السيل العرمرم
الجارف لأكاذيب
مصطفى مبرم
قاله / أبو عمار
ياسر بن علي بن محمد الشريف
رأيت الشعر ملتهبا سخينا *** ولا يرضى محاورة ولينا
ولا يرضى مخاطبتي فماذا *** برب الخلق كنا مفترينا
أراك أراك يا شعري صقيلا *** فماذا قد دهاك من السنينا
فأبدى وجهه وبه اتقاد *** وقال اليوم ننفي الموعدينا
وقال الحرب دائرة رحاها *** على حزب جديد خائنينا
فأظهر صيحة في الكون دوّت *** لماذا الشك والغراء فينا
ففينا سنة المختار تعلو *** وفينا الدين والنهج المبينا
فإن القوم قد جمعوا فئاما *** لنسف معاقل دامت سنينا
تكالبت الذئاب لهدم دار *** فلا والله لا لن نستكينا
فلا والله لا نرضى جمودا *** ولا نرضى نحابي الظالمينا
بغاة ظالمون وما ظلمنا *** ولكنا سنبدأ قاهرينا
فقامت فيهمُ فئة حيارى *** وقاموا بالطعون لنا سخينا
وقام خسيسهم للقذع باد *** وسب إمامَنا يحيى الأمينا
رموا شيخي بظلم واحتقار *** مشابهة لذي فتن غُشينا
فإما أيها الصاحي نِزالا *** وإما أن نكون النازلينا
فقلت بلى لقاء واتقاء *** وإنا سوف نطحنهم طحينا
فإن ديارنا يا شعرُ أعيت *** على حزب قديم أن تلينا
فماذا عندهم إلا هُراء *** وإنا للتحزب قابرونا
فمن ذاك السفيه بلا ارتياب *** ومَن ذاك الجريء به بُلينا
فقال العَضْبُ يا خِلِّي كذوب *** تنكر شيخَنا علما أمينا
فمن ذاك الجهول أيا قصيدي *** لخبث دناءة خان الأمينا
فذاكم مَبرَمٌ والحقد فيه *** على ليثِ السهولة والحزونا
فكم أثنى عليك بلا غلو *** وكم أسدى إليك يدا معينا
ولكن فيكمُ عرق أصيل *** هو النُّكران للعرف الحسينا
فتلك أصولكم زحفا إليكم *** تعانقكم عناق العاشقينا
كذبتَ بلا حياء دون تقوىً *** فأنت اليوم كذاب مَهينا
فتلبس ثوبنا زورا وبهتا *** وتخدعهم شهورا بل سنينا
وكنت مميِّعا في الدين صوتا *** بلحن أو نشيد قد تلينا
فأركان التحزب قد كساكم *** وإن غورا حللتَ ولو دفينا
وعندكمُ لواء الحزب سام *** وتحمله شياطنكم قرونا
فبالإجمال والتفصيل بُهتا *** ألا هات الدليلَ المستبينا
بلى والله زعمكمُ قديم *** نفاق أو قتال أو هجينا
فكبر قد علاكم والتعالي *** فلا تصغوا لقول الناصحينا
وتكثير التموّه والتواصي *** وبتر الحق ديدنكم سنينا
رميتَ دناسة وزعمتَ فحشا *** بأنا للتكثر حاضنونا
وللدهماء والأتباع إفكا *** نخادعهم بأنا الفائزون
ألا أقبِلْ علينا بالرزايا *** فإنا للتميع قاهرونا
تظلمكم إلى الأقطار جمعا *** وخضتم ظهر محتال سفينا
بأنكمُ عفوتم كلَّ شخص *** وأنكمُ حماة المُحْجَرينا
فهذي فرية عادت عليكم *** فكفوا أيها الأوغاد جُونا
فمنهجكم نفاق واتقاء *** خضوعا للأكابر صاغرينا
إذا سنَّت لك الأيام فينا *** فما ترعون حرمتنا هجينا
فذاك كلامكم كذب وزور *** تلقنها لقوم صالحينا
يشقّق حِبره ويقول أنتم *** أكابرنا فهيا فامنعونا
فإن القوم قد قذعوا علينا *** ألا هُبوا عليهم فانصرونا
فلا والله لا نخشى جهادا *** ولا نخشى فئات خاذلينا
ألا أبلغ مشايخكم جميعا *** ومرعيًّا بأنا الحاكمونا
[فإن الضِّغنَ بعد الضِّغنِ يبدو *** عليك ويخرج الداء الدفينا]
ويخرج كل ذي طبع حقير *** وقلبكمُ فؤاد الكاشحينا
فلا خوف من الرحمن يبدو *** ولا تقوى تدافعكم سنينا
فتُب يا مبرم فالسيل جار *** فلا نخشى فنحن الغالبونا
تعليق