إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية للشيخ حافظ حكمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية للشيخ حافظ حكمي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية للشيخ حافظ حكمي
    نبذة عن المنظومة :من أهم قصائد حافظ الحكمي الشعرية التي أنشأها في الوصايا والآداب العلمية ، وهي طويلة جداً ،يصف فيها العلم ومنزلته ويرغب في العلم ، ويحض طالبه على الحرص عليه ، والسعي قدر المستطاع لنيل أكبر قسط منه ، وعدم الرضا بغيره عوضاً عنه ، فمن حصل عليه فقد ظفر . ويوصي طلبة العلم بمساعدة غيرهم في تحصيله وتقريب مباحثه ، ويشير عليهم قبل ذلك كله بأن يخلصوا نياتهم - في طلبه - لوجه الله الكريم. وهي من أروع ما كتب في الوصايا والآداب العلمية.
    المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية
    للشيخ حافظ الحكمي

    الحَمْـدُ للهِ ربِّ العالمـينَ عَلى * * * آلائه وهْـوَ أهـلُ الحَمْـدِ والنِّعَـمِ
    ذي الملكِ والملكوتِ الواحِدِ الصمَدِالـ * * * بَـرِّ المهيْمِنِ مُبـدِي الخلْـقِ مِنعَدَمِ

    مَنْ عَلَّمَ الناسَ ما لا يعْلمونَ وبِالْـ * * * بَيـانِ أنْطَقَهُـمْ والخَـطِّ بالقَلَـمِ
    ثمَّ الصلاةُ على المُخْتارِ أكرَمِ مَبْـ * * * عُـوثٍ بِخيْرِ هُدًى فـي أفضَلِ الأُمَمِ

    والآلِ والصَّحْبِ والأتْباع قاطِبَةً * * * والتـابِعـينَ بإحْسـانٍ لِنَهْجِهِـمِ
    ما لاحَ نَجْمٌ وما شمسُ الضُّحى طَلَعَتْ * * * وعـَدُّ أنْفاسِ ما فـي الكوْنِ مِن نَسَمِ
    وبَعْدُ مَنْ يُرِدِ اللهُ العظيمُ بِهِ * * * خيـْرًا يُفَقِّهـهُ فِـي دِينهِ القِيَمِ
    وحَثَّ ربِّي وحَضَّ المؤمنينَ عَلى * * * تَفَقُّهِ الـدِّينِ مـعْ إنْـذارِ قَوْمِهِمِ

    وامْتَنَّ رَبِّي عَلى كلِّ العِبادِ وكُلـ * * * ـل الرُّسْـلِ بالعِلْمِ فاذْكُـرْ أكْبَرَ النِّعَمِ
    يَكفِيكَ في ذاكَ أُولَى سُورَةٍ نَزَلَتْ * * * عَلـى نَبِيِّـكَ أعْني سورَة القَلَمِ
    كذاكَ فِي عِدَّةِ الآلاءِ قدَّمَهُ * * * ذِكْـرًا وقَـدَّمَهُ في سُورَةِ النَّعَمِ
    ومَيَّزَ اللهُ حَتى في الجوارِحِ مَا * * * مِنْهـا يُعلـمُ عنْ باغٍ ومُغْتَشِمِ

    وذمَّ ربِّي تعالَى الجاهِلِينَ بِهِ * * * أشَـدَّ ذمٍّ فَهُـم أدْنى مِنَ البُهمِ
    وليْسَ غِبْطَةٌ اْلا في اثْنَتَيْنِ هُما الْـ * * * إحْسانُ فـي المالِ أو في العِلْمِ والحكمِ
    ومِنْ صِفاتِ أُولِي الإيمانِ نَهْمَتُهُمْ * * * فِـي العِلْمِ حتى اللَّقَى غِبْط بِذِي النَّهَمِ
    العِلْمُ أغْلَى وأحْلى ما لَهُ اسْتَمَعَتْ * * * أذْنٌ وأعْـرَبَ عنهُ ناطِقٌ بِفَمِ

    العِلْمُ غايَتُهُ القُصْوَى ورُتْبَتُهُ الْـ * * * عَلْياءُ فاسْعَـوا إليهِ يَا أُولِي الهِمَمِ
    العِلْمُ أشْرَفُ مَطْلوبٍ وَطالِبُهُ * * * للهِ أكْـرَمُ مَن يَمْشِي عَلى قَدَمِ
    العِلْمُ نورٌ مُبِينٌ يَسْتَضِيءُ بِهِ * * * أهْـلُ السَّعادَةِ والجُهَّالُ فِي الظُّلَمِ
    الْعِلْمُ أعْلَى حَياةٍ للعِبادِ كَما * * * أهْـلُ الجَهالَةِ أمْـواتٌ بِجَهْلِهِمِ

    لا سَمْع لا عَقْل بل لا يُبْصِرونَ وفِي السْـ * * * سَعِيرِ مُعْتَـرِفٌ كُلٌّ بِـذَنْبِهِمِ
    فالجَهْلُ أَصْـلُ ضَلَالِ الخَلْقِ قاطِبَةً * * * وأصْلُ شَقْوَتِهِمْ طُرًّا وظُلْمِهِمِ
    والعِلْمُ أصْـلُ هُداهُمْ مَعْ سَعادَتِهِمْ * * * فلا يَضِلُّ ولا يَشْقى ذَوُو الْحِكَمِ
    والخَوفُ بالجهْلِ والحُـزْنُ الطويلُ بِهِ * * * وعَن أُولِي العِلْمِ مَنْفِيَّانِ فَاعْتَصِمِ

    العِلْمُ واللهِ مِيراثُ النُّبُوَّةِ لا * * * ميراثَ يُشْبِهُه ُ طـوبَى لِمُقْتَسِمِ
    لأنَّهُ إرْثُ حَـقٍّ دائِـم أبَدًا * * * وما سِـواهُ إلـى الإِفْنَاءِ والعَدَمِ
    ومنْه إرْثُ سُليْمانَ النُّبُوَّة والْـ * * * فَضْـل المُبِـين فمَا أوْلاهُ بِالنِّعَمِ
    كذَا دَعا زكريا ربَّهُ بِوَلِي * * * الآلِخَـوفَ المـوالِي مِن وَرائِهِمِ

