانب البيت أو إلى الجيران أو إلى السوق أو غير ذلك , فتطيع ربها فيما أمرها من الحجاب وتنتهي عما نهاها عنه من التبرج والسفور, فتــــنال بذلك رضى ربها فتـسعد في دنياها وأخراها وإذا أردن أن يجتمعن يجتمعن في البيوت , وإذا أرادت أن تخرج تلبس الجلباب , فقد أخبر النبـي عليه الصلاة والسلام أن أكثر أهل النار هم النسـاء كما في الصحيحين في مــــــسلم برقم (7113 ) عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّـةِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَـسَاكِينُ وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ إِلاَّ أَصْحَابَ النَّارِ فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّـةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ »,وفي مسلم عن ابن عباس برقم 7114 – عن النبي -صلى الله عليه وسلم- « اطَّلَعْتُ فِى الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِى النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ». فهذه الأحاديث وما جاء من بابها فيها تحريض النساء على المحافظة على أمر الديـن لئلا يدخلنها فإن المرأة إذا خرجت وهي كاشفة لوجهها أو خرجت
بزينتها بثيـــاب زينتها أو بهذه العبـــايات التي تصف وتظهر جسم المرأة فهذا تبــرج وقد جاء الوعيد في ذلــك جـــاء في صحيح مسلم برقم 7373 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « صِنْفَانِ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهـُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ) وقد أمر رســـول الله بلعنها كما جاء عند(2683 ) أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص " سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحا ، ينزلون على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهن كأسنمة البخت العجاف ، العنـوهن فإنــهن ملعونات ، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم " قال الألبــاني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 411 : فعليها أن تتقي ربها وعليها بطاعة زوجـــها فـيما يأمــرها , ومن ذلك الحجاب وترك التبرج ولتكن مثل أولئك الصالحات ما إن سمعن الأمر بالحجاب إلا وسارعن في امتثاله رضـي الله عنهن ؛ جاء في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها (4480 - 4481 ) قالـت : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل اللــَّه { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } . شـــقـقـــن مروطـهن فاخـتمرن بــها . وعند أبـي داود(4103) من حديث أم ســلمة رضي الله عنها قَالَتْ لَمَّا نَــزَلَتْ ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ) خَرَجَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانُ مِنَ الأَكْسِيَةِ ) .فإن فعـــلت ذلك فلتبـــشر بالجنة التي وعدها ربها تدخل من أي باب شاءت كما جاء عند أحمد والطبراني (1932 ) عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صـلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) قال الألباني في صحيح الترغيـب والترهيب : ( حسن لغيره ). وحفظ الفرج يكون بالإبـــتعاد عن وسائــل الزنا والعــــياذ بالله وهي الــتبرج والإختلاط والنظر إلى ما حرم الله تعالى .
وفي الختام :
قال الشيخ الإمام في شريطه خطر التبرج : اليمن بلاد الإيمان والحكمة , تُعرف بتعظيم الحفاظ على الأعراض وعظيم الغيرة على المحارم. فعلينا أن نحافظ على هذه الصـــــفة وذلك بالإلتزام بهذه الأدله والعمل بها . ولقد سعد الأباء والأجداد والسلف حين عملوا بهذه الأدلة من كتاب اللــه تعالى ومن سنــته عليه الصلاة والسلام التي فيها تحريم التبرج , فعملوا بها فبقيــت المرأة مـصانــة محفوظة محتشمة مكرمة تارة عند أبيها في صغرها ثم عند زوجها ثم عند أبنائها فالمرأة في كل أحوالـــها محفوظة مرعية مصـــانة بالرجال الأبطال الشجعان الذين كانت فيهم الرجولة والغيرة والشـــهامة والعـزة .اهـ
فنأمل منكم أيــها العقلاء أيها الأباء والأزواج ومن عنده غيرة على محارم المسلمين المـبادره على إنـكار هذا المنكر وتغييره . قال عليه الصلاة والسلام كــما في صحيح مسلم رقم (186 ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ») فهذه نصيحة كتبتها غيرة على دين الله وعلى محارم نساء المسلمين , أســـأل من الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن يجعــــل لها القبول والرضى وأن ينفعني وينفع بها إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمدلله رب العالمين .
