بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة
أُسَطِّرُ باسمِ ربي ذي الجلالِ *** قَريضي من رُبا أرض المعالي
رُبا دَمَّاجَ حيث ُ العلم غضٌّ *** مِنَ القرآنِ والسننِ العَوَالي
حَبَاها الله بالخَيراتِ حتى *** غَدَت للسُّنّة المأوى المِثالي
تَجَلّت قُدْرةُ الرّحمنِ فيها *** بِزَرعِ الخيرِ في أرضِ الضَّلالِ
فأخرج َ قلْعةً للعلمِ تَحْوي *** صُنُوفاً مِن عُلُومٍ كالزُّلالِ
فلا تنظر أُخَيَّ بعينِ سُخْطٍ *** لهذا الخيرِ تحْظَى بالسَّفالِ
وكان الوادعيُّ يقولُ قولاً *** يُكَرِّرُهُ مُؤَيَّدُ بالفِعَالِ
فليس بِحَوْلِنا ذا الخيرُ كَلَّا *** ولا بِفَصاحةٍ وكثيرِ مالِ
ولكنَّ الإلهَ أرادَ أمراً *** فأمضاهُ فربِّي ذو الكَمَالِ
ومَنَّ اللهُ بالشيخِ الحَجُورِيْ *** أمِينٌ ناصحٌ للغشِّ قَالِ
يُحَذِّرُ من خِلافِ الحقِّ حتى *** رَمَاهُ كلُّ بِدْعِيْ بالنِّبالِ
فصبراً شيخَنا فالصدقُ مُرٌّ *** ومن رامَ النصيحةَ لا يبالي
ولم يُعْطَ امْرُؤٌ كالصبرِ شيئاً *** وأجرُ الصبرِ حقاً في المآلِ
وبعدُ فأرْعِ سمْعَكَ يا أخانا *** لهذا النصحِ إن النّصحَ غالِ
وكُنْ مُتَجرِّداً للحقِّ واسْألْ *** من المولى ثَبَاتاً كالجِبَالِ
فرَبِّي لايُغيِّرُ ما بقومٍ *** إذا لم يُبْدِلُوا حالاً بِحالِ
فهاأَنذا أُحَذّركُمْ أُمُوراً *** كما السرطانِ تُوذِنُ بالخَبالِ
تُصيبُ مَقاتِلاً للمرْءِ حتى *** تُرِى منهُ كُلاهُ من الهُزالِ
فأصلُ الداءِ مَيْلٌ أو خُلُودٌ*** إلى الدنيا بحجَّةِ بالحَلالِ
وينسى الغُمْرُ قَولاً من نبيٍّ ***"وفِتنةُ أُمّتي أضحتْ بِمالِ"
فلوْ ملَكَ ابنُ آدمَ مِلْ ءَ وادٍ*** من الذهبِ المُكَدَّسِ في القِلالِ
لما استغْنى بهِ فالنفسُ ترجو *** مزيداً فَلْتُكَبَّلَ بالعِقَالِ
فإنْ أعْطيتَ نفسَكَ مُشْتهَاها***غدوتَ فريسَةً رهْنَ الحِبالِ
تُجَرُّ كنعجَةٍ تدْعى لِذبحٍ ***أسيراً للعطايا والنّوالِ
وتشْربُ من مياهِ القومِ كَدْراً ***فتغْرِفُ باليمينِ وبالشمالِ
بُنَيَّاتِ الطريقِ سلَكْتَ منها***درُوباً وارفاتٍ بالظلالِ
وما تدري بأنكَ في غُرُورٍ*** وأنّ الظلَّ آذنَ بارْتِحالِ
حُطامٌ سوف يَفْنى عن قريبٍ***وتَعْقُبُ حسْرةً والكفُّ خالِ
فقُولوها صَرِيحاً قد مَلِلْنا ***وطالَ السيرُ في ظُلَمِ الليالي
ونَعْلمُ أنّ درْبَكمُ قويمٌ ***ونحْسِبُهُ من الطّرُقِ الطِّوالِ
أُخَيَّ تُريدُ أن ترقَى سريعاً ***سَتَهوي ثمّ تُمْنى بالوَبالِ
ستَلْحقُ ركْبَ من ضلُّوا وماعُوا***وتُبْلى بعد عِلْمٍ بالجِدَالِ
أراكَ قبِلْت أفكارَ الحَيَارى *** وما صاغُوهُ من قيلٍ وقالِ
أما لَكَ عِبْرةٌ بِمَصيْرِ قومٍ *** تمَادَوا في الغِوايةِ والضّلالِ
فلا ترْضى بهذا الذُّلِّ يوماً *** لأجلِ دُرَيْهِماتٍ للعيالِ
" تَعفّفْ يا أبا ذرٍّ " حديثٌ *** عن المُخْتارِ صحّ بلا جِدالِ
وكرِّرْ حكْمةً قيلتْ قديماً *** من الأشعارِ صارتْ كالمثالِ
[فَكَمْ دقّتْ وشَقَّتْ واسْترقَّتْ *** فُضُولُ العَيْشِ أعْناقَ الرجالِ]
أبو حاتم الحضرمي
دار الحديث بدماج 20ذو القعدة 1428