    العِلْمُ مِيـزانُ شَرْعِ اللهِ حيثُ بِهِ * * * قِـوامُهُ وبِـدُونِ العِلْـمِ لَمْ يَقُمِ
    وكُلَّما ذُكِرَ السُّلطانُ في حُجَجٍ * * * فالعِلْمُ لا سُلْطَةُ الأيْـدِي لَمُحْتَكِمِ
    فسُلطَة اليَـدِ بالأبْدانِ قاصِرَةٌ * * * تَكونُ بالعَـدْل ِ أوْ بالظُّلْمِ والغَشَمِ
    وسُلْطَةُ العِلْـمِ تَنْقادُ القُلوبُ لَها * * * إلَى الهُـدَى وإلَى مَرْضاةِ رَبِّهِمِ

    ويَـذْهَبُ الدِّينُ والدُّنْيا إذَا ذَهَبَ الْـ * * * عِلْـمُ الّـذِي فيهِ مَنْجاةٌ لِمُعْتَصِمِ
    العِلْمُ يـا صَاحِ يَسْتَغْفِرْ لِصاحِبِهِ * * * أهـلُ السّماوَاتِ والأرْضِينَ مِنْ لَمَمِ
    كَذَاكَ تَسْتَغِفِرُ الحْيتانُ فـي لُجَجٍ * * * مِـن البِحارِ لَه فِي الضَّوْءِ والظُّلَمِ
    وخارِجٍ فِـي طِلابِ العِلمِ مُحْتَسِبًا * * * مُجاهِـدٌ فـي سَبيلِ الله أيُّ كَمِي

    وإنَّ أجْنِحَةَ الأمْـلاكِ تَبْسِطُها * * * لِطالِبِيهِ رضًا مِنْهُـمْ بصُنْعِهِمِ
    والسَّالِكونَ طريقَ العِلْمِ يَسْلُكُهُمْ * * * إلَـى الجِنانِ طريقًا بارئُ النَّسَمِ
    والسَّامِعُ العِلْمَ والـوَاعِي ِيَحْفَظَهُ * * * مُـؤَدِّيًا ناشِرًا إيَّاهُ في الأمَمِ
    فيَا نَضَارَتَهُ إذْ كـاَنَ مُتَّصِفًا * * * بِـذا بِدَعْوَةِ خَيـْرِ الخَلْقِ كُلِّهِمِ

    كَفاكَ فِي فَضْلِ أهْلِ العِلْمِ أنْ رُفِعُوا * * * مِـنْ أجْلِهِ دَرَجاتٍ فوْقَ غَيْرِهِمِ
    وكانَ فضْلُ أبِينَا فِي القَدِيمِ عَلىالْـ * * * أمْـلاكِ بالعِلْمِ مِن تَعْلِيمِ رَبِّهِمِ
    كذاكَ يوسُفُ لَمْ تَظْهَرْ فَضِيلَتُهُ * * * لِلعالَمينَ بِغَيْـرِ العِلْمِ والْحِكَمِ
    وما اتِّباعُ كَليمِ اللهِ لِلْخَضِرِ الْـ * * * مَعْـروفِ إلا لعِلْمٍ عَنْهُ مُنْبَهِمِ

    مَعْ فَضْلِهِ بِرِسالاتِ الإلَهِ لَهُ * * * وَمَـوْعِـدٍ وسَماعٍ مِنْهُ لِلْكَلِمِ
    وقَدَّمَ المصْطفى بالعِلْمِ حامِلَهُ * * * أعْظِمْ بِذلِكَ تَقْدِيمًا لِذِي قِـدَمِ
    كفَاهُمُو أنْ غَدَوْا لِلْوَحْيِ أوْعِيَةً * * * وأضْحَتِ الآيُ مِنْهُ فِـي صُدورِهِمِ
    وخصَّهُمْ ربُّنـا بَصَرًا بِخَشْيَتِهِ * * * وعَقْلُ أمْثالِهِ فِـي أصْدَقِ الكَلِمِ

    ومَعْ شَهادَتِهِ جاءَتْ شَهادَتُهُمْ * * * حَيْثُ اسْتَجابُوا وأهْلُ الجَهْلِ في صَمَمِ
    ويَشْهدُونَ عَلى أهْلِ الجَهالَةِ بالْـ * * * مَوْلَى إذا اجتَمَعُوا فِي يَوْمِ حَشْرِهِمِ
    والعَالِمُونَ عَلى العُبَّادِ فَضْلُهُمُو * * * كالبَدْرِ فَضْلا عَلى الدُّرِّيِّ فَاغْتَنِمِ
    وعَالِمٌ مِنْ أُولِي التّقْوَى أشدُّ عَلى الـ * * * شيْطانِ مِنْ ألْف عُبَّادٍ بِجَمْعِهِمِ

    ومَوْتُ قَوْمٍ كَثِيرُو الْعَدِّ أيْسَرُ مِنْ * * * حَبْـرٍ يَموتُ مُصَابٌ واسِعُ الألَمِ
    كَمَا مَنافِعُهُ فِي العالَمِ اتَّسَعَتْ * * * وَلِلشّيَاطِينِ أفْـراحٌ بِمَوْتِهِمِ
    تَاللهِ لَوْ عَلِمُـوا شَيْئًا لَمَا فَرِحُوا * * * لأنَّ ذَلِكَ مِـن أعْـلامِ حَتْفِهِـمِ
    همُ الرُّجُومُ بِحَقٍّ كُلَّ مُسْتَرِقٍ * * * سَمْعًا كَشُهْبِ السَّمَا أعْظِمْ بِشُهْبِهِمِ

    لأنَّهَا لِكِـلا الجِنْسَيْنِ صائِبَةٌ * * * شيطانِ إنْسٍ وجِـنٍّ دونَ بَعْضِهِمِ
    هُمُ الهُداةُ إلى أهْدَى السَّبيلِ وأهْـ * * * لُ الجَهْلِ عنْ هَدْيِهِمْ ضَلُّوا لِجَهْلِهِمِ
    وفَضْلُهُمْ جاءَ في نصِّ الكِتابِ وفِي الْـ * * * حَديثِ أشْهَـرُ مِنْ نار ٍ عَلى عَلَمِ