التبرج والسُّفور
كتبها : أبو عبد الله عبد الرحمن بن أمين الشيباني
غفر الله له ولوالديه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
[النساء:1] .
[آل عمران:102]
[الأحزاب ]
أما بعد :
فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلـى اللـه عليه وسلم وشر الأمور محدثـاتها وكـــل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ..
أيها المسلمون عباد الله : من باب قوله عليه الصلاة والسلام ( الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولملائكتة ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)من حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه في صحيح مسلم نوجه لآبائنا وإخواننا مشايخ ووجهاء القبائل ومسؤلين وعقـــال الحـارات أهل الحـــل والعـقد أهل الكــــرم والشـيم والغيرة على دين الله وعلى محــارم المسلمين نصيحة في شـــأن تبرج النساء وأسميتها ( نـصـيحـة الغـــــيور فـي إنكـار مـنكر التبـرج والسُّفور) فقد رأينا أمرا لايرضــي الله عزوجل ولا رسوله عليه الصلاة والسلام ولا يرضي كل غيور على دين الله وعلى محارم المــسلمين وهو من الأمــــور المحرمة التي تغضب رب العالمين فإننا والله نخـــشى على أنفسنا جمــيعا من عقاب الله عز وجل إن لم نتنــاصـح ونـأمـر بالــــمعروف و ننهى عن المنكر يقول الله عز وجل : { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال25 . ويقـــول النبي صـلى الله عليه وسلم كمـا في البخاري برقم (2361) من حديث النــعمان بن بشـيررضي الله عنهما : عـن النبي صــلى اللــه عليه وسلم قال ( مثـل القائم على حدود الله والواقع فيها كـمــــثل قوم استـــهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من المــاء مروا علــى من فوقهم فقالوا لــو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نـــؤذ من فوقنا فإن يتركـــوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجــوا جميعا )) . وقد امـتن الله عز وجل على هذه ألامه بأن جعلها خير الأمم بهذا الأمر , وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى : { كُـنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ....}آل عمران110 وهذا الأمر أيها الغيورون على ديــن الله وعلى محارم المسلمين هو التبرج , خروج النساء بثياب الزينة سواءً إلى جانب البيوت أو
إلى الأســواق أو إلى الجيران أو إلى غيرها من الأماكن وأدهــى من ذلك أن بعض الـنــساء تخرج بأحسن ثيابها وزينتها بعد العِشاء إلى الشوارع وإلى البقالات ولا حول ولاقوة إلا بالله , فتحصل بسبب هذا الفتنة والشرور, فإن أعظم فتنة يفتن بها الرجال هي فتنة النساء , قال عليه الصــلاة والسلام : ( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء ) كما في الصحيحين من حديث إسامة بن زيـد رضــي اللــه عنهما وجاء في صحيح البخاري 298 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وفيه( ما رأيت من ناقصـات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) فإذا كان الرجل الصـــالح تفتنه المرأة فكيــف بغـــيره , وسيكون الكلام في هذه النصيحة على النحو الــــتالي :الكلام على الغيرة ,تعريف التبرج ,تحريم التبــــرج ,الأمربالحجاب,حال النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم , أضرار الـــتبرج ,الأمر برعاية الــمرأة والوعيد الشديد فيمن أخل في ذلك , نصيحة للنساء ، والخاتمة .
الغيرة:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيــح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم (7175) ((المؤمن يغار والله أشد غيرا )) وفي رواية أخرى (( إن الله يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتـي المؤمن ما حرم عليه )) . وفي الصحيحين من حديث سعد بن عباده عند مسلم رقم (3831) قال سعد بـن عباده : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفِح عنه فبلغ ذلك رسول اللــه صلى الله عليه وسلم فقال : (( أتعجبــون من غيرة سعد فوالله لأنـا أغير منه والله أغير مـنــــي من أجل غــيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أغير من الله )) . وجاء في صحيح مسلم رقم (5976) عـن أبي السائب مولى هشام ابن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال : فوجدته يصلي فجلـــست انتظره حتى يقضي صلاته فسمعت تحريكا في عراجــين في ناحية البيت فالتفت فإذا حيه فوثــبت لأقــتلها فأشار إلي أن أجلس فجلست فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال : أترى هذا البيت فقلت : نعم قال كان فيه فتىً منا حديث عهد بعرس قال : فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله فاستأذنه يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة )) فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين الناس قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة فقالت له اكفف عليك رمحك وادخـل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش ..... الحديث .