قرئت بدار الحديث بدماج في غرة ربيع الآخر 1429
أُسَطِّرُ باسمِ ربي ذي الجلالِ *** قَريضي من رُبا أرض المعالي
رُبا دَمَّاجَ حيث ُ العلم غضٌّ *** مِنَ القرآنِ والسننِ العَوَالي
حَبَاها الله بالخَيراتِ حتى *** غَدَت للسُّنّة المأوى المِثالي
تَجَلّت قُدْرةُ الرّحمنِ فيها *** بِزَرعِ الخيرِ في أرضِ الضَّلالِ
فأخرج َ قلْعةً للعلمِ تَحْوي *** صُنُوفاً مِن عُلُومٍ كالزُّلالِ
فلا تنظر أُخَيَّ بعينِ سُخْطٍ *** لهذا الخيرِ تحْظَى بالسَّفالِ
وكان الوادعيُّ يقولُ قولاً *** يُكَرِّرُهُ مُؤَيَّدُ بالفِعَالِ
فليس بِحَوْلِنا ذا الخيرُ كَلَّا *** ولا بِفَصاحةٍ وكثيرِ مالِ
ولكنَّ الإلهَ أرادَ أمراً *** فأمضاهُ فربِّي ذو الكَمَالِ
ومَنَّ اللهُ بالشيخِ الحَجُورِيْ *** أمِينٌ ناصحٌ للغشِّ قَالِ
يُحَذِّرُ من خِلافِ الحقِّ حتى *** رَمَاهُ كلُّ بِدْعِيْ بالنِّبالِ
فصبراً شيخَنا فالصدقُ مُرٌّ *** ومن رامَ النصيحةَ لا يبالي
ولم يُعْطَ امْرُؤٌ كالصبرِ شيئاً *** وأجرُ الصبرِ حقاً في المآلِ
وبعدُ فأرْعِ سمْعَكَ يا أخانا *** لهذا النصحِ إن النّصحَ غالِ
وكُنْ مُتَجرِّداً للحقِّ واسْألْ *** من المولى ثَبَاتاً كالجِبَالِ
فرَبِّي لايُغيِّرُ ما بقومٍ *** إذا لم يُبْدِلُوا حالاً بِحالِ
فهاأَنذا أُحَذّركُمْ أُمُوراً *** كما السرطانِ تُوذِنُ بالخَبالِ
تُصيبُ مَقاتِلاً للمرْءِ حتى *** تُرِى منهُ كُلاهُ من الهُزالِ
فأصلُ الداءِ مَيْلٌ أو خُلُودٌ*** إلى الدنيا بحجَّةِ بالحَلالِ
وينسى الغُمْرُ قَولاً من نبيٍّ ***"وفِتنةُ أُمّتي أضحتْ بِمالِ"
فلوْ ملَكَ ابنُ آدمَ مِلْ ءَ وادٍ*** من الذهبِ المُكَدَّسِ في القِلالِ
لما استغْنى بهِ فالنفسُ ترجو *** مزيداً فَلْتُكَبَّلَ بالعِقَالِ
فإنْ أعْطيتَ نفسَكَ مُشْتهَاها***غدوتَ فريسَةً رهْنَ الحِبالِ
تُجَرُّ كنعجَةٍ تدْعى لِذبحٍ ***أسيراً للعطايا والنّوالِ
وتشْربُ من مياهِ القومِ كَدْراً ***فتغْرِفُ باليمينِ وبالشمالِ
بُنَيَّاتِ الطريقِ سلَكْتَ منها***درُوباً وارفاتٍ بالظلالِ
وما تدري بأنكَ في غُرُورٍ*** وأنّ الظلَّ آذنَ بارْتِحالِ
حُطامٌ سوف يَفْنى عن قريبٍ***وتَعْقُبُ حسْرةً والكفُّ خالِ
فقُولوها صَرِيحاً قد مَلِلْنا ***وطالَ السيرُ في ظُلَمِ الليالي
ونَعْلمُ أنّ درْبَكمُ قويمٌ ***ونحْسِبُهُ من الطّرُقِ الطِّوالِ
أُخَيَّ تُريدُ أن ترقَى سريعاً ***سَتَهوي ثمّ تُمْنى بالوَبالِ
ستَلْحقُ ركْبَ من ضلُّوا وماعُوا***وتُبْلى بعد عِلْمٍ بالجِدَالِ
أراكَ قبِلْت أفكارَ الحَيَارى *** وما صاغُوهُ من قيلٍ وقالِ
أما لَكَ عِبْرةٌ بِمَصيْرِ قومٍ *** تمَادَوا في الغِوايةِ والضّلالِ
فلا ترْضى بهذا الذُّلِّ يوماً *** لأجلِ دُرَيْهِماتٍ للعيالِ
" تَعفّفْ يا أبا ذرٍّ " حديثٌ *** عن المُخْتارِ صحّ بلا جِدالِ
وكرِّرْ حكْمةً قيلتْ قديماً *** من الأشعارِ صارتْ كالمثالِ
[فَكَمْ دقّتْ وشَقَّتْ واسْترقَّتْ *** فُضُولُ العَيْشِ أعْناقَ الرجالِ]
أبو حاتم الحضرمي
دار الحديث بدماج 20ذو القعدة 1428
قرئت بدار الحديث بدماج في غرة ربيع الآخر 1429