    نبذة في وصية طالب العلم

    يا طالِبَ العِلمِ لا تَبْغِي به بَـدَلاً * * * فقَـدْ ظَفـرْتَ ورَبِّ اللَّوْحِ والْقَلَمِ
    وقَدِّسِ العِلمَ واعْـرِفْ قَدْرَ حُرْمَتِهِ * * * فِـي القَـوْلِ والفِعْلِ والآدابَ فَالْتَزِمِ
    واجْهَـدْ بِعَزْمٍ قَـوِيٍّ لا انْثِنَاءَ لَهُ * * * لَـوْ يَعْلَـمُ الْمَـرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ يَنَمِ
    والنُّصْحُ فابْـذُلْهُ لِلطُّلابِ مُحْتَسِبًا * * * فـي السّـِرِّ والْجَهْرِ والأُسْتاذَ فَاحْتَرِمِ

    ومَرْحَبًا قُلْ لِمَـنْ يَأتِيكَ يَطْلُبُهُ * * * وفِيهِمِ احْفَـظْ وَصايَا الْمُصْطَفَى هِمِ
    والنِّيَّةَ اجْعَلْ لِـوَجْهِ اللهِ خالصَةً * * * إنَّ البِناءَ بـدونِ الأصْلِ لَمْ يَقُمِ
    ومَن يَكُنْ لِيَقُـولَ الناسُ يَطْلُبُهُ * * * أخْسِـرْ بِصَفْقَتِهِ فِي مَوْقِفِ النَّدَمِ
    ومَنْ به يَبْتَغِي الدُّنْيا فَلَيْسَ بِهِ * * * يَـومَ القِيامَةِ مِـن حَظٍّ ولا قَسَمِ

    كَفَى بِهِ فِي شورَى وهُودٍ وفِي الْـ * * * إسْـراءِ مَوْعِظَـةً لِلحَـاذِقِ الفَهِمِ
    إيَّاكَ واحْذَرْ مُمارَاةَ السَّفِيهِ بِهِ * * * كَـذا مُباهاةَ أهْـلِ العِلْمِ لا تَرُمِ
    فإنَّ أبْغَضَ كلِّ الخَلْـقِ أجْمَعِهِمْ * * * إلـى الإلَهِ ألَـدُّ الناسِ فِي الخِصَمِ
    والعُجْبَ فاحْذَرْهُ إنَّ العُجْبَ مُجْتَرِفٌ * * * أعْمـالَ صاحِبِهِ فـي سَيْلِهِ العَـرِمِ
    وبِالْمُهِمِّ الْمُهِمِّ ابْـدَأْ لِتُدْرِكَهُ * * * وَقَـدِّمِ النَّـصَّ والآرَاءَ فَاتَّهِـمِ

    قَدِّمْ وُجوبًا عُلـومَ الدِّينِ إنَّ بِـها * * * يَبِينُ نَهجُ الهُـدَى مـِن مُوجِبِ النِّقَمِ
    وكلُّ كَسْـرِ الفَتَى فالدِّينُ جابِرُهُ * * * وَالكَسْـرُ فِي الدِّينِ صَعْبٌ غَيْرُ مُلْتَئِمِ
    دَعْ عَنْكَ ما قالَهُ العَصْرِيُّ مُنْتَحِلاً * * * وبالعَتِيـقِ تَمَسَّـكْ قـطُّ واعْتَصِمِ
    ما العِلْـمُ إلا كِتابُ اللهِ أو أثَرٌ * * * يَجْلـو بِنُـورِ هُـداهُ كلّ ُ مُنْبَهِمِ
    مَا ثَمَّ عِلْمٌ سِوى الوَحْيِ المُبينِ ومَا * * * مِنْهُ اسْتُمِـدَّ ألا طُـوبَى لِمُغْتَنِـمِ

    والكَتْمُ لِلعِلْمِ فاحْـذَرْ إنَّ كاتِمَهُ * * * فِـي لَعْنَـةِ الله ِ والأقْـوامِ كلِّهِـمِ
    ومِن عُقوبَتِهِ أنْ فِـي الْمَعادِ لَهُ * * * مِـنَ الجَحيمِ لِجَامًا لَيْـسَ كَاللُّجُمِ
    وصائِنُ العِلْـمِ عمَّنْ لَيْسَ يَحْمِلُهُ * * * مـا ذا بِكِتْمانِ بـلْ صَـوْنٌ فَلا تَلُمِ
    وإنَّمَا الكَتْمُ مَنْـعُ العِلْمِ طالِبَهُ * * * مِـن مُسْتَحِقٍّ لَهُ فَافْهَمْ ولا تَهِمِ

    وأتْبِعِ العِلـمَ بالأعْمالِ وادْعُ إلَى * * * سَبيـلِ ربِّكَ بالتِّبْيانِ والْحِكَمِ
    واصْبِـرْ عَلى لاحِقٍ مِنْ فِتْنَةٍ وأذَىً * * * فِيهِ وفِي الرُّسْلِ ذكرى فاقْتَدِهْ بِهِمِ
    لَواحِدٌ بِكَ يَهْـدِيهِ الإلَهُ كذَا * * * خَيْـرٌ غَـدًا لكَ مِنْ حُمْرٍ مِن النَّعَمِ
    واسْلُكْ سَواءَ الصِّراطِ المسْتَقِيمِ ولا * * * تَعْـدِلْ وقُـلْ ربِّيَ الرحمْنُ واسْتَقِمِ



    الوصية بكتاب الله عز وجل

    وَبَالتَّدَبُّرِ والتّـرتِيلِ فَاتْلُ كِتا * * * بَ اللهِ لاسِيَّما فـي حُِنْدُسِ الظُّلَمِ
    حَكِّمْ بَراهِينَهُ واعْمَـلْ بِمُحْكَمِهِ * * * حِلًّا وحَظْـرًا ومَا قدْ حَدَّهُ أقِمِ
    واطْلُبْ مَعانِيهِ بالنَّقْلِ الصّريحِ ولا * * * تَخُضْ بِرَأيِكَ واحْـذَرْ بَطْشَ مُنْتَقِمِ
    فمَا عَلِمْتَ بِمَحْضِ النَّقْلِ مِنْهُ فَقُلْ * * * وَكِـلْ إلَى اللهِ مَعْنى كلِّ مُنْبَهِمِ