في هذه الأدلة بيان أن الله عز وجل يغار (غيرة تليق بجلاله سبحانه وتعالى ) وأن رسول الله صــلى اللــّه عليه وسلم يغار وإن المؤمن يغار. والغــــيرة أيها المسلمون صفة كمال فهي خلق محمود في المؤمن وخلق كريم جُبل عليه الإنسان السوي الذي كرمه ربه وفضله , فالغيرة مظهر من مظاهر الرجولة وصفة أشرف الناس فأشرف الناس وأعلاهم همه هو أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس فالغـــيورون على محارم الله هم أصحاب الأخلاق الحميدة فقد حمد رسول الله صـلى الله عليه وسلم غيرة سعد عنــدما قال : لو رأيـت رجــلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفِح عــنه , ومن لم تكــن فيه فليس على خلق محمود فالغــيرة على المحارم جهاد في سبيل الله يــبذل للــدفاع عن العرض كمـا جـاء في الـترمذي برقم (1421) وأبي داود برقم (4772) من حديث سعــيد بن زيد قال : قال رســول الله صــلى الله عليه وسلم
:(من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شـهيد ومن قتل دون دينه فهو شــهيد ومن قــتل دون اهله فهو شهيد ) ففيها صيانة للأعراض وحفظ الحرمات وتعظيم لشعائرالله وحفظ لحدوده فالغيرة فــي المــؤمــن هــي : كــراهة شركة الغير في حقه فيتــغير القلب ويهيـج الغـضب بسبب الإحـساس بمشـاركة الغـير فيما هو من حقه , قال النووي – رحمه الله – في شرحه لصــحـيح مسـلم عند حــديــث أتعجـــبون من غيرة سعد : (( وغـيرة الرجل على اهــله منعه لهن عــن التعلق بأجنبـي بنظر أو حــديــث أو غــيره فتبرج المرأة سبب لنظر الرجال وتعلق الرجال بالنساء وحصول الفتنة .فالتــــــبرج هـــو : إظهار المرأة وجهها وزينتها لغير محارمها من الناس وهو محرم .
تـحـريم التـبرج : حـرم الله تعالى التبرج فقــال تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكــُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلــِيَّةِ الْأُولَى) الأحزاب 33. قال ابن كثير رحمه الله في تفـسيره : وذلك أن المـرأة منهن كانت تخرج تمشي يدي الرجال . وهكــذا نهى رسوله عليه الصلاة والسلام عن التـبرج ,جاء في مسند أحمد رحمه الله (6850) من حديث عمرو بن شـعيب عن أبيه عن جده قال : جاءت أمــيمة بنت رقيــقة إلى رســول الله صلى اللـَّـه عليه و سلم تبايعه على الإسلام فقال أبايعك على ان لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزنـي ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفتـرينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلـية الأولــى فنهاها النبي صلى الله عليه و سلم عن التبرج , والحديث يصححه الألبـاني رحمه الله فنهى الله عن التبرج وأمر بالحجاب .
