الإقامة بدار الكفر
لفضلية الشيخ
سلمان بن سحمان
1266 – 1349هـ
سؤالُ فهل مُفْت من القومِ ينظمُ *** جواباً على هذا السؤالِ ويَرْقُمُ([1])
بما شاء من نثرٍ ونظمٍ مَنضدٍ([2]) *** يُبين ما وجه الدليلِ ويُفهمُ
ولكنْ أبِقََالَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤهُ *** وما قَاله الزاكى النبيُّ المكرمُ
أَهل جَائز في الدين أَن يمكثَ الفتى *** بِدارٍ بها الكفارُ حلُّوا وخيّمُ
وأحكامُهم تَجري على مَن بسفحِها *** وما منهمُو من يُستهان ويهضمُ
وقد أَجوب اللهُ العظيمُ على الفتى *** يهاجر عن أرض بها الكفرُ مُظلمُ
سِوى مَن له استثنى الإله لضعفهِ *** وحيلته أَو ليس بالسبل يَعلمُ
فبالله ما حكمُ المقيمُ بدارهم *** وما صفةُ الإظهارِ للدين فِيهمُ
أَمِلَّةَ إِبرَاهِيمُ حقّاً أَبن لنا *** بتوضيح مَعْناها الذي هو أَقومُ
فهذا محطُ الرحلُ إن كنتَ مُقدماً *** ومَدْحَضة الأَقدامِ إن كنتَ تُقدمُ
أَمِ المرء يكفيه الصلاةُ وصومُهُ *** وإِظهاره في الصَحَّب أنى لمسلِمُ
وأَبغض أَهل الكفرِ لكن أَخافهم *** فلستُ أريهم ما يسِىءُ ويُؤلِمُ
وليسَ بشرطِ أَن أصرحَ عندهم *** بتكفيرِهم جهراً ولا أَتكلمُ
وكيفَ وأَموالي لديْهم وَعنْدهم *** معاشي وأَوطَاني فكيْفَ التَّقَدمُ
إذا لم أَوافقهم وربي عالمٌ *** بما ينطوي قَلْبي عليه ويَكتمُ
من الحبِ للإسلامِ والدينِ والهدى *** وبُغضِي لأَهلِ الكفرِ واللهُ يَعْلمُ
فإِن كانَ هذا الحبُ والبغضُ كافياً *** ولو لم يصرحْ بالعداوةِ فيهمُو
فما وجْهُ هذا من كتابٍ وسنةٍ *** أَجيبوا على هذا السؤالِ وأِفهمُوا
المصدر : ديوان الشيخ (( ديوان عقود الجواهر المنضدة الحسان ))
[1] يرقم : الرقم والكتابة : قال تعالى : (( كتاب مرقوم )). وقولهم هو يرقم الماء , أي بلغ من حذقه بالأمور أن يرقم حيث لا يثبت الرقم.
[2] منضد : نضد متاعه ووضع بعضه على بعض وبابه ضرب ومنه قوله تعالى : (( من سجيل منضود )).