    ثُمّ الْمِرَا فيه كُفْـرٌ فاحْذَرَنْهُ ولا * * * يَسْتَهْـوِيَنَّكَ أقـوامٌ ِزَيْغِهِمِ
    وعنْ مَناهِيهِ كُنْ يا صاحِ مُنْزَجِرًا * * * والأمْـرُ منهُ بلا تِردادِ فالْتَزِمِ
    وما تَشابَهَ فَـوِّضْ لِلإلهَ وَلا * * * تَخُضْ فَخَوْضُكَ فيه مُوجِبُ النِّقَمِ
    ولا تُطِعْ قولَ ذي زيْغٍ يُزَخْرِفُهُ * * * مِنْ كُلِّ مُبْتَـدِعٍ في الدين مُتَّهَمِ

    حَيْرانَ ضلَّ عنِ الحقِّ الْمُبينِ فلا * * * يَنْفَكُّ مُنْحَـرِفًا مُعْوَجَّ لَمْ يَقُمِ
    هُوَ الكِتابُ الذي مَن قامَ يَقْرَؤُهُ * * * كَأنَّما خاطَبَ الـرَّحْمَنَ بالكَلِمِ
    هُوَ الصِّراطُ هُو الْحَبْلُ الْمَتِينُ هُوَ الْـ * * * ميزانُ والعُرْوَةُ الوُثْقَى لَمُعْتَصِمِ
    هُو البَيانُ هُو الذِّكْرُ الْحَكِيمُ هُوَ التْـ * * * َتَفْصِيلُ فاقْنَعْ بِهِ فِي كُلِّ مُنْبَهِمِ

    هُو البَصائِرُ والذكرَى لِمُدَّكِرٍ * * * هو الْمواعِظُ والبُشْرى لِغَيرِ عَمِي
    هُو الْمُنَزَّلُ نُورًا بَيِّنًا وهُدًى * * * وهو الشِّفاءُ لِما فِي القَلْبِ مِن سَقَمِ
    لَكَنَّهُ لِأُولِي الإيمانِ إذْ عَمِلُوا * * * بِما أتَى فِيه مِـنْ عِلْمٍ ومِنْ حِكَمِ
    أمَّا عَلى مَن تَوَلّى عنه فهو عَمًى * * * لِكَوْنِهِ عَنْ هُـداهُ الْمُسْتَنيرِ عُمِي

    فمَنْ يُقِمْهُ يَكُنْ يَومَ الْمَعادِ لَهُ * * * خَيرَ الإِمامِ إلَى الفِرْدَوسِ والنِّعَمِ
    كمَا يَسُوقُ أولِي الإِعْراضِ عنهُ إلَى * * * دارِ الْمَقامِعِ والأَنْكالِ والألَمِ
    وقَدْ أتَى النصُّ في الطُّولَيْنِ أنَّهُما * * * ظِلٌّ لِتالِيهِما فِي مَوْقِفِ الغَمَمِ
    وأنَّه فِـي غَدٍ يَأتِي لِصاحِبِهِ * * * مُبَشِّرًا وحَجِيجًا عَنْهُ إنْ يَقُمِ

    والْمُلْكَ والْخُلْدَ يُعْطِيهِ ويُلْبِسُهُ * * * تاجَ الوَقارِ الإِلهُ الْحَقُّ ذو الكَرَمِ
    يُقالُ إِقْرَأْ ورَتِّلْ وارْقَ فِي غُرَفِ الْـ * * * جَناتِ كيْ تَنْتَهِي لِلْمَنْزِلِ النَّعِمِ
    وحُلَّتانِ مِن الفِرْدَوسِ قَدْ كُسِيَتْ * * * لِوالِدَيْهِ لَها الأكْوانُ لَمْ تَقُمِ
    قالَا بِمـاذا كُسِيناهَا فقيلَ بِما * * * أقْرَأْتُمَا ابْنَكُما فاشْكُرْ لِذِي النِّعَمِ

    كَفَى وحَسْبُكَ بالقُرْآنِ مُعْجِزَةً * * * دامَتْ لَدَيْنَا دوامًا غيْرَ مُنْصَرِمِ
    لَمْ يَعْتَرِهْ قطُّ تَبْدِيلٌ ولا غِيَرٌ * * * وَجَلَّ فِي كَثْرَةِ التَّرْدادِ عنْ سَأَمِ
    مُهَيْمِنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذِي عِوَجٍ * * * مُصَدِّقًا جاءَ فِي التَّنْزِيلِ فِي القِدَمِ
    فيهِ التفاصِيلُ للأحْكامِ مَعْ نَبَأٍ * * * عمَّا سَيأتِي وعنْ ماضٍ مِن الأمَمِ
    فانْظُرْ قَوارِعَ آياتِ الْمَعادِ بِهِ * * * وانْظُرْ لِما قَصَّ عَنْ عادٍ وعنْ إرَمِ

    وانْظُرْ بهِ شَرْحَ أحْكامِ الشَّريعَةِ هلْ * * * تَرى بِها مِن عَويصٍ غَيرِ مُنْفَصِمِ
    أمْ مِن صَلاحٍ ولَمْ يَهْدِ الأنامَ لَهُ * * * أمْ بابُ هُلْكٍ ولَمْ يَزْجُرْ ولَمْ يَلُمِ
    أمْ كانَ يُغْنِي نَقِيرًا عن هِدايَتِهِ * * * جَميعُ ما عندَ أهلِ الأرضِ مِنْ نُظُمِ
    أخبارُهُ عِظَةٌ أمثالُهُ عِبَرٌ * * * وكُلُّهُ عَجَبٌ سُحْقًا لِذِي صَمَمِ