الأمربالحجاب: لما كانت المرأة أضر فتنة على الرجال , سد ديننا العظيم كل باب يوصل إلى الفتنه بالنساء ,فأمر الله النساء إذا أردن أن يخرجن من بيوتهن لايخرجن إلا وهن محجــبات قال تعـالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِـسَاء الْمُؤْمِنِـينَ يُدْنِينَ عَلَــيْهِنَّ مِن جَلابِيبــِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَــلا يُؤْذَيْـنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب ,وقال تعالى (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُـمُرِهِنَّ عَلَى جُــيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْــدِينَ زِيــنَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَـــــالِ أَوِ الطِّــفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْــهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور31 , ويقول الـله جل جلاله ( وَإِذَا سَأَلْتُـمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجــَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهــَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) الأحزاب53,أمـر سبحانه وتعالى المـرأة بالحـجاب إذا خرجت لأنها عــورة قال عليه الصــلاة والســلام كما عند ابن حبان (1685) عن عبد الله : (إن المرأة عورة فإذا خرجت استــشرفها الشيطان و أقرب ما تكون من وجه ربها و هي في قعر بيتها ) قال الألباني : إسناده صحيح . والعورة يستحي المسلم أن يظهرها أمام الناس فكذلك المرأة عورة لايجوز إظهارها للأجانب , هذه أم سلمة رضي الله عنها تقول كما في الترمذي (1731 )عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من جر ثوبه خيـــلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة فكيف يصنعن النساء بذيولهن قال يرخين شبرا فقالت إذا تنـكشــف أقدامــهن قال فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه) . قال الألباني:صحيح . انظروا إلى غيرة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها على نساء المسلمين خافت على أقدامهن أن ينكشفن, فالحجاب واجب ,فيجـب على المرأة المســلمة أن تغطي وجهها وسائر جسدها وزينتها , فهو مظهر من مظاهر الأمة الإســـلامية وفيه مخـالفة
لليهود والنصارى وأهل الجاهلية بهذا تنتشر الفضيلة وتهدم الرذيلة وعلى هذا كان الحال في عهد رســول الله عليه الصلاة والسلام.
حال الــنساء على عهد رســـول الله صلى الله عليه وسلم . كن النساء متحجبات في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام , مما يدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم من حديث أنس (قَالَ - وَقَالَ النَّاسُ لاَ نَدْرِى أَتَزَوَّجَهَا أَمِ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ. قَالُوا إِنْ حَجَبَهَا فَهْىَ امْرَأَتُهُ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهْىَ أُمُّ وَلَدٍ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا فَقَعَدَتْ عَلَى عَجُزِ الْبَعِيرِ فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية :و الحــجاب مختــصن بالحرائر دون الإماء كما كانت ســنـة المؤمنين في زمن النبي عليه الصلاة والــسلام وخــلفائه. ونساء الصحابة رضـي اللــه عنهم جمـيعاً ما إن سمعن الأمر بالحـجاب إلا احتــجبن , جاء في صـحيــح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها (4480 - 4481 ) قالت يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } . شققن مروطهن فاختمرن بها . وعند أبي داود(4103) من حديث أم سلمة رضي الله عنها قَالَتْ لَمَّا نَزَلَتْ (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ) خَرَجَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانُ مِنَ الأَكْسِيَةِ ) .
أضــرار التـــبرج : الله سبحانه وتعالى ما أمرالمرأة بالحجاب ونهاها عن التبرج إلا لمصلحة تعود عليها في دينها ودنياها فإن الأسلام جاء لصيانة المرأة والحفاظ عليها فالتبرج يضر بالمرأة من حيث أنه :
* تشبه بالكافرات والفاسقات والنبي عليه الصلاة والسلام يقول( من تشبه بقوم فهو منهم ) من حديث ابــن عمر عند أبي داود .
*تعرض المرأة نفسها لغمز ولمز المجرمين ومن في قلبه مرض .
*تعرض نفسها وغيرها الفتنة, فإن المرأة إذا تبرجت كان ذلك سببا لنظر الرجال إليها فتتحمل المرأة وزر كل من نظر إليها لأنها هي السبب في ذلك , وتعرض نفسها للفتنة ربما يتسلط عليها أحد الناس فتفتَن به و العياذ بالله , فهو من أسباب إشاعة الفاحشة بين الناس وفي المجتمعات فتنحل وتذهب .
*سبب لغضب الله وعقابه لأنها معصية .
*هو خدمة لأعداء الإسلام فإن أعداءنا أعداء ديننا أعداء شريعة الله عزوجل , فإنهم يركزون اليوم علــى مسألة النساء وتبرجهن واختلاطهن بالرجال فهم يريدون أن يفتنونا بما فتنوا به فإن أول فتنة بني إسرآئيل كانت في النساء كم جاء في صجيح مسلم 7124 عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْـــلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيـــَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِى النِّـــسَاءِ.. لم يستطيعوا عليهم بالدبـابـات و الصـــواريخ والطائرات , فنجحوا بهذا . قال الشيخ الإمام حفضه الله في شريط ( خطر التبرج ) : فمن بنود اليهود أنـه لابد أن تنهار الأخلاق فإذا انهارت الأخلاق سيطرنا على المجتمعات , وقال أحدهم متى مدًَت المرأة يـدها إلينا فزنا بالحرام أي متى قبلت المرأة التبرج والسُّفور والإختــــلاط و السفر بغير محرم اليهود فازوا .اهـ فلذالك أمر ديننا برعاية المرأة .
الأمر برعاية المرأة والوعيد لمن أهملها وأضاعها :
فالمرأة مسؤلية الكل الأب والأخ والزوج و المسؤول , ومسؤلية كل غيور على محارم الله عز وجل , فإن فتح باب التبرج والإخــــتلاط من جملة الدعوة إلى الزنا وحب الفواحـش قال تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَــــةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْــلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19 .والله سبحانه وتعالى حرم الزنا ووسائل الزنا فقال تعالى ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا) الإسراء32 . فالتبرج والإخــــتلاط من وسائل الزنا , فأنت أيها الأب وأنت أيها الزوج وأنــت أيها الأخ وأنت أيها الراعي يا من استرعاك الله على خلقه , مسؤل أمام الله سبحانه وتعالى عن هذه المرأة قال النبي
عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مسلم رقم (4828 ) « أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّــذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيــــَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمــَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكــُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ . قال النووي رحمه الله في شرح الحديث : قال العـــلماء : والراعي هو الحافظ المــؤتمن المـلتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره من شي ء فهو مطالب بالعدل فيه و القيام بمصالحه في دينه ودنياه, وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقي أنفسنا وأهلينا النار ؛ قال تعالى : { يَا أَيُّهـــَا الَّــــذِينَ آمَنــُوا قُـوا أَنفُسَـكُمْ وَأَهْلِــيكُمْ نَاراً وَقـُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصــُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6 . نقيهم النار وذلك بإلزامهم بأمر الله عز وجل امتــثالا وبنهيه إجتنابا وتأديبهم وتعليمهم وإجبارهم على أمر الله.
فأنت أيها الأب مسؤول عن بنــاتك في أمرهن بالمعروف ونهـــيهن عن المنكر نهيهن عن التــبرج والإختلاط , وإلا نخـشى عليك أن يشملك حديث معقل بن يـسار رضي الله عنه في صحيح مسلم (380) إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُــوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ». وفي روايه « مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِى أَمْرَ الْمُســْلِمِينَ ثُمَّ لاَ يَجْـهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ ».
وأنت أيها الزوج مسؤل عن زوجتك يجب عليك أن تأمرها بالمعروف وتنهاها عن المنكر, والتبرج من أعظم المنكرات وقد جعل الله لك عليها القِيامة قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ }النساء34. قال ابن كثير في تفسيره لهذه الأية : أي: الرجـــل قَيّم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجَّت { بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَــهُمْ عَلَى بَعْضٍ } أي: لأن الرجال أفضل من النساء ، والرجل خير من المرأة ؛ ولهذَا كانت النبوة مختصة بالرجال وكذلك المُلْك الأعظم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " لن يُفلِح قومٌ وَلَّوا أمْرَهُم امرأة " رواه البــــخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه وكذا منصب القضاء وغير ذلك { وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْـــوَالِهِمْ } أي : من المهور والنفـــقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهنَّ في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه، وله الفضل عليها والإفضال، فناسب أن يكون قَيّما عليها ، كما قال الله تعالى: { وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } الآية [البقرة: 228] .. وقال السعدي رحمه الله في تفسيرة : يخبر تعالى أن{الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ } أي : قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى ، من المــحافظـة علـى فرائضه وكفهن عن المفاسد ، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك ، وقوامون عليهن أيضا بالإنفاق عليهن ، والكـسوة والمسكن ، ثم ذكـر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء فقال: { بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضـَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِـهِمْ } أي : بسبب فضل الرجال على النساء وإفضـالهم عليهن، فتفضيل الرجـال على النساء من وجوه متعددة: من كون الولايات مختصة بالرجال، والنبوة، والرسالة، واختصاصهم بكثير من العبادات كالجــهاد والأعياد والجمع . وبما خصهم الله به من العقل والرزانة والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله . وكذلك خصهم بالـنفقات على الزوجات بل وكثير من النفقـات يختص بها الرجال ويتمــيزون عن النساء.