    لَمْ تَلْبَثِ الْجِنُّ إذْ أصْغَتْ لتَسْمَعَهُ * * * إذ بادَرُوا نُذُرًا مِنْهم لِقَوْمِهِمِ
    اللهُ أكْبَرُ ما قدْ حازَ مِن عِبَرٍ * * * ومِـن بَيانٍ وإعْجازٍ ومِن حِكَمِ
    واللهُ أكْبَرُ إذْ أعْيَتْ بلاغَتُهُ * * * وحُسْنُ تَرْكِيبِهِ للعُرْبِ والعَجَمِ
    كمْ مُلْحِدٍ رامَ أن يُبْدِي مُعارَضَةً * * * فعَادَ بالذُّلِّ والْخُسْرانِ والرَّغَمِ
    هيْهاتَ بُعْدًا لِما رامُوا وما قَصَدُوا * * * وما تَمَنَّوْا لَقَـدْ بَاؤُوا بِذُلِّهِمِ

    خابَتْ أمانِيهِمْ شاهَتْ وُجُوهُهُمُ * * * زَاغَتْ قُلوبُهُمُ عنْ هَدْيِهِ القِيَمِ
    كَمْ قَدْ تَحدَّى قريشًا في القديمِ وهُمْ * * * أهلُ البـلاغةِ بينَ الخَلْقِ كُلِّهِمِ
    بِمِثْلِهِ وبِعَشْرٍ ثمَّ واحدةٍ * * * فلَمْ يَرُومُوهُ إذْ ذا الأمرُ لَمْ يُرَمِ
    الجنُّ والإنسُ لم يأتوا لَوِ اجْتمعوا * * * بِمِثْلِهِ ولَـوِ انْضَمُّوا لِمِثْلِهِمِ

    أنَّى وكيْفَ وربُّ العَرْشِ قائِلُهُ * * * سبْحانَهُ جلَّ عنْ شِبْهٍ له وسَمِي
    مَا كان خَلْقًا ولا فَيْضًا تَصَوَّرَهُ * * * نَبِيُّنا لا ولا تَعبيرَ ذِي نَسَمِ
    بلْ قالَهُ ربُّنا قوْلا وأنْزَلَهُ * * * وَحْيًا عَلى قلْبِهِ الْمُسْتَيْقِظِ الفَهِمِ
    واللهُ يَشْهَدُ والأملاكُ شاهِدَةٌ * * * والرُّسْلُ معْ مُؤْمِنِي العُرْبَانِ والعَجَمِ


    الوصية بالسنة

    ارْوِ الْحَدِيثَ ولازِم أهْلَهُ فهُمُ الْنَّـ * * * ـاجُونَ نَصًّا صريحًا للرّسولِ نُمِي
    سامِتْ مَنابِرَهُمْ واحْمِلْ محابِرَهُمْ * * * والْزَمْ أكابِرَهُم في كلِّ مُزْدَحَمِ
    اسْلُكْ مَنارَهُمُو والْزَمْ شِعارَهُمُ * * * واحْطُطُ رَحْالَكَ إنْ تَنْزِلْ بِسُوحِهِمِ
    همُ العُدولُ لِحَمْلِ العِلمِ كَيْفَ وَهُمْ * * * أُولُو المكارِمِ والأخْلاقِ والشِّيَمِ

    همُ الأفاضِلُ حازُوا خَيْرَ مَنْقَبَةٍ * * * همُ الأُولَى بِهمُ الدِّينُ الْحَنيفُ حُمِي
    همُ الْجهابِذَةُ الأعْلامُ تعرِفُهُمْ * * * بينَ الأنامِ بِسيمَاهُمْ وَوَسْمِهِمِ
    همْ ناصِرُو الدِّينِ والْحامُونَ حَوْزَتَهُ * * * مِنَ العَدُوِّ بِجيشٍ غيرِ مُنْهَزِمِ
    همُ البُدورُ ولكنْ لا أُفُولَ لَهُمْ * * * بلِ الشُّموسُ وقد فاقُوا بِنُورِهِمِ

    لَهُمْ مَقامٌ رَفيعٌ ليْسَ يُدْرِكُهُ * * * مِنَ العِبادِ سِوَى السَّاعِي كَسَعْيِهِمِ
    أبْلِغْ بِحُجَّتِهِمْ أرْجِحْ بِكِفَّتِهِمْ * * * في الفَضْلِ إنْ قِسْتَهُمْ وَزْنًا بِغَيْرِهِمِ
    كفاهُمُو شَرَفًا أنْ أصبحُوا خَلَفًا * * * لسَيِّدِ الحُنَفَا في دينِهِ القِيَمِ
    يُحْيُونَ سُنَّتَهُ مِنْ بَعْدِهِ فَلَهُمْ * * * أوْلَى بهِ مِنْ جَميعِ الخَلْقِ كُلِّهِمِ

    يَرْوُونَ عنهُ أحادِيثَ الشريعةِ لا * * * يَأْلُونَ حِفْظًا لَها بالصَّدْرِ والقَلَمِ
    يَنْفُونَ عنها انْتِحَالَ الْمُبْطِلينَ وتَحْـ * * * ـريفَ الغُلاةِ وتَأْويلَ الغَوِيْ اللَّئِمِ
    أدَّوا مَقالَتَهُ نُصْحًا لأمَّتِهِ * * * صانَوْا رِوايَتَها عنْ كُلِّ مُتَّهَمِ
    لَمْ يُلْهِهِمْ قطُّ مِن مالٍ ولا خَوَلٍ * * * ولا ابْتِياعٍ ولا حَرْثٍ ولا نَعَمِ

    هَذا هُو الْمَجدُ لا مُلْكٌ ولا نَسَبٌ * * * كَلَّا ولا الْجمعُ لِلأموالِ والْخَدَمِ
    فكُلُّ مَجْدٍ وَضِيعٍ عِند مَجْدِهِمُ * * * وكلُّ مُلْكٍ فَخُدَّامٌ لِمُلْكِهِمِ
    والأمْنُ والنُّورُ والفَوْزُ العظيمُ لَهُمْ * * * يَوْمَ القِيامَةِ والبُشرَى لِحِزْبِهِمِ
    فإنْ أرَدْتَ رُقِيًّا نَحوَ رُتْبَتِهِمِ * * * ورُمْتَ مَجْدًا رفِيعًا مِثْلَ مَجْدِهِمِ