وقال إليكياهراسي في أحكام القر آن : ودلت الآية على أن الزوج يقوم بتدبير المرأة , وتأديبها , وإمساكها في بيتها , ومنعها من البروز , وأنَّ عليها طاعته وقبول أمره , ما لم تكن معصية فالرجل هو الذي يحكم
امرأته فيلزمها بما أوجب الله عليها من الحجاب وعدم التبرج , والمؤمن يغار , و غيرة الرجـل على أهلـه منعـهن عن التعلق بأجنبي بنظر أو حديث ويمنع أن يدخل عليهن أو يراهن غير ذي محـرم , فالغيور ضد
الديوث. فالرجل الذي لا ينهى زوجته عن التبرج والإختلاط ولايبالي بمن دخل على أهله , سـماه الرسول عليه الصلاة والسلام كما في الطبراني من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الـله عليه وسلم قال : (ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا الـديـــوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر قالوا يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث قال الـذي لا يبالي من دخل على أهله , قـلنا فما الرَّجلة مـن النساء: قال: التي تشبه بالرجال , قال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب : صحيح لغيره رواه الطبراني وشواهده كثيرة . والذي لا يغار على أهله يسمى أيضا ركيك أوركاكة , كما في الصــــحاح من كتب اللغه: والرَكيكُ: الضعيف. وثوبٌ رَكيكُ النسجِ واسْتَرَكَّهُ، أي استضعَفَه ,وهو الذي لا يغار عـلى أهله والركيك أيضا يطلق الذي استضعفته النساء ولم يهبنه . فالرجل هو الذي يحكم امرأته وقد كانوا يفـتخرون بذلك , جاء في صحيح مسلم (3768 ) عَنِ ابْنِ عَبّـَاسٍ قَالَ. وفيه (ثُمَّ أَخَذَ يَسُـوقُ الْحَدِيثَ قَالَ كُنَّا مَعْــشـَرَ قُرَيْشٍ قَوْمًا نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِنْ نِسَائِهِمْ – قال صاحب تحفة الأحـوذي : نغلب الـنساء أي نحكم عليهن ولايحكمــن علينا ,فأنت الحاكم عليها فيجب عليك أن تأمرها بالمعروف وتنهاها عن المنكر ومن ذلك إلزامـها بالحجاب ونهيها عن التبرج .
وأنت أيها المسؤل يا من ولاك الله أمر رعيته يجب عليك أن تأمر رعيتك بالمعروف وتنهاهم عـن المنكر ومن ذلــك الأمر بالحجاب والنهـي عن التبرج قال تعالى : { الَّذِينَ إِن مَّكَّنـَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامـــُوا الصَّلَاةَ وَآتَـــوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } الحج41 . فإن فعلتم ذلك فابشروا بالفــلاح , قال تعالى : { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعـْرُوفِ وَيَنْهَـــوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِــحُونَ }آل عمران104 . فلاح في الدنيا وفي الأخرة , وإن لم تقوموا بما أمـركم الله عز وجل نخشى عليكم أن يشملكم حديث معقل بن يسار رضي الله عنه في صحيح مسلم (380 ) إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُــوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّــتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ . وفي روايه « مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِى أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ لاَ يَجْهــَدُ لَهُـــمْ وَيَنْصَحُ إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ »وهكذا يجب على كل داعية إلى الله أن ينــهى عن هذا المنكر في خطـبه ومحاضراته وهكذا يجب على كل غيور أن ينكر هذا المنكر.