    فاعْمَدْ إلَى سُلَّمِ التقوَى الذِي نَصَبُوا * * * واصْعَدْ بِعَزْمٍٍ وَجُدَّ مِثْلَ جِدِّهِمِ
    واعْكُفْ عَلى السُّنَّةِ الْمُثْلى كَما عَكَفُوا * * * حِفْظًا معَ الكَشْفِ عن تَفْسِيرِها وَدُمِ
    واقْرَأْ كِتابًا يُفِيدُ الاصْطِلاحُ بِهِ * * * تَدْرِي الصَّحيحَ مِن الموْصوفِ بالسَّقَمِ
    فهْيَ الْمَحَجَّةُ فاسْلُكْ غيرَ مُنْحَرِفٍ * * * وهيَ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحاءُ فاعْتَصِمِ

    وَحْيٌ مِنَ اللهِ كالقُرْآنِ شاهِدُهُ * * * في سورةِ النَّجْمِ فاحْفَظْه ولا تَهِمِ
    خيرُ الكلامِ ومِنْ خيرِ الأنامِ بَدَا * * * مِن خيرِ قَلْبٍ بهِ قدْ فاهَ خيرُ فمِ
    وهيَ البيانُ لأسْرارِ الكتابِ فبِالْـ * * * إعْراضِ عنْ حُكْمِها كُنْ غَيرَ مُتَّسِمِ
    حَكِّمْ نَبِيَّكَ وانْقَدْ وارْضَ سُنَّتَهُ * * * مَعَ اليَقينِ وحَوْلَ الشَّكِّ لا تَحُمِ

    واعْضُضْ عَلَيها وجانِبْ كلَّ مُحْدَثَةٍ * * * وقُلْ لِذِي بِدْعَةٍ يَدْعُوكَ لا نَعَمِ
    فمَا لِذِي ريبَةٍ في نفسِهِ حَرَجٌ * * * مِمَّا قَضَى قطُّ في الأَيْمانِ مِنْ قَسَمِ
    (فَلا وَرَبِّكَ ) أقْوَى زاجِرًا لأُوْلِي الْـ * * * ألْبابِ والْمُلْحِدُ الزِّنْدِيقُ في صَمَمِ



    في الفرائض والآلة والتحذير من العلوم المبتدعة



    وبالفرائضِ نصف العِلْمِ فَاعْنَ كَما * * * أوْصَى الإلهُ وخيرُ الرسْلِ كُلِّهِمِ
    مِن فضْلِها أن تَوَلَّى اللهُ قِسْمَتَها * * * ولَمْ يَكِلْها إلى عُرْبٍ ولا عَجَمِ
    (يُوصيكُمُ اللهُ) مِنْ بَعْدِها اتَّصَلَتْ * * * وفي الكَلالَةِ أُخْرَى فَادْنُ واغْتَنِمِ
    وخُذْ إذا شِئتَ ما قدْ تَستَعِينُ بِهِ * * * مـِنْ آلةٍ تَلْفَها حَلًّا لمُنْبَهِمِ

    كالنَّحْوِ والصَّرْفِ والتّجْويدِ معْ لُغَةٍ * * * يُدْرَى بِها حَلَّ ما يَخْفى مِنَ الكَلِمِ
    واحْذَرْ قوانينَ أرْبابِ الكَلامِ فمَا * * * بِها مِنَ العِلْمِ غيرُ الشَّكِّ والتُّهَمِ
    قامُوسُ فَلْسَفَةٍ مِفْتاحُ زنْدَقَةٍ * * * كمْ منْ مُلِمٍّ بهِ قدْ باءَ بالنَّدَمِ
    رامُوا بِها عَزْلَ حُكْمِ اللهِ واقْتَرَحُوا * * * لِلْحَقِّ رَدًّا وإنْقاذًا لِحُكْمِهِمِ

    يَرَوْكَ إنْ تَزِنِ الوَحْيَيْنِ مُجْتَرِئًا * * * عَليهما بِعُقُولِ الْمُغْفلِ العَجَمِ
    وأنْ تُحَكِّمَها فِي كُلِّ مُشْتَجَرٍ * * * إذْ لَيْسَ فِي الوَحْيِ مِن حُكْمٍ لِمُحْتَكِمِ
    أمّا الكِتابُ فحَرِّفْ عَنْ مَواضِعِهِ * * * إذْ ليْسَ يُعْجِزُكَ التَّحْريف لِلْكَلِمِ
    كذا الأحادِيثُ آحادٌ وليْس بِها * * * بُرْهانُ حقٍّ ولا فصْلٌ لِمُخْتَصِمِ

    وقَدْ أبَى اللهُ إلا نَصْرَ ما خَذَلُوا * * * وكَسْرَ ما نَصَرُوا مِنْهُمْ عَلى رَغَمِ
    كَذا الكَهانَةُ والتَّنْجِيمُ إنَّهُمَا * * * كُفْرانِ قَدْ عَبَثَا بالناسِ مِنْ قِدَمِ
    إسنادُهَا حِزْبُ إبْليسَ اللَّعينِ كَمَا * * * مُتُونُها أكْذَبُ الْمَنْقولِ مِنْ كَلِمِ
    مَا لِلتُّرابِ وما لِلْغَيْبِ يُدْرِكُهُ * * * مَا لِلتَّصَرُّفِ والمخْلوقُ مِنْ عَدَمِ

    لوْ كانتِ الْجِنُّ تَدْرِي الغَيْبَ ما لَبِثَتْ * * * دَهْرًا تُعالِجُ أصنافًا مِنَ الأَلَمِ
    أمَّا النُّجُومُ فَزَيْنٌ لِلسَّمَا ورُجُو * * * مًا للشَّياطِينِ طَرْدًا لاسْتِمَاعِهِمِ
    كما بِها يَهْتَدِي السَّارِي لِوِجْهَتِهِ * * * في البَرِّ والبَحْرِ حيثُ السيْرُ فِي الظُّلَمِ
    والنَّيِّرَيْنِ بِحُسْبَانٍ وذلكَ تَقْ * * * دِيرُ العَزيزِ العَلِيمِ الْمُسْبِغِ النِّعَمِ

    فمَنْ تَأَوَّلَ فيها غيْرَ ذاكَ قَفَا * * * ما ليْسَ يَعْلَمُهُ فَهو الكَذُوبُ سَمِ
    كَالْمُقْتَفِينَ لِعُبَّادِ الْهَياكِلِ فِي * * * عَزْوِ التَّصَرُّفِ والتأثِيرِ للنُّجُمِ
    والكاتِبِينَ نِظامًا في عِبادَتِها * * * عَقْـدًا وكَيْفًا وتَوْقِيتًا لِنُسْكِهِمِ
    فَذَا سُعُـودٌ وذَا نَحْسٌ وطَلْسَمُهُ * * * كَذَا وناسِبُـهُ ذاكمْ بِخَرْصِهِمِ

    واحْذَرْ مَجَلّاتِ سُوءٍ في الْمَلَا نُشِرَتْ * * * تَدعُو جِهارًا إلى نَشْرِ البَلَا بِهِمِ
    تَدْعُو لِنَبْذِ الْهُدَى والدِّينِ أجْمَعِهِ * * * والعِلْمِ بلْ كلِّ عَقْلٍ كامِلٍ سَلَمِ
    ولِلرُّكُونِ إلى الدنْيا وزُخْرُفِها * * * والرَّتْعِ كالحيَوانِ السّائِمِ البُهُمِ
    ولِلتَّهَتُّكِ جَهْرًا والخَلاعَةِ معْ * * * نَبْذِ الْمُروءَةِ والأخْلاقِ مِنْ عَدَمِ

    والاعْتِمادِ عَلى الأسْبابِ مُطْلَقِها * * * دُونَ الْمُسَبِّبِ والإخلاقِ مِنْ عَدَمِ
    والكُفْرِ باللهِ والأمْلاكِ معْ رُسُلٍ * * * والوَحْيِ معْ قَدَرٍ والبَعْثِ لِلرِّمَمِ
    وَلِاعْتِناقِ الطَّبيعيَّاتِ ليْسَ لَها * * * مُدَبِّرٌ فاعِلٌ ما شاءَ لَمْ يَضِمِ
    قامَتْ لَدَيْهِمْ بِلا قَيُّومٍ اْبدَعَها * * * مُسَخَّراتِ لِغاياتٍ مِنَ الْحِكَمِ

    سَمَّوْهُ مَدْحًا لهُ العِلْمَ الْجدِيدَ بَلِ الْـ * * * كُفْر القَدِيم ومِنْهُ القَوْلُ بالقِدَمِ
    تَقَسَّمُوهُ الْمَلاحِيدُ الطُّغاةُ عَلى * * * سَهْمٍ وأكثَرَ لا أهْلًا بِِذِي القِسَمِ
    وكُلَّما مَرَّ قَرْنٌ أوْ قُرُونٌ اْتَوْا * * * بِهِ عَلى صُورَةٍ أُخْرَى لِخُبْثِهِمِ

    بَعْضُ الْخَبيثُ عَلى بَعْضٍ سَيَرْكُمُهُ * * * رَبِّي وَيَجْعَلُهُ في النارِ للضَّرَمِ
    واعْجَبْ لِعُدْوانِ قَوْمٍ حاوَلُوا سَفَهًا * * * أنْ يَجْمَعُوهُ إلى الإسْلامِ فِي كَمَمِ
    كالنّارِ في الماءِ أو طُهْرٍ عَلى حَدَثٍ * * * في وقتِهِ أوْ إِخاءِ الذِّئْبِ والغَنَمِ



    خاتمة في ثمرات العلم النافعة
    واجتناء قطوفه الدانية اليانعة

    وَحَاصِلُ العِلْم ما أُمْلِي الصِّفَاتِ لَهُ * * * فَأَصْغِ سَمْعَكَ واسْنَتْصِتْ إلَى كَلِمِي
    وَذَاكَ لَا حِفْظَكَ الفُتْيَا بِأحْرُفِهَا * * * وَلَا بِتَسْوِيدِكَ الْأَوْرَاقَ ِالْحُمَمِ
    وَلَا تَصَدُّر صَدْرَ الْجَمْع مُحْتَبِيًا * * * تُمْلِيهِ لَمْ تَفْقَهِ الْمَعْنِيَّ بالكَلِمِ
    ولا العِمَامَة إذْ تُرخَى ذُؤابَتُها * * * تَصَنُّعًا وخِضاب الشيْبِ بـالْكَتَمِ
    ولا بِقَوْلكَِ يعني دائبًا ونَعَمْ * * * كَلا ولا حَمْلكَ الأسْفارَ كالْبُهُمِ

    ولا بِحَمْلِ شهاداتٍ مُبَهْرَجَةٍ * * * بِزُخْرُفِ القَوْلِ مِن نَثْرٍ ومُنْتَظِمِ
    بلْ خَشْيَة اللهِ في سِرٍّ وفِي عَلَنٍ * * * فاعْلَمْ هيَ العِلْمُ كلَّ العِلْمِ فالْتَزِمِ
    فَلْتعْرِف اللهَ ولْتَذْكُرْ تَصَرُّفَهُ * * * ومَا عَلى عِلْمِهِ قد خَطَّ بالقَلَمِ
    وحَقَّهُ اعْرِفْ وقُمْ حَقًّا بِمُوجبِهِ * * * ومَنْهَجَ الْحَقِّ فَاسْلُكْ عَنْهُ غَيْرَ عَمِي
    أشْقَى وأسْعَدَ مُخْتَارًا أضَلَّ هَدَى * * * أدْنى وأبْعَدَ عَدْلا مِنْهُ فِي القسَمِ

    أوْحَى وأرْسل وصَّى آمِرا ونَهَى * * * أَحَلَّ حَرَّمَ شَرْعًا كَامِلَ الْحِكَمِ
    يُحِبُّ الإحسان والعِصْيانَ يَكْرَهُهُ * * * والْبِرَّ يَرْضاهُ معْ سُخْطٍ لِحُرْمِهِمِ
    بِمُقْتَضَى دِينِ فِي الدّارَيْنِ مُطَّرِدٍ * * * لا ظُلْمَ يَخْشَى ولا خَيْرٌ بِمُنْهَضِمِ
    فاعْمَلْ عَلى وَجَلٍ وادْأَبْ إلَى أجَلٍ * * * واعْزِلْ عن اللهِ سُوءَ الظنِّ والتُّهَمِ