.نصـــــيحة للنساء : وعلى المرأة أن تتقي ربها سبحانه وتعالى وتتوب إلى الله من هذا الفعل من التبرج , من الخروج بغير حجاب سواء كان إلى جانب البيت أو إلى الجيران أو إلى السوق أو غير ذلك , فتطيع ربها فيما أمرها من الحجاب وتنتهي عما نهاها عنه من التبرج والسفور, فتــــنال بذلك رضى ربها فتـسعد في دنياها وأخراها وإذا أردن أن يجتمعن يجتمعن في البيوت , وإذا أرادت أن تخرج تلبس الجلباب , فقد أخبر النبـي عليه الصلاة والسلام أن أكثر أهل النار هم النسـاء كما في الصحيحين في مــــــسلم برقم (7113 ) عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّـةِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَـسَاكِينُ وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ إِلاَّ أَصْحَابَ النَّارِ فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّـةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ »,وفي مسلم عن ابن عباس برقم 7114 – عن النبي -صلى الله عليه وسلم- « اطَّلَعْتُ فِى الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِى النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ». فهذه الأحاديث وما جاء من بابها فيها تحريض النساء على المحافظة على أمر الديـن لئلا يدخلنها فإن المرأة إذا خرجت وهي كاشفة لوجهها أو خرجت
بزينتها بثيـــاب زينتها أو بهذه العبـــايات التي تصف وتظهر جسم المرأة فهذا تبــرج وقد جاء الوعيد في ذلــك جـــاء في صحيح مسلم برقم 7373 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « صِنْفَانِ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهـُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ) وقد أمر رســـول الله بلعنها كما جاء عند(2683 ) أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص " سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحا ، ينزلون على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهن كأسنمة البخت العجاف ، العنـوهن فإنــهن ملعونات ، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم " قال الألبــاني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 411 : فعليها أن تتقي ربها وعليها بطاعة زوجـــها فـيما يأمــرها , ومن ذلك الحجاب وترك التبرج ولتكن مثل أولئك الصالحات ما إن سمعن الأمر بالحجاب إلا وسارعن في امتثاله رضـي الله عنهن ؛ جاء في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها (4480 - 4481 ) قالـت : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل اللــَّه { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } . شـــقـقـــن مروطـهن فاخـتمرن بــها . وعند أبـي داود(4103) من حديث أم ســلمة رضي الله عنها قَالَتْ لَمَّا نَــزَلَتْ ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ) خَرَجَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانُ مِنَ الأَكْسِيَةِ ) .فإن فعـــلت ذلك فلتبـــشر بالجنة التي وعدها ربها تدخل من أي باب شاءت كما جاء عند أحمد والطبراني (1932 ) عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صـلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) قال الألباني في صحيح الترغيـب والترهيب : ( حسن لغيره ). وحفظ الفرج يكون بالإبـــتعاد عن وسائــل الزنا والعــــياذ بالله وهي الــتبرج والإختلاط والنظر إلى ما حرم الله تعالى .
وفي الختام :
قال الشيخ الإمام في شريطه خطر التبرج : اليمن بلاد الإيمان والحكمة , تُعرف بتعظيم الحفاظ على الأعراض وعظيم الغيرة على المحارم. فعلينا أن نحافظ على هذه الصـــــفة وذلك بالإلتزام بهذه الأدله والعمل بها . ولقد سعد الأباء والأجداد والسلف حين عملوا بهذه الأدلة من كتاب اللــه تعالى ومن سنــته عليه الصلاة والسلام التي فيها تحريم التبرج , فعملوا بها فبقيــت المرأة مـصانــة محفوظة محتشمة مكرمة تارة عند أبيها في صغرها ثم عند زوجها ثم عند أبنائها فالمرأة في كل أحوالـــها محفوظة مرعية مصـــانة بالرجال الأبطال الشجعان الذين كانت فيهم الرجولة والغيرة والشـــهامة والعـزة .اهـ
فنأمل منكم أيــها العقلاء أيها الأباء والأزواج ومن عنده غيرة على محارم المسلمين المـبادره على إنـكار هذا المنكر وتغييره . قال عليه الصلاة والسلام كــما في صحيح مسلم رقم (186 ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ») فهذه نصيحة كتبتها غيرة على دين الله وعلى محارم نساء المسلمين , أســـأل من الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن يجعــــل لها القبول والرضى وأن ينفعني وينفع بها إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمدلله رب العالمين .