    للشَّرْعِ فانْقَدْ وسَلِّمْ لِلقَضَاءِ ولَا * * * تُخَاصِمَنَّ بِه كالْمُلْحِدِ الْخَصِمِ
    وبالْمَقادِيرِ كُنْ عَبْدًا لـِمَالِكِهِ * * * وعابِدًا مُخْلِصًا فِي شَرْعِهِ القِيَمِ
    إيَّاهُ فاعْبُدْ وإيَّاهُ اسْتَعِنْ فَبِذَا * * * تَصِلْ إليْهِ وإلا حُرْتَ فِي الظُّلَمِ
    وخُذْ بالَاسْبابِ واسْتَوْهِبْ مُسَبِّبَها * * * وثِقْ بِهِ دُونَها تُفْلِحْ ولَمْ تُضَمِ

    بالشَّرْعِ زِنْ كُلَّ أمْرٍ ما هَمَمْتَ بـهِ * * * فإنْ بَدَا صالِحًا أقْدِمْ ولا تَجِمِ
    أخْلِصْهُ واصْدُقْ أصِبْ واهْضِمْ فَذِي شُرِطَتْ * * * فِي صالِحِ السَّعْيِ أوْ فِي طَيِّبِ الكَلِمِ
    أخْلِصْهُ للهِ واصْدُقْ عازِمًا وأصِبْ * * * صِرَاطَهُ واهْضِمَنَّ النّفْسَ تَنْهَضِمِ
    لا تُعْجَبَنَّ بِهِ يُحبَط ولا تَـرَهُ * * * في جانبِ الذنْبِ والتقْصِيرِ والنِّعَمِ

    وحيثُ كانَ مِن النّهْيِ اجْتَنِبْهُ وإنْ * * * زَلَلْتَ تُبْ منهُ واسْتَغْفِرْ معَ النَّدَمِ
    وَأَوْقِفِ النفْسَ عندَ الأمرِ هلْ فَعَلَتْ * * * والنّهْيِ هلْ نَزَعَتْ عن موجِبِ النّقَمِ
    فإنْ زَكَتْ فاحْمَدِ الْمَوْلَى مُطَهِّرَها * * * ونِعْمَةَ اللهِ بالشُّكْرانِ فاسْتَدِمِ
    وإنْ عَصَتْ فاعْصِها واعْلَمْ عَدَاوَتَها * * * وحَذِّرَنْها وُرُودَ الْمَوْرِد الوَخِمِ
    وانْظُرْ مَخازِي الْمُسِيئينَ التي أُخِذُوا * * * بِها وحَاذِرْ ذُنوبًا مِن عِقابِهِمِ

    والْزَمْ صِفاتِ أولِي التّقوَى الذينَ بِها * * * عَلَيْهم اللهُ أثْنَى واقْتَدِهْ بِهِمِ
    واقْنُتْ وبينَ الرَّجَا والْخَوْفِ قُمْ أبَدًا * * * تَخْشَى الذنُوبَ وتَرْجُو عَفْوَ ذَي الكَرَمِ
    فالخوفُ ما أوْرَثَ التقوَى وحَثَّ عَلى * * * مَرْضاةِ رَبِّي وهَجْرِ الإِثْمِ والأَثَمِ
    كَذا الرَّجَا ما عَلى هذا يحِثُّ ِلتَصْـ * * * ـدِيقٍ بِمَوْعودِ رَبِّي بالْجَزَا العَظِمِ
    والْخَوْفُ إنْ زادَ أفْضَى لِلْقُنُوطِ كَمَا * * * يُفْضِي الرَّجاءُ لأَمْنِ الْمَكْرِ والنِّقَمِ

    فَلا تُفَرِّطْ ولا تُفْرِطْ وكُنْ وَسَطًا * * * وَمِثْلَ مَا أمـَرَ الرَّحْمَنُ فاسْتَقِمِ
    سَدِّدْ وقارِبْ وأَبْشِرْ واسْتَعِنْ بِغُدوْ * * * وٍ والرّواحِ وأَدْلِجْ قاصِدًا ودُمِ
    فمِثْل ما خَانَتِ الكسْلانَ هِمَّتُهُ * * * فَطَالَمَا حُرِمَ الْمُنْبَتُّ بالسَّأَمِ
    ودُمْ عَلى البَاقِياتِ الصَّالِحاتِ وحَوْ * * * قِلَنْ واسْأَلِ اللهَ رِزْقًا حُسْنَ مُخْتَتَمِ
    واضْرَعْ إلى اللهِ في التَّوْفِيقِ مُبْتَهِلًا * * * فَهو الْمُجِيبُ وأهْلُ الْمَنِّ والْكَرَمِ

    يا رَبِّ يا حيُّ يا قيومُ مَغْفِرَةً * * * لِمَا جَنَيْتُ مِنَ العِصْيانِ واللَّمَمِ
    وامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا يُرْضيكَ واقْضِهِ لِي * * * مِنِ اعْتِقادٍ ومِنْ فِعْلٍ ومِنْ كَلِمِ
    وأَعْلِ دينَكَ وانْصُرْ ناصِريهِ كَمَا * * * وَعَدْتَهُمْ ربَّنا فِي أصْدَقِ الكَلِمِ
    واقصِمْ بِبَأْسِكَ رَبِّي حِزْبَ خاذِلِهِ * * * ورُدَّ كَيْدَ الأعادِي فِي نُحُورِهِمِ

    واشْدُدْ عَليْهِمْ بِزِلْزَالٍ ودَمْدَمَةٍ * * * كمَا فَعَلْتَ بأهْلِ الْحِجْرِ فِي القِدَمِ
    واجْعَلْـهُمُ رَبَّنا لِلْخَلْقِ مَوْعِظَةً * * * وعِبْرَةً يا شَديدَ البَطْشِ والنِّقَمِ
    ثم الصَّلاةُ عَلى الْمَعْصومِ مِنْ خَطَأٍ * * * مُحَمَّدٍ خَيْرِ رُسْلِِ اللهِ كُلِّهِمِ
    والآلِ والصَّحْبِ ثمَّ التابعينَ لَهُمْ * * * وتَمَّ نَظْمِي بِحَمْدِ اللهِ ذِي النِّعَمِ


    للأستماع للقصيدة صوتيًا :من هنا :أو::من هنا

    وكذالك تحميلها نصًا من هنا


    منقول
يعمل...
X